عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19/02/2008, 18h45
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي رد: رتيبة الحفني تزوِّر تاريخ محمَّد القصبجي

تسجيل إذاعة البحرين النادر لـ «رق الحبيب»
إن «كنت أسامح».. «ورق الحبيب» قمتا «اللقاء والقطيعة»

المصدر:صحيفة الوقت القطريه - قسم الدراسات والتطوير - أحمد العبيدلي -:

تثير حفلة إذاعة البحرين وكما سبق القول إشكاليات كثيرة إن كان للأغنية نفسها أو ضمن العلاقة بين القصبجي وأم كلثوم. وتلخص إيزابيل صياح طبيعة هذه العلاقة فتقول: إنه في بداية حياة المطربة الفنية وافق القصبجي على أن يعلمها العزف على العود. وبدا أنه وقع في حبها هو والشاعر أحمد رامي، وبينما كان رامي يبوح بحبِّه لها في قصائده، اكتفى الثاني بالكتمان في الصدر، وأقسم على أن يُسخِّر لها حياته وفنَّه.
خصصت أم كلثـــوم يـــوم الاثنين للشعر ورامي، والأربعـــاء للموسيقى والقصبجي، وكانت تعتبرُ لقاءاتها بهما دروســـاً. وجمـــع الاثنين الإبداع وحبّهما لأم كلثوم. وكانت تعتمد عليـــه إن نسيت كلمات الأغنية في أدائها الحــــي. وحـــين أصيب القصبجي بالشلل تألمت أم كلثوم كثيراً، وباعدت من زياراتها لعازف العود المفضل لديها وفي آخر مرة ذهبت له بكت، وخـــــــرجت لتحتفظ بصــــورته باقية متألقاً كما كان في ذاكـــرتها.
وفي إحدى المرات النادرة في أخريات حياتها، دخلت قاعة الاستقبال في بيتها وقد ملئت بصور المقربين منها والذين غادروا الحياة الدنيا، وتوقفت فقط عند صورة «قصب» كما كانت تود أن تخاطب القصبجي، فبدت لها عيناه نابضتان بالحياة، فأخذت تتحدث معه عن مشاريعها وعن المستقبل. ويقول محمود كامل إن الرجل كان حريصاً عن التعبير عن مشاعره الطيبة تجاه أم كلثوم، فكان أول المهنئين في الأعياد وأول المودعين حين سفرها، ويتقدم المستقبلين في العودة.
محمد القصبجي
درس محمد القصبجي في الأزهر وصار شيخاً معمّماً إلا أنه نحا نحو الموسيقى وتعلمها على يد والده الملحن وعازف العود المشهور علي القصبجي، فخلع الجبة وكرّس حياته للفن. وبدأ القصبجي حياته الموسيقية وسط انفتاح الأجواء المصرية على فنون الغناء والموسيقى الأوروبية ممثلة في العروض التي كانت تقيمها دار الأوبرا المصرية، وبدأ يستمع لأعمال مؤلفين غربيين كبار مثل فردي وبوتشيني وموزار، وبات يود أن يستفيد من هذا التراث لتطوير الموسيقى والأداء العربي. على أنه أدرك بثقافته الموسيقية الصعوبات التي تكتنف تطوير الموسيقى العربية بالزج بها تحت مظلة التأثير الأوروبي دون الوصول إلى نوع من المواءمة بين التراثين العربي والأوروبي. واتخذ طريق الالتزام بالموسيقى العربية وتطعيمها ما أمكن.
بالصبجي ثالث ثلاثة مع أم كلثوم ورامي التقوا في العشرينيات من القرن الماضي: أم كلثوم القادمة من الريف لتستقر في القاهرة باحثة عن المجد، وكان هناك محمد القصبجي الذي تشرب بالتراث العربي وأخذ يطلع بانتظام على التراث الأوروبي وهو يبحث عن مزيج خاص به. وكان هناك الشاعر الجاد أحمد رامي المحب للغناء والذي قَدِم للتو من أوروبا، وعلى وشك الدخول في أجواء الطرب الأصيل والجاد معاً.
