الموضوع: سميرة توفيق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24/09/2009, 10h06
الصورة الرمزية odrado
odrado odrado غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:87306
 
تاريخ التسجيل: octobre 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المانيا
المشاركات: 260
افتراضي سميرة توفيق

منذ انطلقت والصورة عنها واحدة، مميزة، لا يمكن مقارنتها بغيرها.
سميرة توفيق، اختارت البلدي الشعبي، وذهبت معه الى الآخر، تماماً مثلما فعل الجمهور معها لكن السؤال، لماذا انكفأت، لماذا غابت، لماذا لا ترد على هاتفها المنزلي، ولا على هاتفها الدولي؟.
هي في بيروت. لا في لندن. لا لقد تركت المدينتين، وعندها ارتباط في مدينة ثالثة. لكن لماذا لا حس ولا خبر ولا اي كلام عنها، الى حد ان مهرجانات وجهات مختلفة ارادت تكريمها ولكنها لم تجد طريقة لكي تتحدث اليها، وأهل البيت عندها في منطقة الحازمية (المحاذي لتلفزيون لبنان) جوابهم دائماً واحد وسهل: مسافرة.
والحقيقة لم نجد اي اجابة عن سؤالنا، ما الذي يدفع فنانة كبيرة لأن تنسحب بهذه الطريقة من الوسط الفني الذي لطالما كانت نجمته وهي اكثر الحاضرات على قيد الحياة قدرة على الحضور مجدداً لو اتيحت لها فرصة ان تطل لكي تقول شيئاً.
كلاماً او غناءً، او ضمن اي صيغة لا فرق اطلاقا،ً فالمهم ان تبادر ولا تبقى صورتها بعيدة من العيون، فيما صوتها يسكن القلب ولا يبرحه لشدة الأثر الذي تركته على مدى عمر عطائها وتنقلاتها بين المسارح العربية.
هذا كله في كفة وما قدمته سميرة توفيق من افلام بدوية عرفت اقبالاً منقطع النظير على مدى سنوات طويلة في كفة اخرى، خصوصاً بدوية في باريس، او البدوية العاشقة، او عنتر بن شداد، ومع ذلك غابت تماماً عن الصوت والصورة، وحين يعرض لها شريط من ايام العز يتضاعف السؤال عنها وفحواه واحد: لماذا تترك الست سميرة كل شيء وراءها وتمضي، مع الامل ان تكون في وضع صحي جيد، لان اكثر من إشاعة افادت أن هناك وضعاً صحياً مزعجاً، لكن احداً لا يستطيع لا تأكيد هذا الكلام ولا نفيه.
ومن المعالم الراقية التي ميزت هذه الفنانة الكبيرة انها كانت توافق على ان تتقدم جميع زملائها في المناسبات الوطنية المختلفة معتبرة ان واجبها يفرض عليها القيام بهذا الواجب من دون النظر الى اي بدل مادي مجزٍ او التطلع الى وسام او درع مع انها تحمل كمية من التقديرات لا يستطيع احد عدّها.
احد الرؤساء اللبنانيين قال لها مرة ابتسمي فقط فيضحك لبنان على الدوام. وهذه حقيقة. لأن احداً لا يملك صورة لها متجهمة الوجه مثلاً، او على الاقل من دون ابتسامة ساحرة تكشف صف اسنان في منتهى الروعة.
وهل ينسى احد الغمزة التي كانت تطلقها كلما اقتربت منها الكاميرا لكي تتملّى من وجهها العربي الجميل، والـ «حسونة» التي تطبعها بهوية البدو وهو ما كانت تقول عنه: «لن اتبدل اطلاقاً، هذه صورتي التي اردتها منذ البداية وقد احبها الناس بقوة ودافعوا عنها وسمعت الكثير من الاطراءات التي لا استطيع تجاهل اي منها».
لكن ما الذي حصل؟
منذ زمان ولندن مقصدها. لها منزل هناك، ولها اصدقاء ومعارف وتستطيع هناك ان تكون طبيعية اكثر من اي مكان آخر. وتبدو الملامح المؤكدة في صورتها انها تميل الى الهدوء، وهو ما توفره لها هذه المدينة على الدوام، لكنها لم تقبل بنشر اي صورة لها من هناك، بل كل ما هو متداول من لقطات مصدره حفلات قديمة اقامتها في السبعينات وما قبل.
لم تقل يوماً ان عليها الاعتزال باكراً. بل وفي مقابلة مصورة لتلفزيون لبنان ايام عزّه (بلغ نصف قرن من العمر اخيرا) قالت: «انا اغني كما اتنفس ولا اريد ان اتوقف عن الغناء لئلا اختنق».
