رد: فايزه أحمد
أخي في الشمالِ حبيبَ القلوبِ أتسمعُ صـوتَ أخٍ في الجنوبِ
يُناجي خيالك عندَ الشــروقِ ويهتفُ بإسـمكَ عندَ الغروبِ
يُحيي نـضالك في النائبــاتِ ويُكبر فيـك العُلا والـوثوبِ
أخي في الجوارِ أخي في الدماءِ أخي في الكفاح أخي في الخطوبِ
خَـطونا فحيـا خُطانـا الزمان وخـلدَ أمجادَنـا في الشـعوبِ
جرى النيـلُ في أرضِنا كوثرا, فـأجرى المودةَ لمـا جرى
وغنـتْ مـع الموجِ شُـطأنهُ, تُـوثقُ بين القلـوبِ العُرى
كـأني بدمياط رغـمَ النـوى, يـعانقُ في لـهفةٍ عطبـرا
وكـم بالجزيرة مـن منظـرِ, حكى سحره المُقرنَ الأخضرا
حبتنـا الـطبيعة إشـراقها, فقـالوا أحبتْ فتىً أسـمرا
وفي أرضِنا في ثرى الخالدين, براعمُ تُسقى كؤوسَ النضالِ
عزفـتَ لـها المجدَ أنشـودةً, تظـلُ تـرددُ عبـر القنـالِ
لنـا الغـدُ مادام فينا شـبابٌ, فتيٌ يـزلـزلُ شُـمَ الجبـالِ
وفينـا الوفـاءُ وفاءَ الشقيقِ, وبأسَ الأسـودِ وعزمَ الرجالِ
بهـذا اللقـاءِ الحفي الكريـم, يتيهُ الجنـوبي ويزهو الشـمالِي
من ألحان راهب النغم رياض السنباطي تغنت الكروان في رحلة الفن الجميل بقصيدة أخي في الشمال من كلمات الشاعر السوداني مبارك المغربي الذي بدأ حياته موظفاً في مصلحة البريد والبرق وانتهى قاضياً بالدرجة الأولى , وما بينهما شغل منصب الأمين العام الأسبق للمجلس القومي للثقافة والفنون بوزارة الثقافة السودانية, ترك إرثاً شعرياً غزيراً ضمّنه ست دواوين شعرية, و تغنى بأشعاره عديد المطربين العرب والسودانيين ومنهم الفنان القدير الطيب عبد الله وقد رحل الشاعر مبارك المغربي رحمه الله عن عالمنا العام 1982,
وأما شاعر الشباب أحمد رامي 1892-1981, حفيد الأتراك ومواليد حي السيدة زينب,خريّج السربون في فرنسا , و أمين مكتبة في منظمة عصبة الأمم "الأمم المتحدة الآن" صاحب دواوين غرام الشعراء,أغاني رامي, و ديوان رامي ذو الأجزاء الأربعة , و أحد مترجمي رباعيات الخيام ,, أحمد رامي صاحب النصيب الأكبر في ماتغنت به كوكب الشرق أم كلثوم من قصائد وأغنيات تخطت المائة عمل ,, فقد التقت الكروان كلماته مرتين اثنتين على مدى رحلتها هما هان الود من ألحان محمد عبد الوهاب و قصيدة صوت الجزائر من ألحان السنباطي والتي شدت بها في أواخر مرحلة النضال الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي,,
وهي على لسان فتاة جزائرية تشجع الحبيب على اللحاق بركب الثائرين ,,
[CENTER]أدعوكَ يا أملي وأهتفُ من بعيدِ, أنا لمْ أزل للحبِ الوليدِ
للذكرياتِ الخالدة, للزفرةِ المُتصاعدة
يومَ المسيرِ إلى الفدى, وغداةَ تلبيةَ الِندا
صوتٌ أعزُ من الحبيبِ ,صوتُ الجزائرِ ياحبيبي
قلبي ودقاتُ الهوى إذْ وَدعك, رغمَ النوائبِ لمْ يزل يحيا معك
أهفو لنصرٍ فيه ألمحُ مطلعك, أهفو لأفراحِ السـلام لأسـمعك
تشدو بيومِ النصـرِ بالعهدِ الجديدِ
وعلى نشيدكَ رفرفت روحُ الشهيدِ
يومٌ يُزفُ إلى القلوبِ, لقيا الحبيبِ مع الحبيبِ
عُدنا إليكِ أيا جزائرنا الحبيبة ,عُدنا وراياتُ الكفاحِ بنا خطيبة
عُدنا وبين ضلوعنا أملُ العروبةْ, عُدنا وموعدنا فَلسطينُ السليبة
أيطيبُ وصلٌ للأحبةِ أو لقاء
ولنا بغزة لاجئ حُرمَ اللقاء
فاقطع وصالك يا حبيبي
والحق بموطنِك السليبِ
