عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28/08/2007, 15h04
الصورة الرمزية عبدالقهار
عبدالقهار عبدالقهار غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:53246
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 17
افتراضي الموسيقى الغرناطية وفعالياتها بمدينة وجدة ج 2

الموسيقى الغرناطية وفعالياتها بمدينة وجدة ج 2

بقلم :عبد القهار الحجاري – المغرب
(منشور بجريدة الفنون عدد 28 / شباط - فبراير 2003 )

وغالبا من يقوم غرناطي وجدة، على قالب لحني – إيقاعي مكون من ثلاث لحظات كبرى:

1- مقدمة آلية: تعزف على إحدى الآلات الوترية: عود أوكمان أو بانجو أو مندولين.

2- موال يؤديه المنشد مع مصاحبة آلية.

3- أداء القصيدة وتشترك فيه الآلات الموسيقية مع تجاوب المجموعة مع صوت المنشد المنفرد.

اهتم سكان مدينة وجدة بالموسيقى الغرناطية. وتأنقوا في تذوقها فتأسست عدة أجواق ومجموعات موسيقية أندلسية. وظهرت جمعيات تؤطر هذه الحركة الموسيقية. وقد عرف عقد الثمانينيات، تأسيس عدد منها تمارس الطرب الغرناطي وتعنى بنشره. من أهمها الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي، ومجموعة الشيخ صالح ومجموعة السلام..

* إلا أن أقدم هذه الجمعيات وأهمها قبل الاستقلال، كما يشير إلى ذلك الاستاذ يونس الشامي صاحب أول تدوين بالنوطة الموسيقية لنوبات الطرب الاندلسي في أجزاء ضخمة. يحمل كل جزء منها اسم النوبة الاندلسية المدونة.. هي الجمعية الأندلسية للطرب والمسرح والآداب بوجدة. وقد أسسها محمد بن اسماعيل. في وجدة سنة 1921، ولا تزال قائمة إلى اليوم. وهي جمعية ثقافية فنية مستقلة ساهمت في تكوين أجيال متتالية من الفنانين الذين عملوا طيلة عمرها المديد على خدمة التراث الموسيقي الاندسي الخالد. وصيانته من الاندثار. ومن الأهداف التي عملت على تحقيقها:

· النهوض بالموسيقى الأندلسية، وما يتصل بها، من فنون وآداب.

· صيانة التراث الأندلسي، والعمل على تطوره، وتحبيبه للجمهور. ونشره بطرق علمية، تساير روح العصر، مع المحافظة على اصالته وخصوصيته.

· البحث عن المواهب، وتكوينها تكوينا أدبيا، وفنيا، وجماليا، يؤهلها لنشر هذا التراث، بين الاجيال الصاعدة، بطرق وأساليب تربوية،تخلق لدى ناشئتنا، وشبابنا ذائقة جمالية رفيعة. وتجعلهم يتعاملون مع تراثنا الموسيقي الأندلسي، انطلاقا من منظور فكري وجمالي، بهذب النفوس والطباع ويغذي العقول والأرواح. ويرفع من مستوى نظرتهم إلى هذا الفن الذي اقترن –خطأ- في أذهان كثير من الناس، بالخلاعة والمجون خلال عصور الانحطاط والجمود..

كما تعمل الجمعية الأندلسية، على ضمان استمرارية ذلك التواصل الحضاري بين المغرب – ووجدة خاصة- وبلاد الأندلس التي لازالت تحمل في طياتها وكيانها كثيرا من تلك الخصائص الحضارية الخالدة. وللجمعية سجل حافل في مسيرتها الفنية على مدى ثمانية وسبعين عاما.

أما الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي فقد تأسست، كما اشرنا إلى ذلك قبل قليل، بوجدة سنة 1984م، وهي جمعية موسيقية تهتم بالطرب الغرناطي، وتوليه عناية فائقة، من الناحيتين الأدبية والفنية. وتجعل نشره بين الشباب في مقدمة أهدافها. ويتمثل نشاط الجمعية الموصلية، في إحياء سهرات وأمسيات فنية في مختلف المناسبات الدينية والثقافية. كما أنها أبانت عن مستوى فني رفيع داخل المغرب وخارجه، خلال التظاهرات الفنية المتنوعة التي شاركت فيها فرقتها الموسيقية.

*وتأسست مجموعة الشيخ صالح للطرب الغرناطي سنة 1986. ومن أهدافها الأساسية، إحياء التراث الغرناطي، وحمايته من الاندثار. ومحاولة نشره والتعريف به محليا ووطنيا ودوليا، وتشارك المجموعة باستمرار، في مختلف التظاهرات الموسيقية في المغرب، والبلدان العربية وفي أوروبا.

وتنسب هذه الجمعية الى الشيخ صالح محمد بن سعيد بن صالح شعبان. ولد سنة 1911 بمدينة وجدة، تتلمذ على يد الشيخ محمد بن إسماعيل، والشيخ العربي بن صاري، وهما من رواد الطرب الغرناطي بالمغرب والجزائر. أسس أول جمعية موسيقية له سنة 1930 شاركت في عدة مهرجانات وطنية ودولية. له أعمال فنية خاصة. جعلته يتميز بالطابع الوجدي الخالص. خاصة في مجال القصيدة، توفي سنة 1973م، تاركا رصيدا هاما من الإنجازات الفنية. وروادا من أبنائه وتلامذته. حملوا مشعل مواصلة البحث في هذا التراث الأصيل. وأبرزهم ابنه الفنان محمد شعبان، أحد رموز الطرب الغرناطي اليوم بمدينة وجدة الذي جرى تكريمه في الدورة 11 لمهرجان وجدة للطرب الغرناطي، أواخر شهر فبراير 2002. وتحدث مدير مركز الدراسات والابحاث الغرناطية بوجدة الاستاذ محمد بن عبد الله، لحظة التكريم عن موهبة ونبوغ الفنان محمد شعبان. وما شهد له به شيوخ كبار معاصرون في هذا الجنس الموسيقي الاصيل،كفنان طبع الطرب الغرناطي بطابع خاص. وساهم في تميزه عن الأنماط الموسيقية العريقة في جميع أقطار المغرب العربي.( يتبع)

نشرهذا المقال ب"بجريدة الفنون" ع
26/2003
__________________
باحث في علم الموسيقى
رد مع اقتباس