عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25/10/2005, 02h03
الصورة الرمزية سماعي
سماعي
رقم العضوية:1
 
تاريخ التسجيل: octobre 2005
الجنسية: عربية
الإقامة: سماعي
المشاركات: 3,181
افتراضي حياته ومشواره الفنى

محمد عبد الوهاب
من مواليد 13/3/1904 تقريبا - بحي سيدي الشعراني بباب الشعرية بالقاهرة، نشأ في بيئة دينية حيث يصل نسبة إلي الإمام الشعراني من ناحية الأم ، أما والده فكان مؤذنا و خطيبا لمسجد سيدي الشعراني وحفظه جزءا كبيرا من القرآن ، بدأ حياتة الفنية مطربا في فرقة فؤاد الجزيرلي ثم في فرقة عبد الرحمن رشدي المسرحية ، وبعد أن أنهي دراسته الموسيقية في النادي الشرقي أكمل دراسته بمعهد جويدين الإيطالي بالقاهرة ، التحق بفرقة سيد درويش و تعلم علي يديه التطور في الموسيقي العربية ، ثم رعاه الشاعر / أحمد شوقي و استطاع بفضله أن يلقب "بمطرب الأمراء و الملوك"، نقل الغناء من إطار التخت الشرقي المحدود إلي آفاق أوسع حيث أضاف الآلات الغربية إلي العربية فأحدث تطورا في الموسيقي العربية الحديثة و قد أفاده في ذلك دراسته في المعهد الإيطالي ، وبذلك أصبح صاحب الحق الشرعي و الطبيعي في قيادة التطور الذي بدأه سيد درويش، محمد عبد الوهاب مر في حياته الفنية بثلاث مراحل فنية :- المرحلة الأولي من حياته الفنية :- تميزت بجمع الألحان و الأنغام من مصادرها الأصلية ، و في تجاربه الأولي بدأ يضع ألحانه في صورة قريبة الشبه من ألحان سيد درويش و إن كانت تحمل طابع عبد الوهاب و بصمته الفنية و من أغانيه القديمة التي مازالت تسمع حتى الآن " عصفورتان تتناجيان ، يا جارة الوادي ، كلنا نحب القمر ، ماكانش ع البال"، المرحلة الثانية من حياته الفنية :- أضاف بعض الإيقاعات الجديدة التي تتفق مع آذاننا الشرقية منها إيقاع "الفالـي" بالإضافة إلي الجمل الموسيقية الراقصة و تميز عبد الوهاب في هذه المرحلة باستقلال شخصيته في التأليف الموسيقي والغنائي و أضاف مؤثرات صوتية و إيقاعات لم توجد من قبل و اتجه إلي تلحين القصائد المنطوقة مثل " الكرنك، الجندول ،كليوباترا " كما لحن لمشاهير المطربين و المطربات مثل " شادية ، فايزة ، فيروز- عبد الحليم حافظ " ، المرحلة الثالثة من حياته الفنية :- اعتلي فيها قمة المجد واضعا موسيقاه بكل تأن وصبر و قدم فيها الكثير من الأغاني الوطنية و فيها أيضا كان اللقاء الأول مع كوكب الشرق "أم كلثوم " عام 1964 ، و أطلق علي هذا اللقاء " لقاء السحاب " و أثمر اللقاء عن أغنية " انت عمري "، ثم أغنية "دارت الأيام " ، و" هذه ليلتى " ، كون شركة " فيلم عبد الوهاب " و اختار محمد كريم المخرج مديرا فنيا لأفلامه التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا وهذه الأفلام هي :- - 1933 الوردة البيضاء - 1935 دموع الحب - 1938 يحيا الحب - 1940 يوم سعيد - 1942 ممنوع الحب - 1944 رصاصة في القلب - 1946 لست ملاكا - 1949 غزل البنات (غناء) - 1963 منتهى الفرح (غناء) كما قدم قطع موسيقية منفردة بدون غناء و كان له السبق في ذلك منها :- "حبي ، موكب النور- زينه ، عزيزة- حبيبي الأسمر"، كما يرجع إليه الفضل في أنه أول من وضع الديالوج الغنائي مثل :- " حكيم عيون ? يالي فت المال و الجاه "، و منذ عام 1964 اعتكف عن الغناء و لكنه عاد عام 1989 و غني الأغنية الأخيرة " من غير ليه " في محاولة منه لمواجهة موجة الغناء الهابط0 حصل علي الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون ، و وسام الاستقلال الليبي عام 1955 ، و حصل علي الميدالية الذهبية من معرض كلولوز عام 1962 و وسام الاستقلال من سوريا عام 1970 ، و جائزة الدولة التقديرية عام 1971 , و نيشان النيل 1973 . و يعتبر عبد الوهاب أول موسيقي في العالم العربي و ثالث فنان في العالم حصل علي " الأسطوانة البلاتينية" المقدمة له من مجموعة شركات "A M T " و تضم الأسطوانة : " في الليل لما خلي ، دعاء الشرق "، كما لقب بالموسيقار العربي الأول من المجتمع العربي عام 1975 ، و لقب بالفنان العالمي من جمعية المؤلفين و الملحنين في فرنسا عام 1983 ، توفي في 4/5/1991 ،

منقول للفائدة
---------------
حفظ محمد عبد الوهاب القرآن الكريم وهو في سن السابعة، حيث كانت البداية عندما كان يرتل القرآن بصوته العذب فشغف آذان الناس حتى ذاع صيته وتأثر بقرّاء القرآن الكريم من أمثال الشيخ "محمد رفعت"، والشيخ "علي محمود"، والشيخ "منصور بدران".
وشجعه شقيقه الشيخ "حسن" والذي كان له تأثير كبير على حياته فيما بعد، فقد كان بالنسبة له الوالد والأخ والصديق.
ولم تكن حياته الأولى سعيدة، بل كانت مليئة بالصراعات بين رغباته الدفينة في حبه للغناء والطرب، وما بين رغبات الأسرة الذي كانت تريد إلحاقه بالأزهر الشريف مثل أخيه الأكبر الشيخ حسن، ولكنه تمرد على رغبة الأسرة، وسار في طريق الغناء والموسيقى.
كان عبد الوهاب يغني للأطفال في الحارة، وفي ذات يوم استوقفه رجل بعد أن سمع صوته وأعجب به، وكان هذا الرجل هو "محمد يوسف" وهو من أشهر أعضاء الكورس في الفرق التي كانت تطوف البلاد والقرى والموالد.
وعرض عليه" محمد يوسف" أن يغني في السيرك ووافق "محمد عبد الوهاب" على الفور، واتفق معه على أن يصحبه إلى مدينة دمنهور، وذهب إلى قرية من قرى دمنهور وهو راكب على حمار، وغنى في تلك الليلة أغنية للشيخ "سلامة حجازي" والمعروفة في ذلك الوقت "عذبيني فمهجتي في يديك" وأعجب به الجمهور، وكانت المفاجأة أن الشيخ "سيد درويش" كان بين الحضور، وفي هذا الحفل تقاضى عبد الوهاب أول أجر في حياته وهو خمسة قروش.
وعلى خشبة المسرح الكلوب المصري بسيدنا الحسين قدم محمد يوسف عبدَ الوهاب إلى "فؤاد الجزايرلي" صاحب الفرقة، وغنى عبد الوهاب من كلمات الشيخ "يوسف القاضي" أغنية تقول:

أنا عندي منجة وصوتي كمنجة
أبيع وأدندن وآكل منجة

ونجح عبد الوهاب وظهرت له إعلانات في الشوارع وعلى الحوائط تقول: الطفل المعجزة أعجوبة الزمان الذي سيطربكم بين الفصول "محمد البغدادي"، وكان" محمد عبد الوهاب" يخشى أسرته؛ فاضطر إلى تغيير اسمه ووصل أجره 4 جنيهات.
ومن فرقة "الجزايرلي" انتقل "عبد الوهاب" إلى فرقه "عبد الرحمن رشدي" بمرتب قدره ستة جنيهات، وكان ذلك عام 1920.
ثم انضم عبد الوهاب إلى فرقة "علي الكسار" بمرتب شهري قدره عشرون جنيها، غير أن "عبد الرحمن رشدي" لم يلبث أن استرده إلى الفرقة، وزاد أجره خمسة جنيهات حتى أصبح راتبه 25 جنيها، وهو مرتب كبير لم يكن يتقاضاه كبار الممثلين في ذلك الوقت.
