عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10/04/2009, 23h29
أمير بلان أمير بلان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:407381
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 62
افتراضي تحليل لأغنية هو صحيح الهوى غلاب

تحليل هو صحيح الهوى غلاب

أغنية هو صحيح لها علامة خاصة وتختلف عن باقي أغاني الثلاثي بيرم وزكريا وأم كلثوم لأنها جمعت بين الثلاثي بعد انقطاع طويل فهي أخر ثمار هذا الإجتماع الجبار ولا بد أن يكون لها وقع خاص .

تم غناؤها لأول مرة في الأول من ديسمبر عام 1960 في دار سينما أوبرا بتقديم الأستاذ جلال معوض .
هذه الأغنية مثل باقي أغاني الثلاثي , أبوابها مفتوحة من جميع الجهات لاستعراض عضلات صوت أم كلثوم وإظهار تحكمها وقوتها ومعرفتها الموسيقية , فلأغنية ليست مبنية بطابع الجمل القصيرة والتي تتركز على اللحن والتغيير المستمر فيه والتنقل بين المقامات مثل موسيقى عبد الوهاب التي يصعب فيها السلطنة والإرتجال لتعقيد المقامات وجدلها المحكم , بل مبنية على عدد قليل من المقامات وعلى الطريقة الشرقية الكلاسيكية والتخت الشرقي البحت بدون إدخال الالات الجديدة والغربية مثل القيثار والساكس والخ ...
وفي هذه الأغنية بالذات لا نستطيع أن نقول أن الشيخ زكريا هو الملحن الوحيد للأغنية , فأم كلثوم كانت تضفي في كل حفل تغييرات لحنية مختلفة لسهولة التصرف في الأغنية فكانت كأنها تلحنها كل مرة بشكل مختلف على مزاجها ولم تتقيد باللحن الأساسي وهذا أدى إلى كون الأغنية مميزة .
لا أستطيع عندما أحلل الأغنية لحنيا أن أذكر الدوزان الذي عزفت الفرقة فيه مع أم كلثوم لأنها كانت دائما تجلس لوحدها مع الأستاذ عبده صالح قبل أي حفل والهدف كان دراسة صوتها ومقدرته فإذا كان صوتها متعب يخفض الدوزان قليلا أو يغير في المقام ويأخذه على نوته أوطأ ويلائم اللحن لمزاجها ومقدرتها , فالأغنية التي تغنت بها عام 1960 لا يمكنها أن تقدمها بنفس الشكل عام 1968 مثلا , لذا سأحلل حسب لو أخذنا أن الدوزان حسب الدوزان العالمي نوا (صول بيانو) وأفرض أن الشيخ زكريا أخذ مقامه الأول على درجة الري .

الشيخ زكريا بدأ بمقدمة عادية على مقام واحد وهو الصبا الحزين على درجة الري :






فتدخل الفرقة كلها بصورة مباشرة في اللحن السريع بدون صولوهات وجمل لحنية تمهيدية
ثم تباشر أم كلثوم في غناء الكوبليه الأول على مقام الصبا ولا تغير بتاتا أو تشت للحظة عنه
وفي هذا الكوبلية لا تقوم بتصرفات كثيرة وملحوظة مع هذا فالكوبليه يبقى رائع .




في الكوبليه الثاني تدخل الفرقة في لحن على مقام الحجار المرتكز على الصول :








لكن في هذا الجنس من الحجاز تكون درجو المي مخفوضة نصف درجة (مي بيمول) , فتبدأ الست في الغناء على هذا المقام حتى تصل إلى جملة المقدمة وهي " إزاي يا ترى أهو ده اللي جرى ؟" فتعود للصبا على الري وتنهي الكوبليه .