ومن ألحان الموسيقار أحمد صدقي تغنت الكروان بكلمات الكاتب العلاّمة علي أحمد باكثير (1910-1969) ابن حضرموت , الذي ولد في إحدى الجزر الإندونيسية وعاد مع والده لموطنه العربي في سن العاشرة , وعاش متنقلاً بين حضرموت ,عدن , و الحجاز إلى أن استقر به المقام في أرض الكنانة ,وتزوج من مصرية , وأكمل تعليمه في جامعة فؤاد الأول القاهرة فدرس الأدب الإنجليزي , وألّف العام 1934 العام الذي ولدت فيه الكروان, ألّف مسرحية "إخناتون و نفرتيتي" ليكون رائد هذا النوع من التأليف المسرحي في الأدب العربي , تميز إنتاجه الأدبي بالتنوع بين الرواية و المسرحية الشعرية و النثرية , و تعد روايات ( وا إسلاماه , وشادية العرب "الشيماء") أشهر أعماله , حيث تمت معالجتهما سينمائياً مما أسهم في تعريف العامة بالعلاّمة باكثير إلا أن له أعمالاً أكثر أهمية مثل مأساة أوديب التي ترجمت للإنجليزية و مؤلّف الملحمة التاريخية لسيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب والتي صدرت في تسعة عشر جزءاً,, لباكثير ثلاث دواوين شعرية ,جميعها صدرت بعد وفاته,,
غنّت الكروان بالاشتراك مع الفنان "سمير الإسكندراني" من كلمات العلاّمة علي أحمد باكثير قصيدة إما نكون أولا نكون ,,,
غداً بني قومي وماأدنى غدا
إمّا نكونُ أبداً ,أو لانكونُ أبدا
إمّا نكونُ أمةٌ من أعظم الأممْ
ترهبنا الدنيا وترجونا القمم
ولايُقالُ للذي نريدُ لا
ولايُقالُ للذي نأبى نعمْ
أو يابني قومي نصيرُ ,قصةً عن العدمْ
نثحكَى كما تُحكَى أساطيرُ إرَمْ
غداً وماأدنى غداً لو تعلمونْ
إمّا نكونُ أبداً أو لانكونْ
لاصُلحَ ياقومي وإنْ طالَ المدى
وإن بغى عدوّنا وأفسدَ
وروّعَ القدسَ وهدّ المسجدَ
وشرّدَ الألوفَ من ديارهم وطرّدَ
وذبّحَ الأطفال والنساءَ والشيوخَ
ورُكّعاً وسُجّدا
يلتمسُ العدو صلحنا فذا
لا لن يكون أبدا
لا لن يكون سيّدا,ولن نكونَ عثبّدا
إمّا نكون أبداً,أو لانكونُ أبدا
لابدّمن يومٍ أغرّ,ننقضُّ فيه كالقدَرْ
على عدونا الذي فجَرْ
ومالُ منّا مفرّ
غداً وماأدتى غداً لو تعلمون
إمّا نكونُ أبداً أو لانكون
هل ضعف الإسلامُ بعد حُنينٍ وأحُدْ
لا بل على سلطانهُ بعد حنينٍ وأُحُدْ
وأنجز الرحمن ماوعد ,وانتشر الهدى
لا لن تهدّنا الخطوبُ أو يخيفنا الرّدى
إما نكونُ أبداً أو لانكونُ أبدا
لا والذي يقول كن,لكلّ ماشاء يكون
وقسماً ببيتهِ المحرّم المصون
لا. مثلما كنا قديماً سنكون
ومثلما أرادنا إيماننا سوف نكون
أعزّةً مناضلون, وأقوياءْ وعادلون
لا لن نذلّ أبداً ولن نهون
وإنْ تواطىء الطغاةُ أجمعونْ
فليسمعوا,وليشهدَنّ العالمون
إنّ علينا أن نكونَ أعزّةً ,أو لانكون
ولفلسطين شدت الكروان من ألحان الموسيقار السوري نجيب السراج نشيد سنعود
وقد وضع السراج العديد من الألحان الوطنية التي غنى معظمها بنفسه وغنى أخرون بعضها , والكثير منها في حب فلسطين , و منها قصيدة فلسطين للمطربة الكبيرة "ماري جبران" شعر أحمد الجندي ,, و قصيدة سائل العلياء عنا والزمانا للشاعر اللبناني "بشارة الخوري" وهي نفسه التي لحنها وغناها "فريد الأطرش" بعنوان "وردةٌ من دمنا"
كما لحن السراج لكبار الشعراء الفلسطينيين أمثال سميح القاسم قصيدة اسأل الجرح ولمحمود درويش لحن السراج وغنى من أشعاره قصيدتي وطني يعلمني و نداء سجين
وأما كرواننا فقد تغنت من ألحان السراج من شعر الإعلامي السوري منير الأحمد نشيد سنعود و منير الأحمد هو ابن الشاعر العربي الكبير محمد سليمان الأحمد الملقب ب"بدوي الجبل"