وكان عبد الوهاب يغني في فرقة عبد الرحمن رشدي بين الفصول، وفي يوم علم أن أمير الشعراء "أحمد شوقي بيك" جاء خصيصا لمشاهدة مسرحية "الشمس المشرقة"، والتي كانت تقدمها الفرقة، وأراد عبد الوهاب أن يلفت نظر شوقي بك إليه فشدا في تلك الليلة،كما لم يشدو من قبل.
ولكن كانت المفاجأة أن شوقي فال لصاحب الفرقه :"أرجوك يا أستاذ عبد الرحمن أن تعفى هذا الولد الصغير الذى يغنى بين الفصول من السهر حتى نهاية كل رواية، فإنه يبدو ضئيلاً ضعيف الصحة،جائعاً".
دار هذا الحوار بين أمير الشعراء أحمد شوقى الذى كان وقتها رجل ديوان الخديوى ، وبين الأستاذ المحامى عبد الرحمن رشدى الذى خلع "روب" المحاماة وكون فرقة مسرحية تلبية لنداء الفن. أما الفتى الصغير الذى أشفق عليه شوقى هو موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ، الذى اعتلى خشبة المسرح منذ أن كان فى العاشرة من عمره يغنى بين فصول روايات المسرح ،حتى شاهده شوقى عام 1912 و إشفق على صغير مثله أن يظل مستيقظاً بل وخارج داره كل يوم حتى منتصف الليل .
وقد حاول شوقى راجياً عبد الرحمن رشدى أن يعفى هذا الصغير من هذا العمل الشاق ، لكن رشدى لم يستطع أن يضيع هذه الموهبة الفطرية من يده و التى بالتأكيد تحظى بإعجاب المتفرجين.
حتى جاء يوم أحد ضباط البوليس إلى صاحب المسرح حاملاً إليه قراراً من حكمدار القاهرة يمنع الصبى الذى يغنى كل ليلة من الغناء نهائياً.
بالطبع لم يدرك شوقى وقتها أن أحوال الفتى المادية (المتواضعة) أصلاً، التى وصلت إلى الحضيض بعد تدخله النبيل، حيث انقطعت اسهامات هذا الفتى المتواضع فى نفقات منزله، ليشعر عبد الوهاب الصغير بالحنق و الكره الشديدين لهذا الرجل.
ولكن هذا لم يثنى عبد الوهاب عن حبه للموسيقى ..فلقد التحق بالنادى الشرقى واكمل دراسته به ثم بمعهد جويدين الأيطالى بالقاهرة لتعلم الموسيقى الغربيه وكان يعمل صباحا مدرسا للموسيقى وبعد الظهر فى فرقة سيد درويش الذى تشرب منه روح التطوير فى الموسيقى العربيه وبعد وفاه سيد درويش ابتدأ اسم عبد الوهاب يظهر فى المحافل الموسيقية واخذ يقيم الحفلات فى الأماكن التى يرتادها الصفوه.
ومنذ ان منعه احمد شوقى من الغناء لم يسمع شوقى بعبد الوهاب مرة اخرى سوى فى عام 1924 عندما حكى له الشيخ الكبير عبد العزيز البشرى عن الموهبة التى يتمتع بها هذا الشاب الصاعد ، ليذهب شوقى بنفسه إلى فندق سان ستيفانو ليشاهد ذلك الفتى النحيل بعد 12 عاماً كاملة، ليعجب أمير الشعراء بصوت عبد الوهاب فطلب ممن حوله أنه يرغب فى الحديث مع هذا الشاب الموهوب وما أن سمع عبد الوهاب بذلك حتى تذكر أحمد شوقى الذى عانى بسببه فى صباه و فكر فى الهرب، لكنه اجبر فى النهاية على الذهاب إليه، وأخذ أحمد شوقى فى الضحك عندما علم بما كان يدور فى فكر عبد الوهاب، و أكد له أن ما قام به منذ زمن كان لمصلحته، لتبدأ علاقة صداقة متينة بين الأثنين قد تكون واحدة من العلامات الفارقة فى تاريخ الموسيقى العربية منذ تلك الفترة.
