عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12/09/2011, 14h03
الصورة الرمزية starziko
starziko starziko غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:510608
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 129
افتراضي رد: الموسيقى الأندلسية.. روحانية الكلمة واللحن

وغالبا ما تفصح الصنائع أو الموشحات الأندلسية عن مختلف الانشغالات الدائمة للنفس البشرية، وهي تتراوح مواضيعها بين المديح النبوي والغزل والخمريات ووصف الطبيعة ومجالس الأنس والسمر، ومن أمثلة ذلك:



- موشح أو صنعة "يا رسول الله.. يا بحر الوفا"، وهي من ميزان "بسيط عراق العجم"، وتعتبر إحدى الصنائع النادرة الاستعمال، وتحمل هذه الصنعة ابتهالات ومدائح نبوية منها:



يا رسول الله يا بحر الوفا يا شفيع المعتدي والمهتدي



من رسولي يا نور عيني الهوى حال بين صبري وبيني



مرحبا أهلا وسهلا بك يا بدر تجلى



أشرقت شمس المعالي مذ بدا وجهك يجلي



وظلام الوهم عنا من سنا حقك ولى



وبه لما شهدنا نوره دون قناع



وجب الشكر علينا ما دعا لله داع



أما موشح "اترك حديث الناس" من ميزان "قدام الماية"، فهو يستكشف روعة الطبيعة ولواعج الفؤاد الحزين على فراق الحبيب. وليس أبلغ للتعبير عن ذلك والإبحار في عوالم هذا الميزان من:



قلبي الكئيب ذائب والجسم كالخيال



يا جملة الحبائب هل يعود الوصال؟



كيف العقول تبقى والزهر في القضيب



والنهر ساح شوقا في جربه العجيب



والطير قد ترقى في الغصن كالخطيب



- وعكس ذلك لا يؤثر الشقاء والتعب على حب طاهر صلب الأسس، لكنه يسبب التيه، وهذا يظهر في موشح "ابتليت عشقا" من ميزان "إبطايحي رصد الذيل"، التي تعتبر واحدة من الصنائع النادرة، حيث يقول:



ابتليت بعشق عن أول صيامي



ونتعب ونشقى ويزداد غرامي



ونصيح في الأزقة من يفهم كلامي



ما ندري ما نعرف راني في المشية



وربي بلاني هو يعفو عليا



- وهذا الكرب والحزن والألم والمعاناة يتبدد في موشح "أبشر بالهنا" من الميزان ذاته:



أبشر بالهنا يا قلبي وافرح زارني من هويت وفى بعهدي


ما رأيت في الملاح أبهى وأسمح هنوني لقد بلغت قصدي


نبقى كل يوم نمسي ونصبح ونجدد عهود ننكي الأعادي



ونجدد سرور مع الموالي باش ننكي الحسود ونظل سالي



قلبي والحشا على لهيبه ومن ظن شيء الله حسيبه



- كما تكثر التوسلات بعفو المحبوب وكسب رضاه وهواه في موشح "إن الملوك إذا شابت عبيدهم" من ميزان "قدام الحجاز المشرقي"، وأهم بيتين في هذا الموشح:



إن الملوك إذا شابت عبيدهم في رقهم عتقوها عتق أحرار



يا سيدي أولى بذا كرما قد شبت في الرق "فاعتقني" من النار



الموشحات السابقة أو الصنائع كما يسميها المغاربة هي بعض من كل هذا الفن الضاربة جذوره في تاريخ وحضارة المغرب والأندلس ,وهو بما يحتوي من كلمات ذات بعد ثقافي حضاري وروحي يتأرجح في الإنشاد بين البطء والاعتدال والسرعة للتعبير عن معان سامية يؤديها المنشد بجلال ووقار وبأسلوب بليغ ومؤثر
رد مع اقتباس