الموضوع: ابتسام لطفي
عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 03/06/2010, 06h04
الصورة الرمزية لؤي سمان
لؤي سمان لؤي سمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:514413
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: سعودية
الإقامة: جده
المشاركات: 129
Lightbulb رد: ابتسام لطفي

اسمح لي اخي امير النغم بأن اقوم بنقل تقرير كامل عن تاريخها
http://www.alriyadh.com/2009/05/01/article426018.html


جريدة الرياض
«مساحة زمنية» تستعرض عظمة ابتسام لطفي»1-2»

الجمعة 6 جمادي الأولى 1430هـ - 1 مايو 2009م - العدد 14921

لهذا التقرير قيمه فنيه وتاريخيه لأنه يذكر بعض الأعمال الغنائيه المفقوده للفنانه ابتسام لطفي وربما يساعدنا ذلك في البحث عن هذى الأعمال

«مساحة زمنية» تستعرض عظمة ابتسام لطفي «1-2»
صوت اخترق السماء وصبّ كالماء من ذكريات الطفولة

ابتسام لطفي «1979»تقرير - عبدالرحمن الناصر

نبض من حياة الحجاز، صوت رقيق ناضج اعتلي رأس هرم الغناء بعظمة الرواد (ابتسام لطفي) الاسم الذي أطلقه طلال مداح (رحمه الله) ليعطي دلالة واضحة على تنبئه لعلو كعبها في ساحة الغناء (خيرية قربان-1950م)، حملت في طفولتها ارتكازاً عميقاً لنضجها الصوتي من خلال اهتمامها بترتيل القرآن الكريم بحس ايماني يسرح بها إلى عالم المستقبل والطموح.

ذلك الحس بهذا الصوت أتى صحيحا بعد تبنى انطلاقتها في ولادتها الفنية بأغنية (فات الأوان) للطفي زيني ولحن طلال مداح (رحمهما الله) بعدما وافق جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله) على دخولها الإذاعة والتلفزيون في السبعينيات الميلادية، قبل ذلك كانت تلك الصبية تتمدد كعروق النخل في الأرض، وصوتها ينساب كالماء، لم تعرف اليأس والمضاد للطموح الذي قال عنه سراج عمر: (ذهبت إلى مصر وتركت ألحاننا) لكنه عاد وقال: (هي اعتادت أن ترى الأشياء بإحساسها، لذا تميزت بسرعة البديهة، ولها قدرة كبيرة على الحفظ، وتتمتع بأذن موسيقية مرهفة) بينما قالت عنها الفنانة توحة: (رافقتني في زواج كبير بالطائف عند بداياتها, إلا أنها نضجت بحسها)، تلك الصغيرة تعلمت عزف الآلة العود عن طريق (عبدالرحمن خوندة)، الذي قالت عنه: (كان يضرب اصابعي بقوس الكمنجة حتى اتعلم)، تعترف دائما بالاقدار منّذ طفولتها، فكان هاجسها ان تبتعد عن هذه ظلمة عينيها منّذ أن فقدت بصرها صغيرة في مكة.

طفولة وكتاتيب وغناء

عاشت تلك الطفولة بين الكتاتيب قبل أن تفقد بصرها، ثم راحت تلامس السماء بصوتها عند الترتيل، هي مدرسة التجويد الكبرى، أرادت في ريعان شبابها الدخول في الغناء، وقد صادف أن الفنانة (توحة) قد سبقتها في ترديد وغناء الموروث وصياغة الجمل اللحنية، لذا كانت هي الأخرى تريد أن تنطلق وبالطريقة التي تراها عطفاً على الإمكانات التي تعد (ظاهرة)، فتاة غريبة أطلت من الحجاز، (1970م) ابتدأت في الظهور تدريجياً لتقدم الأعمال الواحدة تلو الأخرى منها: الوطنية، والعاطفية، والشعبية، وأغاني الأفراح والأعياد، بل تغنت بأعمال الملحنين شاملة ترجمة أحاسيسهم بصوت جميل، ذهبت للفلكلور محافظة على مضمونه وأنواعه الإيقاعية (لالا يالخيزرانة) وأغنية (فارج الهم) وكذلك أغنية (يا طير ماذا الصياح) لفوزي محسون التي اعادت تقديمها للإذاعة السعودية (1976م) ،المولع في بدايات (1982م) أهدت للإذاعة فلكلورا حجازيا (سافروا ما ودعوني)، كل هذا كان إفرازا لتلك القدرات والصوت كالماء الصافي، وتعبير مميز عن ما تعانيه من وحشة الليل المرافق لها منّذ الصغر، هذه الطفلة تكبر وتشّب وتخترق الآخرين.

رقصات الشمس في جدة


في جدة عاركت من وصفتهم بالرموز وتضمّد تلك الجراح بعدد من الأغاني لتصل بأعمالها عربيا وتقف مع رموز الغناء على مسرح واحد بمصّر (1974م) في أعياد ذكرى انتصار أكتوبر، هو الحلم الذي رافقها في بطن طفولتها بعد ترديد أغانيهم، كفيفة لا تعرف العجّز، تبدو امرأة لا تملك سوى الحلم الذي يتوسط ظلام عينيها، بحثت عن شيء يعيد رقصات الشمس في عينيها، ويحيي آمالا أخرى في





رحلات علاجية وعمليات جراحية مستمرة، هو الظلام الرفيق الذي تسلل إلي ضوء عينيها منذ الصبا حينما كانت تدندن مع أصوات (أم كلثوم وفيروز ونجاة الصغيرة ومحمد عبدالوهاب وغيرهم) ، انها الأقدار أن تبتسم لها، لترافقهم في الإعلام الذي كان مقصورا عليهم، لم تكن مثل بقية المطربات السعوديات في عصرها ممن اكتفين بالغناء فقط في الأفراح والمجتمعات النسائية، بل كانت الأولى في الوصول عربيا بصوتها، حينما كانت تبث أغانيها من الإذاعة المصرية.

