الموضوع: فايزه أحمد
عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 27/03/2021, 14h31
الصورة الرمزية salhi_haithem
salhi_haithem salhi_haithem غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:497828
 
تاريخ التسجيل: février 2010
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 40
المشاركات: 184
افتراضي رد: فايزه أحمد


مال عليّا مال .. فرع من الرّمان ..
قلبى الأخضر , شمعة ورقصت
فوق الشمعدان
مال عليّا مال. هلّ كأنّه هلال
وانا قاعدة حيرانة لوحدى
وف عِنيّا سؤال
مال على توبى , قلت آه يا توبى ..
قاللّى سلامة توبك دَ انتى
وردة ف البستان
مال عليّا مال , نجماية وموال
كلّمنى عن بيتنا الطيب
واللقمة الحلال
مال على إيدى , قلت آه يا إيدى ..
قالّلى سلامة إيدك ده انتى
قُلّة العطشان
مال عليّا مال , مال عليّا وقال
قلت انا عايزة حبك انتَ
واعمل ايه بالمال
مال على عينى , قُلت يا عيني..
قالّلى سلامة عينك يالّلى
نورتى المكان
مال عليّا مال , فرع من الرمان
قلبى الأخضر شمعة ورقصت
فوق الشمعدان

مال عليّا مال كان اللقاء الأول الذي جمع بين الثلاثي فايزة أحمد/ عبد الرحمن الأبنودي/ و محمد سلطان و هو أحد ثماني أغنيات للأبنودي شدت بها الكروان , جميعها من ألحان سلطان باستثناء لحن واحد لبليغ حمدي ,,
"مال عليّا مال , فرع من الرمان" كلمات شديدة البساطة عميقة المعاني , تشبه في توهجها زهرة الجلنار التي تزف للطبيعة نضوج ثمرة الرمان حدّ الانفجار ,, فيقف الصبي مشدوهاً فوق (السطوح) في قرية "أبنود" يراقب في وَلَهٍ وانبهار "جنينة علي غزالي" الواقعة خلف منزله و التي تزخر بأشجار الرمان, فيقرر أن يسطو على الجنينة متحدياً السور الشائك الذي يسيجها ,,
وليمسك به ابن صاحب"الجنينة" متلبّساً بالجرم المشهود , ممتليء "الحِجر" بثمار الرمان المشتعلة ,,
وأما الكروان فلا يمل التحليق فوق "الجناين والغيطان" يؤرخ بصوته الساحر للحظات يتوقف الزمن فيها مفسحاً المجال والمقال لأروع مافي النفس البشرية من نبلٍ وجمال وسموّ,,

يمّا ياهوايا ,
الهوا بعتر ضفايري
إيه قصدُه معايا
ماشية وسط الغيطانِ
ماشية والهوا ماشي
الهوى خدني ورماني,
وسابني وقام ماشي
خايفة يا هل ترى
والّا متحيرة
والا إيه الحكاية
الهوى بعتر ضفايري
ايه قصده معايا

ماشية وسط الغيطانِ
والقمر ويايا ماشي
عدّى زي الأغاني
عدّى قالها وراح ماشي
قلبي انزرع بستان
واتملا ورد وألوان
جيت أقول لِك ع الحكاية
الهوى بعتر ضفايري
إيه قصده معايا
ماشية وعاقدة الضفاير
خالية البال والضماير
عدّى وفك العُقدة وهدّى
وهدّى وودّى وقام طاير
أجري أجري ولَمْ حصّلتُه
ولا كلّمني ولا انا سألتُه
تفتكري إيه الحكاية
الهوى بعتر ضفايري
ايه قصدُه معايا يمّا
إيه قصدُه معاياا

يمّا ياهوايا كان اللقاء الثاني للثلاثي " فايزة / الأبنودي / سلطان " و تغنت بها الكروان في نفس العام تقريباً 1969 , ولم تشدُ بها في أي حفل و تم تسجيلها استوديو فقط ,,
و كان طبيعياً بعد أن مال "فرع الرمان" ورقص قلب الصبية "الأخضر" كشمعةٍ فوق "الشمعدان" ,, وإذ "فكّ" الهوا "عقدة الضفاير ,, وعرفت "إيه قصدُه معاها",, وقبل التوتة توتة ,, وفروغ الحدوتة,,
تغامزت الصبايا واشتعلت قلوبهن بالغيرة من "كروانتنا" بعد أن ضمها والحبيب عش الهنا ,, ورحن يكدن لها و يوقعن بين الحبيبين , مدّعيات زوراً أن الحبيب " داير على حالُه " و ليقعن في شرّ أعمالهن حيث أنه "كان في الساعة دي , قاعد معاها وبيشربوا شاي",, مما اضطرها للرد عليهن ,,,وعلى الملأ...

