[Sami Dorbez]

«الفنان يبكي وهو جائع ... لكن عندو خشم» كلمات مبكية نطقها في وجع الفنان الهادي القلال الذي لم يشفع له رصيده الفني الثرّي في تأمين حياة كريمة تليق بصاحب أغاني «يا دار الحبايب» «ومنيّرة يا منيّرة» و«نحبّك ونكرهك»... والقائمة تطول من الأغاني الناجحة لـ«فريد الأطرش تونس» كما لُقّب.
« نفطر على كعبتين فريكاسي !»
كان يتوجّع ,كان يتألم, كان يتأوّه ... وهو يسرد معاناته مع الحاجة والاحتياج بنوعيه : المادي والمعنوي واضعا إصبعه على أنفه في إشارة إلى الكرامة والأنفة وعزّة النفس قائلا: «لكن الفنان عندو خشم»! وروى الفنان الهادي القلال حكايته مع الزمن كما يلي: «كنت ناخذ جراية قدرها 185 دينارا, منهم كراء وماكلة وشراب... 185 دينارا تعيّش بونا آدم في ها الوقت ؟ هيا يا سيدي زارني وزير الثقافة (كان ذلك في شهر أوت 2012) ورّيتو ورقة الجراية وقالي: باهي... في بالي». وكيف جا راس الشهر زادني 60 دينارا قلت هيّا ساعة ساعة يزيد حويجة...لكن جاء الشهر إلّي بعدو قصّ العلفة, نحاهم الستين!». وربمّا من أشدّ مظاهر الخصاصة التي يعاني منها الفنان الهادي قلال إيلاما هي اقتصار وجبة غذائه على النزر القليل من الطعام حيث قال « نفطر على كعبتين فريكاسي ...باش ما نقلقش الجماعة!».
ولم يكن سوء الغذاء وحده مكمن وجع الفنان الهادي القلال، إذ صرّح أنه مهدّد في مسكنه وذلك بسبب أشغال بناء يقوم بها مؤجر العقار . وإن تدّخلت نجدة أحد أهل البرّ عن طريق نقيب المطربين المحترفين مقداد السهيلي لانتشال هذا الفنان من العراء وذلك بمنحه شقّة بضاحية أريانة, فلا شك أن فنانا بحجم الهادي القلال ما زال يحتاج للكثير والكثير ولا يستحق مقابلة سنوات إبداعه بالجحود والنكران ومكافأة إضافته الفنية بالإهمال والنسيان.
وزارة الثقافة تتفاعل