الموضوع: شهرزاد
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 18/05/2015, 14h38
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي رد: شهرزاد

مطربة الضباط الأحرار !

أكتوبر يوم 21 - 04 - 2013

توفيت المطربة الكبيرة شهرزاد فلم تذكرها أجهزة الإعلام ولم يتذكرها جيل المستمعين الحالى ربما لأنها توقفت عن الغناء قبل عشرين سنة من رحيلها، أو لأنها كانت متمسكة بالغناء الكلاسيكى الذى أصبح موضة قديمة فى نظر البعض.
اسمها الأصلى شفيقة محمد السيد، ولدت فى 2 مايو 1922 بحى الحلمية من أسرة تنتمى لمحافظة المنوفية وكان والدها يهوى السماع.. اختيرت كمطربة رسمية فى مدرسة الحلمية استمع إلى صوتها على فراج مدرس الأناشيد فى المدرسة وأشاد بقدراتها. غنت فى حفل عائلى وصاحبها بالعزف على العود شقيقها الملحن شفيق محمد السيد، كان من بين الحاضرين المخرج زكى طليمات وكان يستعد لإخراج رائعة سيد درويش «العشرة الطيبة» على المسرح فأسند إليها دور المرأة العنيفة «ست الدار» لتغنى فى حب الأمير سيف الدين «يقطع فلان على علان - الناس بقت ملهاش أمان..» ويعكس هذا الاختيار قدرة صوتها على الأداء المسرحى الذى يحتاج إلى مواصفات خاصة.
اختار لها والدها الأسم الفنى شهرزاد لإعجابه بهذه الشخصية فى قصص «ألف ليلة وليلة» أحبت شهرزاد صوت أم كلثوم منذ صغرها وكانت تعجبها أغنيات منيرة المهدية وكانت تقلدها فى حفلات المدرسة ثم انتقلت الهواية إلى احتراف فكانت تغنى فى الأحياء الشعبية بمصاحبة عود شقيقها. ذهبت إلى الإذاعة للاختبار ولم تنجح فظل حلمها بالغناء الإذاعى مؤجلًا إلى أن نشب سوء تفاهم بين أم كلثوم ورياض السنباطى وهاجمته أم كلثوم فقالت له:«لن تكون شيئًا بدونى» فأراد أن يرد عليها بصفعة مماثلة وكانت الأداة هى شهرزاد فلحن لها أغنية لتقدمها أمام لجنة اختبار الأصوات بالإذاعة عام 1952 بعنوان «أول ما جيت فى الميعاد» ونجحت طبعًا وهل يمكن أن يلحن السنباطى لصوت وترفضه الإذاعة؟!

ثم لحن لها الأغنية الشهيرة «يا ناسينى» وعزف على العود فى مقدمتها الموسيقية فاتصلت به أم كلثوم تسأله عن سبب إهتمامه بشهرزاد فرد عليها: وهل أحتاج لرأيك فيمن أعطيه لحنى ومرضت أم كلثوم فلم تحى حفلها الشهرى على مسرح الأزبكية واضطرت الإذاعة إلى بث حفل مسجل لها تصل مدته إلى 3 ساعات .

وربما عن طريق الخطأ تضمن الحفل أغنية «يا ناسينى» وتخيل المستمعون أنها أغنية جديدة لأم كلثوم وكان ذلك سببًا فى شهرة شهرزاد فى حفل زفاف أحد أعضاء فرقة أم كلثوم التقت شهرزاد بأم كلثوم التى طلبت منها أن تغنى لها «يا ناسينى» وفعلت فقبلتها كوكب الشرق وقالت لها «سيكون لك شأن كبير فى عالم الغناء».

تعرفت شهرزاد على عازف آلة التشيللو محمود رمزى وكانت تربطه علاقة طيبة بأم كلثوم فطلبت منه شهرزاد أن يأخذها لترى أم كلثوم فى إحدى حفلاتها، فلما رأتهما أم كلثوم قالت له «تزوجها يا رمزى..إنها جميلة» وأرسلت دعوة لوالديها لحضور حفلها وطلبت منهما أن يوافقا على زواج إبنتهما من رمزى فردا عليها «إنها إبنتك والقرار لك» وتم تحديد موعد الخطبة وغنت لهما أم كلثوم «افرح يا قلبى» فى الحفل الذى أقيم على سطح البيت.

ومرة دعيت أم كلثوم لإحياء حفل زواج ابن باشا لكنها أصيبت بمرض فطلبت من شهرزاد أن تغنى بدلًا منها وأرسلت معها فرقتها الموسيقية الخاصة.
ارتبطت شهرزاد بالرئيس أنور السادات بعلاقة قوية منذ كان ضابطًا فى الجيش، فقد اتفق معها على أن تغنى فى حفل لضباط سلاح المشاه وحضره جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر. الحفل لم تنقله الإذاعة كعادتها مما أغضبها وأبكاها ورفضت الغناء لكن السادات لحق بها ليخبرها أن ذلك ليس موجها ضدها وأن هناك تفاصيل سوف يطلعها عليها فيما بعد.
وقامت الثورة فى 23 يوليو 1952 استدعت الإذاعة شهرزاد لتسجيل نشيدًا وطنيًا من ألحان رياض السنباطى وكان هذا النشيد هو كلمة السر التى ستنطلق بعدها الثورة وأصبحت شهرزاد قاسما مشتركًا لكل الحفلات الوطنية حتى أن السادات قال لها يومًا «أنت مسجلة مع الضباط الأحرار فى تاريخ الثورة ياشهرزاد»..

غنت شهرزاد مع فرقة رضا للفنون الشعبية «نبينا زين» و«فدادين خمسة» من ألحان سيد مكاوى وتوزيع موسيقى لعلى إسماعيل كما غنت من ألحان محمد عبد الوهاب «فى القلب هنا».. ومن ألحان فريد الأطرش «إدينى ميعاد» ومن ألحان رياض السنباطى 20 لحنًا أولها «أول ما جيت فى الميعاد» 1952 وآخرها «أفكر فيه وينسانى» 1980 وغنت من ألحان بليغ حمدى «عسل وسكر»..ومن أشهر أغانيها «غيرك أنتا مليش» و «ياللى قلبى لك لوحدك»ومنذ أوائل الستينيات دأبت على تقديم حفلات شهرية من مسرحى الأزبكية والجمهورية وبعض دور السينما.
غنت شهرزاد فى السينما من خلال أفلام «أمير الانتقام» و «مسمار جحا» و «زينب» والهوى غدار و «أمير الدهاء».
كانت شهرزاد مطربة كبيرة فى زمن الفن العظيم إنها مطربة الثورة المسجلة مع الضباط الأحرار على رأى السادات لكن الناس فى بلدى أصبحت ذاكرتها ضعيفة للأسف.
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
رد مع اقتباس