عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23/09/2014, 19h48
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
افتراضي رد: لمسة وفاء للفنانة فايزة أحمد في ذكرى رحيلها 2014

البدايات الاولى للمطربة الكبيرة (فايزة احمد) كما وردت في مذكرات الموسيقار (رياض البندك)
__________________
نشرت على موقعها( مجلة الموسيقى العربية ) والتي تصدر عن( المجمع العربي للموسيقى /جامعة الدول العربية) جانبا من مذكرات الموسيقار (رياض البندك) ومساهمة مني في لمسة وفاء للفنانة فايزة احمد في ذكرى رحيلها 2014 وددت اطلاع منتسبي منتدانا العزيز سماعي على بدايات فنانتنا الراحلة كما وردت في تلك المذكرات
البندك يروي قصته مع فايزة أحمد
___________________
وذات يوم أخبرني عازف الايقاع بفرقة الاذاعة "محمد العاقل" أنه سمع في مسرح سوريا صوت فتاة يعتبره هو من أجمل ما سمع من أصوات ..
وكان هذا المسرح من مسارح الدرجة العاشرة، تؤمه طبقات شعبية. وذهبت في احدى الليالي لأستمع لهذا الصوت .. قدمها ليلتها مذيع الحفل باسم "فايزة أحمد" ..
وكانت فايزة فتاة نحيلة .. شعرها (منكوش) يسيطر الأٍٍسى على وجهها. شعرت عند لقائي بها أن وجهها يشوبه الحزن .. كما لاحظت أن الناس كانوا ينظرون اليها بازدراء.
غنت فايزة أغنية أم كلثوم "ظلموني الناس" وشعرت منذ الوهلة الأولى أنني أقف أمام مطربة ممتازة .. وتأكدت أنه من الممكن أن تصبح يوما ما أعظم المطربات .. !!
وبعد الانتهاء من غنائها أرسلت في طلبها .. فجاءت مسرعة، واتفقت معها أن تنتظرني صباح اليوم التالي عند باب الاذاعة .. (أخبرتني فايزة فيما بعد أنها لم تنم ليلتها من فرحتها) ..
وفي العاشرة من صباح اليوم التالي وجدتها تنتظرني أمام باب الاذاعة . دخلنا معا مكتب المدير العام "أحمد عسة" . ومجرد أن رآها المدير غمزني .. وفهمت أن شكلها لم يعجبه .. فخرجت من المكتب وأجلستها في الصالون، وعدت إلى المدير الذي سألني :
ـ من هذه ؟ .. ان شكلها مخيف !!
قلت له وأنا أجلس أمامه في ثبات:
ـ لا تحكم على شكلها الا بعد أن تستمع لصوتها .. هذا الصوت من أعظم الأصوات التى استمعت له في حياتي .. !!
فكان رده :
ـ الناس اذا رأوا منظرها سيخافون منها ..

وأخذت على نفسي عهدا بأن أتولى العناية بمظهرها، والأخذ بيدها. حيث كانت حالتها المادية سيئة للغاية .. كانت تسكن في غرفة باحدى الفنادق الرخيصة .. وكانت في الثامنة عشرة من عمرها ..
واستطعت أن أنقل هذا الصوت والشكل من انسانة فقيرة الى فنانة قديرة. اخترت لها موشحا أندلسيا من شعر ابن الهاني الأندلسي وقمت بتلحينه ومطلعه :

امسحوا عن ناظري كحل السهاد
وانفضوا من مضجعي شوك القتاد
وخذوا مني ما أعطيتموا
لا أحب الجسم مسلوب الفؤاد

وفوجئت وأنا أقوم بتحفيظها للموشح .. بأن فايزة أمية لا تقرأ ولا تكتب .. مما زاد في تصميمي على تبنيها . فبقيت معها حوالي شهر كامل حتى حفظت كلمات الشعر .. وسامحني الله كم أنبتها وقسوت عليها .. حتى حفظت هذه الأبيات. وعندما أدت اللحن تأكدت أنها ستكون يوما ما من أعظم مطربات العصر. وذهبنا للاستوديو لاجراء البروفات قبل التسجيل .. وكان لفايزة شرط واحد :
ـ أرجوك لا أريد أن أرى المدير لأنه يخيفني ..!!
وعندما استمعت الفرقة الموسيقية لصوت فايزة .. ذهلوا من جماله وأدائها .. وفجأة دخل المدير العام "أحمد عسة"، واستمع لمدة ثلاث دقائق فقط .. ثم خرج . وعندما عاد الى الاستوديو اصطحب معه بعض موظفي الاذاعة .. وظهر ارتياح فايزة بعد أن كان وجهها يتصبب عرقا ..فالابتسامة كانت تملأ وجوههم .. وفهمت فايزة بذكائها أن هناك شيئاً من الإعجاب ..
وسجلنا الموشح وأذيع .. وبدأت المكالمات الهاتفية تنهال على فايزة من جميع أنحاء سوريا.
وبعد نجاح لحني الأول لها، قمت بتلحين موشح أخر لها مطلعه:

أنت طيف أحسه في الأماني
يا بعيدا وأنت في وجداني

وهو من نظم الشاعر الفلسطيني حسن البحيري . وجاءتني اتصالات من عمان وبغداد وبيروت يطلبون إليّ تسجيل الموشحين في اذاعاتهم ..