من طرائف المليجي
كان محمود المليجي مرحاً وطريفاً،
لكن أحياناً ما يكون (هزاره) من النوع الثقيل،
وهناك قصة لواقعة حدثت معه أثناء تصوير فيلم (ابن النيل)
عام 1951، كان على محمود المليجي أن يسرق محل جواهرجي
في شارع سليمان باشا، واختار يوسف شاهين أن يكون الجمهورهو الكومبارس،
وبالفعل غطى مدير التصوير آلة التصوير حتى إذا أقبل محمود المليجي على السرقة
كالاتفاق مع الجواهرجي دارت الكاميرا واستبدت بالناس الدهشة وأسرع محمود المليجي
من محل الجواهرجي يجري، والجواهرجي يصيح: امسكوا الحرامي.. فينطلق المارة في اتجاهه..
والكاميرا تصور المطاردة الواقعية.. واقعية أيضاً عندما دلف من شارع سليمان باشا
إلى شارع جانبي حيث امتدت أمامه قدم غليظة وأوقعته أرضاً.. وانهالت عليه يد عنيفة
باللكمات وارتفع حذاء حكومي ليدوسه، ومحمود المليجي يصيح بأعلى صوته
: (حاسب.. أنا ممثل) ، فقال العسكري ، الذي كان يؤدبه .. قال وهو يهوي
عليه ويفرغ فيه شحنة حقده على كل اللصوص: (ما أنتم كلكم بتمثلوا)،
وفي هذه الأثناء لحقه يوسف شاهين بمشقة..
وحملوه على الأيدي مثخناً بالجراح.
كان محمود المليجي فناناً محلقاً خارج سرب السينما المصرية
ولا يزال محلقاً بأعماله الفنية التي كلما شاهدناها تذكرنا أنه كان
فنانا عظيما قادرا على التلون في الأداء والانتقال بنعومة
من البراءة إلى الشر بكل الدرجات الابداعية
ولم يمر على تاريخ السينما المصرية والعربية ، ولن يمر عليها
واحد في حجم وقدرة العملاق الكبير، شرير الشاشة الأول ، وجبار الشاشة
محمود المليجي الذي خرج من إطار الشخصية الواحدة -شخصية الشرير-
وبدأ ينوع أدواره ، وقدم الأدوار الاجتماعية المختلفة ، الفلاح الطيب المحب لأرضه وبلده ،
أدوار الأب والدكتور والوزير، والمحامي.