الموضوع: توفيق الباشا
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07/12/2005, 08h25
الصورة الرمزية aliyamout
aliyamout aliyamout غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:5
 
تاريخ التسجيل: octobre 2005
الجنسية: لبنانية
الإقامة: لبنان
المشاركات: 98
افتراضي رحيل الموسيقار توفيق الباشا -2

بعد أشهر صراع مع المرض أقعده المستشفى، لم يتوقف رحمه الله عن كتابة أبحاثه أو تدوين موسيقاه أو سماع الألحان داخل غرفته في المستشفى، تحت رعاية طبية مكثفة، ورعاية زوجته الفنانة نهى الباشا إلا أن المكتوب وقع لا محالة.
نصف قرن قضاها توفيق الباشا في الكتابة الموسيقية والتلحين وتوزيع الموسيقى حتى لفنانين كبار، عمل بصمت، بجهد، بحث ونشر الكثير من أعماله، صارع من أجل موسيقى عربية ذات هوية مشرقية. آمن بأمته وبموسيقاه فنذر حياته لها من دون تردد ونقول بأنه رحل مرتاح البال، لأنه آمن برسالته وبأنه أوصل الرسالة بأمانه وبكل ما استطاع من قوة رغم الفواتير الباهظة التي دفعها من صحته وراحته وأحياناً الإهمال أو تغاضي الدولة والمؤسسات عن عطاءاته، أو التنكر لدوره في التأسيس لموسيقى مشرقية عربية من خلال الساحة اللبنانية وإلى جانب كبار مثل الأخوين رحباني، زكي ناصيف، عفيف رضوان وآخرين.
رحل توفيق الباشا عن 81 عاماً، منها خمسة عقود قاد فيها الأوركسترات وكتب لها، ووزع ألحاناً لآخرين مثل أعمال الأخوين رحباني وأسس لمدرسة بيروت الموسيقية، وعرف في العالم العربي من خلال ألحان للعديد من الأصوات ليس أولها أو آخرها سعاد محمد ونور الهدى ووداد وغيرهن.
نشر العديد من المؤلفات السيمفونية والقصائد المغناة، ولحّن عشرات الموشحات، ووزع مثلها العديد من القديم ودونها في كتب ومطبوعات. وكان قبل أشهر مضت ما يزال في عزّ اشتغاله وشغله بالموسيقى وقد أرسل بحثه الأخير إلى "مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة" الذي عقد قبل أيام.
كان سيد درويش المعاصر الوحيد في نظر الراحل، والذي يعتبره مؤسس النهضة الموسيقية العربية إضافة إلى القصبجي المجدد الأعظم كما وصفه في أحد الحوارات، فيما مدرسة محمد عبد الوهاب توارثت كل هذا الإرث وأكملت المشوار.
كان الباشا يعتز كثيراً بالتخت الشرقي ويعتبر الفرق الكبيرة اليوم هي بمثابة مشهد لآلات متعددة تعزف نغماً واحداً، وكبر الفرقة أو تعدد الآلات لا يعني كبر الإمكانات. بل المطلوب أن يكون هناك كتابة لكل آلة أو لكل نوع من الآلات خاصة بها.
بالطبع لم يكن الراحل متفائلاً بموسيقانا العربية التي تمر اليوم بمرحلة دقيقة إذ اعتبر إنها في الإطار الذي تقدم به حالياً، ما تزال متخلفة عن الموسيقى العالمية، ولطالما عرف بمقولته إننا بحاجة إلى تواصل في الفكر الموسيقي الذي يخصنا فلا يجوز أن نقفز فوق هذا التواصل وإلا نترك فجوات ونقع في التقليد، كان يعتبر أن أي تطور يجب أن يقوم على الفهم الكلي لتطور الموسيقى بشكل عام. واعتبر إن التواصل الموسيقي في مجتمعنا لم يرق بعد إلى مستوى التواصل الذي بلغه الأدب والشعر والفن التشكيلي ففي هذه المجالات لدينا شعراء وتشكيليون عالميون، لكن موسيقيون ما تزال الأساليب التقليدية تتحكم بنا.
يعتبر توفيق الباشا من قلة من الموسيقيين اطلعوا على الموسيقى الغربية ووظفوا عناصرها وتراكيبها في كتاباتهم الموسيقية للأوركسترا أو في الألحان التي ارتقت بمستوى الفن الغنائي العربي.
يغيب توفيق الباشا، رمز الموسيقى اللبنانية الحقيقة الراقية، والعالمية، في وقت عصيب من أوقات الموسيقى العربية التي تعاني من التغريب والتخريب والتحريف الكثير، ولعل أكثر ما كان يلفتنا في الراحل تلك الصراحة الصارمة الحقانية التي لم يكن يخفيها، مهما كانت جارحة، وفي كل المواضيع وبخاصة فيما يتعلق بالموسيقى، فالحق لديه أولاً وأخيراً وإن على حساب علاقاته ومصالحه، وتلك من الصفات التي ندر أن نعثر عليها اليوم والتي لا يعرفها عنه إلا المقربون والأصدقاء، ومن عمل في مجال الموسيقى.