ومادام معاي ,إللي بحبُه وباريدُه
مادام معاي
وبنقسم اللُقمة ونضحك
وبنشرب شاي
مايهمنيش مهمَا ان قالوا
ماهو دول عوازلي وعُزّالُه
بيقولوا داير على حالُه
مع إنُّه كان في الساعة دي
قاعد معاي
بيقولوا ياما أنا عارفة انا
أنا عارفة خلّي يعشقني انا
لو خطى برّه بيتُه سنه
ينده عليْ
وانده عليه في ليالي الشوق
يسمع نداي,,
قالوا البنات,, قالوا وعادوا
قالوا ماهوش جاي في معادُه
وفي الميعاد كان على بابُه
هالل عليّ
ضحكت لُه وقلت لُه شايف
بيغيروا ازاي
مايهمنيش مهما ان قالوا
ماهو دول عوازلي وعزّالُه
بيقولوا داير على حالُه
مع إنه كان في الساعة دي
قاعد معاي

يقول الأبنودي عن هذه الأغنية "قاعد معاي" .. الحب فيها ملؤه الثقة و التصديق,الحبيبان هنا صديقان أولاً, يمزج عاطفتهما صفاء المودة, حب ليس الرجل فيه صقراً والمرأة حدأة, بل هما معاً ألبفا يمام ,,
بعيداً عن التشريح الموسيقي لتلك الأغنيات الثلاث و الذي نتركه لأهل الموسيقى من الممكن بحسب المفاهيم السائدة عن الأغنية الشعبية ,تصنيف أعمال الكروان العاطفية مع الأبنودي شاعراً و سلطان ملحناً بأنها "أغنيات شعبية" توضع في نفس الباقة مع كل من "آخد حبيبي" لمجدي نجيب و سلطان , و"يما القمر ع الباب" لمرسي جميل عزيز و الموجي ,,
يقول الأبنودي في هذا السياق ضمن أحد لقاءاته الإذاعية (لقد حول محمد سلطان أغنياتى الشعبية التى غنتها فايزة أحمد إلى حالة رومانسية. وما أجمل أن يقترن الغناء الشعبى بروحه الطازجة و إيقاعاته الشعبية بحالة من الرقى والسمو الرومانسي..)
"بالي معاك" كان اللقاء الرابع بين الكروان/ الأبنودي / و سلطان ,,
تشير العديد من التأويلات إلى أن كلمات تلك الأغنية كانت بمثابة "عتاب رقيق" من الشاعر للزعيم جمال عبد الناصر أما الأبنودي نفسه فلم يصرح بذلك ,, ولكن ,,,, ننقل هنا نصاً ماجاء في "ذكرياته" التي نشرت في جريدة "الجريدة" عبر سلسلة من الحوارات المتصلة ,يصف فيها لحظة تاريخية في حياته ,, ربما توسّع الرؤية أمامنا ,,,

(...كان ذلك عام 1954 عندما أغرقت السيول قنا وجاء أعضاء مجلس قيادة الثورة للوقوف مع الناس. وفي الشارع رأيت جمال عبد الناصر في سيارة جيب عسكرية غمر الماء نصفها ولم أصدق نفسي فتوجهت إليه وسألته و أنا غارق في الماء وهو عملاق يقف على ظهر السيارة يكاد رأسه يلامس أسلاك الكهرباء : «أنت جمال عبد الناصر؟!» فنظر إليَّ من عَلِ وأجاب : «أيْوه». قلت له: «ممكن أسلم عليك؟» فانحنى بقامته المديدة ومد يده ليتلقف يدي و نظر في عينيَّ تلك النظرة التي لم توهب إلاّ له و التي ظلت معي منذها إلى الآن. جاهدت حتى أعثر على كلمات أعبر بها عما في نفسي. أخيراً قلت للزعيم الذي لم تكن زعامته معلنة بعد: «إحنا متشكرين إنك جيت تواسينا». وكان رده: «كله ح يتصلح» قالها وهو يترك يدي و يعتدل بقامته الشامخة التي تشبه سارية العلم، ماسحاً بعينيه المشهد من حوله فكأنه يرى المدينة كلها)

