حوار وعدسة / علي خويلد
*****
صانع الألحان الخالدة ....
(محمد مرشان) يبث شجونه للمستقل ويستغيث (أنا مهدد بالسجن)
الفنان والموسيقار "محمد مرشان" من مواليد 1929 , اسم عرفه الكثيرون في مجال الغناء واللحن والطرب الأصيل .. اعماله الغنائية لاتزال في ذاكرة كل الليبيين ولعل ابرزها (بعث المحبة يا ناس من يشريها - والجوبة بعيدة - واطت العين عليا - حبيب سيبني حرام غرامه) وغيرها من الاعمال الجميلة .. غنى من الحانه الكثير من الفنانين الليبيين والعرب, اسس اول فرقة موسيقية للإذاعة والمالوف, قام بتأسيس معهد جمال الدين الميلادي سنة 1964, وبعد رحلة استمرت لأكثر من 60 عاماً من الابداع والعطاء للأغنية الليبية يبقى محمد مرشان رهن المرض والمعاناة في القاهرة لتلقي العلاج في ظروف مالية ليست بالجيدة.
-- لو رجعنا بك قليلاً ماذا تبقى في الذاكرة لتلك الفترة فترة الستينات؟
بدايتي الفنية لم تكن في فترة الستينات بل من سنة 1948 عندما كنت في الشرطة البحرية وكنت اعشق الموسيقى بشكل كبير وبدأت اكتب وألحن وأسجل لنفسي وليس للنشر, وتعلمت العزف على العود خلال شهرين فقط على يد الشيخ "صالح الفزاني" واستطعت عزف كل اغاني فريد الأطرش التي احفضها, ثم استمر هذا الموضوع لفترة استقلال ليبيا عام 1951 واستقلت من الشرطة البحرية وعملت في وزارة المواصلات في ميناء طرابلس, وفي هذه الفترة تطورت موهبتي في العزف على العود وبدأت اذهب للأفراح خصوصاً في تلك الفترة لم تكن هناك اذاعة ليبية والموجودة كانت اذاعة خاصة بالجيش البريطاني ويسمح لنا الغناء فيها ساعة فقط في اليوم, وبمرور الوقت بداء اسمي يظهر على الساحة وبدأت الناس تعرفني وانتسبت للفرقة القومية في بداية تأسيسها وكان معي المرحوم "كاظم نديم" واستمرينا إلى ان افتتحت الاذاعة الليبية سنة 1957 وأصبح كاظم رئيس قسم الموسيقى, اما أنا التحقت بالإذاعة بداية الــ 59 وقمت بتسجيل بعض الأعمال وتم ترشيحي لأكون رئيس فرقة الاذاعة باعتباري مؤسسها ورئيس قسم الموسيقى بعد المرحوم كاظم والمرحوم بشير فحيمة, وفي نفس الوقت تم تعيين المرحوم حسن عريبي كرئيس لقسم الموسيقى فرع بنغازي وأنا فرع طرابلس .. ومع بداية عام 1964 خاطبت وزارة الثقافة بضرورة فتح معهد خاص بالموسيقى والتمثيل لتبني المواهب الليبية وفعلاً افتتحنا المعهد الوطني للموسيقى والتمثيل الذي تغير اسمه بعد ذلك لمعهد "جمال الدين الميلادي" وقمت بإدارته وتم نقل حسن عريبي من بنغازي لطرابلس لرئاسة قسم الموسيقي في الاذاعة بدلاً عني, واستمريت إلى سنة 1969 وبعدها قدمت استقالتي في اكتوبر من نفس العام لأسباب معينة, وبعدها بدأت اشتغل بشكل حر وأقوم بتقديم مقترح لأعمال غنائية لوزارة الثقافة والإذاعة واتحصل من خلالهم على استمارات إنتاج واستمرت هذه الفترة إلى 1993 تقريباً ومع بداية عام 1996 توقف التعامل معي من الجهات الرسمية في الدولة لأسباب مجهولة وعدم قبول آي عمل لمحمد مرشان وبقيت اتقاضى مرتبي فقط وهو مبلغ 96 دينار واستمر هذا المرتب من عام 1993 إلى سنة 2011 عندما صُدر قرار بزيادة المرتبات.
--- سنة 1961 اسست فرقة المالوف بينما الجميع يعتقد بأن المرحوم حسن عريبي هو وراء التأسيس, لماذا تم تهميشك حتى في الحق الأدبي؟
انا المؤسس لهذه الفرقة ومؤسس معهد جمال الدين الميلادي وانا من نظم ورتب قسم الموسيقي بالإذاعة ووضع لجان وشروط ولوائح لازالت إلى يومنا هذا في بعض الإدارات, ولا ادري لماذا تم تهميشي في هذا الموضوع وهناك العديد من الاصدقاء لازالوا على قيد الحياة وعاشوا لحظة التأسيس وليسألهم من اراد ان يتأكد من هذا, وصحيح انها لم تستمر معي إلا عامين بسبب انتقالي لإدارة المعهد ولكن المرحوم حسن عريبي اخذ اسم الفرقة باعتبارها تتبع الاذاعة وجعلها باسمه وتواصل معه الاسم لأكثر من 28 عاماً ويبقى التأسيس لمحمد مرشان بشهادة الكثيرين.
--- انت من اكتشف الفنان محمد رشيد؟ فهل هناك صوت اخر من اكتشافاتك؟
من كان يكتشف الاصوات الجيدة هو المرحوم "كاظم نديم" لأنه دائماً يفضل السهرات والجلسات الغنائية التي يكون فيها موهوبين ويستمع لهم عكسي تماماً, ففي كل مرة يأتي بصوت جديد ورائع, وهو صاحب الفضل على ظهور العديد من الفنانين على الساحة الغنائية, اما انا فيبقى اكتشافي فقط لمحمد رشيد.
--- في فترة جيلكم كان الغناء غير مقبول اجتماعياً لدرجة وضع اسماء مستعارة عند الغناء لكي لا يتعرف عليها احد خصوصاً المناخ العائلي؟
طبعاً هذه حقيقة مقلقة كانت في تلك الفترة فهناك العديد من الفنانين لديهم اسماء حقيقية غير الاسماء الفنية فمثلاً الفنان عامر الحجاجي واسمه الحقيقي احمد فؤاد والفنان سلام قدري واسمه الحقيقي عبدالسلام الجزيري وأيضاً محمد رشيد اسمه محمد الدوكالي وغيرهم الكثيرون من واجهتهم هذه المشكلة العائلية او الاجتماعية وليس في الغناء فقط وإنما في مجال التمثيل ايضاً.
-- الم تواجهك نفس المشكلة في بداياتك؟
طبعاً واجهتني ولكن ليس من العائلة, فأنا يتيم الام منذ طفولتي وأبي لم يعارضني يوماً في مسألة الغناء او تغيير اسمي, فمحمد مرشان هو الاسم الذي بدأت بيه والمسجل رسمياً في الثبوتات ولم افكر يوماً في تغييره, ولكن من كان يعترض على غنائي هم الجيران وسكان الحي لدرجة شيخ الشارع قام بترحيلي من المنزل لأنني فنان وهذا (يعتبر عيب عندهم) وفعلاً انتقلت لمنطقة اخرى تفادياً للمشاكل وكثر الحديث.
--- ما سر هروبك من وسائل الاعلام وقليل التحدث إليها؟