عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06/11/2010, 18h24
الصورة الرمزية doctorluxor
doctorluxor doctorluxor غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:33615
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 136
افتراضي رد: السنباطي يلحن الاحساس و المشاعر

بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا جزيلا على هذا المقال الرائع
وكم كنت أتمنى لو ألقى الأستاذ نديم بعض الضوء على عزف الأستاذ رياض على العود وعلى التقاسيم الخاصة به ففيها الكثير من هذه المعاني

هنا
مقال آخر فيه تعريف عن الكتاب
قرأ اعمال السنباطي من زاوية التحليل النفسي


" تلحين الإحساس" مقاربة جديدةلعلاقة الموسيقا بالشعر

صدر حديثا عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كتاب “تلحين الإحساس” للباحث نديم سليم الأعور، في 78 صفحة من القطع المتوسط، يتناول فيه علاقة الموسيقا بالشعر من زاوية التحليل النفسي، بوصفه مختصا في هذا المجال، ويرصد في كتابه نماذج ألفها الموسيقار الراحل رياض السنباطي لمجموعة من الشعراء مثل أحمد فتحي، وأبي فراس الحمداني، وإبراهيم ناجي، وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم، إضافة إلى نماذج أخرى .
تأتي أهمية الكتاب من كونه يتبع منهجا نقدياً قل استخدامه في الكتابات البحثية والنقدية، وهو علم النفس التحليلي، ويستثمر منجزاته في الكشف عن العلاقات الداخلية بين الموسيقا والشعر، وقدرة المبدع على تجاوز فكرة المحاكاة التقليدية البسيطة للقصيدة، والارتقاء بالمفردة الشعرية فنيا وجمالياً، ووفقاً لهذا المنهج يقارب المؤلف قدرة السنباطي على تلحين المشاعر والأحاسيس فقال عند الحديث عنه “الإحساس هو مرمى التلحين عنده، يتابعه من مستهل القصيدة حتى خاتمتها . . وقد برع السنباطي في تصوير الحالة الوجدانية بشتى أوجهها، وفي وضعها في زمانها ومكانها، من خلال مقاربة النص باللحن التصويري” .

ومزج المؤلف في قراءته بين العلاقات الموسيقية والحالات النفسية المختلفة الموجودة في القصيدة ذاتها، وحلل طريقة استخدام السنباطي آلات موسيقية بعينها لعزف جمل موسيقية ضمن الأغنية والتقاطه للأبعاد الشعورية والوجودية المتنوعة الموجودة ضمن النص، وفي معرض حديثه عن لحن “قصة الأمس” شرح على سبيل المثال كيفية تعاطي السنباطي مع المقطع الذي يقول فيه الشاعر:

“كنت لي أيام كان الحب لي

أمل الدنيا ودنيا أملي”

وحول تلك الكيفية يجد الباحث أن اللحن أتى ليصور حالات التذكر الموجودة في النص، بعيداً عن الفجائعية التي تستدعي حالة من الاكتئاب، وإنما يقارب المزيج الشعوري الموجود في الكلمات مع ما يطرحه التذكر من فرح داخلي، ومن حزن تطرحه حالة الفقد فقال: “في المقدمة اللحنية لهذا المقطع تؤدي آلات الكمان حركة مكوكية ضمن جملة قصيرة تظل بعيدة عن القرار المنخفض وعن الجواب العالي في آن، حيث إن محاججة الشاعر ذات سمة استرجاعية استذكارية، بما يعني ذلك من تسكين للبكاء، فلا تصاعد نغميا متكررا من القرار يصور التأوهات ولا هبوط يقارب أدنى القرار عاكسا الاكتئاب” .

كما درس المؤلف خروج السنباطي عن مألوف التلحين لديه في تعاطيه مع قصيدة “أراك عصي الدمع” لأبي فراس الحمداني، ويحلل دلالات ذلك الخروج عن استخدام الآلات الشرقية في مطلع الأغنية والاستعاضة عنه بآلة البيانو التي تعتبر آلة غربية ذات مواصفات مختلفة عن الآلات الشرقية مثل العود والقانون من حيث الإحساس فقال: “يستهل البيانو المقدمة الموسيقية وهذا استثناء في أوركسترا رياض السنباطي التي تقتصر على الآلات الشرقية، ولهذا الاستثناء معنى، فلنقرة البيانو وقع أقوى من نقرة آلة القانون الرئيسية في أوركسترا السنباطي، ليتسم استهلاله للمقدمة بصرامة تعكس تجلد الشاعر الصابر” .

وفي محاولة لإبراز منهج السنباطي في التعامل الموسيقي اللحني مع الشعر طرح المؤلف أعمالا أخرى للموسيقار أداها آخرون غير كوكب الشرق ليؤكد أن القراءة النفسية للقصيدة وبناء “الميلودي” اللحن من خلال ذلك التوجه أمر أصيل لدى السنباطي “لا بد أن ننظر إلى مدارات خارج الثنائية حلّق فيها السنباطي، حيث إن ألحانه لمؤديات أخريات تعكس هي الأخرى إجادة في تلحين الحالة الوجدانية، ومن البديهي القول: ليست الثنائية مع أم كلثوم هي التي فرضت الأسلوب التحليلي على السنباطي، فهذا أسلوب يعتمد على بصيرة سيكولوجية ثاقبة ناطقة بالنوتة” .
* * *
__________________
عَجِبتُ لِـمَن لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ * وَيَنبو نَبوَةَ القَضِمِ الكَهامِ
وَمَن يَجِدُ الطَريقَ إِلى المَعالي * فَلا يَذَرُ المَطِيَّ بِلا سَنامِ
وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئاً * كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ
رب همة أحيت أمة
رد مع اقتباس