النشيد الوطني المصري "بني مصر مكانكمو تهيا" يعرض لأول مره
قام الشيخ سيد درويش بدور عظيم في ثورة 1919 حيث قاد الجماهير فنيا وهو ينشد لحنه الخالد قوم يامصري وهو أول نشيد لثورة 1919، ثم ينفجر الايقاع في ثورته مع الألحان الوطنية التي وضعها في روايتي شهرزاد والهلال والتي تميزت أناشيدها بإيقاع المارش العسكري القوي الأداء الشديد الانفعال
ومن هذه الأناشيد الثائرة: احنا الجنود زي الأسود، اليوم يومك ياجنود، أحسن جيوش في الأمم جيوشنا، .. إلخ
ونجحت ألحان سيد درويش في تحقيق أهدافها الوطنية بعد أن وجدت طريقها إلى قلوب الجماهير وكان من أثرها أن قامت نهضة فنية ارتبط فيه الوعي السياسي بالوعي الفني وتولدت في نفوس طبقات الشعب المختلفة أحاسيس جديدة كلها تنبض بالرغبة الصادقة في إنعاش حركة الأغاني والأناشيد الوطنية
فتكونت لجنة ترقية الأغاني القومية سنة 1920ولأول مرة في تاريخ الصحافة تصدر أول مجلة موسيقية عربية سنة 1920 باسم روضة البلابل الموسيقية لصاحبها اسكندر شلفون وظهرت جمعية مارش سعد زغلول في نهاية عام 1922 ثم جمعية ترقية الموسيقى المصرية خلال عام 1923
ثم قرر طلعت حرب انشاء أول مؤسسة اقتصادية تابعة لبنك مصر عام 1920 ولم تكن هذه المؤسسة الاقتصادية سوى مؤسسة فنية سماها شركة ترقية التمثيل العربي بعد أن جهز لها مسرح حديقة الأزبكية وأعد لها برنامجا حافلا تضمن خمس مسرحيات مصرية جديدة منها ثلاثة من نوع الأوبريت كلف الشيخ سيد درويش بتلحينها وتحدد موعد افتتاح الفرقة في أول يناير 1921 وتحقيقا لصدى الرغبات الوطنية الصادقة أراد طلعت حرب أن يبارك أعمال هذه الفرقة بنشيد يهديه إلى أبناء وطنه في ليلة الافتتاح وقد تجمع من أجل تحقيق الأمنية نخبة من كبار الأدباء والمفكرين تحت شعار لجنة ترقية الأغاني القومية تمنح هذه اللجنة من يجتمع رأيها على اختيار أنشودته مكافأة مالية قدرها مائة جنيه مصري ثم تقوم اللجنة بعد ذلك بعمل اللازم لتلحين هذه الأنشودة تلحينا يناسب الذوق المصري والشعور القومي
وقد بلغ عدد الأناشيد التي قدمت للجنة ستة وخمسين وقد انتهت اللجنة في مناقشتها إلى أن أكفأها كلها وأوفاها بالغرض هو النشيد الذي نظمه حضرة صاحب السعادة أجمد شوقي بك فاختارته وقررت نشره وطرحه على أهل الفن لتلحينه وضبطه بالعلامات الموسيقية وجاء هذا الاختيار بالرغم من الحرب الشعواء التي شنها عليه الأديب مصطفى صادق الرافعي
استعد جميع موسيقيي مصر باستثناء الأستاذ منصور عوض الذي تكاتف مع الرافعي في حربه ضد لجنة ترقية الأغاني القومية ... فلحنه من الموسيقيين العظام:
الموسيقار داود حسني، الأستاذ تليماك أفندي إلياس، والأستاذ اسكندر شلفون، والأستاذ ابراهيم شفيق، ولحنه أيضا أعضاء المدرسة الموسيقية الحديثة ( سيد محمد، ومحمود اسماعيل)، ولحنه سيد درويش وقدمه لأول مرة في حفلة خاصة على مسرح تياترو الماجستيك في يوم الجمعة 24 ديسمبر 1920 وأعلن في الصحف بأن هذه الحفلة سيشرفها بالحضور صاحب المعالي جعفر والي باشا رئيس لجنة ترقية الأغاني القومية ومعه أصحاب العزة أحمد شوقي بك وباقي اللجنة
وأخيرا وبعد معركة فنية حامية الوطيس انتصر لحن سيد درويش لنشيد بني مصر بعد أن أقرته اللجنة وليكون نشيد الافتتاح الكبير الذي أعدته فرقة ترقية التمثيل العربي لعرض رواية هدى باكورة أعمالها من ألحان سيد درويش على مسرح حديقة الأزبكية
أرفع هنا النشيد بصوت محمد البحر في تسجيل إذاعي يرفع لأول مرة في المنتدى
بمناسبة عيد ميلاد الشيخ سيد درويش وعيد ميلاد اسلام
|