لكنها اليوم متوقفة، ولا ندري حقيقة اين هي، وماذا تفعل، ولكن المؤكد ان صورتها ناصعة في البال. ونرجو ان تكون ماكينة الغناء في كيانها فاعلة الى الآن، فهي في كل الاوقات لبت الطلبات العديدة الى حفلات خاصة من اجل ان تظل قادرة على التواصل والحياة.
الراحل الكبير نجيب حنكش قال لها مرة في احدى مقابلاته: بس شوفك بحب بوسك. فردت ضاحكة: ما في مشكلة مع النية الطيبة. ورد عليها: انا ما بضمن ست سميرة. وضحك الاثنان.
لطالما تمتعت بذكاء خاص، وأكثر ما كان يؤرقها حنين لا يتوقف لكل من عرفته وغادر الى الدار الباقية، ومنهم عازف الطبلة الذي لطالما تحرك بديناميكية من حولها على المسرح محمد البرجاوي، لقد بكت عليه كثيراً وأعلنت للقريبين منها: ما حدا يأذيني ويفل.
جمهورها انشغل دائماً في موضوع زواجها او طلاقها، وكانت الاشاعات مفتوحة على احتمالات كثيرة منها ما كان صحيحاً، وكثيرها كان استنتاجات بحكم بعدها من لبنان، وان كانت بعض الروايات تردد انها تزور لبنان سراً وتغادره كذلك، غير راغبة في لقاء احد، لا من تريدهم ولا من لا تريد التحدث اليهم.
عارفوها يقولون انها لطالما عاشت حياتها بعيداً من الاضواء، كانت تريد ان تبقى في الظل العائلي، لم ترد ابداً ان ينشر لها او عنها شيء، حساسة في ان يقال اي كلام عنها ولا نستبعد في حال اطلعت على هذه المادة عنها، ان تخرج عن صمتها، ومن عزلتها وتقول شيئاً. على الاقل ان تضع بعض النقاط على الحروف.
هو غياب بالكامل. نسمع احياناً انها قدمت حفلاً خاصاً في دولة خليجية، ونحاول التقصّي فلا نفوز بأي جواب، وهذه سمة تجعل الاستنتاجات تذهب في كل الاتجاهات ولا تستقر عند نقطة ابداً.
«كانت تتحدث الينا
واحداً واحداً خلال الرحلات خارج لبنان، وتقول لنا الكلام الطيب، وترفض ان يكون اي عازف او كورال على غير خط الاحترام والقيمة. لطالما احببناها وعرفنا انها ابنة اصل وقادرة دائماً على ان تثبت ذلك من خلال ما تقوم بها في شكل عفوي وبعيداً من كل الاطر التي فيها مصلحة او غاية خاصة».
هذا كلام لعازف واكبها طويلاً ويحبها جداً ويقول عنها انها مثال للست العظيمة التي تقدر الناس وتعرف كيف تكسب الود بفطرية خاصة.
سميرة توفيق تلحن او تكتب. رفضت ان يقال هذا، مع ان الملحن عبد الفتاح سكر اكد انها لو تفرغت للحن مثل الغناء لما كانت ملحنة اقل منها مطربة، والسبب دائماً في ما ذهبت اليه هو الانخراط في مزاجية خاصة.
نعم ان عندها طبعاً خاصاً. معه لا تنصاع لغير رغبتها في فعل شيء ما، وحين لا تشعر بميلٍ لأي تصرف، تجد الدنيا من حولها تدفعها الى ارتياد الطبيعة التي تحبها الى درجة الذهاب في اتجاهها دائماً، واي مكان لا خضرة فيه لا تليق الحياة في ربوعه.
كانت تطلب من معاونيها ان يضعوا مالاً في جيب فلان او فلانة، وتبلغهم ان المال هو لمنعهم من الحاجة، وتدعوهم لأن يحاولوا بذل جهد خاص لكي يصلوا الى حصيلة تحسّن اوضاعهم وتضعهم على سكة الانتاج، وقد رفضت دائماً ان تتجاوز اي فقير في اي مكان من دون مداراته، او مرعاة شعوره، لكن من دون بهرجة، وكلام كثير عما فعلت.
يبقى ان الغياب عن الساحة الفنية لـسميرة توفيق خسارة يفترض معالجتها، ولا مجال في السياق لأي بديلة، فالذي زرعته وغرزته هذه الفنانة في دنيا الفن يعتبر مكسباً لاجيال عدة، وما نحن في نبضه اليوم من تطور، متواصل مع توجه البوصلة السابقة.

