الموضوع: ليلى مراد
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 29/07/2006, 14h24
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي ليلى مراد وعبد الوهاب

ليلى مراد وعبد الوهاب.. علاقة خاصة جدا

عبدالوهابِِ الأستاذ والحبيب
لا شك في ان ليلى مراد التي توفيت قبل عشر سنوات تقريبا مازالت تعيش في قلوب المصريين- والعرب أيضا الى اليوم، فهي مطربة حاضرة في حياتهم اليوم كما كانت حاضرة في حياتهم بالأمس القريب والبعيد، وربما امكن القول انها ستحيا في المستقبل أيضا لانها غنت بحرارة وباحساس وكانت متوفرة أصلا على صوت جميل. غنت للحب العظيم، والوجد المبرح، والشوق اللافح، الذي يشعر به كل بشري اذا ما استبدت به تلك العاطفة القوية الغلابة، فكلمات اغانيها كانت تشفي غليل الحب، وتسد رمق الجوى، وتعطي لتذوق الوجد طعما ولونا ورائحة

يحتل محمد عبدالوهاب مكانة خاصة في السيرة الذاتية لليلى مراد، فقد ذكرت في شريط مسجل معها قبل وفاتها بأشهر قليلة، ولم يذع الا بعد الوفاة انها احبت عبدالوهاب طيلة حياتها وانها ستظل تحبه حتى آخر يوم من عمرها، وفي هذا الشريط تقول ليلى مراد انها بدأت أولى خطواتها الفنية على يد 'استاذها' عبدالوهاب، وانها مدينة له بالكثير، وان ثلاثة ارباع اغانيها كانت من تلحينه، وان قلبها خفق يوما بحبه، ولما باحت له بهذا الحب أباح دمها

