عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 28/09/2008, 17h08
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: février 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,065
افتراضي رد: رأيى الغلبان فى مسلسل اسمهان

موضوع منقول من إحدى المنتديات

كاستينغ سلاف فواخرجي أو نقطة ضعف مسلسل أسمهان

اعتدت وجماعة من الأصدقاء أن نجتمع كل ليلة من ليالي رمضان عقب مشاهدة الحلقة اليومية من مسلسل أسمهان لنتحدث عن انطباعاتنا وملاحظتنا ، وبعد مرور بضع حلقات طلب مني أحد الأصدقاء أن أعطي تقييما للمسلسل في جملة أو جملتين فقلت مايلي: قوة السيناريو أنقدت العمل و كاستينغ سلاف فواخرجي نقطة ضعف المسلسل
وإذا كان الكثيرون قد لمسوا قوة السيناريو حيث لا يحس المشاهد بتفكك في الأحداث كما حدث مثلا في مسلسل حليم ، فإن قلة من النقاد تحدثوا عن كاستينغ المسلسل وهي المهمة التي أليت على نفسي مرة أخرى أن أتطرق إليها محققا بها سبقا للمنتدى .
الكاستينغ Casting كلمة إنجليزية تعني في معجم السينما والتلفزيون اختيار الممثل المناسب لأداء الدور في العمل الفني وفق معالم الشخصية التي رسمها كاتب القصة أووفق واقع الشخصية إن كانت حقيقية كما في مسلسل أسمهان .
وحين نتحدث عن الكاستينغ في مسلسل أسمهان فإن أهم كاستينغ هو المرتبط بالشخصية الرئيسية التي أدتها الممثلة السورية سلاف فواخرجي فهل كان اختيارها موفقا ؟
من نافلة القول أن الكاستينغ يعتبر إحدى أصعاب الخطوات التي يقدم عليها مخرج العمل الفني فقد ارتفعت أعمال فنية بتوفقها في اختيار الممثلين المناسبين وسقطت أعمال أخرى لمجانبتها الصواب في الكاستينغ ، وفي أعمال السيرة الذاتية يعتبر اختيار الممثل أخطر خطوة في العمل على الإطلاق . وارتباطا بعلاقة السيرة الذاتية بالكاستينغ ينبغي التمييز في السير بين نوعين :
1- سيرالمشاهيرالذين لم يشاهدهم الجمهور ولم يربط علاقة إعجاب معهم ، هؤلاء يسهل تقديمهم على الشاشة لهذا الاعتبار ، فحين تريد أن تقدم عمل عن الشيخ محمد عبده أورفاعة الطهطاوي أو قاسم أمين أوجمال الدين الافغاني أو الظاهر بيبرس ... يستوي عند الجمهور أن يكون الممثل الذي يؤدي الدور زيدا أم عمر .
2- سير المشاهير الذين شاهدهم الجمهور وربط علاقة إعجاب معهم كنجوم الغناء والسينما والسياسة والرياضة ، هنا تدق المسألة لأن الجمهور لايرضى بديلا عن ممثل شبيه بنجمه الأصلي وهذه أصعب ما واجه صناع أعمال السيرة الذاتية في العالم ولهؤلاء في اختيار الممثل مذهبان أو خياران :
الخيار الأول اختيار ممثل قريب الشبه بصاحب السيرة المقدمة يمكن بالمكياج وإختيارزوايا التصوير أن نجعله يبدو أقرب من الشخصية والمثال في عالمنا العربي شادي شامل الذي أدى دور عبد الحليم حافظ في المسلسل ؛ وفي العالم الغربي الممثل البريطاني بن كسنجلي الذي أدى دور المهاتما غاندي فالشبه قريب إلا أنه ليقترب أكثر من صورة غاندي اضطر إلى عمل ريجيم غذائي قاس لإنقاص الوزن وبرنامج آخر لاكتساب سمرة البشرة والنتيجة أن بن كسنجلي قدم واحد من أهم أعمال السيرة الذاتية في تاريخ السينما العالمية .
