عرض مشاركة واحدة
  #155  
قديم 19/08/2016, 10h57
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي رد: وطنيات محمد عبد الوهاب مجمعة

تجاوزت 110 أغنيات .. قراءة في وطنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب ( 1 - 4 ) .. لماذا رفض الجمهور أغنية حب الوطن ؟

23/05/2016 - 9:54:29

كتب : محمد دياب ...الكواكب

في اطار احتفالنا بمرور خمسة وعشرين عاما على رحيل موسيقار الاجيال ، لم نجد أفضل من تقديم قراءة في أعماله الوطنية تلك التي لحنها وغناها أو لحنها وغناها أخرون ، فقد غطت تلك الاعمال الغنائية تقريبا معظم أحداث القرن العشرين الوطنية التي شهدتها مصر ، هذه الحلقة الاولى من سلسلة تمتد إلى أربع حلقات تتناول فيها كل ماقدم عبد الوهاب من اغنيات وطنية ، خصصناها لعصر الملك فؤاد والحلقة الثانية لعهد الملك فاروق والثالثة لعصر عبد الناصر والرابعة لعصر الرئيسين السادات ومبارك .
عاصر عبد الوهاب ثمانية حكام لمصر منذ ميلاده فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى حوالي عام 1898 ، مروراً بالسلطان حسين كامل والملك أحمد فؤاد ثم الملك فاروق والرئيس محمد نجيب والرئيس جمال عبد الناصر مروراً بالرئيس السادات وصولاً إلى الرئيس الأسبق مبارك الذى توفى عبد الوهاب فى أثناء حكمه بعد مرور عشرة أعوام على بداياتها، لم يغن عبد الوهاب لهؤلاء الحكام باستثناء اثنين فقط هما الملك فاروق والرئيس عبد الناصر ، فيما لحن أغنيات لمطربين آخرين تغنوا باسم السادات ، كما غنى للملوك العرب بدءا من الملك فيصل الأول ملك العراق مرورا بالملك عبد العزيز آل سعود والملك سعود ملكي السعودية ،وملك ليبيا إدريس السنوسي، وملك المغرب الحسن الثاني ،كما خص مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر الأسبق بثلاث أغنيات .
وبعيداً عن الغناء للملوك والحكام أتاح العمر المديد الذى وهبه الله لعبد الوهاب معاصرة أحداث جسام فى تاريخ مصر تفاعل معها فنياً وقدم لنا عدداً كبيراً من الأغنيات الوطنية لمصر وللقومية العربية تجاوزت المائة وعشر أغنيات تشمل الأغنيات التى لحنها وغناها بصوته أو تلك التى لحنها وغناها آخرون. كتب عبد الوهاب تاريخ مصر المعاصر في القرن العشرين من خلال أعماله الوطنية متفاعلاً مع ما مر بها من أحداث وطنية وقومية مثل توقيع معاهدة 1936 وتأسيس بنك مصر وثورة طلبة جامعات مصر العام 1935 والحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وحرب الفدائيين في قناة السويس وقيام ثورة يوليو ومحاولة اغتيال عبد الناصر ودستور 1956 وحرب بورسعيد ووحدة مصر وسوريا وثورة اليمن والجزائر والعراق واستقلال الكويت وبناء السد العالى ونكسة 1967 وحرب الاستنزاف، غير أن الأمر المدهش حقا هو أن عبد الوهاب لم يقدم أغنية من غنائه أو تلحينه عن حرب أكتوبر 1973 وهو أمر مدهش حقاً ولا يوجد تفسير له.