بالي معاك بالي
ياابو الهوى العالي يالاسمر
طول ماانت في العالي
مش راح تشوف حالي يالاسمر
يا معدي ع السّكه, لا لوم ولا ضحكه
من يوم ما على بيتنا, عدّيت وورّيتنا
كيف النجوم في الليل تسهر
طول ماانت في العالي
مش رح تشوف حالي يالاسمر
طول مانت في العالي
صوتك قمر ونّاس, داير في ليل الناس
لكن يضوي لناس
يا ساكن العالي, ساكن هنا ف بالي
بحر المحبه حيتعكّر,
طول ماانت في العالي
مش راح تشوف حالي يالاَسمر
ياابو صوت ملالي فوق
إحنا قتلنا الشوق
الضيّ لو سِلّم, أنا كنت أتعلّم
اطلع لك اتكلّم ,لو حتى حاتألم
وارجع وقلبي متكسّر
طول ماانت في العالي
مش رح تشوف حالي يالاسمر
طول ماانت في العالي

إلى جانب تلكم الأغنيات العاطفية الأربع , تغنت الكروان بثلاث أغنيات وطنية للأبنودي , حكاية السد, صوت الرصاص , و طلع النهار ,, وجميعها من ألحان محمد سلطان,,
وأما الأغنية الثامنة , فقد كانت من ألحان بليغ حمدي و يقول عنها الأبنودي في سياق سلسلة لقاءات أجرتها معه جريدة "اليوم السابع" في الحلقة السادسة ,,(ذات يوم جاءني بليغ متهللاً ودار بيننا هذا الحوار..
  • بليغ : إفرح ياعم, أم كلثوم حتغنيلك
  • الأبنودي : حتغنيلي إيه
  • بليغ : "بالراحة ياحبيبي"
  • الأبنودي : بقى أم كلثوم حتغني أغنية إسمها "بالراحة ياحبيبي" أنا حاكتب لها حاجة مخصوص
  • بليغ : طب انا أقولها إيه دلوقتي
  • الأبنودي : قول لها حاعمل حاجة تليق بيكي,,)

ولا تتوفر معلومة موثقة عمّا إذا كانت أم كلثوم قد استمعت للحن تلك الأغنية من بليغ , ام أنها فقط قد اطّلعت على الكلمات,,

بالراحة ياحبيبي
كلّمني بالراحة
دا انا مشيت ياما,عشان اشوف راحة
ياماليني حنيّة,ومودة وصراحة
وإنسانية وشوق,وود وسماحة
عايز تريحني,كلمني بالراحة
مش عايزة اقول كان
خلي العمر يبص,للعمر الجديد
العمر قبلك عُمر,بس مافيهش عيد
كان القمر يطلع ليلاتي ,ماابصّلوش
واللي يتنسم لي,مااتبسّملهوش
وانت ياشباك ع الربيع
خليت ضلام عمري يضيع
ياماليني حنية,ومودة وصراحة
وإنسانية وشوق,وود وسماحة
عايز تريحني,كلمني بالراحة
جبت الأمل دا ازاي,جبته منين قوللي
وازاي قدرت ازاي,ياحبيبي توصل لي
قلبي صُغُر فيّا,من قلة الأحباب
وقلبي رد ازاي ,على دقتك ع الباب
ياماليني حنية ومودة وصراحة
وإنسانية وشوق,وود وسماحة
ناقص تكلمني بالراحة