الفداءُ والإباءُ في دمائي
والعلاءُ والسماءُ للوائي
كلُّ هذا الشرقِ ميدانُ الطموحِ
كلُّ دنياهُ عطوراً من جروحي
الأديمُ السّمحُ دمعي ودمي
كيف لايُفدَى بروحي وهو روحي
رجّةُ الزلزالِ زَأرٌ من سلاحي
واحمرارُ الشمسِ لَمْحٌ من جراحي
قد زَحِمْتُ الأفقَ حتى عَلِقَتْ
حَذِرَةً منهُ ثلاثٌ بجناحي
أنا لاأريدُ في الدنيا الحدودْ
سادَ أجدادي وحقي أنْ أسودْ
إلى فلسطينَ وللثأرِ غدٌ
هيء الأعراسَ إنّا سنعودْ
لم تدع الكروان نغمةً في سماء العرب تفلت من حنجرتها ,, عبد العزيز محمود والذي يظن الكثيرون حتى من عشاق الكروان أن أنغامه لم تعانق صوتها ,, قد التقاها في عمل وطني يحكي قصة اللجوء الفلسطيني في بدايته ,
عبد العزيز محمود المطرب و الملحن خفيف الروح والنغمات, صاحب منديل الحلو , تاكسي الغرام , مكاحل مكاحل , يا نجف بنور , و مرحب شهر الصوم ,, و العشرات من الأعمال التي تغى بها الشعب العربي على مدار عقود طويلة ,, إضافة للعشرات من الأعمال لمطربين ومطربات كبار أمثال شادية وهدى سلطان و كارم محمود ,, وعدة أفلام سينمائية لعل أشهرها "منديل الحلو",, تقريبا لم يغن عبد العزيز محمود من ألحان آخرين اللهم إلا في البدايات حيث غنى من ألحان مكتشفه الموسيقار"مدحت عاصم"
ولكن الكروان ,, ماذا عساها غنت من موسيقاه,,
نلتقي ,, لنحلق في سماء الوطنيات مجدداً
بصحبة الكروان , والجميل عبد العزيز محمود
وعمالقة الكلمة والنغم في "زمن الحب"
لاجيء ومالَكْ وطن,,والأبّ راحِ شهيدْ
ليلك نهارك شجنْ,,ياوِلدي قلبي شريد
واللي ظلم لُه يوم,,م اللي انظلم ياقوم
عين الجريح ماتنام,,نام ياقُليبي نام
بين الخيام مولِدكْ ,,بعد القصور يازين
فوق الصخور مرقَدَك,,تبكي عليك العين
واللي قضى مولاك,,من القضا يرعاك
وأحنّ مني ,نام,,نام ياقُليبي نام
وينِكْ ياأرض الحمى,,وينِكْ ياأرض النور
بُكره إله السّما ,,يبدّل شقانا سرور
واللي غدَرْ لُه يوم,,م اللي انغدَرْ ياقوم
وِلْد العرب ماتنام ,,نام ياوليدي نامْ
هذا هو اللحن اليتيم للفنان الجميل عبد العزيز محمود للكروان ,,أغنية باللهجة البدوية كتبها الشاعر الغنائي محمد إسماعيل والذي غنت الكروان من كلماته كذلك يايمّا من ألحان الرائع أبداً محمد فوزي وهي أيضاً باللهجة البدوية ,, أما اللقاء الثالث بين الكروان والشاعر محمد اسماعيل فكان في أغنية صحبة الورد من ألحان الموسيقار القدير عبد العظيم محمد ,,,
الكروان التقت في الوطنيات مع بليغ حمدي في أربع أغنيات من بين ستة عشر لحناً وضعها لها ,, فقد التقيا في سلام للسودان كلمات سيد مرسي , عروس أسوان كلمات ملك عبد العزيز , جيل الثورة كلمات أحمد شفيق كامل ,, و فجر تلاتة وعشرين يولية كلمات عبد الوهاب محمد , و هو أوبريت شاركت فيه إلى جانب الكروان الفنانات العظيمات شادية , نجاة , وردة , فايدة كامل
وجدير بالذكر أن هذا الأوبريت قدّم بمناسبة مرور عشرة أعوام على ثورة يولية المجيدة ,, و قامت فيها المطربات بتقديم إنجازات الثورة سنةً بسنة ,,
فجر تلاتة وعشرين يولية,,أول فجر حقيقي طلع على بلدي الحرة
فجر تلاتة وعشرين يولية,,أحلى نشيد مع نورُه سمعنا أدان الثورة
ألله أكبر ثورة مباركة,,ألله أكبر نَصَر الحركة
نصرة لستة وعشرين يولية