يحيا الحب

وفي التفاصيل ان لقاء القلب انطلق مع فيلم 'يحيا الحب!' جمعتهما الزمالة والصداقة الاسرية اذ كان والدها زكي مراد صديقا له، وكان العمل في الفيلم كلما تقدم وكثرت مشاهد الحب امام عبدالوهاب، زاد شعورها بأن الامر بالنسبة اليها ليس تمثيلا بتمثيل.. فالقلب يشعر ازاء هذا 'الفتى الاول' بما تشعر به الفتاة تجاه شاب اعجبت به وبدأ حبه يتسلل الى قلبها
كان عبدالوهاب في تلك الفترة لايزال في اوج شبابه وشهرته، وكانت هي في طريقها الى الشهرة، وكان كل همها اثناء تصوير الفيلم ان تبقى بجواره في الاستوديو، وداخل حجرات الماكياج، وحتى في طرقات الاستديو، اطول فترة ممكنة
وقد روت فيما بعد انها انتهزت ذات يوم فرصة وجوده في غرفة الماكياج فجلست على المقعد المجاور له، وراحت تجاذبه اطراف الحديث في امور كثيرة ليس لها علاقة بما يموج به قلبها، وعندما وجدت ان الغرفة لا تضم احدا سواهما، وان القدر يسخر لها الوقت والظرف لتنفرد به، ولتزيح بالتالي عن كاهلها عبء الاعتراف، التفتت اليه لتبوح، ولكنها فقدت النطق. فالتفت اليها عبدالوهاب مبتسما هادئا كعادته، فتجرأت وسألته: 'يا استاذ حتحفظني اللحن الجديد امتى؟' فاجابها في دهشة ودهاء: 'لحن ايه يا ليلى؟ احنا سجلنا كل اغاني الفيلم، مالك النهارده، انت بترغي كثير ومش تمام'.. اوقعها عبدالوهاب في المحظور لانه كان يفهم كل شيء، ويدرك ما يدور ويختفي في الصدور، ولكنه كان مصرا على التجاهل، كان يلمس اعجاب هذه المطربة الصاعدة به، كما كان يلمس ان الامر ليس مجرد اعجاب، بل هو اكثر من ذلك، وكان سعيدا في قرارة نفسه ليس كرجل فقط، بل كممثل ومنتج للفيلم، ذلك ان انبهار ليلى مراد به يخدم مشاهد الفيلم
بوح وصد
صمتت ليلى مراد يومها ولم تبح بالسر الذي يعذبها وهو انها تحب 'استاذها'، وكانت تتعذب اكثر عندما تشاهد الفتيات يحمن حوله في كل مكان في الاستديو والاماكن العامة، فتلهب نار الغيرة قلبها، وكان هو يلهو مع الاخريات من المعجبات والعاشقات، ولكن يتعقل وحكمة، كان يعلم كيف يفرمل هذا كله ويضع النهاية المناسبة بسرعة دون ان يترك جراحا دامية
وقد وجدت ليلى مراد ان فرصة البوح قد حانت عندما انتقل فريق العمل الى الاسكندرية لتصوير بعض المشاهد الخارجية للفيلم، فتسلحت ذات مساء بالشجاعة وعزمت على ان تفاتحه، فانطلقت تقول: 'اسمع يا استاذ عبدالوهاب.. انا عايزة اقول لك حاجة شاغلاني بقالها شهور.. انا بحبك انا بحبك قوي يا استاذ'
التفت عبدالوهاب اليها ببطء وهدوء، لم يتفوه بكلمة ظل صامتا ومبتسما معا، واضعا ساقا فوق اخرى، ومنتظرا بقية كلامها، وتكلمت هي، فقالت: انا خلاص مش قادرة اخبي اكثر من كده، انت مش حاسس بالنار اللي في قلبي، ولا بالنار اللي بتحصل لي لو غبت عني، يا ترى بتحبني زي ما بحبك..
ضحك عبدالوهاب بصوت عال مسموع فغرقت ليلى في الخجل لترتبك وتقول له: معناها ايه الضحكة دي؟ يا استاذ انا بتكلم جد.. انا بحبك من زمان، ودلوقت بحبك اكثر
واختفت ابتسامة عبدالوهاب ليحل محلها غضب صارم وهو يلقنها اول درس قاس في حياتها: انا افهم ان دي قلة أدب
ازاي تتجرأي وتقولي لي كده يا ليلى؟
حب لم يمت
جرت دموع ليلى انهارا. نهضت من مقعدها وهي تترنح والدنيا تدور من حولها. تتمنى ان تنشق الارض لتبتلعها، وان ينشق البحر في اسكندرية ليغرقها فيه، وان ينشق صدرها لتقتلع ذلك الخافق المعذب الذي صور لها ان عبدالوهاب بعطفه عليها ورقته معها يبادلها حبا بحب!
وكان عليها ان تتجاوز هذه الكارثة، وان تستعد لتقف امام عبدالوهاب من جديد في آخر مشهد يجمعهما في الفيلم، وكان عليها ان تغني: ياما ارق النسيم، ولكن كيف تعبر عن هذا الحب السعيد المتبادل على الشاشة وهي تفتقده على ارض الواقع؟ وكيف تستقبل كلمات الغزل وهي التي طعنت من 'استاذها' بكلمات التوبيخ؟
تجالدت وتحاملت على نفسها لينجح 'يحيا الحب' ايما نجاح، ولكن ليسقط الحب في قلبها سقوطا مريرا ظلت تعاني من آثاره بعد ذلك شهورا وشهورا، فقد تزوج عبدالوهاب بعد ذلك واصبح ابا وطلق، وتزوجت ليلى واصبحت اما وطلقت
ولكن حب عبدالوهاب ظل في قلبها حتى ماتت



مع يوسف وهبي


بداية المشوار

في البداية كان محمد عبدالوهاب في حياتها، فعندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، وجد والدها انه في ازمة مالية خانقة، وان منقذه من هذه الازمة لن يكون سوى هذه الطفلة المراهقة، وعندما فاتحها بامكان الاستعانة بها لحل ازمة الاسرة عن طريق احتراف الغناء، لم تبد اعتراضا. ولكنه تماسك وعاد يسألها: 'طب ايه رأيك لو خليت واحد من الفنانين الكبار يسمعك ونطلب رأيه'؟

ولم تمض ايام حتى جاءها والدها بالنبأ السعيد، سيأتي المطرب الكبير محمد عبدالوهاب غدا ليسمع ليلى، وحضر عبدالوهاب ومعه الدكتور بيضا صاحب شركة بيضافون
ودخلت ليلى كالفراشة الهائمة التي تبحث عن مصدر ضوء تلقي بنفسها عليه حتى ولو احترقت اجنحتها
نظر اليها عبدالوهاب وسألها: ناويه تسمعينا ايه بقى يا حلوة؟ والتقط عوده في انتظار سماع الرد، فأجابت الفراشة الصغيرة: أغني 'ياما بنيت قصر الاماني'، فارتفع حاجبا عبدالوهاب في دهشة على اساس ان ليلى اختارت الدور الصعب، وقال: مرة واحدة، طيب امرك
وراحت ليلى تشدو كأروع ما يكون الانشاد حتى غرقت في اللحن وذابت في سرى من السعادة التي انتابتها وهي تغني لساحر النساء ومعبود الفتيات
وكما كان لعبدالوهاب دور تاريخي في بداياتها، كان له دور حزين في نهاياتها. فبعد ان اضطرت في اواخر حياتها لبيع عمارتها في غاردن سيتي، لتعيش في حجرة بداخل بيتها في القصر العيني، اتصلت صديقتها مديحة يسري بمحمد عبدالوهاب تطلب منه التوسط مع نقابة الممثلين ليصرفوا لليلى مراد معاشا شهريا استثنائيا مقداره مائتا جنيه



