عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 15/08/2007, 05h40
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 2,483
افتراضي

نزولاً على رغبة أخى الغالى الأستاذ غازى الضبع ..
أبدأ بسم الله فى تحليل قصيدة ( أيها الراقدون تحت التراب ) ..

الكلمات للشاعر : أحمد رامى

الألحان والغناء للموسيقار : محمد عبد الوهاب

من بداية القصيدة .. نحن أمام عاشق يبكى محبوبته التى ماتت وتركته لألآمه ..

الصورة توضح لنا .. أن العاشق يوجه كلامه للراقدون تحت التراب .. الموتى اللذين يشاركون حبيبته المصير والمكان . . فيقول :

أيها الراقدون تحت التراب ... جئت أبكى على هوى الأحباب

كان لى فى الحياة من أرتجيه ... ثم ولى والعمر فجر الشباب

نفهم من البيت السابق .. أن الحبيب مات فى عز الشباب ..

ويستمر الشاعر فى رثاءه .. فيقول :

كان أنسى وكان توءم نفسى ... فإذا بى فى وحشة وإغتراب

وينهى الشاعر بقوله : أيها النائمون أه لو تسمعون ..

الأبيات ليس فيها كلمات صعبة أو مبهمة ..

ونستمر مع العاشق الذى يقول :

أين منى ضريحها أسقيه ذوب قلبى ودموعى ..

يتمنى أن يقف أمام قبرها ويذرف الدمع والدم حزناً ..

فى الجزء الثانى من القصيدة يقول شاعرنا على لسان العاشق المكلوم :

يامن سعيت إليها يقودنى صوت قلبى ... يامن جنيت عليها هذه جناية حبى ..

هنا يخبرنا العاشق أنه قد جنى على محبوبته .. يشعر أنه ظلمها .. أو أنه له يد فى وفاتها ..

ومن شاهد فيلم ( دموع الحب ) .. سيفهم مايقصده العاشق .. أحس أنه السبب فى موتها لأنه رفض أن يتزوجها بعد وفاة زوجها الأول ..

ولأنه مازال يحبها من كل قلبه .. فقد أكمل وقال :

أمل راحل وحب مقيم ... فى الحنايا من ضلوعى

هاهنا فإرقدى ... أه لو ترحمين ..

هذه دموعى تجرى مسترحماً فى دعائى ... ياليت صوتى يسرى ويستجيب ندائى ..



ثم يُشهد النجوم على وفاءه .. فيقول :

يانجوم إشهدى إنى على الذكرى أمين ... ياغيوم إرسلى الدمع مع الباكى الحزين ..

الكلمات تبعث على الذكريات الحزينة .. ليس فقط على الحبيب الذى مات .. ولكن على كل حبيب مضى وراح .

وكأن عبد الوهاب لم يكتفى بما تحمله الكلمات من حزن .. فلقد قرر أن يبكينا أكثر وأكثر ..

إختار مقام النهاوند ليبدأ به لحنه ..

مقدمة قصيرة جداً من عرض الوتريات .. ويبدأ عبد الوهاب فى الغناء ..

من نفس المقام ( النهاوند ) .. غناء حر ( بدون إيقاع ) .. والسبب واضح .. العمل حزين ولا يتحمل إيقاع من أى نوع أو شكل .. الرجل يبكى .. فما حاجته لإيقاع ..

يتحول لمقام الراست عند ( كان أنسى وكان توءم نفسى ) ..

ولأنه عبد الوهاب .. فقد أنهى الشطرة على مقام البياتى .. وتحديداً عند كلمة ( إغتراب ) .

ولكنه يعود للنهاوند عند ( أيها النائمون أه لو تسمعون ) ..

لن أستطيع أن أكمل أو أمضى هكذا دون وقفة عند ( أه لو تسمعون ) .. أنا متأكد أن هذه الجملة بالذات تُبكى الكثيرين .. ويقال أن عبد الوهاب نفسه بكى عند غناؤها ..

فى الجزء الثانى من القصيدة .. يلجأ عبد الوهاب لإستخدام الإيقاع .. يمكن أن نسميه ( إيقاع داخلى ) .. الموسيقى تسير على إيقاع ولكننا لا نسمع ألة إيقاعية .. أو هى تعزف بهدوء شديد .

لازمة موسيقية قصيرة أيضاً من مقام البياتى .. وهنا البياتى مختلف عما إستخدمه فى الجزء الأول .. البياتى هنا من نفس درجة النهاوند .. تغيير فى الطبقة الصوتية .. يلجأ له عبد الوهاب تمهيداً لإستخدامه فيما بعد ..

يغنى عبد الوهاب ( يامن سعيت إليها ) من نفس البياتى ..

إسمعوه .. كيف يؤدى جملة ( يامن جنيت عليها ) عند الإعادة .. يكاد يبكى بالفعل ..

ثم جملة من ألة ( السُلامية ) وهى من فصيلة الناى .. جملة حزينة من مقام الصبا ..

ويردد عبد الوهاب ( أمل راحل وحب مقيم فى الحنايا من ضلوعى ) من نفس المقام ..

ويعود للنهاوند مع ( هذه دموعى تجرى ) .. ولكنه ينهى اللحن على مقام البياتى العادى عند ( إرسلى الدمع مع الباكى الحزين ) ..

ربنا يوجع قلبك ياغازى زى ماوجعت قلبى .. هو أنا ناقص ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .


رد مع اقتباس