عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24/07/2009, 09h26
الصورة الرمزية ام مدحت
ام مدحت ام مدحت غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:443552
 
تاريخ التسجيل: juillet 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 240
افتراضي صمتا لينطق الموت

صمتا لينطق الموت
لم يلق الطبّاخ بالا بآلآم الحمار وهو يحمله وأدوات الطهى إلى دار الفرح
مع ملاحظة أنّه على غير عادته يسير متبلدا متعثر الخطى يتوجع تارة ويتململ أخرى ولا يظنها الطبّاخ إلأ مكرا ودهاء فيضربه بقسوة
فالطريق طويل وليس فى الوقت متّسع , فما زال طهى الطعام بطريقتهم البدائيّة
(على الكوانين) والكانون عبارة عن لبنتين من الطّوب توضع فوقهما حلّة الطبخ
ويوقد من تحتها كسر الحطب والخشب حتىّ يستوى الطعام
إنّ الحمل ليس ثقيلا على ظهر الحمار فهو الطبّاخ (والخرج) بضم الخاء مصنوع من الخيش له فتحة على كلّ جانب معبأة بأدوات الطبخ والسكيّن الكبير المسنون
لاستخدامه فى تقطيع اللحم وتكسير عظام (الذبيحة) بأنواعها جواميس- بقر- خرفان
كانت العادة أنّه كما يقابل (القاضى) أى المأذون لعقد القران بالفرحة والزغاريد
وأغنية (كتبوا كتابك يانقاوة عينى)
كان أيضا يقابل الطبّاخ بهذه الفرحة , وما إن وصل بحماره المسكين إلى دار الفرح
حتى التفّ حوله الجميع يحملون ما معه من آنية ويستخدمون اإحداها طبلة يغنّون على إيقاعها أغنية (طباخ الفرح) لكن هذا الفرح تخللته دهشة!
حينما رأو الخرج ملطّخ بالدماء وبطن الحمار كذلك (إنّه السكين الكبير) الذى اخترق الخرج وساعده اهتزاز الحمل مع كل خطوة للحمار أن يفسح لنفسه مجالا داخل أمعاء الحمار وما إن أخرجوا السكين من بطنه حتىّ نظر ناحية الطبّاخ ولسان حاله ينطق صمتا أبلغ من فصيح الكلام وفارق الحياة
النّاس فى تعجّب! منهم من يضحك بشدّة ومنهم من يبكى بحرقة وفى الخلفيّة صبية يلعبون ويمرحون ويحدثون صرخات لاتنتمى إلى أىّ من الفئتين .............

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 15/08/2009 الساعة 21h31 السبب: تصويب الأخطاء الشائعه
رد مع اقتباس