العودة الى مصر
وفي عام1924 عاد استيفان إلي مصر فسعي للقاء عزيز عيد فقد كان مثله الأعلى
في الصغر وعندما ذهب إليه رحب وأسند إليه دوراً في مسرحية خلي بالك من إيلي ,
وشيئاً فشيئاً أصبح لاستيفان إسم كبير , فقد تبوأ مكانة يعز علي غيره الوصول إليها
لكنه ترك عزيز عيد وانضم لفرقة الريحاني ليكون فيها الممثل الذي يشار إليه بالبنان
ويكفي أنه هو الذي قام بدور حاج بابا , في رواية العشرة الطيبة
في كازينو دي باري الذي تحول فيما بعد إلي استديو مصر
ثم عمل بعد ذلك في فرقة يوسف وهبي وفيها صال وجال ووصل إلي القمة
كما قام بتعريب الكثير من الروايات لفرقة يوسف وهبي والتي حققت نجاحاً كبيراً.
استيفان روستي في مشهد مسرحي مع يوسف وهبي
وفتوح نشاطي وزينب صدقي
خيبة الأمل في وداد
في ذلك الوقت وصل إلي مصر شاب تركي اسمه وداد عرفي
وقام بالاتصال بالوسط الفني علي أنه مخرج سينمائي وأن شركة ماركوس الألمانية
أوفدته إلي مصر لاختيار ممثلين يظهرون في أفلام هذه الشركة التي سيجري تصويرها
في مصر ورغم أن مشاريع وداد عرفي لم تر النور إلا أنه حقق شهرة واسعة وأثار اهتمام
الأوساط الفنية حتي جاءت عزيزة أميرة وكانت نجمة لامعة في ذلك الوقت وكونت
أول شركة سينمائية في مصر اسمها إيزيس فيلم فاستعانت بوداد عرفي ليقوم بتأليف الفيلم
والإخراج وتمثيل الدور الأول أمام عزيزة أمير وكان اسم الفيلم (نـداء الله ).
وبعد عشرة أشهر استمر فيها العمل في الفيلم أعلن وداد عرفي أن الفيلم قد انتهي
وقام بتقديمه في عرض خاص فبهت الحاضرون وأصيبوا بخيبة أمل لأن الفيلم الموعود
كان مشوهاً تماماً وأظهر أن وداد عرفي لا يعرف حتي القواعد الأولية للإخراج السينمائي
وداد عرفي مع يوسف بك وهبي
مخرج أول فيلم روائي مصري
لجأت عزيزة أمير إلي استيفان روستي لما يتمتع به من تجربة في ميدان السينما
خارج مصر وعهدت له بإخراج الفيلم مرة أخري واستعانت بالصحفي أحمد جلال ليكتب القصة من جديد وكان الاسم الجديد للفيلم هو( ليلي ) وقام استيفان بإخراج الفيلم وتم الانتهاء منه بنجاح وعرضه في سينما متروبول في16 نوفمبر1927 في ذات اليوم الذي كان يحتفل فيه استيفان بعيد ميلاده السادس والثلاثين ،في حفل حضره طلعت حرب وأمير الشعراء أحمد شوقي وحشد كبير من الفنانين والصحفيين ولاقي الفيلم نجاحاً كبيراً ليكون أول فيلم روائي مصري مائة في المائة في إنتاجه وتأليفه وإخراجه وتمثيله وبعد هذا الفيلم سارت عجلة السينما في مصر.