وعلى الرغم من عدم انتشار تلك الأغنية , وعلى الرغم من أنها في رأي الشاعر عملاً عابراً لايرقى لمستوى أعماله التي يعتز بها ,, إلا أن كلماتها تحمل موضوعاً جديداً حتى ولو لم يتقصّد الشاعر ذلك , حيث كل الصفات الجميلة في الحبيب الذي شبهه بشباك ع الربيع بدد الوحشة وحمل الأمل ,, ولكن يبقى أن "يكلم محبوبته بالراحة"


عبد الرحمن الأبنودي أو "الخال" 11 أبريل 1938-21 أبريل 2015
صاحب الكلمات الأشهر إلى جانب عمالقة جيله في التأريخ شعراً للمحطات الرئيسة في مسيرة مصر والوطن العربي في الفترة التي عاشها , و جاءت أعظم أعماله الوطنية في حقبة الستينيات ,, عبر حنجرة عبد الحليم حافظ , إبنك يقولك يا بطل/ أحلف بسماها / عدّى النهار وغيرها الكثير , وهو جامع "السيرة الهلالية" التي يرى فيها بعض المتخصصين ملحمة تفوق "الإلياذة " و "الأوديسا"
الأبنودي , شاعر العامية الأشهر , ترك لنا نحو عشرين مؤلفاً بين ديوان و قصيدة طويلة وأجزاء السيرة الهلالية ,, إلى جانب الأعمال التلفزيونية الدرامية , و من أشهر ما كتب درامياً , أغاني فيلم "شيء من الخوف" والتي لحنها بليغ حمدي,,
في الأول من نوفمبر عام 2002 , وفي إطار فعاليات مهرجان الموسيقى العربية الذي يقام سنوياً في القاهرة , رفض الأبنودي قبول تكريمه من قبل إدارة المهرجان , وقال في معرض حديثه عن أساب ذلك الرفض ..(رفضت تكريمي من قِبَل المهرجان , فقد أبلغوني أنني سأكرم مع الراحلة فايزة أحمد , وهي فنانة كبيرة لم تكرم منذ وفاتها عام 1983 , وعلى ذلك قبلت التكريم ,, و لكنني فوجئت بأن إدارة المهرجان قد أخلّت باتفاقها معي , ولم تكرّم الراحلة فايزة أحمد بدعوى أن المهرجان لايكرّم الموتى , مع أن المهرجان قد كرّم من قبل الراحل "كارم محمود" وانا بطبعي لا أحب الإخلال بالالتزامات , وهذه خيانة , وإدارة المهرجان لم تحاول بذل أي مجهود لإعطاء أسباب حقيقية لعدم تنفيذ ماتم الإعلان عنه من قبل,....)
ومن مفارقات القدر ,, أن نفس المهرجان , وفي دورته الرابعة و العشرين والذي أقيم في نوفمبر 2015 , و بعد نحو ستة أشهر من رحيل الأبنودي , قد إنفذ القائمون عليه "قسراً" إرادتهم التي فشلوا في فرضها عليه في حياته , وقاموا بإهداء "دورة المهرجان" لاسم الأبنودي ,, مع أن المهرجان لايكرم "الراحلين" بحسب زعمهم ,, ودونما اكتراث للاعتبار الذي على أساسه رفض التكريم قبل ثلاثة عشر عام مضت,,,
ورحل شاعر الناس و لسان حاله يقول,, لو رحل صوتي , ما بترحل حناجركم
واما كرواننا ,, فمكانه في القلوب , وحسبه ذلك تكريما
الكروان , لايمل ولا يستكين ولايهدأ له جناح وسيستمر في إبهارنا , ولسان حاله يقول تركت للطواويس ألوانها ,, وهاكم ,لانبض قلبي نغم "خليكوا شاهدين"

خليكوا شاهدين على حبايبنا
بيدوّروا ع الّلي بيتعبنا
وبقالنا سنين في الهوا تايهين
ماحناش عارفين نرتاح مع مين
وحنشكي لمين غير حبايبنا
دول سايبينّا خليكوا شاهدين

جرحونا الأحباب .. جرحونا
و رضينا بجرحنا و فاتونا
ولا منهم عايزين يداوونا , ولا خدنا من الحب نصيبنا
عرفنا الاه .. و قلنا اه
و جالنا الشوق ياخدنا .. و خدنا معاه
و بقى لنا سنين في الهوى تايهين............ ما احناش عارفين نرتاح مع مين
و حنشكي لمين .. غير حبايبنا
دول سايبينا... خليكوا شاهدين