(شادية)
عدّ يامجد سنين ثورتنا ,,وافخر بينا
أول سنة روح حرّيتنا ردّت فينا
إتحررنا من العبودية ولنتهازية
واتنسّمنا هوا الحرية لمّا حيينا
(نجاة)
تاني سنة ,قلنا لارجعية ولاسلبية
وقطعنا مراحل إيجابية بروح ثورية
وجمعنا صفوفنا الشعبية ف وحدة قوية
وبأعياد الجمهورية زاد عيد لينا
(فايزة)
تالت سنة بأت صناعتنا ,حديد مع صلب
والفلاح نصفتُه حكومتنا وراح الغُلبْ
كان دا سياستنا الداخلية وف الخارجية
أصبحنا دولة حيادية ميّة الميّة
(فايدة كامل)
رابع سنة كبرت ثورتنا لجتماعية
وبدينا نعزّز قوتنا إلحربية
وبقالنا أصحاب وحبايب ف بلاد تانية
وساهمنا بالسّلم بنايب نفع الدنيا
(وردة)
خامس سنة أمّمنا قنالنا لمستقبلنا
وواجهنا العدوان ببطلنا عبد الناصر
كلنا كنّا وراهب نحار ضد الغاصب
وطلعنا الآخر بمكاسب مالهاش آخر
(شادية)
سادس سنة تمّت نصرتنا على أعادينا
واخترنا مجلس أمّتنا من اهالينا
ودخلنا حرب اقتصادية وبوطنيّة
حققنا كفاية محليّة بتكفّينا
(نجاة)
سابع سنة آسيا زأفريقيا تّجهُم لينا
وبقالنا روابط حقيقية مع بعضينا
جمّعنا شمل القومية وبقتْ وِحدة
في الجمهورية العربية إلمتّحدة
(فايزة)
تامن سنة فرضِت إرادتنا سدّ بلادنا
ودَهَشْنا الدنيا بعزيمتنا واستعدادنا
وملينا بلادنا بمصانع جنب مزارع
وبقى الصّانع ويّا الزّارع هُمّا عمادنا
(فايدة كامل)
تاسع سنة جَتْ بانتصارات للأجيال
واتفتحوا مجالس الإدارات للعمّال
والقوانين الإشتراكية نورهُم لاح
بالخمسة وعشرين في الميّة م الأرباح
(وردة)
عاشر سنة واحنا ف سكّتنا ورَا أمانينا
جا ميثاق نابع من أمتنا مننا فينا
والمستقبل مستنّينا نعمل أكتر
نبني ونعلى ,نقوى ونكبر
(الجميع)
نكبر ونكبّر حضارتنا
ونجدّد أمجاد عروبتنا
دايماً على مبدأ ثورتنا
ثورة تلاتة وعشرين يولية
وأما اللقاء الرابع في الأغنية الوطنية بين الكروان وألحان بليغ فقد كان في نشيد جيل الثورة من كلمات أحمد شفيق كامل 1929- 2008
الشاعر الذي لقّب بشاعر الهرمين لجمعه بين عبد الوهاب و أم كلثوم فيما عرف بلقاء السحاب في أغنية أنت عمري بعد طول خصام فني بالطبع و بعدها توالت اللقاءات التي جمع فيها الشاعر بين الثنائي في أغنيات ,, أمل حياتي ,, ليلة حب ,, كما كتب لثومة الحب كله و التي وضع ألحانها بليغ حمدي ,,
أحمد شفيق كامل الشاعر المخضرم ,, هو صاحب كلمات الأوبريت الأشهر وطني الأكبر من ألحان محمد عبد الوهاب لمجموعة الفنانين ,,وكذا فهو صاحب كلما ت أغنية خلي السلاح صاحي ,,
صدر له ديوان شعري واحد ضم أغنياته وذلك بعد إلحاح من صديقه الروائي الكبير "خيري شلبي" الذي كتب مقدمة رائعة للديوان وصدر باسم "إنت عمري"
نعود لكرواننا ,,فقد كان نشيد جيل الثورة أحد ثلاث لقاءات بين الكروان و الشاعر , حيث كان اللقاء الثاني في أغنية أنا اللي تنساني من ألحان كمال الطويل ,, و مع المجموعة و من ألحان علي إسماعيل كان اللقاء في أوبريت التار والذي عرف أيضاً باسم طريق التار وشارك فيه إلى جانب الكروان الفنانون, عبد الحليم حافظ , نجاة , وردة , فايدة كامل ,عبد الغني السيد , صباح , محمد قنديل , رفيق شكري , و نجاح سلام ,,
