الموضوع: صبري مدلل
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01/09/2006, 10h38
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي مشاركة: صبري مدلل ... المؤذن الصغير

صبري مدلل يودع حلب .. في احتفاليتها عاصمة للثقافة الإسلامية


حلب

ثقافة
الثلاثاء 22 -8-2006

بيانكا ماضية

رحل الفنان الكبير صبري مدلل الذي قدم خلال مسيرة حياته الفنية الكثير الكثير , ليس لمدينة حلب وحسب , وإنما للعالم أجمع , وكان سفير مدينة حلب إلى كل دول العالم حيث غنى وأنشد وأطرب الناس بصوت رخيم كان قد صقله منذ الصغر من خلال تعلم القرآن الكريم والإنشاد .

ولد صبري مدلل في الدار العربية التي تقطنها عائلة المدلل في حي الجلوم من مدينة حلب عام ,1918 ورثّه أبوه كثيراً من أخلاقه مع الاستقامة والأمانة والتواضع وحب العلم .. واكتشف الوالد/ أحمد / جمال صوت ابنه باكراً, من خلال قراءة القرآن لدى شيخ الكتاب,ثم من خلال إنشاده بعض التواشيح في حلقة الذكر التي كان يصحبه إليها, وهو لم يتجاوز السادسة, وفي الثانية عشرة دفعه إلى المعلم / عمر البطش / الذي رعاه وقاده إلى الطريق التي تابع فيها حتى أضحى نجماً وعلماً يشار إليه بالبنان ..‏



ارتاد صبري حلقات الذكر, وسمع وحفظ وتأثر بأساتذة عصره, وفي العام 1949 دخل إذاعة حلب مع المجوّدين من المطربين, فغنى على الهواء من ألحان بكري الكردي أغنيتين / ابعتِ لي جواب / و / يجي يوم وترجع تاني/ وهما للشاعر حسام الخطيب , ثم ترك الإذاعة لينشئ فرقة إنشاد ويختص بالغناء الديني..‏



كانت الفرقة تحيي الحفلات الدينية وحفلات الطرب مع الفرقة الموسيقية. التزمت الفرقة بإحياء حفلات المولد وحلقة الذكر في أكثر من جامع في حلب. وفي جامع الكلتاوية تعرف الباحث الموسيقي البلجيكي/ كريستيان بوخه / بالفرقة فسجل لهم أسطوانتهم / مؤذنو حلب / .. وفي العام ,1975 نظمت لهم حفلة في باريس كانت فاتحة عهد جديد للإنشاد الديني في أوروبا, ثم دعيت الفرقة إلى مهرجان الموسيقا العربية / 1986 / , فأثبتت قدرتها, وظهرت أهمية الحاج صبري كقائد لها ..‏



حافظ الحاج صبري على ما ورثه من أساليب الأداء والغناء والانتقاء, فلم يخرج عن الجمل الموسيقية القديمة, ولم يتصرف فيها إلا في حدود الجماليات, وما يتناسب وإمكانياته الصوتية العالية التي دربها أحسن تدريب , وكان لا يعجبه من الألحان إلا الرصين, ولا يقنعه سوى ما أتقن صنعه, واستكمل حظه من المراجعة والتنقيح والتدبيج , وهذا ما انعكس إيجاباً في ألحانه , لقد استلهم ما خزنته ذاكرته من أعمال / سيد درويش والقصبجي وعبد الوهاب وزكريا أحمد وداود حسني/ فأعطى لوناً جميلاً, في أثواب لم يعرفها الإنشاد الديني قبلاً ولم يعهد مثلها في قوالبه ..‏



وقد أصدر الباحث الموسيقي المعروف محمد قدري دلال وبمناسبة اختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2006 دراسة تحليلية موسيقية لتراث مدينة حلب فقدم في كتابه «شيخ المطربين صبري مدلل وأثر حلب في غنائه وألحانه» سيرة هذا المغني الذي أبهر الشرق والغرب بأسلوبه الغنائي التراثي المبدع, حيث يستعرض من خلال الدراسة أبرز التواشيح والقدود والألحان وعلوم المقامات والقوالب اللحنية التي قدمها المدلل ومزجها مع الطرب الأصيل, ويذكر الباحث أن صبري مدلل له مع طول النفس قصة طريفة حيث روى له أن الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب لما غنى قصيدته المشهورة «يا جارة الوادي» واصل البيت.‏



(وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيني في لغة الهوى عيناك)‏



اكتشف المدلل أن عبد الوهاب لم يغنها مستمراً نفسه على كامل الجملة بل أنه يتنفس قبل كلمة «عيني» والقصة لا تعني شيئاً عند الكثير, لكنها تعني عند مزاولي الغناء الكثير, وقد تمرن المدلل عليها واستطاع غناءها بنفس واحد, لقد استطاع الحاج صبري مدلل الذي يعتبر آخر شيوخ الطرب في سورية أن يحافظ على المدرسة الحلبية في الغناء التراثي ويحلق في صوته النادر إلى بوابات العالمية.‏



وهناك قصة أخرى ذكرها صبري مدلل عن الشيخ بكري الكردي وهي أنه عندما ذهب لزيارته وهو على فراش الموت حيث زاره برفقة المرحوم عبد الرؤوف حلاق وهو منشد بفرقته فدخلا على الشيخ بكري وبعد الحديث طلب الشيخ بكري من صبري أن يسمعه آخر ألحانه , فتبسم صبري وقال له : وأنت على هذه الحال يا أبا مصطفى ? فقال ) عن لي يا أبو أحمد , أريد أن أموت وأنا عم أسمع ( فنزل الشيخ صبري عند رغبته وأسمعه موشحاً , فتبسم وقال لصبري ) أحسنت يا أبو أحمد فرحتني الله يفرحك ( .‏



أما فرقة صبري مدلل فهي من أعرق الفرق السورية , التي تؤدي الفن بشك¯له التقليدي, وبأصول¯ه من الال¯تزام إل¯ى الارتجال .‏



? أسس الفرقة شيخ الفنانين والمنشدين صبري مدلل عام /1954/ واعتزل الغناء عام /2001/ .‏



? استلم إدارة الفرقة الفنان محمد حمادية عام /1985/ وأدخل عليها عدة تطورات , فكانت متميزة في الأداء والأسلوب , وكانت محط إعجاب النقاد والجمهور.‏



? تكريماً من أعضاء الفرقة لمؤس¯سها, وعرفاناً منهم بالجميل له تم تبديل اسم الفرقة من فرقة التراث لتحمل اسم مؤس¯سها الفنان الكبير صبري مدلل.‏



? نالت الفرقة سمعةً عربية وعالميةً من خلال المشاركات المتكررة في أكبر المهرجانات والمؤتمرات والظاهرات الفنية العربية والعالمية, ونالت عددا ً من شهادات التقدير والتكريم, فقد أدت الفرقة على مسارح كل ٍ من )فرنسا- ألمانيا - سويسرا - النمسا - بلجيكا - هولندا- بريطانيا - اليونان - أسبانيا إيطاليا - هونغ كونغ - لبنان - الأردن - مصر- تونس- المغرب - الكويت - الإمارات العربية - وقطر( بالإضافة للمشاركات المحلية .‏



? تتألف الفرقة من :‏



1. فرقة الغناء : وتضم نخبة من أصحاب الأصوات الجميلة في حلب, وتؤدي الموشحات والأدوار والقدود الحلبية والأغاني الشعبية والقصائد والمواويل,بالإضافة لفرقة الإنشاد التي تؤدي الإنشاد الديني والصوفي وحلقات الذكر والمدائح النبوية .‏



2. فرقة الدراويش : وهي الفرقة التي تؤدي الحركة الدورانية الصوفية بمرافقة الأناشيد الدينية والصوفية , وهذا اللون له شهرته العالمية. .‏



3. الفرقة الموسيقية : وتمثل التخت الشرقي, وتؤدي المؤلفات الموسيقية الشرقية والعربية بالإضافة إلى مرافقة فرقة الغناء بالعزف.



التعديل الأخير تم بواسطة : صالح الحرباوي بتاريخ 28/04/2010 الساعة 18h40
رد مع اقتباس