في هواهم يا ما اتحيرنا ... لكن عمرنا ما اتغيرنا
حنستنى و نستنى .. لحد ما يسألوا عنا
حنستنى و نستنى .. ياريت العمر يستنى
و بقى لنا سنين في الهوى تايهين ........... ما احناش عارفين نرتاح مع مين
و حنشكي لمين .. غير حبايبنا
دول سايبينا ... خليكوا شاهدين

عدينا بحورهم ... عدينا
و حدفنا الموج .. ولا حسينا
و لا رحنا معاهم ولا جينا
و سيرتهم مش عايزة تسيبنا
و بقى لنا سنين في الهوى تايهين , ما احناش عارفين نرتاح مع مين
و حنشكي لمين .. غير حبايبنا
دول سايبينا ... خليكوا شاهدين.. خليكوا شاهدين

كانت خليكوا شاهدين هي اللقاء الأول من بين لقاءين اثنين فقط جمعا بين صوت الكروان وكلمات الشاعر سيد مرسي إذ قدما لنا بعدها "صعبان علينا" وكلتا الأغنيتين من ألحان محمد سلطان
ويروي لنا الشاعر مصطفى الضمراني على صفحات "الأهرام اليومي" قصة اللقاء الفني الأول بين سيد مرسي و الكروان..

(...دعت فايزة الشاعر سيد مرسي إلي زيارتها في منزلها ومعه أغنية جديدة طويلة سيلحنها سلطان ورحب بهذه الدعوة وفي الموعد المحدد كان معه نص الأغنية المطلوبة
وبعد تناول فنجان الشاي قالت له فايزة أحمد : سمعنا بقي الكلام الجديد فقرأ المذهب الذي لقيا استحسانا من جانبهما و صادف إعجابهما الشديد الذي يقول :

خليكوا شاهدين..
علي حبايبنا..
خليكوا شاهدين..
بيدوروا ع اللي بيتعبنا..
خليكوا شاهدين..
وبقي لنا سنين..
في الهوي تايهين..
وحانشكي لمين..
محناش عارفين..
نرتاح مع مين..

وكان سيد مرسي كالعادة من أجمل الشعراء الذين يجيدون إلقاء كلمات أغانيهم الأمر الذي أثلج صدر فايزة وقالت لسلطان : هو ده الكلام اللي أحب أغنيه وإنت اللي راح تلحنه , وأخذ سلطان المذهب و دخل لغرفته و ترك فايزة و سيد مرسي بعض الوقت يتحدثات معا وكانت النتيجة بعد عودته قوله لهما : أنا أعجبني الكلام وسأتفرغ لتلحينه , وطلبت فايزة من سيد مرسي الحضور غدا ومعه النص الكامل مكتوبا علي الآلة الكاتبة واستأذن بالإنصراف لتعيش فايزة و سلطان ليلة كاملة مع هذا الكلام الجميل مبدية إعجابها بكل مقاطع الأغنية الثلاثة وبعد عشرة أيام كان محمد سلطان قد وضع اللحن المبدئي للأغنية كاملة وغنت فايزة و محمد سلطان معا علي آلة العود و طلبت من سيد مرسي الحضور لسماع هذا اللحن المبدئي فغمرت الفرحة قلبه و ملأت وجدانه خصوصا بعد أن سمع حلاوة و جمال صوت فايزة الذي بلغت فيه قمة إحساسها بكلمات الشاعر , وفي نفس الجلسة طلبت كتابة النوتة الموسيقية لهذا اللحن و لم يهدأ لها بال إلا بعد أن اطمأنت لاستكماله واستعدت لأداء البروفات في مقر الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن بالطابق السابع بعمارة المقاولون العرب بشارع عبد الخالق ثروت , لتكون المفاجأة التي قدمتها فايزة و سلطان في هذه الأغنية هي انضمام أشهر اثنين من العازفين في هذه الفترة وهما الفنان المبدع الشاب عمر خورشيد الذي تجلي بالعزف المنفرد في صولو علي آلة الجيتار في المقطع الأول من الأغنية ليلحق به الفنان الشاب مجدي الحسيني في العزف علي آلة الأورج في صولو آخر في مقطع آخر من الأغنية وفي وجود الشاعر سيد مرسي الذي كان في قمة سعادته وهو يتابع البروفات خاصة عندما تجلت في أدائها فايزة أحمد في المقطع الذي يقول :