علي إسماعيل 1922 - 1974 , المؤلف و الموزع الموسيقي العبقري كما يطلق عليه أهل الموسيقى ,, شارك بوضع الموسيقى التصويرية لأكثر من ثلاثمائة وخمسين عمل سينمائي ,, وكذلك ارتبط اسمه بفرقة رضا, تلك الظاهرة الفنية الهامة جدا على صعيد إحياء الفن الشعبي الملتزم كلمةً و رقصاً ,, فكانت ألحانه للفرقة بمثابة الزينة التي أضهت على القديم حداثة مذهلة ,, لم تفقده أصالته وقدمت الفن الشعبي للجمهور في حلّة ولا أبهى ,, و لم تعرف الحركة الفنية بعد فرقة رضا ظاهرة تضاهيها أو حتى تقترب منها (في رأينا المتواضع) ,,, كذلك ظهرت على يديه فرقة الثلاثي المرح وهي أيضاً من الظواهر الفنية التي يجب التوقف عندها طويلاً ,,
وجدير بالذكر أن أوبريت التار كان آخر عمل فني يقدم في عيد الوحدة بين مصر و سوريا,, حيث حالت بعد العام 1961 ظروف الانفصال التي وقعت في سبتمبر من نفس العام دون إذاعته مرة أخرى,,
(المجموعة )
ياأخي العربي ف كل مكان في الوطن العربي
ناري بتنده,إسمع صوت النار من قلبي
ياأخي العربي في كل مكان ,ياأخي العربي ف كل زمان
(فايزة)
ياأخي العربي في الخرطوم وف مكة وتونس وف لبنان
يللي دماءك زادك روت الوطن العربي لهيب ونيران
عايز تارك,,تار شهداءك ,عايز تنعم بالحرية
عايز المجد اللي اتمنّيته,,مجد القومية العربية
إستناني وحالأ اقولّك,,إزاي تقدر تاخد التار
ولم تكن مشاركات الكروان في أوبريت التار وأوبريت فجر تلاتة وعشرين يولية وحيدتان في ذلك المضمار فقد شاركت في أوبريت الجيل الصاعد و صوت الجماهير وكلاهما من كلمات حسين السيد وألحان عبد الوهاب , و من المعروف أن الكروان لم شارك في أوبريت وطني الأكبر إلا أنها بالفعل قد شاركت فيه من خلال إحدى حفلات عيد الوحدة في دمشق وتحديداً في قاعة سينما الزهراء ,, وفي حضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتاريخ 24 فبراير 1961 و قامت بالغناء بدلأً من شادية التي تغيبت عن الحفل لظروف خاصة بها ,, وهذا التسجيل موجود على الشبكة العنكبوتية
ومن أوبريت الجيل الصاعد نغني مع الكروان لعماد الأوطان ,,
العمال
عاش العامل يوم مافكّر يبني لبلدُه دار
فيها مداخن طالع منها,لهب النور والنار
وسمعناه بيقولها قويّة,,ده إنتاجي وصُنع إيديّا
حققنا بعون الله,,للشعب دُعاه ومُناهْ
والخير زاد منّا وفاضْ,,والفايض صدّرناه
قولوا معايا ,,
حيّوا معايا,,,
عاش عاش العامل عاش
و...............للكروان مع الوطنيات حكايات وحكايت
ياحبيبي, ياحبيب العمر يللي , عشت تحلف بالغرام الأولاني
كنت فين من كام سنة وراجع تقوللي,كنت مشغول عن هواكي بحب تاني
كنت عارفة ان ف حباتك حب تاني , حب أحلى من المزاهر والأغاني
حب أغلى من البشاير والأماني, وانت عارف إن قلبي مش أناني
يللي في بُعدُه الليالي معذباني,يللي في قربه السنين بتفوت ثواني
كنت فين من كام سنة وراجع تقوللي, كنت مشغول عن هواكي بحب تاني
حب مصر اللي انت بتخضّر ثراها, حب مصر اللي انت بتنور سماها
حب مصر اللي انت بتحقق مناها, هو أحلى من كده في حب تاني
النهاردة اوهب لأرضك كل فكرة, وابني مستقبلها واكتب أحلى ذكرى
إبني أهرام الأمل وارجع لي بكره,تكبر الفرحة وتحلوّ التهاني
يللي في بُعدُه الليالي معذباني, يللي في قربه السنين بتفوت ثواني
كنت فين من كام سنة وراجع تقوللي,كنت مشغول عن هواكي بحب تاني
أغنية حب تاني لشاعر الألف أغنية (مرسي جميل عزيز) , ألحان رفيق الرحلة محمد سلطان في عمل وطني متميز وغير تقليدي,,
