الطائرة
ياوَيلَتي أخَذتكَ ِمنّي الطَائِرَة
فتحرَّقَت آمَالُ نفسي الخَائِرَة
وَمَضَتْ تحُلِّقُ في السَّماءِ وَمُهجَتي
مَحروقَةٌ تَبْكي لِبُعْدِك حَائِرَة
وَمَضَتْ تَشُقُّ طريقَها عَبْرَ الفضاءِ
وَشَقََّقَتْ جَنَباتِ رُوحي الصَّابِرَة
وَتحَرَّكتْ أَخَذَتْ من الأرْضِ السَّعَادَةَ
وَالهوَى وَأحَبَّ رُوحٍ طَاهِرَة
وكأنَّها انتَزَعَتْ دَمِّي بِرَحِيلِها
يالَيتَني قَدْ كُنتُ مَعْهَا سَائِرَة
ياوَيلَتي أخَذتكَ ِمنّي الطائِرَة
وَتَباعَدَتْ سُحْقاً لِتِلكَ الطَّائِرَة
أصبَحتُ أَكرَهُهَا وَأَكرَهُ ذِكرَها
وَشَتَمتُها وَالنَّفسُ مِنِّي ثَائِرَة
وَوَدِّتُ من حِقْدي عَليْها أنني
أَغْتَالَها لَوْ كُنْتُ حِيناً قَادِرَة
لَكنَّني بِالرُّغمِ مِنْ كُرْهي لَهَا
هادَنْتُها وَرَجَوتُهَا مُتَحَسِّرَة
طِيري لِيَرْعَاكِ الإلهُ فَإِنَّ في
جَنْبَيكِ حُبي ذَا الخِصَالِ العَاطِرَة
وَامضِي عَلى دَرْبِ السَّلامَةِ حَلِّقِي
لاتُزْعِجِيهِ إِنَّني أَنا صَابِرَة
***
الشاعر صالح المزيون
22 ــ 10 ــ 2009