ونتج عن هذا اللقاء والبحث المشترك تقديم مونولوج «إن كنت أسامح وانسى الأسية» عام 1927 والذي أحدث دوياً في الوسط الفني حينها ونجح نجاحاً باهراً. وكان القصبجي قد بدأ استعداداته للتعاون الفني مع أم كلثوم بأن اقترح عليها هو ومصطفى رضا بك رئيس معهد الموسيقى بالقاهرة انشاء فرقة موسيقية خاصة بها عام ,1926 وهكذا كان، فتشكل التخت من: محمد العقاد الكبير على القانون ومحمد القصبجي على العود ومحمود رحمي على الرق وسامي الشوا على الكمان وخالد إبراهيم مذهبجي. كانت الفرقة كلها مكونة من عازفين متمكنين وثابتي القدم في الأداء الموسيقي العربي. وعلى سبيل المثال فسامي الشوا هو ابن انطوان الشوا، وسبق للأب أن أدخل آلة الكمان الغربية للتخت العربي في نهايات القرن التاسع عشر، وقدّر للابن أن يأخذ بهذا التطوير مدى أوسع وأن يستفيد من وجوده ضمن هذه الفرقة ليطوّعها ويرقق أدائها ويدمجها ضمن العزف الشرقي. وهكذا فحين تم تقديم «إن كنت أسامح وانسى الأسية» كانت الأغنية قد تملكت كل عناصر النجاح مسبقاً.
وتبع الدوي الذي أحدثته في المسرح نجاحاً آخر حين تم تسجيل الأغنية على اسطوانات وبيع منها ربع مليون اسطوانة، وكان رقماً قياسياً حينها. وتمكنت أم كلثوم من احتلال مكانة المطربة الأولى في سماء القاهرة، وأصبح القصبجي ملحنها المفضّل، ومعها بدأت مرحلة فنية جديدة.
ومن غرائب الصدف أن ثلاثي «إن كنت أسامح» سيلتقي بعد خمسة عشر عاماً في تجربة أخرى لتشكل خليطاً آخر وتؤدى لنتائج مختلفة، وذلك في الرائعة «رق الحبيب» والتي ستشكل ما يشبه الخاتمة للقاء الذي استمر لفترة من الزمن، وقدمت فيه أم كلثوم عشرات الألحان للقصبجي. بين هذين التاريخين، كان التغير يشمل عناصر النجاح نفسها وأهمها الجمهور والأداء الكلثومي الذي كان انتقل إلى مرحلة جديدة عبر قدوم ملحن آخر هو رياض السنباطي.
وبعيداً عن الكثير من تفاصيل حياتها معه إلا أن أهم ما قدم لها القصبجي أمران: مجموعة الألحان المطورة التي قدمها لها في بواكير حياتها فأجلستها بثبات على قمة الأداء الموسيقي. ثم قيامه بتشكيل فرقة لها من أفضل العازفين في عصره، وقاد تلك الفرقة لسنوات طويلة.
وأوصل قمة تعاونه المشترك معها في «رق الحبيب»، ولكنها كانت نهاية ذلك التعاون في مجال التلحين. فهل لعبت نسخة إذاعة البحرين النادرة دوراً في ذلك.
نسخة إذاعة البحرين
كما سبق القول فإن نسخة إذاعة البحرين تشتمل على أداء موسيقي لمقطوعة رائعة وثرية للقصبجي أدخلها ضمن أداء أم كلثوم أو دعته لعزفها تكريماً له، وقام بدمجها ضمن لحن «رق الحبيب» مع بعض التعديل. ولقي هذا العرض استقبالاً فاتراً، مما أدى إلى أن تلتزم أم كلثوم بلحن الأغنية الأصلي. فكانت هذه خاتمة تطوير الأغنية من جانب وخاتمة التعاون بين الاثنين في مجال التلحين.
وجدت بذور هذا التوقف في بدايات العلاقة بين الاثنين ووصلت قمتها في تعاونهما المشترك في فلم عايدة.