,يظن الكثيرون من عشاق الكروان أن اللقاء الأول بينها وبين عزيز هو الأغنية القنبلة انا قلبي إليك ميال ,, والحقيقة أن اللقاء الأول كان في أغنية قول ياعزول من ألحان محمود الشريف وهي إحدى ثلاث أغنيات سجلتها الكروان لحساب شركة "مصرفون" المملوكة لمحمد فوزي حين دعاها للمجيء إلى مصر في العام 1956 فسجلتها إلى جانب أغنيتي الطريق اللي تقابلنا ف اوله كلمات حسين السيد و ألحان رياض السنباطي , و نار بعدك كلمات فتحي قورة و الحان محمد فوزي ,,
ثلاث عشرة قصيدة من كلمات عزيز شدت بها الكروان, فبخلاف قول ياعزول , وحب تاني ,, هناك أحد عشر قصيدة وضع ألحانها محمد الموجي تغنت بها الكروان , فشكل الثلاثي " فايزة/ الموجي /عزيز" فريقاً ابدع لنا أروع الأعمال ,, ففي فيلم تمر حنة قدموا لنا يما القمر ع الباب/ قلبي عليك ياخي وفي فيلم ليلى بنت الشاطيء قدموا لنا يالاسمراني/ليه ياقلبي ليه كما قدم الثلاثي في فيلم انا وبناتي أغنيات , ع البساط السندسي/بيت العز يا بيتنا/ حيران / و تعالالي يابا ,, و خارج نطاق السينما كانت أغنيات أنا قلبي إليك ميال/ حبيبي واحشني / و يا وحدتي يانا
مرسي جميل عزيز 9 يونية 1921 – 9 فبراير 1980 ,, ابن محافظة الشرقية ,مواليد الزقازيق , كتب أول قصيدة وهو في الثانية عشر من عمره ,وكانت قصيدة رثاء لأستاذه ,, و في الثامنة عشرة من عمره لحن رياض السنباطي من كلمات عزيز قصيدة بعنوان "الفراشة" ,,
إلا أن الشهرة بدأت تطرق بابه مع نجاح أغنية يا مزوق يا ورد ف عود التي غناها عبد العزيز محمود
و يعتبر عزيز الشاعر الوحيد الذي التحق بمعهد السينما لدى إنشاءه في العام 1963 ,و مارس العديد من فنون الأدب إللى جانب الشعر , كالقصة القصيرة وكتابة السيناريو ,, تغنى بأشعاره عمالقة الطرب ,, فغنت له أم كلثوم "سيرة الحب /فات الميعاد/ و ألف ليلة وليلة " و ثلاثتها من ألحان بليغ حمدي ,, و من أشهر أعماله , و جميعها شهيرة نذكر أغنيات لكل من فريد الأطرش " نورا / ياحبايبي ياغايبين" , عبد الحليم حافظ " في يوم في شهر ف سنة/ بأمر الحب" , فيروز" سوف أحيا ",, صباح " انا شفت جمال والنبي يما / مال الهوى ,, شادية " شباكنا ستايره حرير ,, نجاة " عطشان يااسمراني محبة ,, محمد فوزي" بلدي أحببتك يا بلدي ,,
وفي سيرة عزيز الكثير مما لايمكن المرور عليه مرور الكرام ,,فهو الملقب ب"فارس الأغنية العاطفية" صاحب أهم و أطرف قضية أدبية ,,غير مسبوقة ,,
تقول الأحداث ,, انه في العام 1961 قام الصحافي و الشاعر الشهير و المرموق آنذاك جليل البنداري بنشر مقال في جريدة "اخبار اليوم بتاريخ 28/ 10 /1961 تحت عنوان " من هو قرصان الأغاني... اتهم فيه صراحةً "مرسي جميل عزيز" بسرقة واقتباس نصوص لأخرين ,, واشتعل السجال بين الطرفين , و التحق الشاعر مأمون الشناوي بفريق البنداري ,وأمّن على كلامه ,, و تم نشر اثنتي عشر أغنية نسبا لعزيز ال"اللطش" منها ,, و من بينها أغنية لمطربة تدعى "توحيدة" غنتها في العام 1922 يقول مطلعها :
يابا القمر ع الباب نور قناديله ,
ارد يابا الباب والا أناديله