محمد عبد الوهاب وثورة 1919

تفتح وعي الفتى محمد عبد الوهاب الوطني على أحداث ثورة 1919 ، واتاح له القدر اكثر من فرصة نادرة آنذاك كانت أولها التعرف الي زعيم الثورة سعد زغلول ، وثانيها التقرب من الفنان سيد درويش زعيم الغناء للثورة والمشاركة في أحد اعماله المسرحية المقترنة بتلك الثورة.
كانت مشاركة عبد الوهاب في أحداث الثورة خلال فترة عمله بفرقة عبد الرحمن رشدي المسرحية ، يقول محمد عبد الوهاب عن ذلك في كتاب "محمد عبد الوهاب سيرة ذاتية " للكاتب فتحي رضوان :" أتذكر انه خلال الثورة قرر الزعماء تأليف مظاهرة كبرى من جميع هيئات الامة وطوائفها للتعبير عن إجماعها واتحادها ، وكان لابد للفرق التمثيلية من المساهمة في هذا الكفاح الوطنى فقررت كل فرقة ان تسير في المظاهرة وهي تحمل علمها الخاص بها بينما يرتدى أفرادها ملابس تمثيلية لاحدى الروايات التاريخية المصرية ، فبعضها يرتدى مثلا الملابس الفرعونية والبعض الآخر يرتدى الملابس البدوية ،او الملابس الريفية وهكذا ، وكان من نصيب فرقة عبد الرحمن رشدي اختيار ملابس رواية "البدوية" التي وضعها المرحوم ابراهيم رمزي للسير بها في المظاهرة ، فارتدينا جميعا الملابس العربية نحن اعضاء الفرقة رجالا ونساء وكنا بذلك موضع الاعجاب والحماس اثناء المظاهرة بعد تلك الواقعة بثلاث سنوات أتاح الحظ السعيد لمحمد عبد الوهاب فرصة لقاء سيد درويش خلال عمله بفرقة على الكسار ،بعدها بفترة دعاه الممثل فهمى أمان لحضور بروفات أوبريت "شهرزاد" للشيخ سيد درويش في مسرح "برنتانيا" مكان سينما كايرو بالاس حاليا ، هناك اسمتع عبد الوهاب لأول مرة "أنا المصري كريم العنصرين " وأصابته نشوة من جمال اللحن مصحوبة بلوثة جعلته يخرج من باب المسرح وهو يعدو حتى وصل الي ميدان محطة مصر حيث جلس على الرصيف ليلتقط انفاسه واللحن يدوى في رأسه ووجدانه ، وقد تأثر عبد الوهاب بلحن سيد درويش فيما بعد في منولوج "في الليل لما خلى" .تولى أمير الشعراء أحمد شوقي مهمة تعريفه الي الزعيم سعد زغلول منتصف العشرينيات يقول عبد الوهاب عن ذلك :" من الذين رأيتهم عن طريق شوقي المغفور له سعد زغلول وكان سعد صديقا لشوقي ، فكان كثيرا ما يتبادلان الزيارة وقد احبني سعد فكان إذا زار شوقي ولم يجدني استفسر عني وطلب أن أحضر ليراني ، وقد ذهبنا إليه مرارا في بيت الامة وفي منزله بمسجد وصيف وكان سعد يصر على أن يناديني باسم أحمد، لست أدري لماذا ؟ ، وقد حاول شوقي مرارا تذكيره بأن اسمي محمد وليس أحمد ، فكان سعد يذكره مرة ثم يعود ليناديني باسم أحمد ثانية ، ومن الأغاني التي كان يحبها سعد أو لعلها الاغنية الوحيدة التي كان يحب دائما أن يسمعها مني دور "يامنت واحشني وروحي فيك" وهي من تأليف شوقي بك، وكان يغنيها المرحوم عبده الحامولي ويبدع في غنائها في العهد القديم فكنت كلما ذهبت الي مسجد وصيف لزيارة الزعيم سعد غنيتها له ، ولا أريد أن تمر هذه المناسبة دون أن أذكر لصديقي الاستاذ مكرم عبيد موسيقية أذنه أو عذوبة صوته أو حبه وتعلقه بالغناء ، فقد كان دور "يامانت واحشني" تحتاج الي مذهبية أو سنيدة بلغة العهد القديم وهو مايسمي بلغة الموسيقى "بالكورس"، فكان مكرم يبدى استعداده ليقوم بدور المذهبجي وكان لتفهمه الفطرى للموسيقى وجمال صوته يؤدي المهمة على خير وجه ، وكان سعد يطرب للغناء فيدق بيده خلال غنائي على الوحدة ".

