رد: المبدع محمد عبد الوهاب فى عيون الاديب خيرى شلبى
و يكمل الاديب الكبير خيرى شلبى و يقول تلك هى صورة الموسيقار محمد عبد الوهاب فى زمن الوردة البيضاء و ما بعده اى فى الاربعينات من هذا القرن تقريبا و قد استطاع ان يحافظ على هذه الصورة و يحتفظ بها لزمن طويل .
و حتى و هو فى الثمانين من عمره و على مشارف التسعين كان ابرز ملمح فيه قدرة وجهه على قهر الزمان و نفى التجاعيد و استقطاب الحيوية انها قوة الرغبة فى الحياة ، الشبق الى الحياة ، و النرجسية الجميلة ، فاذا كان حب الانسان لنفسه يدمغه بصفة الانانية فان حب الفنان الموهوب لنفسه كثيرا ما يكون نابعا من شدة حبه لفنه ، حيث تنشا عنده ارادة البقاء لاطول فترة ممكنة ليعطى مزيدا من الفن و يتعرف على مزيد من المعرفة ، اذ الفن ديدنه الخصوبة و التلقيح و الطرح باستمرار.
و قد كان عبد الوهاب من هذا النوع و مثله توفيق الحكيم و يحيى حقى و نجيب محفوظ و ام كلثوم و غيرهم ، فما لم يتدخل القضاء و القدر لتنفيذ ارادة الله فان الواحد منهم يظل حريصا على صحته قدر الطاقة ياكل بانتظام و يمارس رياضة المشى و ينام مبكرا و يصحو مبكرا و ينتج فنا غزيرا. ليس فيمن ذكرناهم واحد قليل الانتاج متهافت المستوى قليل القيمة ، كلا و الف كلا.
|