منذ ذلك التاريخ لم يفارق عبد الوهاب شوقى إلا حينما مات الأخير عام 1932 ، حيث تبنى شوقى عبد الوهاب فنياً و مادياً ، ففى عام 1927 أصطحبه شوقى معه فى رحلته إلى باريس التى تعرف من خلالها على الأوبرا و حفلات الموسيقى ومسرح الكوميدى فرانسيز و متحف اللوفر وفرساى ، لتجد هذه الخبرة الحياتية الفريدة من نوعها صداها عند عبد الوهاب، الذى كانت ميزته الأكثر "رعباً" بين كل اقرانه هى قدرته الشديدة على امتصاص جميع المؤثرات المعرفية دون تململ، و هو ما اطلع عليه فى باريس مما أثر كثيراً على ذوقه الفنى آنذاك ،كما كان يصحبه معه فى الحفلات و المجتمعات العريقة التى تعرف من خلالها على صفوة المجتمع من فنانين و شعراء وسياسيين و كتاب ، حيث رأى عبد الوهاب من خلال شوقى عالماً لم يكن ليصل إليه من دونه .
يمكننا القول بأن تبنى شوقى لعبد الوهاب كان له أثراً عظيماً على موسيقار الأجيال "المستقبلى"، فى المقابل كانت هذه الصداقة أثرها ايضاً على شوقى نفسه، و الذى عاود كتابة الأغانى الزجلية بالعامية بعد انقطاع طويل، و تحديداً منذ وفاة عبده الحامولى عام 1901، حيث لم يجد أمير الشعراء صوتاً يعيده إلى ميدان العامية مرة اخرى سوى مع عبد الوهاب، الذى أهداه اغنية "توحشنى و انت وايايا" أول اغنية مهدت لتعاون مثير بين الاثنين عرف ايضاً اغنيات خالدة فى تاريخ عبد الوهاب مثل "فى الليل ما خلى"، "اللى يحب الجمال"، "بلبل حيران".
بلغت علاقة الفنان الخالد محمد عبد الوهاب بأمير الشعراء أحمد شوقي حداً بعيداً من الانسجام والتآلف والمودة حتى بات عبد الوهاب أحد أهم أركان منتديات أحمد شوقي ومجالسه الأدبية والفنية ، الأمر الذي انعكس على شخصية عبد الوهاب وصبغها بلون ارستقراطي متعال .
خلال إحدى ندوات أحمد شوقي والتي ضمت – إضافة إلى عبد الوهاب – عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء وباشوات مصر ، بدأ عبد الوهاب وصلته الغنائية برفقة عوده والحضور في حالة استماع وانسجام ، وبعد حين توقف عن غنائه فجأة ووضع عوده جانباً وعلى وجهه ملامح الانزعاج والغضب ، همس أحمد شوقي في إذن عبد الوهاب يسأله عن سبب توقفه بهذا الشكل المفاجئ والملفت للنظر ، فأجابه عبد الوهاب بصوت مسموع : " يا باشا أنا مش ممكن أغنّي لناس محرومين من نعمة التذوق وحسن الاستماع ! " فسأله شوقي : بتقصد مين يا محمد ؟؟ فأشار عبد الوهاب إلى جانب بعيد من الصالون الواسع قائلاً : الباشا اللي قاعد هناك بيتكلم مع مراته وأنا باغنّي يا افندم ! فما كان من أحمد شوقي إلا وأن صرخ بضيفه الثرثار وبزوجته : اتفضلوا برّا ومن غير مطرود! – وعلى ذمة الراوي – عاد عبد الوهاب وتابع وصلته الغنائية .
كان شوقى بمثابة "مدير فنى" لعبد الوهاب طوال سنوات صداقتهما، بل إنه كان يقحم تلميذه فى منافسة ملتهبة دارت بين عبد الوهاب و أم كلثوم، و هى المنافسة التى كانت من وجهة نظر شوقى سبباً رئيسياً فى نظر شوقى فى وصول عبد الوهاب إلى الذروة فى التلحين و الغناء خلال خمس سنوات فقط، و لولا هذه المنافسة لتربع على العرش بمفرده، ليصيبه كثير من الجمود و الركود و ربما الغرور المبكر.

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/05/2009 الساعة 06h57
رد مع اقتباس