جرحونا الأحباب جرحونا..
ورضينا بجرحنا وفاتونا..
ولا منهم عايزين يداوونا..
ولا خدنا من الحب نصيبنا..
وحانشكي لمين غير حبايبنا..
دول سايبنا..
خليكوا شاهدين

ليتحدد بعد ذلك موعد الحفل الذي ستقدم فيه فايزة رائعتها الجديدة لتغنيها علي مسرح سينما قصر النيل بوجود الفرقة الماسية مكتملة و ينفرج الستار لتظهر فايزة وهي في قمة ابتهاجها وفرحتها باستقبال الجمهور لها عندما عزفت الفرقة الماسية مقدمة اللحن حيث كان سلطان وراء الكواليس يتابع لحنه الجديد وتدخل فايزة في الغناء ويطلب منها الجمهور إعادة المذهب مرة أخري و تندمج مع كلمات الشاعر سيد مرسي ويظهر النجمان الجديدان عمر خورشيد ممسكا بالجيتار و يقدم فاصله من العزف المنفرد في الأغنية و يصفق له الجمهور بحرارة ويتبعه مجدي الحسيني ليعزف علي آلة الأورج فاصله الموسيقي أيضا ويصفق له الجمهور تصفيقا متواصلا فتضطر فايزة إلي إعادة المقاطع المصاحبة للنجمين الجديدين وينتهي الحفل قرب الثانية صباحا بعد منتصف الليل , بعد ليلة جميلة من أجمل ليالي العمر التي أمضاها الجمهور مع الفنانة فايزة ليكون موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أول من يهنئهما بنجاح خليكوا شاهدين وبالعزف المنفرد الذي أداه النجمان الجديدان وأعطيا للفرقة الماسية مذاقا حلوا و جديدا.. وهذه حكايتها أرويها بتفاصيلها و نجومها الذين أبدعوها كواحدة من روائع زمن الفن الجميل)
انتهى الاقتباس,,

وفي الحقيقة , و فيما يتعلق بالفنان عمر خورشيد الذي صاحب الكروان في العزف على الجيتار في عدة أغنيات جميعها من ألحان محمد سلطان , باستثناء ظهور واحد له معها في أغنية "ياحبيبي ياقمر" في العام 1968, من كلمات عبد الرحيم منصور ومن ألحان محمد الموجي وهذه الأغنية تم تصويرها –استديو-
وكان عمر قد برز كنجم لامع إلى جوار الكروان , تشهد التسجيلات المصورة على شدة الانسجام والرقي في التعامل و الإيثار الذي كانت تبديه الكروان عندما يستحسن الجمهور "صولو " لعمر و يطالب بالاعادة مراراً وتكراراً وهي نحفّه بنظرات الإعجاب والتشجيع ,,
"خليكوا شاهدين" يظهر فيها عمر خورشيد بطلاً على المسرح إلى جانب الكروان , وفي هذا السياق يقول عازف الكمان الأول في الفرقة الماسية "عادل صموئيل"


(عمر خورشيد كان عازف ما حصلش , كان اولاً تكنيك من أعلى ما يخطر على البال , وده بيديك أصعب صولو , ممكن يلخفن أي عازف ,عمر بيقولو وهو مغمض, وده أكتر واحد استفاد منه محمد سلطان , يعني كان بيعمل صولوهات خارقة , كانت بتعمل لنا مشاكل بعد وفاة "عمر خورشيد", يعني فايزة مثلاً , ماكانتش تقدر تغني "غريب يازمان" لأن في موسيقى الكوبليه الأول صولو جيتار صعب جداً,.. يعني أي عازف مهما كان اكيد أكيد حيقع فيه ,أما اهم وأخطر شيء أداه العازفين العظام دول للبشرية مش الصولو الحلو اللي انت بتسمعه , لكن كام مليون واحد حب الآلة دي بالذات ,.. و انا طفل كنت باشوف الحفناوي بيقول صولو حلو و الناس بتصفق له , ام كلثوم بتخليه يعيد تاني, أقصد نجومية العازف بتخلي الأطفال تطلع تحب الآلة , غير لما الآلة تكون في الظل’ ماحدش واخد بالو منها )
صاحب عمر خورشيد الكروان بعد خليكوا شاهدين في أغنيات" صعبان علينا / غريب يا زمان / بالي معاك / اخد حبيبي/ مال عليا مال / يما يا هوايا / قاعد معاي
إلا أن حضوره الأبرز كان في " خليكوا شاهدين/ غريب يا زمان / بالي معاك / صعبان علينا


