الموضوع: احواش امنتانوت
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29/04/2011, 13h48
الصورة الرمزية said-66
said-66 said-66 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:197988
 
تاريخ التسجيل: mars 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
العمر: 37
المشاركات: 232
افتراضي احواش امنتانوت

قراءة في الجذور التاريخية والاجتماعية
لظاهرة أحواش امنتانوت


اختلف الباحثون حول أصل رقصة أحواش امنتانوت بين قائل بأنها ذات أصل أسطوري مرتبطة ببعض الطقوس التعبدية الوثنية التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، وبين من يقول بأنها لها علاقة بقبيلة انفيفة المستقرة بالمنطقة مند العصر الوسيط كما أشار إلى ذلك البكري في المصدر المشار إليه سابقا.
تبقى هذه الطروحات مجرد أراء لا تقوم على أسس علمية ما دامت لم تعتمد على وثائق تاريخية و أسس منطقية. ذلك أن رقصة أحواش امنتانوت ، في الجزء الأساسي منها ، هي رقصة الجماعات البشرية المستقرة المرتبطة بالأرض من خلال زراعتها واستغلالها ، وما تتطلبه العملية الإنتاجية الفلاحية ( الحرث – السقي- الحصاد- الدرس...) من التكتل والعمل التعاوني الجماعي ، وهذا ما انعكس على جميع مستويات حياتها الأخرى ، من علاقات اجتماعية، ومن عمارة وسكن، و من إشكال فنية وتعبيرية ووسائل ترفيهية، التي يشكل أحواش إحدى أبرزها وأهم أشكالها. الجزء الأخر من رقصة أحواش وهو المسمى ب ( التيت أو تمزكرت ) هو في الحقيقة يشبه في لحنيه الأساسيين وفي ترديده المواويل ذات الأصول الاجتماعية المرتبطة بالجماعات البشرية الرعوية التي تعتمد الرعي و الترحال أساس لحياتها.
الدارس لتاريخ امنتانوت أو المطلع على المصادر التاريخية التي أشارت إليها ، سيستنتج أن سكان امنتانوت الأصليين ( أفيفن أو انفيفة ) كانوا يمارسون التجارة كأساس لحياتهم المعيشية ، لان امنتانوت أصلا عبارة عن محطة للقوافل التجارية منذ العصر الوسيط . ولم يمارسوا الفلاحة إلا بعدما اضطروا إلى ذلك، مع بداية العصر الحديث، أي خلال القرن الخامس عشر الميلادي ، وبالضبط بعد انهيار الحكم المريني، انتشار القلاقل والصراعات السياسية والقبلية بالمغرب مما أدى إلى فقدان الأمن والاستقرار اللذين يشكلان عصب تجارة القوافل التي كانت امنتانوت احدى محطاتها خاصة في الطريق التجارية الغربية الرابطة بين شمال المغرب ومراكش عبر تيزي أماشو فتارودانت ثم إلى الصحراء . في هذه الظروف بالضبط غير سكان امنتانوت نوط عيشهم من التجارة إلى الفلاحة ، فبدوا في الخروج من مركزهم الأصلي ( دواوير تاشمرو - تازروت القديمة امنتانوت الأصلية وهي تكاديرت الحالية ) وشرعوا في الانتشار على ضفاف واد امنتانوت ليستقروا في الدواوير الحالية الموجودة بجماعة القروية الحالية انفيفة. في هذا السياق التاريخي ستظهر رقصة أحواش امنتانوت، وبدأت تتطور وانتقلت إلى باقي القبائل المجاورة لأمنتانوت التي كانت لها رقصاتها الخاصة بها . بعد هذا التطور استقرت رقصة أحواش على شكلها الحالي بعدما تأثرت بدورها بالأشكال التعبيرية والفنية للقبائل المجاورة لامنتانوت، بل ستفرز في مراحل وظروف تاريخية معينة ظواهر فنية أخرى كظاهرة الروايس،

وسيكون لرقصة أحواش بدورها تأثيرها الكبير كذلك على رقصات بعض القبائل العربية المستقرة بالمنطقة وخاصة رقصة حمادة - إن لم نقل بأن حمادة في حد ذاتها ماهي رقصة أحواش معربة، تؤدى من طرف هذه القبائل العربية تأثرا منها بهذه القبائل الأمازيغية المجاورة لها.
كان لرقصة أحواش التي وإن كانت تختلف من قبيلة أمازيغية إلى أخرى ,في بعض الحركات, والألحان, والإيقاعات والأوزان ,أو من حيث مشاركة العنصر النسوي للذكور في أداءها بشكل جماعي ، فإنها من حيث الشكل الذي تؤدى به لا تتجاوز خمسة أشكال, سواء كان هذا الاحواش رقص رجال أو رقص نساء أو رقص رجال و نساء أو فتيان وفتيات وهي:
1- مستقيم.
2- قوس.
3- قسمان متقابلان.
4- مستقيمان متوازيان.
5- دائرة مغلقة.
وتؤدى بإيقاع يسير في منحى تصاعدي بمساعدة (الروايس نتلونا ) بالبنادر ب(الهمز) أوب(أخالف), ويتغير هذا الشكل والألحان حسب تعليمات (أعلام).
و رقصة حمادة تؤدى بنفس الأشكال وحتى بعض إيقاعاتها وألحانها قد يستشف فيها الملاحظ والمتفحص ميولا إلى الإيقاعات والألحان الأمازيغية لأحواش. أما من حيث المضامين فهي لا تختلف عن أحواش في شيء ،حيث تتناول جميع المواضيع ذات العلاقة بالحياة اليومية بأفراحها وهمومها أو القضايا الوطنية والإسلامية ، إضافة إلى المواضيع الغزلية. بل أكثر من ذلك، فالعديد من سكان بعض الدواوير من القبائل الأمازيغية بمنطقة شيشاوة، غالبا ما يرقصون حمادة في أعراسهم ومناسباتهم الاحتفالية أكثر من أحواش:
- دوار تافروخت ودار أكيماخ بأسيف المال.
- دوار أيت تافوكت.
- دواوير جماعة أيت هادي.
- بعض دواوير جماعة رحالة في امتوكة.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 2222222222222222222222222222.JPG‏ (47.2 كيلوبايت, المشاهدات 195)
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 A7WACH IMN TAMOUT.mp3‏ (5.19 ميجابايت, المشاهدات 163)
رد مع اقتباس