الخيار الثاني ويبرز حينما لايعثرعلى ممثل قريب الشبه بصاحب السيرة المقدمة ، فيلجأ إلى ممثل محترف ومقتدر يستحضر روح الشخصية ويمكنه بتقليد نبرات الصوت والإيماءات أن يقنع المشاهد بأنه يقدم الشخصية ، والمثال الذي يضربه المتخصصون هنا هو للممثل البريطاني الكبير أنطوني هوبكنزالذي أدى شخصية الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون ونجح في نظر نقاد السينما لأنه استحضر روح الشخصية رغم بعد الشبه بينه وبين نيكسون ، وفي مسلسل أسمهان هذا ما فعله بالضبط الممثل العملاق أحمد شاكر، فأنا أراهن أن الممثل الشاب شاهد جميع أفلام الموسيقار قبل التصوير ونجح في التقاط بعض مفاتيح تقديم الشخصية كالإيماءات وحركة الشفتين عند نطق الكلمات وتحريك الرأس يمنة ويسارا عند الكلام كما كان يفعل الموسيقار وطريقة المشية بجانب إجادته في تقليد تعابيروجه فريد في بعض المواقف وقد ساعده في كل ذلك اختيار الملابس والمكياج واعتماد زوايا التصوير التي تقرب شبهه بالموسيقار، في حين لم يتوفق في نقطة كانت في غاية الأهمية وهي تقليد نبرات صوت الموسيقار ، وفي جميع الأحوال فإن أداء أحمد شاكر كان مقنعا في تقديمه لشخصية فريد إلى درجة كبيرة ، لكن ماذا عن أسمهان أو بالأحرى سلاف فواخرجي ؟
من المتعارف لديه عند صناع أعمال السيرة الذاتية أن منطلقهم في تقديم الشخصيات المعروفة هو الأرشيف ؛ فتحكي المخرجة إنعام محمد علي مثلا أنها لتنفيذ مكياج وملابس مسلسل أم كلثوم شاهدت أكثر من 3000 صورة للسيدة أم كلثوم. وفي مسلسلنا بقي من أسمهان الحقيقية مئات الصور الفوتوغرافية ، وبقي كذلك عملين مرئيين ومسموعين في غاية الأهمية هما فيلمي انتصار الشباب وغرام وانتقام ، ولا أخفيكم القول أنني حين فكرت في كتابة هذه المساهمة المتواضعة أعدت مشاهدة فيلم غرام وانتقام وقارنت أسمهان بسلاف فواخراجي فتوقفت على مجموعة من الملاحظات بخصوص اختيار هذه الممثلة المقتدرة أعرض لها كالآتي :
من المسلم به أن هنالك حدودا دنيا في كاستينغ الشخصيات العامة المعروفة لدى الجمهور منها أن هنالك مميزات شكلية خاصة هي مفاتيح الشخصية التي يسقط العمل دونها فمثلا لايمكن لممثل شديد القصرأن يقدم شخصية فارعة الطول كجمال عبد الناصر ولا يقبل ممثل أسمر لأداء شخصية عامة بيضاء البشرة وقس على ذلك لأن ذلك ينفر المشاهد من العمل وهذه معايير متعارف عليها في العالم ويحسب لها صناع الأفلام والمسلسلات ألف حساب وقد خرقت هذه القاعدة في مسلسل أسمهان من عدة وجوه فتعالوا نقارن بين أسمهان وسلاف .
