عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23/06/2012, 14h42
الرضواني الرضواني غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:552075
 
تاريخ التسجيل: novembre 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
العمر: 70
المشاركات: 5
افتراضي

للأسف، لم يعد للموهبة الفنية المرتبطة بالفن الموسيقي العربي الأصيل أي قدر معنوي، أو مادي، في زمن الموسيقى والغناءالساقط، حيث أصبح الرجال يتغنون ب ( أيلي يايلي مساعفة الهوى )وأصبح الاعلام المسموع، والمرئي، يعطيان أهمية بالغة لما يطلبه الجمهور من رقص بلا لباس ، ولا يكثرتن بتهذيب الذوق ولا الرقي بالقيم الفنية الأصيلة المهجنة بما يتطلبه العصر من عصرنة تحافظ على الهوية المغربية.
الأرض الا تزلزلت يبان حجم الدمار
وحواء الا تخلخلت يبان حجم العار
وما ابقينا كانشوفو غير العرا والكريز
حتى ما ابقينا اعرفنا حليمة من ماري تيريز
وريم الاريام مابقات حشمت حتى فشهر الصيام
والله يرد بينا ياكرام

قد لا يمس الأسف الشديد الشؤون السياسية، لأنها تتداوى وتشفى من جراء التقلبات المرتبطة بالمصالح النفعية بين الدول، وقد لا يمس الأسف الشديد الشؤون الاقتصادية، لأنها تتداوى وتشفى كذلك من جراء الكد وحسن التدبير، وهذا يلزم المسؤولين وأصحاب القرار اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حسن الإنتاج، وضبط سوق العرض والطلب، سعيا وراء توفير الرخاء( زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون)، ومن هذه الناحية فبلدنا ولله الحمد قادر على تحمل هذا العبء، وعدم السقوط في مرمى التضخم الفاحش، ولا التقشف المزري، الذي زج ببعض الدول إلى التسول، فالمغرب له عزة نفس لا مثيل لها، ويقطف ثمار حسن تدبيره لشؤون الحياة، بجميع قطاعاتها في الأوان المناسب، بصبره ومثابرته وبجميع مكوناته، ملكا، وحكومة، وشعبا، وهذا ما يراه العقلاء من الناس، ويحمدون الله عليه، دون مجاملة أو إطراء أو تملق أو إطناب، لكن الأسف الشديد واللوم كل اللوم يقع على من هم مشرفون على الثقافة والفن ببلادنا، والتي لم ترقى يوما إلى مصاف الدول التي تحترم قيمها العريقة، وموروثها الإنساني، وقد كان لوجود الفكر والثقافة، الأدبية، والاجتماعية والفقه الديني، عبر التاريخ حضورا مغربيا، سيظل يذكر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هؤلاء المهتمون بالشأن الثقافي، لا يحركون ساكنا ولا يعيرون اهتماما لمفكر أو أديب أو فنان مسرحي أو موسيقي، أو رسام، أو رياضي، إلا إذا ظهر ببلد خارج المغرب، ونال جائزة اعترف بها غير المغاربة، حينئذ يلهثون ورائه لتثمين عمله وشهرته وربما فلوسه، فقد لا ننسى الرياضيين اللذين يحصدون الجوائز، تحت راية غير الراية المغربية، وقد نذكر مؤخرا ما يجري لدنيا باطمة التي أجادت فن الغناء في برنامج أراب أيضول في حين أن الآفاق المرسومة لها، قد حصرها المهتمون المغاربة بالحقل الموسيقي في الرجوع بها إلى أصل عائلتها الفنية المحترمة ورميها في القفص الغيواني، دون عمل فني يرقى بالموسيقى المغربية إلى الآفاق المرجوة التي تدعو إلى الفخر والاعتزاز بالمغرب، ومعها وبينها ومن ورائها ومن أمامها كل الفنانين المغاربة المعاصرين ( الفرنانين )، سواء كانوا مسرحيين أو ممثلين، أو مغنيين ومنشدين ولا أقول مطربين، واللذين أصبحوا يتخرجون من المعاهد، ومن غير المعاهد، ليعملوا بمصالح الإشهار والإشهار فقط ، ولا يأخذون إلا الفتات الذي يرمى للجياع، علما من الجميع أنهم يحضورن في المهرجانات الوطنية التي لها صيت دولي، ليأخذوا صورا مع أسيادهم الممثلين والموسيقيين الدوليين اللذين يعملون بجد ليحصدوا العزة والمال، ( بغض النظر عن الأعمال الفنية الإباحية )فأين هو الإبداع الحقيقي للفنان المغربي، وأين هو العمل الفني الصالح الذي يشفي غليل المغاربة ويغذي روحهم، حتى ارتعاش الجينات والكروموزومات، ويؤثر في باقي فناني العالم، تأثيرا يجلب الاحترام والتقدير، فمن العبث أن نكذب على أنفسنا وندعي أن لدينا نجوما في عالم الفن، أو لدينا موسيقارات، فهيهات هيهات، ومن العبث كذلك، أن ندعي أن لدينا مهتمين يسعون إلى النهوض بقيمنا الفنية، ويرفعونها إلى أسمى الدرجات، ومن الواضح أن الاتجاه الوحيد والسهل الذي سيكون ملجأ لجني المغانم من الملعب الفني، هو الفسق والمجون وتكوين الناشئة على سياسة العري.
رد مع اقتباس