[صالح الحرباوي]

.
راحلة ... أغنية رائعة من اقتراح أخونا العزيز الاستاذ مصطفى الحيدوكي ... استحقت فعلا الإمعان والغوص فيها على الرغم من قدم طرحها في دعوة موسيقية على أغنية ...
.
تحليل صوتي قيم ومفصل بأسلوب الاستاذ سمير الجنحاني المبني على متابعة العقود الواحد تلوى الآخر وتقصي المقامات والتلوينات جملة بعد جملة و بالشرح عن طريق الصولفيج ايضا...
بهذا نلمس أكثر، ما صاغه الملحن الذي استغل امكانيات المطرب الراحل محمد الحياني الصوتية الكبيرة وتمكنه الواسع في أداء أصعب الالحان ...
.
من وجهة نطري الشخصية وكمستمع غير متخصص، أراد الملحن صياغة لحن شامل و متعدد الملامح ... فإذا بنا نجده يتراوح بين المدرستين البارزتين في تلحين القصيدة في عالم الموسيقى العربية ... ألا وهي المدرسة السنباطية والمدرسة الواهابية ... وتلك المدرستين تختلفان شديد الإختلاف من حيث الإحساس والمضمون ... لهذا السبب نلمح في هذا اللحن تحويلات مختلفة روحا ولونا .. وربما غريبة في بعض الأحيان
و لأن تحليل الأستاذ سمير الجنحاني تضمن كل هذه الجوانب سأكتفي بأمثلة قليلة على ما يمكن وصفه مجازا باللعب على الحبلين الواهابي والسنباطي حيث نرى:
.
- يستعمل الملحن في الجزء الثاني من المقدمة شكل الأدليب (موسيقى بدون إيقاع) و يوضف ايضا حركات التريمللو .. ونلمس جيدا تأثير اسلوب موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب في كثير من قصائده ومنها خاصة الخطايا و لست أدري ...
لكننا نرى الملحن يحاكي ايضا أفكار الموسيقار العظيم رياض السنباطي الذي استعمل كثيرا هذه التلوينات وأذكر منها قصيدة الأطلال بمقدمتها الطويلة الرائعة وقصيدة أقبل الليل أيضا ..
- ويتجلى لنا اللون الوهابي في بداية الغصن الثاني (وهذا المساء .. وحمرة اللضى من وجنتيكي) حيث وزع الملحن صولوهات جميلة لآلتي الاكرديون والقانون بالضبط كما جاء لحن سجي الليل من أوبريت مجنون ليلى ...
.

للتعرف أكثر على المدرستين الوهابية و السنباطية في تلحين القصيدة العربية .. أدعوكم للإستفادة من المحاضرة القيمة التي طرحها أستاذنا الكبير سي مختار حيدر في حوار جرى بيننا في هذا الموضوع قبل سنتين تقريبا .. هـنـا
.
وأكتفي بهذا القدر وأشكر كل من ساهم في هذه الدعوة الجميلة
.