[د أنس البن]

المغنيه الكبيره
.. سلامه ..

نشأت سلامه فى المدينه وتعلمت فنون الغناء
على يد معبد وابن عائشه وجميله ومالك بن أبى السمح
عرفت بسلامة القس بسبب تعلق قارئ من مكه
اسمه عبد الرحمن بن أبى عمار
ولقب بالقس لشدة نسكه وعبادته
عرف سلامه وشغف بها فغلب عليها لقبه
وفى ذلك قال الشاعر عبدالله بن قيس عنها وعن أختها ريا

لقد فتنت ريا وسلامة القسا
فلم تتركا للقس عقلا ولا نفسا
فتاتان أما منهما فشبيهة الهلال
وأخرى منهما تشبه الشمسا

وقال أيضا فى حقهما :
أختان إحداهما كالشمس طالعة
فى يوم دجن وأخرى تشبه القمرا

وقال القس نفسه لما فتن بسلامه :
أهابك أن أقول بذلت نفسى
ولو أنى أطيع القلب قالا
حياء منك حتى سل جسمى
وشق على كتمانى وطالا

ولما تولى أمر المدينه عثمان بن حيان المرى
شكا له بعض وجهائها ما اعتبروه فسادا
من انتشار الغناء بها
فقرر الوالى على إثر ذلك أن يخرج من بالمدينه
من المغنيين والمغنيات
لكن ابن أبى عتيق وكان من وجهاء المدينه
لم يعجبه هذا الأمر
فقرر أن يستخدم الحيله ليرجع الوالى عن قراره
فقدم اليه وشكره على قراره وأخبره عن جارية
كانت تكره على صناعة الغناء إلا أنها تركته
وانقطعت للصلاة والصوم
وطلب منه ألا يخرجها من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال له سآتيك بها لتراها وتسمع كلامها بنفسك
فجاءت سلامه وبيدها مسبحة وتخشعت فى مظهرها
فلما أعجب بها الوالى قال له ابن عتيق
فكيف بك لو سمعت غناءها
فلما غنت قام الوالى من مجلسه وقد أخذه الطرب
وقال لها : لا والله ما مثل هذه تخرج من المدينة أبدا
فقال ابن عتيق : أصلح الله الأمير لا تدع الناس يقولون أقر سلامه وأخرج غيرها , فقال الوالى : دعوهم جميعا
****