زواجها بأنور وجدي كان سلسلة من العذاب


غيرة زوج
وكان زوجها انور وجدي يغار غيرة شديدة من عبدالوهاب، فعندما كان عبدالوهاب يعمل في تجهيز فيلم جديد له 'لست ملاكا' - وهو آخر افلامه - فكر في اسناد دور البطولة معه لليلى مراد

قبلت ليلى مراد على الفور عرض استاذها صاحب الفضل الاول في ظهورها ونجاحها. ولكن انور رفض العرض رفضا باتا، الامر الذي احدث هزة نفسية عنيفة لها. ولكنها اصرت على موقفها رغم الثمن الباهظ الذي جعلها انور تدفعه، ذلك ان كل زيارة منها لعبدالوهاب كانت تنتهي بثورة عارمة من جانب الزوج الغيور
كان انور وجدي يعرف ان ليلى تحتفظ في احدى زوايا قلبها بذكرى قديمة لحب رومانسي ومراهق لاستاذها. فلا تحلو لها الدنيا الا اذا التقت به ليمسك بالعود ويقودها لحفظ لحنه.
ويبدو ان عبدالوهاب كان السبب في اول طلاق حصل بين ليلى وانور. الا ان هذا الاخير ذهب لاحقا الى منزل اسرة ليلى وعمل على ارضائها حتى عادت اليه من جديد
حب أم مصلحة؟
كان انور وجدي سبب تعذيبها، والاسم حبيبها، كما تقول هي في احدى اغنياتها. ودارسو سيرتها حائرون في الجواب عن السؤال التالي: هل كان انور يحبها ويغار عليها بالفعل، ام كان يمتلكها ويغار ان يشاركه فيها احد؟ هل كانت غيرته، صادرة عن حب، ام عن حرص على المصالح؟ وكيف استطاع ان يمزج الحب بالعمل والعشق بالمصالح؟ فإذا لمس مبادرة تمرد منها سارع الى احاطتها بفائض من الحنان مبالغ فيه على اثره تستسلم المطربة الوديعة القلب وتذوب حنانا وطاعة
وقد دفعه ذكاؤه بل دهاؤه لكي يرضي رغبتها في الاستمرار مع عبدالوهاب واحساسه بانه خير من يجيد تشكيل صوتها، الى ان يدخل مع عبدالوهاب شريكا في انتاج الافلام دون ان يطلب منه تمويلا، فقط جهده الفني من الحان وتوزيع، وحدد انور نسبة مقابل هذه المشاركة الفنية لكي يثبت حسن نواياه امام ليلى وعبدالوهاب معا، شرع بالفعل في انتاج واخراج ثلاثة افلام من اعظم ما قدمته السينما المصرية هي 'عنبر'، 'وقلبي دليلي'، و'غزل البنات'
ولكن لتتسع دائرة الشجار، وتعود الخلافات تطفح من جديد على سطح الحياة الزوجية بسبب مناقشات ليلى ومطالبتها الدائمة بحقها في الاجر عن سلسلة الافلام التي قامت بتمثيلها لشركته، والعائد المادي الضخم الذي ربحه وكدسه في تلك الخزينة الحديدية من واقع استغلال اغانيها ورواج افلامها
طلاق ومرض
وتمر الايام ويحصل الطلاق النهائي بينها وبين انور ويمرض انور مرضا شديدا يشعر خلاله بان لزوجته السابقة ليلى مراد حقوقا مالية بذمته، تحضر ليلى لعيادته وهي تعلم انه يحتضر، فيقدم لها شيكا على اساس انه يريد تبرئة ذمته تجاهها، ترفض ليلى اخذ الشيك منه لتقول لاحقا لاحدى صديقاتها انها بحكم العيش والملح والذكريات التي كانت بينهما لم يكن ممكنا بالنسبة لها ان تستغل لحظات ضعفه لتسفيد منه رغم شعورها بان ما كان سيعطيها اياه هو اقل بكثير مما كانت تستحقه. كانت ليلى مراد كائنا وفيا وامينا وكريما في ما له وفي اخلاقه