وثيقة أحمد رامي

لأنها تعشق الشعر استطاعت أن تحفظ الكثير منه بل قدمت نفسها كشاعره بأسماء مستعارة، تحتفظ في خزانتها علي وثيقة لأحمد رامي صديق أم كلثوم الذي قال فيها إنك (كوكب الجزيرة وشادية العرب) في عام (1970م) إنها تغني بالدموع قبل الصوت..!!

ما بين الطفولة وغناء الشباب يلتمس إحساس تفرزه المعاناة، واتت لتدلل بقصيدة (يا غائبين) ليزيد بن معاوية التي اختارها فاروق شوشة لتغنيها بعد ما برر وبان
(صوتها يهزه ويملأ نفسه بأشياء كثيرة).

بداية الانصهار الطربي في صوت ابتسام وتوافقه مع ذلك الحّس الباكي الأليم، حينما انتشرت بصوتها أغنية (يا سارية خبريني)، وأغنية (ودعتك الله يا مسافر وناوي البعاد) ومجموعة من الأعمال المتنوعة من العاطفي كأغنية (حبيبي) للشاعر جواد الشيخ، وألحان عبدالرحمن الحمد، والأغنية السامرية (ياهلي) للشاعرة ريم الصحراء، وألحان الفنان سلامة العبدالله والتراثية (نالت على يدها) التي عممت في وزارة الإعلام آنذاك بأن تذاع وقت السهرة لتلاؤمها مع ظلمة الليل وسكونه.

هي لم تَرِدَ أن تكون في قالبها المحلي بل ركضت باشراقة الشمس التي لم ترها من صباها لتطلب البحث عن الأعمال من الخليج إلى المغرب العربي، لذا قدمت باكورة إنتاجها (الله يا قليبة) من كلمات الشاعر الكويتي فايق عبد الجليل (رحمه الله)، وأغنية (الله لا يحرمني منه) من كلمات ناشي الحربي، وتلك الأعمال كانت من ألحان محمد شاكر، كما قدمت في نفس الوقت أغنية (لألا ضوء القمر) كلمات أبو نجيب وألحان حمدان البترجي.. كما قدمت رائعتها (ليالي نجد) للأمير بدر بن عبدالمحسن وألحان سراج عمر، قبل ذلك فجرت صوتها وأظهرت إمكاناتها في أغنية بالغة بالفصحى (النجوى الهامسة) للأديب طاهر زمخشري وألحانها هي باسم (أبو عماد).

أسوار العظماء

لم يكن أحد يعرف ان تلك العاجزة عن النظر تكتشف نفسها سريعاً من الحجاز، مروراً بنجد، إلى الخليج، لتكيف صوتها ليخترق السماء ويعود تارة أخرى يصّب كالماء.

ابتسام لطفي في فترة السبعينات والثمانينات لم تكن إلا رمزاً للغناء في الوطن العربي، حَمِلَ في صبغته هّم طفولة وانكسار وعجّز، ذلك ولَدَ فنانة اقتحمت أسوار العظماء.

لا تخجل من وصف ذائقتها (بالكلاسيكية) عطفاً على تعلقها بالشعر العربي الفصيح الذي تميل لغناء قصائده، فمن يُغني القصيدة يحمل في مشاعره كثيرا من (الرومانسية) على حد تعبيرها، والرومانسيون بطبعتهم يميلون إلى الفصحى، وإن كان هذا لا يعني بطبيعة الحال عدم قناعتها بقرب القصيدة العامية من ذائقة الناس وهو ما دفعها لأن تكون قصيدة (نام القمر بدري) من أول أعمالها وأروعها وتميل به للقصيدة العامية للشاعر أحمد قنديل.

لم تندفع في الإبحار نحو ضوء الشمس الذي افتقدته في طفولتها قبل ذلك قدمت روائع الأعمال الطربية التقليدية السعودية (ليالي نجد) للشاعر بدر بن عبدالمحسن وأغنية (عساك بخير) للأمير عبدالله الفيصل، وكذلك (يا نور عيني)، وأغنية (أهلا وسهلاً)، وهي التي لم يتحدد كاتبها فقد ذكر بأنها للأمير محمد العبدالله الفيصل أو لشاعرة البادية وتلك الأعمال كانت من صياغة الملحن السعودي سراج عمر والذي ابتعد عنها قليلاً لنهجها في كيفية تحقيق طموحاتها خاصة أنها كانت في بداية الاتجاه نحو الأغنية الشرقية العربية وهو من رفض ذلك معللاً أن تنتظر قليلاً لتكون في أكمل صورة.

لماذا أحبت (أبو عماد)

العودة إلى الاحتراق والبكاء في شاعريتها هو فضح إحساسها قبل كل شيء، هو ذكريات لطفولتها وظلمتها وبصيص الأمل في شروق عينيها التي لا تعرف إلا الليل، (أبو عماد) الاسم المستعار الذي أحبته ليطل على مجّلد الموروث,لم يكن مدون في أغنية (مالك مكان عندي) من ألحان حمدان بريجي لكن هذا الاسم مارسته كثيراً عبر الكلمة واللحن ك (النجوى الهامسة) للأديب طاهر زمخشري وألحانها باسم (أبو عماد) وغيرها من توالد أحساس وفير، إنها مزيج صرخات وخليط بين الصبا وطموح الشباب.



التعديل الأخير تم بواسطة : لؤي سمان بتاريخ 03/06/2010 الساعة 06h20
رد مع اقتباس