- تتمتع أسمهان بطول فارع ومن يشاهد المشاهد التي تقف فيها أما م يوسف وهبي في فيلم غرام وانتقام وهو بالمناسبة أحد أطول الممثلين قامة في مصر نجد قامتها تكاد تقترب من قامة يوسف وهبي ، بالمقابل هناك ميل واضح لسلاف فواخرجي نحو القصربل إنها أقصر بكثير من أسمهان ؛
- تتميز أسمهان بنحافة ملحوظة مقارنة بسلاف فوخراجي التي تميل أكثر إلى البدانة ؛
- تتمتع أسمهان بجانب طولها بكتفين عريضين وهما من أهم مميزات قوامها ، وحين تدير ظهرها يمكنك أن تميزها بين مئات النساء ، وفي وقفتها يبدوالكتفين بارزين وتزيدهما النحافة بروزا خاصية جسمانية مفتاح تفتقدها سلاف ؛
- يتفق المتخصصون في فن البورتريه (فن رسم الوجه) أن العضو المفتاح المميز لصورة أي شخص هو الأنف ، ولاعجب أن يوليه صناع أعمال السيرة الذاتية اهتماما بالغا في محاولتهم لتحقيق التطابق المنشود بين المجسد والشخصية المجسدة ؛ ففي فيلم غاندي ركب خبراء المكياج للممثل بن كسنجلي أنفا اصطناعيا لتقريب أنفه من أنف غاندي المعقوف ، وعربيا استعان الراحل أحمد زكي في فيلم حليم بخبيري تجميل من إيران وفرنسا لتقريب أنفه من أنف عبد الحليم حافظ ، وفي هذه الجزئية بالذات هناك تنافر كبير بين أسمهان وسلاف ؛ فأنف أسمهان أنف طويل بأرنبة حادة أما أنف سلاف فأفطس و قصير بأرنبة مكورة و أبعد عن الفم بكثير ولم يبدل المخرج والماكيير أي مجهود للتقريب حتى إن المشاهد وهو ينظر إلى سلاف لا يدور بدهنه حتى استحضار أسمهان عكس الإحساس الذي أعطاه احمد شاكر في دورفريد ؛
- من شاهد أسمهان تمثل يجد في تعابير وجهها ملامح جامدة ومسحة حزن بينة هي أبرز مقومات تعبيروجهها ، وسلاف أدت الشخصية عكس هذا تماما فبدت بملامح طفولية بريئة ووجه حبور؛
- من يشاهد فيلمي انتصار الشباب وغرام وانتقام ، يتبين أن أسمهان تتحدث اللهجة المصرية بلكنة شامية لاتخطأها الآذن ، وكون سلاف سورية كان نقطة قوة يمكن استثمارها ، إلا أن المفاجأة أن هذه الأخيرة كانت تتحدث اللهجة المصرية كأية بنت مولودة في حي السيدة زينب أو أي حي من أحياء القاهرة الشعبية ؛
- من استمع إلى أسمهان وهي تتحدث في فيلمي انتصار الشباب وغرام وانتقام ، سيلاحظ أن في صوتها بحة مميزة لها رنين ووقع في الآذن كما كان لشقيقها فريد بحته المشهورة في الغناء ، ومع الأسف لم تشتغل سلاف على هذا الجانب الذي كان بالامكان أن يقربها إلى الشخصية ؛
- مساعدة لسلاف على الإقناع كان من الممكن إسثتمار أغاني أسمهان ، لكن مع الآسف لم تتم الاستعانة بإحدى المطربات المحترفات التي يجدن تقليد أسمهان وهن معدودات على رأس أصابع اليد الواحدة ، ويمكنني أن أخص منهن بالذكر المغربية كريمة الصقلي التي لها أداءات لأعمال أسمهان موجود بعضها بهذا المنتدى .
إن مما يمكن أن أخلص إليه من هذا التحليل المتواضع أن سلاف فواخرجي قد تكون قدمت شخصية مطربة إلا أنها مطربة لانعرفها وقد تكون من الأزمان الغابرة كسلامة ودنانيرإلا أنها ليست أسمهان التي نعرفها لا شكلا ولا روحا ، بالمقابل أجاد زميلها أحمد شاكر في تقديم روح شخصية فريد الأطرش مما يجعلني أختم الموضوع بالملاحظة التي ابتدأت بها وهي أن كاستينغ سلاف فواخرجي هو نقطة ضعف المسلسل ، وهذا لاينقص في شيء من قيمة سلاف فواخرجي كممثلة كبيرة ومقتدرة
رد مع اقتباس