الموضوع: توفيق الباشا
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07/12/2005, 08h28
الصورة الرمزية aliyamout
aliyamout aliyamout غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:5
 
تاريخ التسجيل: octobre 2005
الجنسية: لبنانية
الإقامة: لبنان
المشاركات: 98
افتراضي رحيل الموسيقار توفيق الباشا -3

شهادات

الياس سحاب:
نظرة مشرقية
لدي وجهة نظر نقدية وتاريخية. كانت هناك مدرستان الأولى في القاهرة في القرن التاسع عشر، والثانية في لبنان بين الأربعينيات والسبعينيات. وفي هذا التقسيم لم يكن لبنان مركزاً إقليمياً بل كان مقراً جغرافياً حيث كانت نظرة مشرقية لا محلية، في بيروت عملياً كانت خلاصة تجارب مشرقية وتراث مشرقي دخل فيه كل أنماط البلاد في المشرق العربي. بدليل ان تباشير هذه الحركة النهضوية بدأت في فلسطين في الأربعينات من خلال إذاعتي القدس والشرق الأدنى. وللتأكيد على مشرقيتها لم تكن النتاجات فلسطينية محضاً، ولا لبنانية محضاً، بل نجوم من فلسطين يؤمون الإذاعتين من كل الأقطار العربية لبنانيين عراقيين سوريين ومصريين حيث كانت الإذاعتان بمثابة البداية الجدية للكثيرين، وأذكر على سبيل المثال عبد الحليم نويرة وصبري الشريف وعبد المطلب، وانتقلت هذه الإذاعة مع مبدعيها إلى لبنان إثر النكبة، واستكملت طريقها في استقطاب مواهب البلاد العربية.
وضمن هذه المسيرة لعب الراحل توفيق الباشا من دون شك دوراً مركزياً من خلال نتاجاته المتشعبة، رغم التركيز أحياناً على خط واحد هو الملحن، والموزع.
برأيي كان له دور آخر لا يقل أهمية هو التوزيع وقيادة الأوركسترا حتى في الأعمال الموسيقية غير تلك التي لحنها هو. فكانت تجارب مبدعة مثل "راجعون" للأخوين رحباني درة في التوزيع، ولها تسجيلان. واحد في القاهرة وآخر في لبنان، وأعتقد إن توزيع توفيق الباشا لها في التسجيل اللبناني وبوجهة نظر جديدة هي قمة الإبداع.
وعمل ثان مع الرحابنة في المهرجانات حيث كنت أشهد البروفات في الكواليس وأتابع التدريبات في السنة اللبنانية الأولى للمهرجانات في بعلبك حيث كان يشترك فيها الأخوان وزكي ناصيف وفيلمون ، وتوفيق الباشا الذي كان هو من يوزع أعمال هؤلاء.
وزعها وقادها ولم يكن موزعاً فحسب بل كان أساسياً في وجهة نظر موسيقية وشخصية قيادية في هذه المجموعة.
الأمر الآخر إنه اشتغل بجدية قل نظيرها على فن الموشح في وقت بدأ يتراجع هذا الفن أمام نهضة القرن العشرين فعمل على تلحين الموشحات في صميم هذه النهضة مع كبار المشتغلين عليه، سواء تلك التي لحنها أو تلك التي أعاد توزيعها للقدماء مثل محمد عثمان وأحمد أبو خليل القباني وآخرين، مثل رائعته "ما احتيالي" الذي وزعه مرتين، واحدة لصوت سعاد محمد وأخرى لصوت محمد غازي، وقدم في "أرضنا إلى الأبد" في مهرجانات بعلبك عام 1964، مع ناصيف وعفيف رضوان. وهذه هي المعادلة الصعبة الإبقاء على روحية القرن 19 ضمن روحية العصر في أواسط القرن العشرين، وهذا يحتاج إلى علم وفكر بمستوى علم وفكر توفيق الباشا.
للأسف هذه من أقل إنجازات الراحل التي ألقيت عليها الأضواء، لأنها كانت تنشر في برامج إذاعية وتلفزيونية فهو مثلاً لحن لنور الهدى 30 أو 40 اغنية ضمن مسلسل تلفزيوني طويل.
أما الخط السيمفوني العربي ، فهو من قلة من العرب المطلعين على هذا الفن والكاتبين بإتقان له وأعتقد إنه بعد الفورة التي نشهدها اليوم وبعد أن تهدأ العاصفة سيعود الاهتمام بتوفيق الباشا والتركيز على المدرسة العربية الجادة وسيعاد اكتشاف الدور الجدي والجاد الذي لعبه ومنحه عمره كله أو على الأقل خمسين سنه منه ولم يساوم خلالها، ولم يتنازل ولم تغره الموجات على حساب مبادئه الموسيقية.