"عمر خورشيد ,9 ابريل 1945 -29 مايو 1981"
والده أستاذ التصوير السنيمائي "احمد خورشيد" ,, درس عمر الفلسفة و تخرج من كلية الآداب إلا انه كان قد بدأ بدراسة الموسيقى في سن مبكرة , وعشق آلة الجيتار , وعمل في عدة فرق موسيقية , كما انضم لكل من فرقة "أم كلثوم" و"أحمد فؤاد حسن",, حيث صاحب كوكب الشرق لأول مرة في أغنية "و دارت الأيام" وبعدها صاحبها في أغنيات أغداً القاك / من اجل عينيك / ليلة حب / أقبل الليل / ألف ليلة و ليلة ...
كما صاحب العندليب عبد الحليم حافظ لأول مرة في أغنية سواح ثم في أغنيات موعود / زي الهوا / مداح القمر/ حاول تفتكرني / رسالة من تحت الماء ,, وفي العام 1974 استعان به العندليب في أغنية أي دمعة حزن لا وكان وقتها عمر خورشيد قد تفرغ للعمل السينمائي و تاليف الموسيقى و العزف المنفرد في الحفلات ,, وترك العمل في الفرقة الماسية خلف المطربين والمطربات ,,, وقيل رحيله بأشهر قلائل في العام 1980 , كوّن عمر خورشيد فرقة خاصة به , وسجل مع هذه الفرقة عدة مقطوعات نظن أنها ستبقى طويلاً في سمع و وجدان محبي الموسيقى وعاشقي النغم ,,
عن عمر يناهز السادسة و الثلاثين و في صباح التاسع والعشرين من شهر مايو عام 1981,, غادر الموهوب المبدع الشاب عمر خورشيد عالمنا إثر حادث أليم ,, مخلفاً وراءه إرثاً موسيقياً يعتدّ به , حيث وضع الموسيقى التصويرية والألحان لثمان وأربعين عمل فني , كما شارك في أربع وعشرين فيلم سينمائي , و مسرحية واحدة
إلاّ أن بصمته التي لا تنكر بقيت في تلك "الكاريزما" التي تتجلى في وقفته على المسرح و"سرقته" للكاميرا مهما كانت سطوة النجم الذي يقف أمامه ,, مضيفاً بذلك اسماً جديداً إذّاك لعمالقة العزف المنفرد من الرواد امثال أحمد الحفناوي - الكمان/ محمود عفت –الناي / محمد عبده صالح - القانون / سمير سرور- الساكسفون / حسن انور – الايقاع / مختار السيد – الأوكورديون .. وغيرهم ممن برزوا وقاسموا المطربين في الأضواء ,, فكانوا نجوماً و تركوا بصمة ,,,


نعود إلى الشاعر "سيد مرسي 1897- 22 يولية 1995"
بعد نجاحه مع الكروان / سلطان في رائعة "خليكوا شاهدين" اجتمع الثلاثي في العمل الثاني "صعبان علينا" ,,

صعبان علينا منّكُم صعبان علينا
والعِشرَة والناس كلّها تعتب علينا
ولإمتى حيطول بعدُكُم صعبان علينا
مالناش حبايب بعدُكُم تسأل علينا
صعبان علينا حبنا معرفشي مالو
والآه وقسوة قلبكم بتقول ومالو
والشوق وحيرة قلبنا في الحب قالوا
لسّه ياقلبي في الهوا بدري علينا
عيني علينا أدّ إيه صعبان علينا
مالناش حبايب بعدكم تسأل علينا
صعبان علينا عمرنا يسبق زمانُه
صعبان علينا أمرنا نحتار عشانُه
صعبان علينا حبنا ليفوت أوانُه
بعد الزمان مايقول لنا, فوتوا علينا
عيني علينا أدّ إيه صعبان علينا
مالناش حبايب بعدكم تسأل علينا


