عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30/01/2008, 14h04
الصورة الرمزية mokhtar haider
mokhtar haider mokhtar haider غير متصل  
رحمك الله رحمة واسعة
رقم العضوية:1707
 
تاريخ التسجيل: mai 2006
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
العمر: 77
المشاركات: 1,662
افتراضي رد: سؤال..و..جواب....في المغنى

الأخ الكريم الاستاذ حرباوي
سأتطرق لسؤالك الأول و للحديث بقية في النقطة الثانية...
القصائد بالفصحى تختلف بعضها لبعض... منها ما هي شعرية أدبية و منها ما هي شعرية أدبية تخضع للتلحين أو قابلة للتلحين ...
مما هو يبرز في النهضة الغنائية و الموسيقية التي حدثت منذ بداية القرن ال
20 أن الفنانين استرجعوا قيمة القصيدة و استغلوا كل الإمكانات النغمية الشرقية العربية لترجمة معانيها السامية و قوتها التعبيرية و قيمتها... فهذا هو ما حدث بين أم كلثوم و الشيخ أبو العلا محمد بإرساء قواعد في النطق و الأداء الوافي للمعاني إظافة إلى اختيار نماذج لحنية للقصيدة التقليدية...
و شغلت القضية أهل الفن لغاية ما كانت ترتكب بعد الأغلاط في البداية حيث يحكى أن رياض السنباطي كان يعزف محاولة تلحيينة لإحدى القصائد و هذ بحظور أحمد شوقي... فعند مقطع معين سأل أحمد شوقي السنباطي على معنى عبارة كان السنباطي قد لحنها... فرد السنباط قائلا انه لا يعرف معنى العبارة المذكورة... و رد عليه شوقي قائلا بقوة لا تلحن أبدا عبارة لا تفهم معناها

نرجع إلى الموضوع في العشرينيات ...فهذا كان يأخذ من ذلك.... و هذا نوع أخذ من الآخر حيث أن الكلمة الغنائية بالعامية هي بدورها مسحت الحدود و المسافة بينها و بين الفصحى و ظهر شعراء قادرون على الفصحى و أنتجوا بالعامية و منهم أحمد رامي و أحمد عبد المجيد... فشاعريتهم و درايتهم الأدبية ساعدتهم على انتقاء الأغنية العامية

و فيما يخص غناء القصيدة... كان السنباطي امتدادا لهذا الجانب لأبو العلا محمد و مما تعلمه منه في تلحين المعاني و النطق السليم للأفراد و الجمل و الحروف و وضع شيء فشيء ملامح ما هو معروف بالقصيدة السنباطية... و أسلوب السنباطي ينطلق أساسا من النص الأدبي

أما أسلوب القصيدة الوهابية... فبعد بداياته في غناء و تلحين بعض القصائد على الطريقة التقليدية... انشغل بالتطوير لها و بحث على قصائد غير تقليدية.... بمعنى قصائد حاملة تنوع في المعاني و سهلة الهضم ... و بالتالي بحث أساسا على نصوص تتأقلم مع أفكاره الموسيقية و النغمية و اللحنية و خرج من النصوص التقليدية بما فيها وحدة البحر و القافية إلى غير ذلك... فأسلوب عبد الوهاب القصائدي ناتج عن أفكاره الفنية بينما السنباطي ينطلق أساسا من نص شعري تقليدي و وضع تلحين في هذا المنظور الشرقي التقليدي... و ااسنباطي استغل كل ما هو ممكن إن يستغل من داخل الكلمة الفصحى و اللحن الشرقيين وضع ملامحهما النهائية
و يمكن أن نستخلص أن القصيدة السنباطية هي بمثابت تحف تبرهن أن الشعر الفصحوي قابل للغناء و التلحين و وضعت شموخ ثابة لها... إنما ستوضع في المتاحف
بينما عبد الوهاب فتح لها أبواب و اهتم بالقصيدة الغير تقليدية قابلة للحن حر دون أي قيود ما عدا القواعد الأسساية العلمية ... برهن في بداياته على غناء و تلحين القصيدة التقليدية ثم انطلق في التطور و المعاصرة... و اختار جفنه علم الغزل للغتها السهلة و نطقها اللين و السريع.... و عمل مزج بين الغربي ووزن التانجو و الغناء الشرقي في أغنية سهرت منه الليالي... و ارتاح لتلحين قصيدة الجندول بما فيها رومنسية و التحرر من وحدة القافية و البحر و تسلسل صور ثرية حاملة لحنها كما قال عنها عبد الوهاب.... و اختار لحن قوي و ثري لأغنية لست أدري... و لحن ثائر و عنيف في قصيدة الخطايا و لا تكذبي و لست قلبي لكامل الشناوي و لحن شرقي محض واسع للنهر الخالد... وتسلسل المشاعر المتناقضة في أيظن و ما ذا أقول له و بالتالي تنوع حر في التلحين للصور

و للحديث بقايا

__________________
قالوا لي... الناس معادن من أغلى المعادن
أنا قلت... الناس كنوز... دهب و ياقوت و ماس
و الحب أغلى معدن موجود في قلب الناس

التعديل الأخير تم بواسطة : mokhtar haider بتاريخ 18/04/2010 الساعة 00h40