موجهين له الاتهام بأنه يعيش على إبداعات الآخرين ,, لم يصمت عزيز ورد على البنداري/ الشناوي بمقال في نفس الجريدة بتاريخ 11/ 11/ 1961 بعنوان اغاني الشعراء وأغاني صبيان العوالم ,, و استمرت الملاسنات إلى أن حسم عزيز الأمر بعد دعوة من الشناوي له بخوض امتحان في اللغة و بحور الشعر وماشابه ,, فتقدم عزيز بطلب لعقد محاكمة أدبية للحكم على نصوصه ,, وبالفعل وفي سابقة هي الأولى من نوعها عقدت بمقر جريد الأخبار محاكمة أدبية كان من بين أعضاءها كل من / د. علي الراعي/ د. لويس عوض / د.عبد القادر القط / د. محمد مندور / و الشاعر صلاح عبد الصبور ,, و بعد التحقيق وفحص الأدلة و المستندات ,, اصدرت المحكمة حكمها بتبرئة عزيز مع التأكيد على تفوقه على جميع اللذين نقل عنهم ,, و أكدوا على ان التشابه ناجم عن كون الجميع ينهلون من معين التراث الشعبي , مما ينجم عنه هذا التشابه في الانتاج
مرسي جميل عزيز..الذي لم يتعاون مع محمد عبد الوهاب برغم هذا الانتاج الغني المتنوع الذي فاق الألف عمل , وبالرغم من المكانة التي تبوأها عزيز في مجال القصيدة المغناة ,, إلى أن قرر عبد الحليم حافظ أن يجمع بيهما في من غير ليه وشاء القدر ألاّ يغنيها حليم ,,,
تشاهد فيلم تمر حنة و لا يعنيك أن كلمات يا تمر حنة لجليل البنداري ,, وأن كلمات يما القمر ع الباب لمرسي جميل عزيز ,, ذهب الشقاق و التنافس و الخلاف,,ذهب الشخوص وبقي الفن الحقيقي,,
ونواصل التحليق مع الكروان في سماء الأغنية الوطنيىة لنلتقي بفارس آخر من فرسان الكلمة , تتتعانق كلماته مع أنغام قمم النغم ,,
(مصطفى عبد الرحمن) 1 سبتمبر 1915- 19 أغسطس 1992 ,, قصيدة أمة الأمجاد ألحان محمد سلطان
لاتبالي بالليالي,,إنتهى صرفُ الليالي
لاتبالي إن أساء الدهر يوماً, لاتبالي
لكِ ياأمّ البطولات وياأمّ الرجالِ
ترخص الأرواح في يوم الفداء,يوم النداء
للغد المشرق يندى بالأماني والعطور
أمّتي سيري إلى المجد وجدّي في المسير
حققي بالعمل البنّاءِ أحلامَ الدهور
واصعدي بالعلم والأخلاق للنصر الكبير
إصعدي ياأرضَ أجدادي وأمي وأبي
إصعدي ياقلعةً يحرسها كل أبيّ
إصعدي يامشرق النور لأغلى أربِ
إصعدي للقمم الشمّاء فوق الشُّهُبِ
أمتي ياأمة الأمجاد والماضي العريقِ
يانشيداً في دمي يحيا ويجري في عروقي
أشرق الفجر الذي شقَ الدياجي في شروقي
وطريق النصر قد لاحَ فسيري في الطريق
تلك القصيدة بالفصحى والتي عرفت باسم لاتبالي أو أمة الأمجاد كتبها الشاعر مصطفى عبد الرحمن في فترة حرب الاستنزاف ,, و كانت الكروان قد قدمت من كلماته أيضاً عدة اعمال عاطفية هي :
ظمات روحي لحن عبد العظيم محمد
شغلوني عيونك لحن منير مراد
إوعى تنسى , لحن عبد المنعم الحريري
من قلبي و من قلبك , ابكره تندم , لحن فؤاد حلمي
و الأماني الحلوة , لحن محمد الموجي ,
إلى جانب الأغنيات الوطنية,,
رفرف في العالي ياعلمنا من ألحان فؤاد حلمي
وأغنية يا نيل مصر من ألحان رؤوف ذهني
فجر الأمة العربية من ألحان محمد الموجي
و موطن الأحرار من ألحان عبد العظيم محمد ,,وتقول كلماتها,,
أنرتي طريقي ياسماءَ النبوّةِ,,أنرتي طريقي في ذرى كل قمةِ
أنا موطن الأحرار في كل جبهةِ,,تضيء طريق الخير أنوارُ ثورتي
عرفتُ طريقي في ذرى الشرق سيدا,,على عتبات الخير والأمن والندى
أنا النور يهدي التائهينَ إلى الهدى,,أنا صيحةٌ للحق تبقى على المدى
أنارت طريق العالمين منائري,,فسارَ على أنوارها كل سائرِ
وطافت على تلك الحياة بشائري,,وغنت اناشيد الخلود مزاهري
على القمم الشماء شدنُ بنائيَ,,وأرسيت صرحَ المجد في الدهر عاليا