يروي محمود كامل تفاصيل اللقاء الأول بين أم كلثوم والقصبجي في عام 192 حين
اتفقت شركة أوديون للأسطوانات مع أم كلثوم لتسجيل خمسة عشر لحناً لأبي العلا وملحن مجدد آخر هو الدكتور صبري النجريدي. إ
لا أن الصدف تدخلت فسجلت المطربة أغنية «قال إيه حلف ما يكلمنيش» من ألحان القصبجي. وتم أول لقاء فني حقيقي بين الاثنين عام 1924 حين اصطحبه ألبير ليفي مدير شركة أوديون لمنزلها في عابدين وقدم لها ملحن الأغنية السابقة. بدأ التعاون بين الاثنين عبر أغنيتين: «أنا عندي أمل تنسى اللي حصل» و«م السنة للسنة ياحلو لما أنظرك». أدتهما المطربة بنجاح كبير تطور إلى أن تخص أم كلثوم القصبجي بتلحين عشر من أغان طلبت من أحمد رامي أن يؤلفها.
تم ذلك وانتشرت الأغاني وانعكس ذلك على أجر القصبجي الذي ارتفع لدى شركة الأسطوانات من ثمانية جنيهات إلى خمسة عشر جنيهاً عن اللحن الواحد. وبات القصبجي أحد أبرز ملحني عصره يقف جنباً إلى جنب مع معاصرين أمثال زكريا أحمد.
ولم يفارق القصبجي بعدها أم كلثوم لحظة منذ العام 1928 إذ بات أحد أهم ملحنيها، وأحد أركان فرقتها الموسيقية واشترك معها في جميع حفلاتها التي أحيتها في مصر وفي الخارج، وتدرج أجره معها للحفلة من 250 قرشاً إلى ثلاثين جنيها. ظل اسم القصبجي مقترناً بأم كلثوم نحو أربعين عاماً.
يتحدث كامل وهو المطلع على شؤون القصبجي بأن التعامل الفني بمعناه الواسع توقف بين الاثنين بعد «رق الحبيب»، والتي أديت عام .1941 فلقد حاولت أم كلثوم أن تشجعه على التلحين مرة أخرى وعهدت إليه بتلحين بعض الأغاني إلا أنها لم تؤدها.
فقد اختارت عام 1954 قصيدة وطنية لأحمد رامي مطلعها يا دعاة الحق هذا يومنا. بث طلب أم كلثوم الأمل في نفس الملحن الشيخ. فبدأ يلحن القصيدة، ويستشير أم كلثوم بعد انتهاء كل مقطع، وحين أوشك على الانتهاء من نصف الأغنية حضرت المطربة وبصحبتها أحمد رامي والمؤلف محمود كامل لمنزل القصبجي، وبدأ الأخير في الأداء بصحبة عوده، فلم تقتنع أم كلثوم باللحن وطلبت منه أن يلحن القصيدة مرة أخرى. حاول القصبجي جاهدا أن يقنعها بأن اللحن المعد ممتاز، دون أن يحقق نجاحاً.
فاختارت أم كلثوم قصيدة أخرى لرامي هي «مصر التي في خاطري وفي دمي» وانتقل لحن القصبجي للمغنية فايدة كامل.
وسبق لأم كلثوم أن دفعت للقصبجي بأغنية «سهران لوحدي أناجي طيفك الساري» ولم يرضها عمله، ودفعت بالأغنية إلى السنباطي الذي أبدع ذهبية خالدة، سجلت أعلى نصيب في محتويات الأداء الكلثومي العلني.وفرصة ثانية عبر أغنية وطنية هي: «مصر إن الحق جاء، فاستقبلي فجر الرجاء» لرامي وأغنية «للصبر حدود» فلم يكتب الحظ للقصبجي مرة أخرى وانتقلت الأغنيتان إلى محمد الموجي.
و يمكن للمرء أن يجلس ويستمتع بالاستماع لواحدة من أندر تسجيلات أم كلثوم لرق الحبيب
تعقيب : يا فرسان سماعى فى الخليج ..اسمعونا هذا التسجيل من قضلكم .
سمير عبد الرازق
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
رد مع اقتباس