[د أنس البن]

أستاذنا الجليل ثروت بك غنيم
هكذا عرفتك إنسانا عالما موسوعيا شاملا , أدرك أن العلم ليس شأنا مجردا فى منحى من مناحى الحياه بل هو كل الحياه , وها أنت تدع جانبا علوم العقاقير والأقربازين وتخرج علينا لتدهشنا بإلمامك الدقيق بلون من ألوان الفنون , التى ربما يتعالى كثير ممن يعتبرون أنفسهم مثقفين أو اهل علم عن التحدث فيها ناهيك عن تذوقها , وإن تورط احدهم للحديث عنها ربما يجيب من طرف لسانه بكلمات ينطقها على استحياء ,
ولذلك عندما قرأت مداخلتكم القيمه والموضوعيه جدا وسؤالكم لأخينا غازى , تذكرت أديبنا الكبير جامعة العلوم الجليل عباس محمود العقاد , فهو رغم كتاباته الجاده وبحوثه المتخصصه فى شتى فروع العلوم والمعارف سواء ما يتعلق منها بأمور الدين أو أمور الدنيا فى الأدب والسياسة والشعر والفلسفة والعقائد والتاريخ .... الى ما هنالك مما لا يحصى عددا .
رغم ذلك لم يأنف من كتابة بحث رائع عن الضحك قبل أن يدخل بنا على تلك الشخصية اللأسطوريه أو التاريخيه الله أعلم . المعروفه باسم جحا , والذى وصفه فى عنوان كتابه بالضاحك المضحك .
ويبدأ رحمه الله هذا البحث كشأن الفلاسفة المدققين بتناول كلمة الضحك بالبحث والتدقيق , وأسباب الضحك وهو الجزء الذى تذكرته لما قرأت اليوم رسالتكم للأخ غازى ,
لأن أستاذنا العقاد يقول وأنا هنا أنتقى من بين سطوره : الضحك ضحوك عدة وليس بضحك واحد ونحن نضحك لأسباب كثيره , هناك ضحك السرور والرضى , وهناك ضحك السخرية والإزدراء , وهناك ضحك المزاح والطرب , وهناك ضحك العجب والإعجاب , وهناك ضحك المودة والعطف , وهناك ضحك الشماتة والعداوه , وهناك ضحك المفاجأة والدهشه , وهناك ضحك المقرور , وضحك المشنوج وضحك السذاجه وضحك البلاهه ....
ويسترسل أديبنا الكبير فى ذكر بيان أن هذه الألوان تختلف باختلاف الضاحك والمضحوك عليه فى سرد بديع يثرى المعرفه ويكشف اللثام عن هذا العالم الجميل عالم الضحك والضاحكين , ولا يستنكف أديبنا عن ذكر أسماء باحثين من الغرب حول هذا الشأن وأسماء كتبهم ويورد فقرات منها لتعم الفائده ,,,,
معذرة سيدى أن دخلت الى هذا الحوار قبل أن يتفضل أخى غازى بالرد على استفساركم الذى يفتح لنا آفاقا جديده فى عالم الضحك , وأظنها آفاق تليق بمكانة منتدى سماعى وستكون حافزا لنا لنطور من أنفسنا وننفتح بصورة علمية أكثر رحابة على هذا العالم الجميل ...........