[أبوإلياس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإلياس

أكبر عملية نصب على الجمهور باسم فريد الأطرش

في العام 1984 ، رافقت دعاية ضخمة صدور شريط كاسيط للمطرب السوري المقيم في القاهرة آنذاك عصمت رشيد ، وقد عاد الاهتمام الكبير بالعمل ؛ للإعلان على أنه تضمن لحنا مطلعه " بحبك كل يوم " قدم على أنه آخر ما لحن الموسيقار فريد الأطرش ، وكما هو حال أي عمل يوضع عليه اسم فريد الأطرش نجح العمل ، وحقق أرقاما قياسية في التوزيع جعلته من أعمال العام 1984 التي كسرت حاجز المليون شريط .
بعد سنوات طويلة، اعترف المطرب السوري عصمت رشيد في الفيديو عقبه، بأن العملية كلها كانت تحايلا على الجمهور من الشركة المنتجة؛ إذ لاحظ مالكها بأن اللحن الذي وضعه عصمت رشيد لكلمات المؤلف سمير الطائر يقترب من أجواء ألحان فريد الأطرش ، فاقترح أن ينسبوا اللحن إلى هذا الأخير ضمانا لنجاحه الساحق، وبالفعل يوجد في اللحن كثير من سمات المدرسة الأطرشية في التلحين، بل إنه يتقاطع مع لحن فريد الجميل لمحرم فؤاد " يا واحشني رد عليا"

https://www.youtube.com/watch?v=EKJTyWnXpNc

لا أدري شخصيا كيف انطلت الحيلة على الجمهور وقبله على الوسط الفني ومهنيي الصناعة الموسيقية في مصر ليس من باب جوهر اللحن، لكن من خلال قصته الصعبة على التصديق.
شخصيا كنت أعتقد عندما تابعت ظهور هذا العمل على هذا المنتدى بأنه طرح في السنوات الأولى التي أعقبت موت فريد الأطرش، لكني منذ مدة قصيرة فقط عثرت على عدد من مجلة الموعد ( العدد 1101 الصادر بتاريخ 31 مارس/ ادار 1984) وثق لطرح العمل في السوق في العام 1984 ( أنظر القصاصة عقبه ) مع حوار مع عصمت رشيد سأعود إليه أدناه .

وفي نفس السنة صدرت الأغنية مصورة ضمن أحداث المسلسل السوري عريس الهنا إنتاج 1984 أيضا.

https://www.youtube.com/watch?v=perWp4tA2jo

مما يشكك في نسبة العمل لفريد الأطرش وهو ما لم يطرحه الجمهور والنقاد حينها هو تاريخ طرحه، إذ كيف يمكن لفريد الأطرش أن يمنح لحنا في العام 1974 وهو في قمة مجده لصوت مغمور وهو الذي تقف طوابير المقتدرين من المطربين والمطربات على بابه طمعا في الظفر بلحن جديد؟ وإذا تجاوزنا هذه الصعوبة وفرضنا جدلا أن فريد اقتنع بموهبة عصمت رشيد ومنحه اللحن، فكيف يعقل أن يحتفظ عصمت باللحن مدة عشر سنوات، لأن المنطق يقتضي أن يطرحه بصوته في بداياته حتى يطلق مساره عبر لحن من عملاق مقتدر، لا أن ينتظر عشر سنوات ويطرحه بعد أن أصاب ما أصابه من شهرة وانتشار ؟
في الفيديو أعلاه عبر عصمت رشيد عن ندمه على مسايرة رغبة صاحب شركة الإنتاج في استغلال إسم فريد في التسويق لألبومه لأن ذلك فوت عليه حقوق الأداء العلني، لكن الذي بدا لي من خلال البحث الذي قدته عن هذه العملية المثيرة ، هو أن المطرب عصمت رشيد وكاتب الكلمات سمير الطائر كانا شريكين للمنتج في إيقاع الجمهور في الغلط ، فهذا عصمت رشيد يقول في حواره مع مجلة الموعد بأنه التقى فريد الأطرش قبل موته بقليل وأعطاه اللحن ( أنظر القصاصة رفقته)، وهذا الكاتب سمير الطائر يقوم بالدعاية في حديث إذاعي للحن على أنه لفريد الأطرش ( المرجو الاستماع للمرفق الصوتي).

بناء على كل هذه المعطيات ، عمدنا في منتدى سماعي على إزالة لحن " بحبك كل يوم " من قائمة ألحان فريد الأطرش ،وكما تتذكرون كنا الأوائل أيضا منذ خمس سنوات في إزالة أغنية محمد عبد المطلب " يا ليلة فرحنا طولي " من قائمة ألحان فريد الأطرش.

هذه صورة شريط الكاسيط، لاحظوا تمييز أغنية " بحبك كل يوم " عن باقي أغاني الشريط من حيث اللون وحجم الخط ، مما يدلل أنها كانت الطعم المعد باحكام لتسويق الشريط .