منصور الرحباني:
رفيق درب
توفيق الباشا رفيق الدرب منذ كنت في الثامنة عشرة، وحتى اليوم. لم نختلف يوماً ولم نفترق، ولم نتعاتب، كنا أصدقاء وكان بيننا الكثير من التعاون، وأسسنا معاً عصبة الخمسة.
ثم كان يدون لنا عشرات الأعمال والقطع الموسيقية والغنائية، وقاد الأوركسترا معنا في المهرجانات وماذا أقول وكيف أختصر حياة كاملة.
اشتغلنا، اجتهدنا، نقابات، وجمعيات وصداقة عمر لا أستطيع أن أعبر عن مدى خسارتي وألمي، وكنت على اتصال معه حتى آخر يوم على التلفون ونقرر ونتفق وهكذا كلّ ذاهب إلى مصيره...
رتيبة الحفني:
شخصية شاملة
عمود من أعمدة الفن والموسيقى العربية فقدناه.
توفيق الباشا شخصية شاملة، مؤلف موسيقي على مستوى عال لا يعوض، باحث متعمق ومنظر ومجتهد في الموسيقى العربية والغربية.
لعب دوراً في المجمع العربي للموسيقى التابع للجامعة العربية، كان حريصاً على أن لا تفوته شاردة أو واردة في الموسيقى وفي الأبحاث فيحضر كل الاجتماعات والمؤتمرات والندوات. عمل كثيراً في بيروت ومصر والدول العربية على أن تبقى لموسيقانا هوية.
اسمه سيبقى محفوراً في عالمنا الموسيقي، ولا شك هو خسارة كبيرة لنا جميعاً، ورفيق دربنا وهذه سنة الحياة، أعماله ستبقى للأجيال وذكراه تستمر ضمن أعلام الموسيقى العربية.
احسان صادق:
فنان حساس
الحقيقة الوحيدة في هذا الكون هو خسارة الكبار والعلماء.
فنان حساس محب وصادق وصريح، ومناضل ومتعاون ورحلة كبيرة لي معه سأفتقده كثيراً.
في بدايتي كانت المسيرة معه في إذاعة لبنان حين كان لها حضورها الراقي على صعيد الأعمال الموسيقية سيبقى فينا وإن خسرناه فنياً ونقابياً.
لكن أتمنى شيئاً من الوفاء لهذا الفنان الكبير الذي عاش طوال عمره على ثلاثة أقانيم: المحبة والتعاون والعمل المنهجي الأكاديمي في الموسيقى التي خدمها طوال حياته وكرس لها نفسه، في لبنان والمجمع العربي الموسيقي، نتمنى لحظات وفاء للكبير الراحل.
حلمي بكر:
انهيار ركن
أكبر من الكلمات، توفيق الباشا لا توفيه الكلمات. أعماله وسام على صدر الموسيقى العربية، ودراساته عالمية تخصص في الموروث موسيقياً، وابتدع أعمالاً عربية بحتة بلغة العالم وهذا لم يصله أحد تقريباً في أيامنا.
كان همه الشاغل كيف تكون الموسيقى عربية عالمية فابتكر شخصيتها الخاصة من فكره، ومن علمه.
تزاملنا في العديد من المهرجانات ولجان التحكيم.
كل يوم تخسر الأمة العربية قيمة وثيمة من قيمها وثيمها الهامة، وتزداد كثرة الخسارات الموسيقية، وكلما فقدنا أحد الموسيقيين الكبار نحس بالخسارة وانهيار ركن من أركان الموسيقى فتهتز لأن الركن الهام لا يمكن تعويضه بسهولة ولا أحد يحل محل أحد.
لا أدري كيف أعبر عن ألمي فاسم توفيق محفور فيّ.
وأعتقد ان أعماله بحاجة أن تتحرك تعلن إلى الملأ لهذا الجيل لكي يعرف من هو توفيق الباشا، أي باتجاه الشباب لكي يعرفوا تماماً قيمة الموسيقي الراحل.
أخص الشعب اللبناني بأحر التعازي والشعب العربي خسر الكثير بغياب توفيق الباشا.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg c1-n2.jpg‏ (29.1 كيلوبايت, المشاهدات 20)
نوع الملف: jpg C20N1.jpg‏ (14.4 كيلوبايت, المشاهدات 19)
نوع الملف: jpg C20N2.jpg‏ (27.1 كيلوبايت, المشاهدات 11)
نوع الملف: jpg C20N3.jpg‏ (22.7 كيلوبايت, المشاهدات 20)
نوع الملف: jpg C20N4.jpg‏ (14.5 كيلوبايت, المشاهدات 17)
__________________
علي يموت
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا ونَدِيمٌ قَدَّمَ الكَأسَ لَنَا
رد مع اقتباس