عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14/02/2008, 12h05
الصورة الرمزية reza_neikrav
reza_neikrav reza_neikrav غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:59077
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: ايرانية
الإقامة: ايران
العمر: 44
المشاركات: 80
افتراضي رد: كمال الطويل

قصيدتان لأم كلثوم بشرتا بمرحلة كلثومية جديدة
والله زمان يا سلاحي.. القفزة الكبرى:
يحكي الكاتب محمد الشافعي قصة ولادة النشيد الشهير "والله زمان يا سلاحي"، يقول:
ـ ...في عام 1956، أثناء حرب السويس، وضع كمال الطويل مشاعره على مفاتيح البيانو بداية في جمل موسيقية، ومن ثم اتصل بصلاح جاهين ليسمعه تلك الجمل الموسيقية وما كان من جاهين إلا أن كتب "والله زمان يا سلاحي" واتفقا على أن تغنيه أم كلثوم. اتصل بها الطويل فطلبت منه أن يذهبا إليها على الفور، ورغم رفض الإذاعة التسجيل باستديوهاتها لأنها مهددة بالقصف إلا أن أم كلثوم أصرت على التسجيل في الإذاعة فكان ذلك وسجلت النشيد الذي صار فيما بعد لسان الشعب العربي...
وبعد انتصار مصر على العدوان الثلاثي قررت الدولة إقامة مسابقة لاختيار سلام جمهوري جديد اشترك فيها 67 ملحناً منهم محمد عبد الوهاب بلحنين. ولم يتقدم كمال الطويل للمسابقة ولكن اللجنة اختارت لحنه "والله زمان يا سلاحي" لدخول المسابقة. وفجأة اتصل الكاتب محمد حسنين هيكل بالطويل وأخبره باختيار النشيد كسلام جمهوري، وهكذا بات النشيد الوطني لمصر وبقي كذلك حتى العام 1979 حين استبدله الرئيس السادات بنشيد "بلادي بلادي" لسيد درويش عقب اتفاقية السلام مع إسرائيل...".
وفي العراق بقي نشيداً وطنياً قبل أن يغيره صدام حسين في أواسط الثمانينيات بنشيد (وطن مدّ على الأفق جناحاً) من كلمات شفيق الكمالي ومن تلحين الموسيقي اللبناني وليد غلمية.
قصة كبرياء والمكافأة الضائعة
رغم أن الطويل لم يتقدم بنشيد "والله زمان يا سلاحي" لإشراكه في المسابقة كما أسلفنا، لكن اللجنة في الإذاعة هي التي قدمته، وتم اختياره ليكون نشيداً وطنياً لمصر. وقرر الرئيس عبد الناصر صرف مكافأة مالية بقيمة خمسة آلاف جنيه لكمال الطويل الذي لم يأخذ المكافأة رغم إن عبد الناصر سأله في عيد الثورة: أخذت المكافأة يا كمال؟
رد كمال: خلاص يا فندم. فقال عبد الناصر لكمال الدين حسين: لازم ياخد المكافأة فوراً.
لكن حسين ترك منصبه بعد يومين وجاء علي صبري الذي خفّض المكافأة إلى ألف جنيه، ثم أصبحت سيارة فيات دفع الطويل ثمنها. أي إضافة إلى أنه لم يأخذ المكافأة دفع من ماله من أجل السيارة التي منحت له.
