اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد القثامي
لا أدري هل المؤرخ الموسيقي يعلم أن محمد القصبجي لم يترك التلحين إلا قبل وفاته بأربع سنوات تقريبا؟ و ذلك بسبب اعتلال صحته و ضعف يده التي كانت تضبط العود.............فعدم تعامل أم كلثوم مع القصبجي لم يقتل فيه الإبداع بل جعله يواصل ولعل ألحانه لسعاد محمد :"تحت الجفون" و "تغضبني و أصلحك" و "الله عالحب" و "الفن من فرحة أهله حالف ما ينام" و "يا سلام سلم على حبك" وغيرها و كذلك ألحانه لليلى مراد و نجاة علي مثل "الأوله حبيت" و "بتشاغلني" كلها روائع قصبجية لم يقتلها عقوق أم كلثوم
|
الأخ خالداتفق تماما معك على هذا الراى . ويتوافق رأيانامع مقال حول ذت الموضوع نشر بالأهرام اليوم...
القصبجي مرة أخري
بقلم إبراهيم أصلان
ما ولنا مع الدكتورة رتيبة الحفني وكتابها الممتع عن الموسيقي الرائد محمد القصبجي, وما يتعلق بعلاقته الغريبة مع أم كلثوم.
لقد دأبت أم كلثوم, كما رأينا, علي رفض ما يلحنه لها, تعطيه الكلمات وبعدما ينتهي منها تسحبها منه وتعطيها لغيره ليعيدوا تلحينها,هي ترفض, وهو يصر علي العودة إلي مكانته كملحن لها, وبسبب من تكرار المحاولة والفشل فقد ثقته في نفسه تماما. وتتساءل الدكتورة الأريبة قائلة إيهما كان السبب وأيهما كان النتيجة؟: هل عزوف أم كلثوم عن ألحانه كان بسبب نضوب هذه الألحان, أم أن عزوفها هو الذي أدي إلي نضوب هذه الألحان؟.
الغريب أنه طوال هذا الرفض من أم كلثوم كنا نستمع إلي روائع من ألحانه بأصوات مطربات اخريات من أمثال ليلي مراد وسعاد محمد وغيرهما.
ثم إن المعاملة السيئة لم تتوقف عند هذا الحد تبعد أن استسلم لقدره واستمر في العمل كرئيس لفرقتها الموسيقية يتقاضي عن كل حفلة عشرين جنيها, هذه الرئاسة لم تدم له حيث أدعت أم كلثوم أنه غير قادر علي قيادة الاتها الموسيقية لأنه مصاب ببلبلة تجعله ينسي بعض اللزم والجمل اللحنية فترتبك علي أثرها.
يقول المؤرخ الموسيقي محمود كامل إنه زار القصبجي في بيته ووجده غاية في الحزن, ولما سأله عن سر حزنه قال وهو يبكي إن أم كلثوم طلبت منه أن يجلس في البيت, وهي سوف ترسل له أجره عن كل حفلة, وعندما سأله عن رأيه قال: أنا مش ممكن أقعد في البيت, أنا حافضل اشتغل معاها لغاية ما أموت.
هكذا بعدما صعد إلي قمة النجاح والشهرة تدحرج إلي السفح وعجز عن الصعود مرة أخري, وخسر فن الغناء العربي عشرين عاما كان القصبجي قادرا فيها علي أن يملأها بالإنتاج الغزير. مع كل ذلك استمر يعمل, بكل تاريخه مجرد عازف في فرقتها قابلا بالوضع غير اللائق كي لا ينقطع مورد رزقه الوحيد. وتعلق الكاتبة قائلة إنه كان عاشقا لها وهي الأقرب إلي قلب. وكثيرا ما كنا نري أم كلثوم والقصبجي يسيران في الشارع جنبا إلي جنب, ويتأبط أحدهما ذراع الآخر, كان ملازما لها في كل مشاويرها, عارف كل أسرارها, فهو استاذها, وهو الذي أخذ بيدها في مستهل حياتها الفنية, كما يعتبر هو من قدم لها ألوانا غير مألوفة من الغناء, والشيء الغريب أن أم كلثوم كانت طلبت منه الاحتفاظ بأسرارها, وعدم البوح بها إلا بعد وفاتها غير أنه مات قبلها, وهكذا ضاع الكثير من دقائق حياة أم كلثوم التي كان بالامكان الوقوف عليها.
كان هو عاشقا لها إذن, في الوقت الذي يقول فيه رامي عن أم كلثوم إنها كانت عاشقة لذاتها: كان القصبجي مظلوما جدا في حبه لها, عاش بقية حياته علي أمجاد رائعته رق الحبيب, وعندما لمست أم كثلوم هذه الجزئية وشعرت أنه أفرغ ما عنده ولا يحمل المزيد احتمت بالسنباطي. فقد كانت ثومة عاشقة لذاتها قبل أي شئ آخر.
لقد استسلم لليأس وهو الباب الذي دخل منه المرض إليه, اصابته الذبحة وقرحة الامعاء والصداع الدائم وفي آخرياته لم يكن يغادر بيته خشية أن يغمي عليه في الطريق, مع ذلك لم يتخلف ابدا عن موعد حفلاتها يراه الجمهور جاثيا بعوده إلي يسارها صامتا واجما, لا يبدو علي وجهة تعبير الالم أو السرور كأنه لا يشعر بما يجري حوله, لم يعد للقصبجي دور فهو إذا شاء هز أوتار عوده متابعا أم كلثوم وإذا شاء ترك هذه الأوتار صامتة, وفي الحالتين لا تعاتبه هي ولا تكلفة ما لا طاقة له به.
لقد قيل مرة, وما الأسد إلا مجمل الخراف التي التهمها والسيدة أم كلثوم كانت أسدا.
مع الاعتذار للأسد طبعا.