سيرة
ـ ولد في بيروت عام 1924. درس الموسيقى في المعهد الموسيقي "الجامعة الأميركية" في بيروت على آلة الفيولونسيل بين عامي 1941 ـ 1944. وتابع دراسته في التأليف الموسيقي العالمي مع البروفيسور "برتراند روبيار" حتى العام 1949.
ـ في ذلك العام عهدت إليه إدارة القسم الموسيقي في إذاعة القدس من رام الله حتى العام 1951. وتفرغ للتأليف الموسيقي والغنائي وقيادة الأوركسترا في عام 51 عندما التحق بفرقة "باليه الشرق الأوسط" كمؤلف موسيقي وكقائد للأوركسترا. قدمت الفرقة أعمالها في مسارح "أوبرا القاهرة"، وبغداد والقدس ودمشق وفي الهند خلال عامي 52 ـ53. وفي العام 53 تسلم مسؤولية الإنتاج الموسيقي في إذاعة "الشرق الأدنى" للإذاعة العربية حتى توقفها عام 56. وهو من مؤسسي الليالي اللبنانية في مهرجانات بعلبك الدولية وعمل فيها كمؤلف موسيقي وقائد للأوركسترا في سنوات: 57 ـ 59 ـ 64 ـ 74. وأسس مع زملائه برعاية سعيد فريحة في العام 1960 فرقة "الأنوار" العالمية، قدمت حفلاتها بالإضافة إلى مسرح كازينو لبنان في قبرص، فيينا، فرانكفورت، فيزبادن، باريس، القاهرة، الاسكندرية، الكويت، عمان، بعلبك، وكان مشتركاً كمسؤول ومؤلف موسيقي وقائد أوركسترا. وقد أوكلت إليه في العام 1961 رئاسة دائرة الموسيقى في إذاعة لبنان. انتخب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان بين الأعوام 69 و86 وكان الرئيس الفخري إلى ما قبل وفاته. وهو من مؤسسي المجمع العربي للموسيقى وعضو دائم فيه منذ العام 1970.
وضع ألحاناً غنائية لمعظم الشعراء في لبنان والمشرق تربوا على مئات الأغنيات والقصائد من العام 51 ـ81 ولكبار المطربين في لبنان والوطن العربي. وقد بدأ عام 1962 في كتابة الألحان والموسيقى لأكثر من 3000 قصيدة من تراث الأدب العربي، توزعت على برامج إذاعية وتلفزيونية منذ العصر الجاهلي والعصر العباسي: "ليالي الأصفهاني في كتاب الأغاني"، "مجالس الطرب عند العرب"، "ليالي شهرزاد"، "بداع النغم"، "عباقرة الغناء عند العرب"، "أشعب والكندي"، "جحا".
ومن التراث الأندلسي: "صبح والمنصور"، "الإرث".
السيمفونيات
اما مؤلفاته السيمفونية هي: سيمفونية "الليل" مستوحاة من شعر لسعيد عقل عام 1953. وسيمفونية "فوق البنفسجية: اللامقامية"، (جائزة المعهد الموسيقي الوطني) عام 69. وسيمفونية "بيروت 82" عام 83. وسيمفونية "السلام"، 85 ـ 86، عزفتها عام 88 أوركسترا الفيلهارموني لمدينة لياج في لياج وبروكسل وفيرفييه. و"الثلاثية المقامية" لآلة البيانو والأوركسترا الوترية، 2000 ـ 2001. وموسيقى تصويرية لخمسة أفلام تسجيلية.
ـ استحدث الفن الإنشادي الروحي العربي والـ"أوراتوريو" فألف "أوراتوريو 1"، بعنوان "الإنشادية النبوية" من شعر أحمد شوقي عام 95، و"أوراتوريو 2" إنشادية "عظماء الدنيا وعظماء الآخرة" 96. النص الأدبي للدكتور مصطفى محمود عن تراث الشيخ محيي الدين بن عربي. وقد صدرت له في العام 98 مجموعة مختارة من أعماله الموسيقية والغنائية الكاملة على 17 أسطوانة.
كما صدرت له كتب عدة منها:
1 ـ المختار من الموشحات الأندلسية.
2 ـ الإيقاع في الموسيقى العربية.
3 ـ الكمان والأرباع الصوتية.
أوسمة
ميدالية الاستحقاق اللبناني الفخرية 75.
ميدالية مدينة باريس عام 61.
وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى (مصر) عام 75.
وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة فارس 97.
ثلاثة أوسمة من جمعية ذفيب ـ سفكم.
الوسام المذهب من جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية عام 89.
جائزة مؤسسة عبد الهادي الدبس عام 97
الجائزة التقديرية من المجمع العربي للموسيقى (جامعة الدول العربية) 2002.
الجائزة التقديرية من مؤتمرالموسيقى العربية (دار الأوبرا المصرية) 2002.


__________________
علي يموت
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا ونَدِيمٌ قَدَّمَ الكَأسَ لَنَا
رد مع اقتباس