مجدي العمروسي أبعد الطويل عن أم كلثوم
بعد نجاح نشيد "والله زمان يا سلاحي" أبدت أم كلثوم إعجابها بأسلوب كمال الطويل في اللحن وصياغة الجمل اللحنية بحداثة ومعاصرة، وكان لحن لها قصيدة في فيلم رابعة العدوية. فطلبت منه أن يلحن لها أغنيتين واحدة من تأليف بيرم التونسي دينية، وأخرى "لسة فاكر". ثم سافر الطويل مع زوجته إلى أوروبا وحين عاد أسرّ له مجدي العمروسي بأن أم كلثوم مستاءة من سفره إلى أوروبا في حين أن الالاف لا يستطيعون السفر إلى أوروبا للعلاج. وكان من طبيعة الطويل الكبرياء التي لا حدود لها، والتي دفعته إلى قطع صلته بأم كلثوم ولم يكن يرد على اتصالاتها. فاستغربت أم كلثوم الأمر وطلبت من مصطفى أمين أن يعرف السر، فقال له الطويل: السر هو أنني لم أجد اللحن الذي يتناسب مع أم كلثوم. وبقي على موقفه إلى أن رحلت أم كلثوم. وبعدها سأله أمين عن الحقيقة فأخبره بما قاله له العمروسي، فأكد له أمين: إن هذا لم يحدث أبداً والعمروسي فعل ذلك ليبعدك عن طريق أم كلثوم كي تتفرغ لعبد الحليم ولا تنشغل عنه.
والجدير ذكره إن خطة العمروسي نجحت إذ قدم الطويل عشرات الألحان الناجحة لعبد الحليم بلغت أكثر من 56 لحناً بدءً بأغنية "لقاء" الإذاعية والتي سبقت "صافيني مرة" أول لحن من محمد الموجي لحليم.
ولادة "على قد الشوق" و"أسمر يا اسمراني"
يروي مجدي العمروسي في كتابه "أعز الناس" إنهم حين يذهبون إلى الإسكندرية يقيمون في شاليه لكمال الطويل في سيدي بشر، وحين كانوا يتمشون كان كمال يمشي مفتح العينين على الآخر، أي جاحظ العينين، سارح النظرات والخاطر يدندن لحناً في طريق الولادة أو التكوين، ويتمتم بكلمات غير مفهومة، فنعرف إنه في حالة تفكير في لحن أو كلمات فلا نزعجه ولا نكلمه إطلاقاً. ويومها ولد لديه مطلع أغنية "على قد الشوق" كنغمات أولية أو لحن مبدئي كان كمال يدندنه وأكمل المذهب كله وأثناء سيره توقف كمال وأسمعنا إياه وطار عبد الحليم بالمذهب وحث كمال على إكماله فقال كمال: لغاية هنا ولازمنا مؤلف يكمل، وفعلاً أكمل محمد علي أحمد الكلمات بعد ذلك وباتت الطبق الطائر كما سماها الشاعر كامل الشناوي.
يقول العمروسي: كان كمال الطويل غزير الإنتاج، سريع الانتهاء من أي لحن، ولا أنسى أبداً أننا عبد الحليم وكمال وأنا كنا نزور بعض الأصدقاء في حلوان وكنا نركب سيارتي وعبد الحليم بجواري وكمال في الخلف وقبل أن نتحرك إلى حلوان سلم عبد الحليم نص أغنية "أسمر يا اسمراني" تأليف اسماعيل الحبروك وبدأ كمال في تلحين الأغنية وهو ينقر بأصبعه على ظهر الكرسي الذي يجلس عليه عبد الحليم وحين وصلنا إلى حلوان كان كمال قد انتهى من تلحين المذهب والكوبليه الأول وعند عودتنا أنهى الكوبليه الثاني والثالث وفي اليوم التالي سجلت الراحلة فايزة أحمد الأغنية بصوتها ووضعت في فيلم "الوسادة الخالية" كما سجلها عبد الحليم أيضاً بصوته.
يقول كمال النجمي في أحد مؤلفاته إن "ظهور الطويل والموجي في قصائد قصة "رابعة العدوية" كان إيذاناً بمرحلة أخرى من الغناء الكلثومي للقصائد..". وربما قصد النجمي بأن ألحان المذكورين أتت بالجديد في الجمل وأساليب اللحن ما كان مختلفاً وثائراً على طريقة غناء القصائد السائدة من قبل.