منذ انطلقت والصورة عنها واحدة، مميزة، لا يمكن مقارنتها بغيرها.
سميرة توفيق، اختارت البلدي الشعبي، وذهبت معه الى الآخر، تماماً مثلما فعل الجمهور معها لكن السؤال، لماذا انكفأت، لماذا غابت، لماذا لا ترد على هاتفها المنزلي، ولا على هاتفها الدولي؟.
هي في بيروت. لا في لندن. لا لقد تركت المدينتين، وعندها ارتباط في مدينة ثالثة. لكن لماذا لا حس ولا خبر ولا اي كلام عنها، الى حد ان مهرجانات وجهات مختلفة ارادت تكريمها ولكنها لم تجد طريقة لكي تتحدث اليها، وأهل البيت عندها في منطقة الحازمية (المحاذي لتلفزيون لبنان) جوابهم دائماً واحد وسهل: مسافرة.
والحقيقة لم نجد اي اجابة عن سؤالنا، ما الذي يدفع فنانة كبيرة لأن تنسحب بهذه الطريقة من الوسط الفني الذي لطالما كانت نجمته وهي اكثر الحاضرات على قيد الحياة قدرة على الحضور مجدداً لو اتيحت لها فرصة ان تطل لكي تقول شيئاً.
كلاماً او غناءً، او ضمن اي صيغة لا فرق اطلاقا،ً فالمهم ان تبادر ولا تبقى صورتها بعيدة من العيون، فيما صوتها يسكن القلب ولا يبرحه لشدة الأثر الذي تركته على مدى عمر عطائها وتنقلاتها بين المسارح العربية.
هذا كله في كفة وما قدمته سميرة توفيق من افلام بدوية عرفت اقبالاً منقطع النظير على مدى سنوات طويلة في كفة اخرى، خصوصاً بدوية في باريس، او البدوية العاشقة، او عنتر بن شداد، ومع ذلك غابت تماماً عن الصوت والصورة، وحين يعرض لها شريط من ايام العز يتضاعف السؤال عنها وفحواه واحد: لماذا تترك الست سميرة كل شيء وراءها وتمضي، مع الامل ان تكون في وضع صحي جيد، لان اكثر من إشاعة افادت أن هناك وضعاً صحياً مزعجاً، لكن احداً لا يستطيع لا تأكيد هذا الكلام ولا نفيه.
ومن المعالم الراقية التي ميزت هذه الفنانة الكبيرة انها كانت توافق على ان تتقدم جميع زملائها في المناسبات الوطنية المختلفة معتبرة ان واجبها يفرض عليها القيام بهذا الواجب من دون النظر الى اي بدل مادي مجزٍ او التطلع الى وسام او درع مع انها تحمل كمية من التقديرات لا يستطيع احد عدّها.
احد الرؤساء اللبنانيين قال لها مرة ابتسمي فقط فيضحك لبنان على الدوام. وهذه حقيقة. لأن احداً لا يملك صورة لها متجهمة الوجه مثلاً، او على الاقل من دون ابتسامة ساحرة تكشف صف اسنان في منتهى الروعة.
وهل ينسى احد الغمزة التي كانت تطلقها كلما اقتربت منها الكاميرا لكي تتملّى من وجهها العربي الجميل، والـ «حسونة» التي تطبعها بهوية البدو وهو ما كانت تقول عنه: «لن اتبدل اطلاقاً، هذه صورتي التي اردتها منذ البداية وقد احبها الناس بقوة ودافعوا عنها وسمعت الكثير من الاطراءات التي لا استطيع تجاهل اي منها».
لكن ما الذي حصل؟
منذ زمان ولندن مقصدها. لها منزل هناك، ولها اصدقاء ومعارف وتستطيع هناك ان تكون طبيعية اكثر من اي مكان آخر. وتبدو الملامح المؤكدة في صورتها انها تميل الى الهدوء، وهو ما توفره لها هذه المدينة على الدوام، لكنها لم تقبل بنشر اي صورة لها من هناك، بل كل ما هو متداول من لقطات مصدره حفلات قديمة اقامتها في السبعينات وما قبل.
لم تقل يوماً ان عليها الاعتزال باكراً. بل وفي مقابلة مصورة لتلفزيون لبنان ايام عزّه (بلغ نصف قرن من العمر اخيرا) قالت: «انا اغني كما اتنفس ولا اريد ان اتوقف عن الغناء لئلا اختنق».