أسالم من في الناس يبغي سلاميَ,,وويلٌ لمن عادى وذاقَ عدائيَ
و الشاعر مصطفى عبد الرحمن عمل سكرتيراً لجمعية المؤلفين والملحنين بعد تخرجه من الجامعة, عمل بالصحافة وترأس هيئة تحرير مجلة المصانع الحربية , كما كان عضواً في لجنة النصوص في الإذاعة ,, له ست دواوين شعرية ,, و تعتبر قصيدة أشواق التي لحنها وغناها رياض السنباطي من أشهر واروع ماكتب,,
ومن أعماله ايضاً..رجع الهوى تاني لهدى سلطان من ألحان محمد عبد الوهاب
أروح لمين لليلى مراد ,ألحان محمد عبد الوهاب
لمين هواك لعبد العزيز محمود لحناً وغناءاً
عاجباني وحاشته لشادية لحن محمود الشريف
و أنتاج غزيو من الأعمال الوطنية والعاطفية والدينية ,,ولابد من ذكر عمل هام له بعنوان "مصانعنا الحربية" لحنه عبد الوهاب أدته المجموعة ,, حاز شاعرنا على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1980,,,
محمد الموجي كان صاحب النصيب الأكبر من الألحان الوطنية للكروان بالمقارنة مع الملحنين الآخرين باستثناء رفيق الرحلة محمد سلطان ,,
سبعة أعمال وطنية هي :
يا أجمل أم في الدنيا .كلمات علي مهدي
النيل عريسنا / سير يا بطل ,كلمات فاروق شوشة
وحياة من نصر الحق , كلمات حسين السيد,
فجر الأمة العربية ,كلمات مصطفى عبد الرحمن
ياليلة بيضا ,كلمات صالح جودت وكانت بمناسبة العيد الأول للوحدة بين مصر و سوريا
ياليلة بيضا,يانهار بيلالي
بين مصر وسوريا,تم اللي ف بالي
ياليلة بيضا يانهار بيلالي
وبقينا قرايب وبقينا أهالي
وف حمص عمي وف طنطا خالي
وحدة وإيد واحدة ع الخير طوالي
ياليلة بيضا والعزوة حلوة
دايماً في العالي,دايماً ف العالي
وأخيراً ,,اللحن السابع , والذي هو في الحقيقة الأول "اهلاً بيك" من كلمات الشاعر محمد حلاوة
تغنت الكروان بثلاث قصائد لمحمد حلاوة ,, اهلاً بيك ,, وغلطة واحدة ألحان محمد الموجي ,, و عيد الجزائر من ألحان محمد محسن لمناسبة استقلال الجزائر ,, و التي عرفت أيضاً باسم "إرتاح يا سلاح"
إرتاح ياسلاح,,ارتاح واهدىَ
من دفْع سنين حرب وشهدا
خليك معايا ف إيدي
وانا باغني ف عيدي
عيد الجزاير النهاردة
الشاعر محمد حلاوة 7 ديسمبر 1927 – 25 يونية 1984 مواليد حي كوم الدكة بالاسكندرية ,, وهو حفيد الشيخ حلاوة صاحب المدرسة الفنية التي تخرج فيها فنان الشعب " سيد درويش" بعد تخرجه من الجامعة , عمل في الإذاعة بالتأليف الغنائي , وكان أول أعماله انا بنت الريف المصرية في فيلم "فجر" إخراج عاطف سالم ,,
ثم توالت أعماله وكان لمحمد الموجي نصيب الأسد من أشعار حلاوة التي قام بتلحين نحو تسعين بالمائة منه ا,, و من أشهر الأغنيات التي كتبها حلاوة :
القلب بيتنهد لليلى مراد ,لحن كمال الطويل
أبو سمرة السكرة لمحمد قنديل لحن أحمد عبد القادر
الحلو ليه تقلان قوي لصباح لحن الموجي
لما رمتنا العين لسعاد مكاوي لحن محمود الشريف
قلبي اللي انت ناسيه ,, و ,, حبيبي وعنيا لمحمد فوزي لحنا وغناءا
مين حيرك لعصمت عبد العليم لحن عبد العظيم محمد,,
عمل "حلاوة" مشرفاً على متحف الموسيقى العربية لفترة , وهو المتحف المنوط به حفظ تراث المويقى للقداكى والمسجل على اسطوانات,,,
وتستمر الرحلة ,, ويستمر الغناء
و.................لم يتعب الكروان بعد
__________________
ღღღღღღღღღღღღ
أستاذ عادل صموئيل لك مني كل عبارات الشكر و العرفان
|