رأيه بالمطربين الشباب وبالموجة الجديدة
كان يقول بأن مطربي هذه الأيام يبحثون عن المال فقط وإن عمرو دياب مثلاً ليس مطرباً بقدر ما هو (أحسن المرقصاتية). وكان يؤمن بأن الفن كله سياسة وأن الفنان بلا موقف لا قيمة له وأن الفن لا يمكن أن يواجه الأزمات إلا إذا أعطيته ميكروفون بينما الآن نجد أن الجماهير في واد وأجهزة الإعلام في واد آخر، وحتى لو قدم الاعلام بعض الأغنيات مثلاً الجادة فلن يصنع اتجاه عام لأنه انفصل تماماً عن قضايا وطموحات الجماهير. متفائلاً جداً بصوت آمال ماهر والمطربة لينا.

آخر ألحانه
بعد عام من وفاته عثرت أسرته على أربعة ألحان أحدها مسجل على شريط كاسيت بصوته.
في العام 2004، صرح بذلك نجله الملحن زياد الطويل لجريدة "الشرق الأوسط"، وعناوين الأغاني: "صاحية"، "ولا كل من ضحكت" وهما من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي واغنية "إلا قولي" للشاعر محمد حمزة ورابعة رفض زياد الكشف عن اسمها وأشار إلى أن والده انتهى من تلحينها بالكامل قبل فترة طويلة من وفاته إلا أن الأصوات الموجودة على الساحة لم تشجعه على تقديمها، حيث إن إحدى هذه الأغنيات وهي "ولا كل من ضحكت" غناها والده بصوته وسجلها على كاسيت موجود معه الآن.
وكشف زياد عن وجود مفاوضات مع مطرب معروف ليغني هذه الأغنية وقال بأن الفنانة وردة أبدت إعجابها بأغنية "صاحية".
كذلك نفى زياد أن يكون والده الراحل كمال الطويل قد كتب مذكراته أو سجلها بصوته.
دعوى قضائية:
قبل أن يمر عام على وفاة كمال الطويل، أقام الملحن زياد الطويل نجل الراحل، دعوى قضائية ضد كل من: برنامج "ستار أكاديمي" والموسيقار حلمي بكر بسبب قيام الأخير بإذاعة شريط نادر بصوت كمال الطويل وهو يغني لحن "ولا كل من ضحكت عينيه عاشق ولا كل من فرد الإيدين مشتاق" وهو لحن أعده كمال الطويل قبل 27 عاماً لكي يغنيه عبد الحليم حافظ الذي لم يمهله القدر ليغنيه. ورفض كمال الطويل منحه لأي صوت آخر رغم محاولات هاني شاكر وسميرة سعيد للحصول عليه.
وسبب إقامة الدعوى ـ حسب زياد الطويل ـ أن والده أعطى الشريط لحلمي بكر على سبيل التذكار لا بغرض الإذاعة، "لذا أعتبر هذا بمثابة خيانة أمانة لأغراض تجارية لا تخفى على أحد لأن البرنامج له طابعه التجاري".
ومن جهة أخرى قال الملحن حلمي بكر: "قدمت لحن أستاذي كمال الطويل تقديراً له وليس بغرض تجاري لأن ما يربطني بالراحل علاقة بدأت قبل أن يولد زياد، وأنا حزين ليس بسبب الدعوى القضائية فقط لكن لاتهامي بالاتجار بقيمة كبيرة مثل كمال الطويل.
وأخيراً رحل كمال الطويل في العام 2003 بعد أن عاصر كل الموجات الغنائية الجديدة وعاصر الحروب والانهيارات وكان مكتئباً وحزيناً على حال العرب العامة بعد أن فقدوا الكثير من سماتهم وهيباتهم.
الملحن المصري الكبير كمال الطويل في ذكرى رحيله الخامسة
رد مع اقتباس