عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 29/11/2018, 16h46
نعيم المامون نعيم المامون غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:586041
 
تاريخ التسجيل: juillet 2011
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 29
افتراضي رد: كتب عن الموسيقارفريد الأطرش

«البحث عن فريد الأطرش»!– بقلم: نعيم المامون

أثارني ضمن «كتب عن الموسيقار فريد الأطرش» صورة غلاف كتاب «البحث عن فريد الأطرش»!..

وقد كنت كتبت ورقة عن هذا الكتاب.. بأحد المنتديات.. منذ أزيد من خمس سنوات..

وتنويراً للباحثين والدّارسين وعشّاق الموسيقار.. فالكتاب هو عبارة عن قصص.. وهو المجموعة القصصيّة الرّابعة للرّوائيّ والنّاقد المغربيّ محمّد أنَقّار.. وقد صدر عام 2012.. كما صدرت منه طبعة ثانية عام 2014..

وليس في هذا العمل الإبداعيّ حضور مباشر لفريد الأطرش إلاّ من خلال سطر واحد في الأقصوصة الأخيرة.. «بالمناسبة.. أين اختفى فريد الأطرش؟»..

وكما قال أحد النّقّاد.. «إنّ الأمر هنا لا يتعلّق بفريد في ذاته ولذاته، ولكنّ الأمر يتعلّق دلاليّاً بقيمة فنّيّة لها رمزيّة خاصّة».. سيّما وأنّ الأستاذ محمّد أنَقّار دأب في أعماله على إحياء الزّمن المشرق الجميل عبر رموزه، وفريد الأطرش أحد تلك الرّموز»..

ونقرأ في الغلاف الأخير للمجموعة القصصيّة:

»منذ البداية، يخبر المؤلّف قارئه النّبيه بأنّ عمليّة البحث عن فريد الأطرش لن تُتوَّج بالعثور على هذا الفنّان خلال قراءة المجموعة. كما يخبره بأنّ عمليّة البحث إذا كانت تكتسي أهمّيّة ما، فإنّ الوسيلة الّتي تمّت بها في هذه المجموعة لا تقلّ أهمّيّة عن البحث ذاته.

لقد غدا السّؤال عن ماهية القيم الفنّيّة الأصيلة في زماننا صعباً، لكنّه ليس مستحيلاً. وفريد الأطرش قيمة فنّيّة كبيرة جديرة بأن نتساءل، على الأقلّ، عن رمزيّتها، ومدى قدرتها على تنوير بعض عتمة زمننا الرّاهن»..

ومن خلال هذا العمل الإبداعيّ نتأكّد أنّ الموسيقار الرّاحل فريد الأطرش يعيش في الوجدان العربيّ.. بل إنّه اقتحم عوالم إبداعيّة كثيرة.. ومنها عالمٌ عصِيٌّ.. منفلِتٌ.. عالم القصّة القصيرة!..

وهذه هي الفقرة الأخيرة من أقصوصة «بالمناسبة.. أين اختفى فريد الأطرش؟»:

«كانت نظراتي تنساب مع مُويجات النّهر العظيم. سرحت معها في رومانسية بئيسة إلى أن انبثق منها أنين عمر السّيّد الباكي في أغنيّة ناس الغيوان “يوم مَلقاك”، مصحوباً بنقرات علّال الّتي تحفر في العظم المحفور أصلاً. وهاج كلّ الماضي بانتصاراته وانكساراته في الحياة وفي النّضال. وأمعن أنين عمر في البوح الباكي حتّى تجمّعت الدّموع في العينين حتّى أجهشت. وبغتة ملأني السّؤال دون سابق إعداد:

- بالمناسبة... أين اختفى فريد الأطرش؟..!

وبُوغت عبد العزيز ورد ساخراً:

- ألم أقل لك إنّك أصبحت عجوزاً بدأ يَخرف.

ولم أردّ. لكنّي سهوت في غفوة مع مُويجات أبي رقراق الرّماديّة..»..
رد مع اقتباس