عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21/06/2007, 02h08
الصورة الرمزية عصام اللباد
عصام اللباد عصام اللباد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:15724
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 237
افتراضي رد: الموسيقى العثمانية



الموسيقى العثمانية
Mûsikî-i-Osmani
مقدمة نظرية قصيرة

جمع وترجمة:
عصام اللباد

تمتد جذور الموسيقى التركية تاريخيا مدة من الزمن قد تبلغ خمسة وعشرين قرنا أو ألفين وخمسمائة من الأعوام.
ويتفق معظم دارسي الموسيقى والاجتماع والتاريخ أن الموسيقى العثمانية تختلف في الكثير عن، وتتفق في الكثير مع، الموسيقى الشعبية التركية، وأنه لا يمكن استخدامهما كمترادفين لبعضهما البعض. مع الأخذ في الاعتبار والاقرار بأنهما قد أثرا في وتأثرا ببعضهما بالقطع، وإلى حد كبير.

الموسيقى العثمانية هي الموسيقى التي اكتملت تقريبا في ملامحها وانتشرت في ومن الإمبراطورية العثمانية التي حكمت العالم حوالي الستمائة عام، وامتدت حدودها من أطراف الصين شرقا إلى حدود مراكش والمحيط الهادي غربا.

وتاريخيا، يبدو أنها بدأت في الوجود الواضح المعالم بعد حوالي مائة عام من قيام الامبراطورية العثمانية، واستمرت نضرة وناضجة مدة خمسمائة عام، بقية عمر الإمبراطورية.

وقد اشترك في عملية خلق وانتاج الموسيقى العثمانية الجميع: النظام الحاكم والسلاطين والبلاط، ورجال الدين المؤسسي، والمتصوفة، والفنانون والأدباء، والموسيقيون والرجل العادي.

وكأن الموسيقى العثمانية كانت مشروعا عاما، اشترك في إقامته الجميع وأنجحوه.

وكان المفهوم الذي قامت عليه الموسيقى العثمانية مفهوما مركبا اشتركت فيه قوى العالم العثماني كلها:
1. مفهوماً انسانياً أسسه الأدباء والمثقفون والفنانون في ذلك الوقت باعتبار أن الموسيقى حالة إنسانية ووسيلة لنشر الحضارة والأفكار الإنسانية المتألقة في ذلك الوقت، مثل النظام والعدل والخير؛
2. مفهوما روحيا أسسه المتصوفة في ذلك الوقت باعتبار أن إجلاء روح الإنسان وتساميها هما الغرض الأساسي من الوجود الإنساني ذاته وهدف هذا الوجود؛ وأن الموسيقى هي لغة الروح المتألقة الخرساء الذي يحملها الإنسان في داخله، وهي وسيلة تواصل الروح بالعالم ووسيلة تعبيرها عن نفسها.
3. مفهوما دينياً تبنته المؤسسة الدينية باعتبار أن نشر الروح الدينية الإسلامية في شعوب لها لغاتها المختلفة وتراثها المختلف يتطلب وسيلة تواصل غير التخاطب المباشر الذي قد يعجز عن توصيل روح العقيدة وسلميتها ودعوتها لخير الإنسان ووحدته. وأن لغة القرآن حوت من الموسيقى ما استطاع أن يفتح القلوب والأفئدة.
4. مفهوما سياسياً ضد الحضارة الغربية وتواصلها بالفن التصويري والنحت الذي اعتبرهما الإسلام غير قادرين على تحريك وحفز الروح والوجود الروحي والأخلاقي بتركيزهما على تصوير الوجود العياني المادي المجرد.
5. مفهوما عسكريا باعتبار الموسيقى نسق فكري ونظام، بجانب قدرتها على تحريك الجموع حماسة، وباعتبار الموسيقى أيضاً لغة أوامر عسكرية جنبا إلى جنب مع لغة الإشارات والرايات والأعلام الملونة التي تأمر بالتحرك أو الهجوم أو الانسحاب أو الالتفاف حول العدو، ... إلخ.

أي أن الموسيقى العثمانية كانت مشروعاً إمبراطورياً تقدمياً اشتركت في صناعته كل قوى المجتمع بمفاهيمها المختلفة، وأسهمت فيه، وربما كان هذا سر نجاحه الفائق في تلك الفترة التاريخية، والذي يمكن ملاحظة أثره على كل الحضارات التي تماست معه أو جاورته.

ولا يتجاهل المؤرخون الأتراك إسهامات الثقافات غير التركية في هذا المشروع الثقافي الديني السياسي، الموسيقى العثمانية، ويخصون بالذكر الإسهامات البيزنطية والأغريقية الأرثوذكسية، والعربية والأسبانية على وجه الخصوص.

من أمثلة أهم موسيقيي هذه الفترة:
أصحاب المفهوم الروحاني: Mustafa Cavuş and Benli Hasan
أصحاب المفهوم النظامي أو العسكري: ]Dervis Mustafa, Itri, Ismail Dede, Zekai Dedi, and Yusuf Pasa
أصحاب المفهوم الخاص أو الموسيقى الحرة المستقلة: Ismail Hakki, Rifat, Hoca Kazim, Kanuni Nazim, Ali Salahi Bey


References:

Istanbul: Center of Middle-Eastern Classic Music, Golden Horn Records Library: www.Goldenhornrecords.com

Mustafa, Ali, Osmani Music and The Arabic Language, PPUS Publications, NY,
1998

The Ottoman Music, Cinucen Tanrikrur, Translated to English by Savas S. Barkcin, Music Encyclopedia.


رد مع اقتباس