في اواخر حياتها، وبعد اعتزالها، وعندما كان يعاودها الحنين الى الفن، كانت تشترط ان يلحن لها اغنياتها محمد عبدالوهاب
وكان يحلو لها ان تروي جوانب من سيرتها معه. فقد ذكرت مرة: اصر منذ ان سمعني في اغنية 'ياما بنيت قصر الاماني'، وانا صغيرة، ان يوقع معي عقد احتكار لمدة عشر سنوات في الغناء والسينما معا. واذكر انه اثناء تسجيل اغنية 'الحب جميل' طلب ايقاف التسجيل حين كنت اردد المقطع: 'ولما القلب ييجي يفرح'، وظننت انني اخطأت في شيء ما، فإذا بالموسيقار الكبير يقول لي: 'ان لك اجمل حرف حاء'
التهب قلب ليلى مراد بعبدالوهاب في مراحل عديدة من حياتها وهذا ان دل على شيء فعلى جملة مشاعر منها رهافة احساسها، وحسن اختيارها، ووفاؤها لمن قاد اولى خطواتها في الفن وفي الحياة على السواء، ولا شك ان لتماسك استاذها امامها، وعدم مجاراته اياها في انجرافها العاطفي تجاهه، ما يمنحه ايضا الكثير من العلامات والنقاط. فلو انه كان ضعيف الذات، متبذلا واراد استغلال هذه المطربة الشابة، لكان له ما اراد ولكنه تصرف بنبل وشهامة، فذكرته هي، كما يذكره الباحثون فيما بعد، بالحب
ومطربة الحب والمرح والشجن والليل التي كانت تملك عزة نفس وكبرياء شهد بها كل من عرفها اخذت من استاذها عبدالوهاب اسوأ شيء وهو الوسوسة، لقد كانت مترددة كثيرا، وزيادة عن اللزوم عند الاقدام على اي شيء
طعنة الغدر
مر بشريط الحياة العاطفية لليلى مراد فرسان عصرها ومنهم احمد سالم النجم، الاسطورة، الطيار، مدير الانتاج، ومدير استوديو مصر، وتاجر الاسلحة، والدونجوان، وزوج كل من فاتنة المجتمع امينة البارودي والراقصة تحية كاريوكا، وصاحبة العيون اللوزية السمراء مديحة يسري، والمطربة الخالدة اسمهان التي ماتت وهي في عصمته، وكان قد اطلق عليها الرصاص في منزلهما قبل موتها بايام. احمد سالم الحبيب والماضي المجهول الذي غنت له 'حيران في دنيا الخيال' للشاعر احمد رامي. ومن هؤلاء الاحبة والازواج انور وجدي الذي اهانها وضربها وطلقها ثلاث مرات فرفضت العودة بالمحلل، وادعى - ظلما وزورا - انها تبرعت بخمسين الف جنيه للجمعيات الخيرية الاسرائيلية. ولكن الطعنة ارتدت لانور وجدي عندما صدر القرار في بعض الدول العربية بايقاف افلامها التي كانت افلامه ايضا لانه هو الذي قام بانتاجها
وانتصر الحق بعدما سقطت ليلى في باريس غائبة عن الوعي عندما سمعت بوشايته ضدها، ولم تنطق بسوى 'الله يجازيك يا انور'! وعاد انور يكتب بخط يده رسالة نشرها في الصحافة العربية قال فيها (8 اغسطس 1952): اقر انا الموقع ادناه انور وجدي واعترف بان طلاقي للسيدة ليلى مراد لم يكن بسبب خلاف ديني لان السيدة ليلى مسلمة وموحدة بالله سبحانه وتعالى منذ سبعة اعوام. وكذلك لم يكن سبب الطلاق خلافا سياسيا لان السيدة ليلى مراد عربية مسلمة صميمة
عشقت ليلى مراد كثيرين وعشقها كثيرون، ولكن عبدالوهاب كان شيئا آخر مختلفا عن كل العشاق عندها

جهاد فاضل

المصدر :alqabas.com

التعديل الأخير تم بواسطة : هامو بتاريخ 24/07/2009 الساعة 18h31
رد مع اقتباس