وبتلك الأغنية صعبان علينا و التي كانت مسك الختام لتعاون قليل بين الشاعر سيد مرسي و الكروان , و الذي اقتصر على عملين اثنين فقط ,, بدأت بعده الكروان في مرحلة جديدة من الغناء فيما اصطلح على تسميته الأغنيات الطويلة كما كان لقاء الشاعر سيد مرسي بالكروان فاتحة خير له إذ اتجه بعدها للكتابة للفنانة وردة الجزائرية عبر صديقه القديم الجديد بليغ حمدي فقدم لها أشهر ماغنت بعد العودة إلى مصر " اسمعوني / اشتروني/ وحشتوني " وغيرها من الأعمال الناجحة خلال حقبة أواخر السبعينيات ,,
والشاعر سيد مرسي اشتهر باستخدامه الكلمات العادية التي يتداولها الناس كتركيبات تعبر عن حالة أو وضع معين مثل :
  • خليكوا شاهدين/ صعبان علينا - لفايزة
  • يوه هو في حد النهاردة بيفتكر- لوردة
  • والنبي وحشتنا –لشادية
  • ردوا السلام – لعفاف راضي

ولقد كان لولادة و نشأة الشاعر سيد مرسي في حي بولاق الحي الشعبي الأصيل , تأثيراً كبيراً على كتابته ومفرداته ,, وقد بدا ذلك في بواكير أعماله و التي كان اشهرها وأهما على الإطلاق أغنية ع الحلوة و المرة التي غناها المطرب عبد الغني السيد من ألحان محمود الشريف و التي نالت ولاتزال شهرة و استحساناً من الأجيال المتعاقبة و قام و يقوم بأداءها المطربون الشباب و الفرق الموسيقية العريقة حتى يومنا هذا ,,, كما كان من أعماله الشهيرة :
  • لعبد الغني السيد أيضاً سألوني كتير ع اللي جرالي من ألحان عبد المنعم الحريري ,,
  • محرم فؤاد كتب كله ماشي من ألحان بليغ حمدي
  • والنبي وحشتنا لشادية من ألحان بليغ حمدي,,
  • و لفهد بلان كتب سلم عليّ من ألحان بليغ حمدي ,,

وهكذا كان لبليغ حمدي نصيب الأسد من كتابات الشاعر سيد مرسي , وقد كان اللقاء الأول بينهما في العام 1958 حيث قدما لنجاة الصغيرة أغنية وحياة ابنك وعادا بعد عشر سنوات ليلتقيا في أغنية ردوا السلام التي قدم فيها بليغ حمدي المطربة عفاف راضي لآول مرة ,, ثم تتالت اللقاءات
الكروان ,,في رحلتها لم تترك لنا أمنية في عناق حنجرتها بكلمة او نغم عاصرها , إلا و طافت بنا في رحابه , وحطت على أجمل ماجادت به حدائق الإبداع , ,, لتهديه لنا شدواً يشنّف الآذان و يبهج الأنفاس ,, و يحيي القلوب, و....

غريب يازمان ,
مالكشي أمان

ثم نلتقي لنعتب مع الكروان, على الزمان

تفرّق ليه قلوب مشيت,
سوا مشوارها وتعاهدت
وفرحت أدّ مافرحِتْ,
ويوم ماقرّبت بعدِتْ

الشاعر "عمر بطيشة" سيجيب على تساؤلات الكروان


الصور المرفقة
نوع الملف: jpg عمر خورشيد.jpg‏ (22.9 كيلوبايت, المشاهدات 129)
نوع الملف: jpg سيد_مرسي.jpg‏ (38.2 كيلوبايت, المشاهدات 129)
__________________
ღღღღღღღღღღღღ
أستاذ عادل صموئيل لك مني كل عبارات الشكر و العرفان
رد مع اقتباس