لكنها اليوم متوقفة، ولا ندري حقيقة اين هي، وماذا تفعل، ولكن المؤكد ان صورتها ناصعة في البال. ونرجو ان تكون ماكينة الغناء في كيانها فاعلة الى الآن، فهي في كل الاوقات لبت الطلبات العديدة الى حفلات خاصة من اجل ان تظل قادرة على التواصل والحياة.
الراحل الكبير نجيب حنكش قال لها مرة في احدى مقابلاته: بس شوفك بحب بوسك. فردت ضاحكة: ما في مشكلة مع النية الطيبة. ورد عليها: انا ما بضمن ست سميرة. وضحك الاثنان.
لطالما تمتعت بذكاء خاص، وأكثر ما كان يؤرقها حنين لا يتوقف لكل من عرفته وغادر الى الدار الباقية، ومنهم عازف الطبلة الذي لطالما تحرك بديناميكية من حولها على المسرح محمد البرجاوي، لقد بكت عليه كثيراً وأعلنت للقريبين منها: ما حدا يأذيني ويفل.
جمهورها انشغل دائماً في موضوع زواجها او طلاقها، وكانت الاشاعات مفتوحة على احتمالات كثيرة منها ما كان صحيحاً، وكثيرها كان استنتاجات بحكم بعدها من لبنان، وان كانت بعض الروايات تردد انها تزور لبنان سراً وتغادره كذلك، غير راغبة في لقاء احد، لا من تريدهم ولا من لا تريد التحدث اليهم.
عارفوها يقولون انها لطالما عاشت حياتها بعيداً من الاضواء، كانت تريد ان تبقى في الظل العائلي، لم ترد ابداً ان ينشر لها او عنها شيء، حساسة في ان يقال اي كلام عنها ولا نستبعد في حال اطلعت على هذه المادة عنها، ان تخرج عن صمتها، ومن عزلتها وتقول شيئاً. على الاقل ان تضع بعض النقاط على الحروف.
هو غياب بالكامل. نسمع احياناً انها قدمت حفلاً خاصاً في دولة خليجية، ونحاول التقصّي فلا نفوز بأي جواب، وهذه سمة تجعل الاستنتاجات تذهب في كل الاتجاهات ولا تستقر عند نقطة ابداً.
«كانت تتحدث الينا
واحداً واحداً خلال الرحلات خارج لبنان، وتقول لنا الكلام الطيب، وترفض ان يكون اي عازف او كورال على غير خط الاحترام والقيمة. لطالما احببناها وعرفنا انها ابنة اصل وقادرة دائماً على ان تثبت ذلك من خلال ما تقوم بها في شكل عفوي وبعيداً من كل الاطر التي فيها مصلحة او غاية خاصة».
هذا كلام لعازف واكبها طويلاً ويحبها جداً ويقول عنها انها مثال للست العظيمة التي تقدر الناس وتعرف كيف تكسب الود بفطرية خاصة.
سميرة توفيق تلحن او تكتب. رفضت ان يقال هذا، مع ان الملحن عبد الفتاح سكر اكد انها لو تفرغت للحن مثل الغناء لما كانت ملحنة اقل منها مطربة، والسبب دائماً في ما ذهبت اليه هو الانخراط في مزاجية خاصة.
نعم ان عندها طبعاً خاصاً. معه لا تنصاع لغير رغبتها في فعل شيء ما، وحين لا تشعر بميلٍ لأي تصرف، تجد الدنيا من حولها تدفعها الى ارتياد الطبيعة التي تحبها الى درجة الذهاب في اتجاهها دائماً، واي مكان لا خضرة فيه لا تليق الحياة في ربوعه.
كانت تطلب من معاونيها ان يضعوا مالاً في جيب فلان او فلانة، وتبلغهم ان المال هو لمنعهم من الحاجة، وتدعوهم لأن يحاولوا بذل جهد خاص لكي يصلوا الى حصيلة تحسّن اوضاعهم وتضعهم على سكة الانتاج، وقد رفضت دائماً ان تتجاوز اي فقير في اي مكان من دون مداراته، او مرعاة شعوره، لكن من دون بهرجة، وكلام كثير عما فعلت.
يبقى ان الغياب عن الساحة الفنية لـسميرة توفيق خسارة يفترض معالجتها، ولا مجال في السياق لأي بديلة، فالذي زرعته وغرزته هذه الفنانة في دنيا الفن يعتبر مكسباً لاجيال عدة، وما نحن في نبضه اليوم من تطور، متواصل مع توجه البوصلة السابقة.

التعديل الأخير تم بواسطة : هامو بتاريخ 28/06/2011 الساعة 11h08
رد مع اقتباس