[محمد تميمي]

صديقي الفنان توفيق انا ادرك تماما انك من انصار التطور والابداع من خلال الة العود ونتظر الى الامور كيف ستؤتي اكلها ولو بعد حين. وقد لا اكون من انصار مدرسه العود الحديثه ربما لاني اكل الدهر علي وشرب من كثرة ما رضعت من العود الكلاسيكي بحيث اصبحت ثقافتي محدوده ومسقوله بطابع المحافظين على لون هذه الاله الشرقيه والتي اسمها العود.ولكني اتابع عن كثب ما يحدث على الضفه الاخرى عند المدرسه الليبراليه للعود والتي يعتبر انور من احد روادها
وكوني لا اطرب على ما يقدمه انور هذا لا يعني على الاطلاق اني ارفضه حتى لو كنت في مقعد المحافظين بل لا زلت اتحسس حسنات هذه المدرسه التي على الاقل نقلت مهاره العازفين على مر الاجيال الى مراتب عليا في استغلال الة العود ضمن مساحات لم يعرفها حتي اساطين العود في القرن الماضي.
اما عن المهرجانات ومنظميها فحدث ولا حرج والمؤسف دائما ان الضحيه والفريسه هو المستهلك كما تفضلت وبدون ادنى شك طالما بقيت مراكز التحكم هي هي المعايير اللافنيه في اقامة المهرجانات ستبقى العقده كما هي وبيروقراطية الانظمه هي التي تملي على منظمي المهرجانات من ومتى وكيف وبهذا هي ليست عدوة الفن المغاربي فحسب بل هي عدوة حضاره وثقافه وارث شعبي يخص كل اقطار العالم العربي من المحيط الى الخليج.
انا اعتقد ان حلف غير معلن بين العوادين المحافظين والليبراليين في وجه اعداء هذا التوجه الجديد لالة العود فليس مصادفه ان يلتقي مرسيل خليفه وشربيل روحانا وسعيد شرايبي في ان واحد وفي مهرجان واحد في بيت الدين في بيروت ومن على منصه واحده يقدم ثلاثتهم مع بعض معزوفات على الة العود رغم ان الفجوات الثقافيه والفنيه بين ثلاثتهم ليست بسيطه ولكنهم اعلنوها من خلال عمل موحد ان ما يجمعهم هو الة واحده واكثر من مستمع لعل هذا الغافل عن حضارة هذه الاله يستيقظ
ويرجع الى وعيه ويتذكر بان المهرجانات ليست فقط لعروض شبه التعري وعرض الازياء وانما هناك تعري وتفصيل لما يستحق المتابعه برغم ان المشوار ما زال طويل.
ولك محبتي واحترامي يا استاذ توفيق.