وطنيات عبد الوهاب فى عهد الملك فؤاد
جاءت أغنية " على يوم ما أخدونى الجهادية" عام 1925 أول أغنية وطنية فى مسيرة محمد عبد الوهاب وهى تأليف محمد يونس القاضى وغناء وتلحين محمد عبد الوهاب، وموضوعها عن الجيش الوطني المصري تقول بعض كلماتها ": على يوم ما أخدوني الجهادية وقرايبي بيبكوا حواليه / شافوني لابس بدلة جهيدي والبندقية شايلها ف إيدي / جابولي ابنى بيرضع بصوا عليه وعيوني بتدمع / وقلت له يابني اسمع واوعى تأثر فيك حنية "
صحيح أنه كان قبلها يغنى قصيدة الشيخ سلامة حجازى " إن كنت فى الجيش أدعى صاحب العلم فإننى في غرامى ادعى صاحب الألم " وهى عاطفية الطابع لا وطنية خرجت من إحدى مسرحيات حجازي الغنائية. نعود إلى أغنية تدور حول هذه القضية الوطنية الشائكة وهى فزع المصريين من انخراطهم فى صفوف جيشهم الوطنى ومحاولاتهم المستميتة في دفع البدلية مقابل إعفائهم من دخول الجيش وكان لقيام الحرب العالمية الاولى الفضل في تعريف الشعب المصري بأهمية وجود جيش وطني للدفاع عن مصر خصوصا وأن القاهرة قصفت بالطائرات الحربية لاول مرة في تاريخها خلال تلك الحرب . وخرجت وقتها عديد من الاغنيات تشجع على الانخراط في صفوف الجيش والتخلي عن دفع البدلية ، وكان سيد درويش قدم لحناً شهيراً للمؤلف نفسه بعنوان " يا أمى ليه تبكى عليا وانا رايح الجهادية " غنتها نعيمة المصرى والست تودد ومحمد بخيت، تأليف يونس القاضى،
غنى عبد الوهاب أيضا فى العشرينيات من القرن الماضى اغنية من كلمات يونس القاضي بعنوان " يا مصر حسنك ماله مثيل/ من صغر سنى قلبى يميل / لشكل أهرامك والنيل" وهى من أعماله المفقودة لم نسمع بها الا من خلال الكتاب الذي وضعته حفيدة الشاعر محمد يونس القاضي عنه ولم تذكر في أية مصادر أخرى كما لم تذكر المؤلفة تاريخ صدور الاغنية .
وكانت أول أغنية وطنية تفاعل فيها مع حدث قومى عروبي هي " موال دمشق" وهو موال مجهول وربما مفقود صاغه أمير الشعراء أحمد شوقى بالعامية وغناه عبد الوهاب خلال ثورتها على المستعمر الفرنسى العام 1928 والحريق الذي تعرضت له آنذاك تقول كلماته:
" دمشق كان يوم مقدر لعبته الأقدار/ ومين يرد الفلك يمنعه إن دار / قلت الحريق قلت فى الجنة تقولوا النار/ يا بنت مروان كووا قلبك ودى النار/ على ماتوا كرام تحت العلم أحرار"
وبها يصبح عدد الأغنيات الوطنية التى قدمها عبد الوهاب فى العشرينيات، ثلاثا فقط وهو عدد قليل جداً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن ظهوره جاء بعد فورة الأغنيات والأناشيد الوطنية التى صاحبت ثورة 1919 وما تلاها، خصوصاً لسيد درويش أستاذ عبد الوهاب، كما أنه لم يرث الزعيم سعد زغلول بعمل عند رحيله العام 1928 كما فعلت أم كلثوم عندما غنت من اشعار أحمد رامى قصيدة " إن يغب عن مصر سعد فهو بالذكرى مقيم " ألحان القصبجى بل إنها لم تكتف بتسجيلها على اسطوانة بل ذهبت وغنتها في بيت الأمة فى حضور السيدة صفية زغلول فى ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل الزعيم وذلك رغم أن عبد الوهاب تعرف شخصياً إلى سعد زغلول عن طريق أمير الشعراء، وهو أمر يحمل علامة استفهام كبيرة خصوصا ان عبد الوهاب وقتها كان مازال في كنف أمير الشعراء أحمد شوقي صديق سعد زغلول وسيد من قرض المرثيات الشعرية .