في الكوبليه الأخير حيث إمكانية التصرف كبيرة يبدأ الشيخ زكريا بمقدمة صغيرة على البياتي الحسيني (اوعدة مقامات مشابهة له) حتى يركز على درجة السي بيمول وهذه هي بداية جنس العجم على السي :





فتبدأ ام كلثوم في غناء " يا قلبي أه" على العجم وتستعمل البياتي في طريقها مع العجم لتعود وترتكز مرة أخرى على العجم حتى تصل لجملة "أهل الهوى وصفولي دواه " وما بعدها لتعود على مقام الصبا , وهذه النقلة المعروفة من العجم للصبا جميلة جدا ومستخدمة في عدة أغاني وذلك لتناقض روح المقامين , فالعجم مقام فرح وطفولي أما الصبا فهو مقام جريح يعبر عن حزن وأسى ومثل هذه الأغاني التي تستخدم فيها هذه النقلة : أغدا ألقاك , لسة فاكر الخ..
في هذه الأغنية والكوبلية الأخير على وجه الخصوص يلاحظ قرب أم كلثوم من الفرقة فتبدو الفرقة وأم كلثوم شخص واحد لا يمكن تفرقتهم ولا يمكن استبدال الفرقة بعازفين أخرين غير الجبارين محمد عبده صالح وأحمد الحفناوي والأستاذ القصبجي والسيد سالم وغيرهم ...
لأن الفرقة قد تعودت على عقل وطريقة أم كلثوم , فنشعر أنه إذا قامت الست بحركة صغيرة أو ارتجلت جملة على مقام أخر فالفرقة تغير معها اللحن في نفس اللحظة , فلا يوجد ارتباك عند العازفين ولو للحظة فصوت أم كلثوم أصبح قسم من ألة كل عازف بعد 30 أو 40 عام من العزف وراءها , وكما هو معروف فعندما تبدأ أم كلثوم بالارتجال فلا يلحق بها أحد مثل عبدة صالح على القانون (وكما هو معروف فإن ألة القانون هي أصعب ألة شرقية للعزف , وكل نغمة تتغير فيها تحتاج لفتح وإغلاق العرب الموسيقية , ومع هذا فبراعة الأستاذ مكنته من اللحاق بالست وتغيير كل نغمة وكل مقام ) ومثله الأستاذ أحمد الحفناوي على الكمان .

ام كلثوم كانت في الكوبليه الأخير دائما تتنقل بين مقام الصبا وبين العجم فالفرقة لكي لا تربك نفسها بالتغيير في اللحن (وهنا تظهر العبقرية) كان القانون مثلا يعزف جملة على الصبا فترد الكمان عليه بجملة على العجم وهذا فتح المجال لأم كلثوم في الانتقال بين المقامين بحرية لأنها كانت تسمع في أذنها اللحنين المختلفين للمقامين .



فبالرغم من الجمل الطويلة والأهات الكبيرة الموجودة بالأغنية إلا أن أم كلثوم بقيت تغنيها حتى جيل كبير فهذه الأغنية طربية من النوع الأول والأصيل ولا ترتكز على اللحن المعزوف بل الطرب القادم من حنجرة الست , ولم يعرف أحد أن يظهر هذا الجمال والطرب مثل الشيخ زكريا وبيرم التونسي المعروف بسهولة لغته ومعانيها الغزيرة وقربها من القلب لقوة حملها لمعاني حقيقية من حياة الواقع وقاموسه الخاص من اللغة .
فببداية الأغنية يتكلم بيرم عن صعوبة الحب والصعوبات التي يواجهها العاشق وبالكوبليه الثاني يتحدث عن طريقة نظر العاشقين لبعضهم وتحليل النظرات ومعانيها , أما الكوبليه الأخير فهو حديث مع القلب وبوح بالمشاعر .
ففعلا هذه الأغنية من أنجح أغاني لأنها كانت تداعب قلب كل عاشق ومجروح بأهاتها والمشاعر الجياشة الصادرة منها .
وعند التطرق إلى أغنية هو صحيح لا يمكن أن ننسى بتاتا حفلة المغرب عام 1968 فهذه الحفلة هي إثبات على أن المستحيل ممكن أن يحصل على أرض الواقع , وسوف أقوم لاحقا بتحليل هذه الحفلة لوحدها وذلك لتميزها والسلطنة والروح العالية الموجودة بها .

أرجو أن أكون توفقت في التحليل وألا يكون عليكم طويلا ومملا
إذا وجدت أخطاء الرجاء إعطاء ملاحظات
الاخ : أمير
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg maqamsaba.jpg‏ (9.2 كيلوبايت, المشاهدات 1195)
نوع الملف: jpg hijaz.jpg‏ (12.5 كيلوبايت, المشاهدات 1170)
نوع الملف: jpg ajam.jpg‏ (22.6 كيلوبايت, المشاهدات 1164)
رد مع اقتباس