عبد الوهاب يغني للملك فيصل الاول ملك العراق
دشن عبد الوهاب حقبة الثلاثينيات بأغنية قدمها للملك ولم يكن هذا الملك هو ملك البلاد فؤاد الأول بل غناها للملك فيصل الأول ملك العراق الذى عرفه إليه أمير الشعراء أحمد شوقى والذى نظم بدوره قصيدة " يا شراعاً وراء دجلة يجرى في دموعى تجنبتك العوادى/ سر على الماء كالمسيح رويدا وإجر في اليم كالشعاع الهادي / وأت قاع كرفرف الخلد طيبا أو كفردوس بشاشة وادى" ، الي أن يختم القصيدة بقولة :" ملك الشط والفراتين والبطحاء أعظم بفيصل والبلاد"
لحنها وسجلها عبد الوهاب بمصاحبة آلة العود فقط،، وكان عبد الوهاب تعرف الي الملك فيصل من خلال أمير الشعراء على متن باخرة كانت تقلهما الي مرسليا في فرنسا ومن ثم الي باريس ، يومها دعاه شوقي الي مائدة عشاء على الباخرة وغني له عبد الوهاب فدعاه الملك فيصل للغناء في قصره في عيد جلوسه على العرش ، وكتب شوقي القصيدة ولحنها عبد الوهاب وغناها للملك في قصره ، ثم في معرض بغداد الزراعي والصناعي الذي أقامته وقتها الجمعية الزراعية الملكية برعاية الملك فيصل الأول ،وقد نالت القصيدة اعجاب الملك تماما حسب قول عبد الوهاب ، وكان ذلك في عام 1932 ، وتبدو هذه القصيدة أجمل ماغني عبد الوهاب على الاطلاق لملك أو رئيس شعرا ولحنا وغناء خصوصا وانها جاءت في أوج جمال صوت عبد الوهاب وفورته الموسيقية ، ولم يحظ الملك فؤاد بقصيدة مثلها فلم يغن له عبد الوهاب وإن كان غنى في حضوره أكثر من مرة من بينها خلال انعقاد مؤتمر الموسيقي العربية الاول عام 1932 في معهد الموسيقى الشرقي ، معهد الموسيقي العربية حالياً يقع في شارع رمسيس يضم متحف خاص بالموسيقار محمد عبد الوهاب .

الجمهور يرفض أغنية حب الوطن !
وقدم كذلك في مطلع الثلاثينيات أعنيته الشهيرة " حب الوطن فرض عليا" تأليف أمين عزت الهجين ،ويعرفها الجمهور وكأنها اول عمل وطنى لعبد الوهاب بسبب قلة شهرة وانتشار ماقدم قبلها تقول كلماتها :" حب الوطن فرض عليا افديه بروحي وعنيه / ليه بس ناح البلبل ليه فكرني بالوطن الغالي / قضيت اعز شبابي فيه وفيه حبايبي وعوذالي / وإن شاف هوان والا اسية افديه بروحي وعنيه" ، ويذكر عبد الوهاب واقعة صدمته وقتها عندما قدم الاغنية في بداية حفلة غنائية له رواها الكاتب محمود عوض في كتابه "عبد الوهاب الذي لايعرفه أحد يقول :" يتذكر عبد الوهاب دائما كيف صاح الجمهور في وجهه مرة بسبب إحدى اغنياته ، ان الحفل تجاري والجمهور غنائي ، ومع ذلك فان عبد الوهاب اختار ان يبدأ غناءه لهم في تلك الليلة بأغنية وطنية أغنية "حب الوطن فرض علي " كلمات معقولة ولكنها لم تكن أبدا متماشية مع المكان ولا الزمان ، المكان حفل جاءه الناس للطرب والمتعة ، وليس للفداء ، الزمان هو مطلع الثلاثينيات سنوات لم يكن الوطن فيها مملوكا لابنائه ، كان مملوكا للانجليز وعلى أكثر تقدير مملوك لطبقة مساعدة من السياسيين الذين يعملون لحساب الانجليز ، كيف اذن يفتدى المستمعون وطنهم بأرواحهم وهم فى الاصل ليسوا طرفا يستشيره أحد في أمور وطنهم ، كيف ياعبد الوهاب هه ؟".

عبد الوهاب يحيي ثورة الطلبة
وفى أول أفلامه في السينما " الوردة البيضاء" عام 1933 قدم عبد الوهاب أغنية " النيل نجاشى" لأمير الشعراء، وفى ثانى أفلامه " دموع الحب" عام 1935 قدم نشيد " تحية العلم" والعلم هو علم مصر الاخضر ذو النجوم الثلاث ، من شعرأحمد رامى وهو أول نشيد يقدمه عبد الوهاب على إيقاع المارش ، جاء بعد ثورة طلبة الجامعات آنذاك والتى اندلعت بسبب رفض الحكومة عودة دستور 1923 وكان نشيد " رفعنا العلم للعلا والفدا" من تأليف عباس محمود العقاد وتلحين عبد الحميد توفيق زكى، هو نشيد تلك الثورة يردده الطلاب فى مدرجات وأروقة الجامعات فأراد عبد الوهاب أن يقدم هو أيضا تحية لعلم مصر،وفي نشيد عبد الوهاب تحية للطلاب الشهداء الذين سقطوا خلال تلك الثورة الصغيرة تقول بعض أبيات النشيد :" أيها الخافق في مسرى الهوى أنت رمز المجد عنوان الولاء / نفتدى بالروح ماظللته ونحيي فيك روح الشهداء".


الطريف أن عبد الوهاب قدم فى نفس الفيلم موال " في البحر لم فتكم" تأليف الدكتور سعيد عبده صاحب المواويل الوطنية الشهيرة في ثورة 1919، هذا الموال تحديداً والذى يبدو في مظهره عاطفياً كتب تشفياً وسخرية من رئيس وزراء مصر آنذاك إسماعيل صدقى باشا الذى كان يحكم بالحديد والنار وكان موالياً لبريطانيا المحتلة وذلك بعد أن تخلى عنه الإنجليز وأقالوه، كتب عبده الموال وقرأه عبد الوهاب في الصحف وأعجبه جداً وأصر على تلحينه وغنائه وبالفعل غنى عبد الوهاب :" فى البحر لم فتكم في البر فتونى/ بالتبر لم بعتكم بالتبن بعتونى/ أنا كنت وردة في بستانى قطفتونى/ وكنت شمعة جوا البيت طفيتونى/ لو عدت دى المرة هاتوا المر واسقونى".
كما قدم " نشيد بنك مصر" عام 1935 بمناسبة مرور خمسة عشر عاماً على تأسيسه، أشعار إحسان العقاد ، في ختامه يحيي من قام البنك على اكتافهم وقامت على اكتافهم النهضة الاقتصادية الوطنية ، وعلى رأسهم طلعت باشا حرب تقول بعض كلمات النشيد الذي يعد من بين مفقودات عبد الوهاب فلا يوجد تسجيل له :" يابنك مصر داعيدك عيد الوطن والمال/ يابن مصر الوفي لك في القلب تمثال / روح الكفاح في الحياة خلقت رجال أعمال / نهضوا بمجد الصناعة رمز الاستقلال / رفعوا كرامة بلادنا وحققوا الآمال / يافخر مصر وآمالها حطم الاغلال / نسجت توب الكرامة كتان وقطن وحرير / للنهضة أحسن علامة في عصر زاهر منير / يامصر أسطولك عظيم مابين اساطيل الامم / رجع لنا العز القديم في البحر رفرف ياعلم / زمزم وكوثر في أمان ساروا مع صفو الزمن / يانيل بتجري في حنان / ياحتة من قلب الوطن / وطياتراتك نسور أعليت بها مجدك / ومن حروف من نور كتبت بها اسمك / طلعلت يكن فؤاد وفوا العهود للبلاد / يعيش ويحيا الوطن ".

تتبقي أغنية واحدة من فترة حكم الملك فؤاد سنتناولها في الحلقة المقبلة وهي الموال الذي أنشده محمد عبد الوهاب في عرس رئيس الوزراء الاسبق مصطفى النحاس باشا ، خلال الحديث عن علاقة عبد الوهاب برموز حزب الوفد وقتها .

__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
رد مع اقتباس