الموضوع: نازك الملائكة
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 10/12/2007, 21h49
الصورة الرمزية عماد جمعة
عماد جمعة عماد جمعة غير متصل  
مميز
رقم العضوية:39570
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 53
المشاركات: 132
افتراضي رد: نازك الملائكة

احزان الشباب

يا هموم الشباب فين تكونيـن
أحرّ الهموم والأحزان ؟
أنت يا من يصوغك القدر الظالم
ليلا على الوجود الفاني
فيم لا تعصرين إلا صبانا
حسبنا يا أحزان ما ذقناه
سوف يطوي شبابنا الزمن المسرع
والحلم ينطفي ويضيع
فاتركينا رحماك ننعم به الآن
لننسى ما في غد سيكون
قبل أن تخمد الأماني ويفنى
في الدياجي شبابنا المغبون
أينما أتجه فثمّة أحزان
أراها ووحشة ووجوم
كلّ شيء أراه يملأني حزنا
ويأسا من مبهجات الحياة
ومعاني الفناء ألمحها حولى
في كل ما تراه عيوني
في دوّي الرياح في نغم الطيـر
وفي ظلمة المساء الحزين
ورأيت القبور تحت يد الريـح
وصوت الأمطار والأنواء
وإذا غنّت الحمامة في الوكـر
تبرّمت بالنشيد المثير
وإذا أقبل المساء ولفّ الـكون
بالصمت والدجى والهموم
وحملت العود الكئيب إلى الوادى
أغنّي شعري لضوء النجوم
كم شعوب غنّت له فمحاها
وهو ما يزال في ربيع صباه
نحن تحت الليل العميق ضيوف
وقريبا تدوسنا قدماه
أين أمضي يا ربّ أم كيف أنجو
من قيود الفناء والأيّام ؟
ضاق بي العالم الفسيح فيا للـهول
أين المفرّ من آلامي ؟
ويبيع الحياة بالمتع الحمـقاء
والإثم والأذى والغرور
ويرى اللهو في الحياة أمانيـه
ويدعو الخيال والشعر حمقا
ولأعش في ظلال وحدتي الخرساء
أبكي ولا مصيخ إلّيا
لا فؤاد ابثه المي المرّ
ولا خافق يحن علّيا
وعبرت الحياة كالشبح الضلـيل
في غيهب الوجود الفاني
يا ظلال الشباب فابقى إذا شئـت
معي أو فاسرعي بالرحيل
سوف أبني إذا رحلت شبابا
لفؤادي أعيش تحت سمائه
من رحيق الخيال والشعر والأنغام
أسقي الزهور في أرجائه
فليضع عمري الحزين كما شاء
فعندي من الشعور حياة
فإذا أدبر الشباب وآويـت
لظلّ المشيب والأسقام
ثم ماذا ؟ من قال إنّي سأبقى
في الوجود الحزين يا آمالي
كيف أدري أنّي سألبث فيه
ربما متّ في صباي الحالي
قبل أن أسمع الحياة أناشيـدى
ويصغي سمع الوجود إليّا
ربّما .. لست أعلم الآن شيئا
فلأعش في انتظار ما سيكون
ولتجىء بعدها المنايا كما ترجو
فما في الوجود ما يغريني
لست ألقى فيه حياة أغنّيها
فيا بؤس عمري المغبون
أو لم أرض عزلتي في ظلال الشـعر
والعود والخيال الطهور
فإذا ما أتممت لحني كما أهـوى
فماذا أريده من حياتي ؟
سوف ألقى الموت المحّبب روحا
شاعريا يحبّ صمت التراب
وفؤادا يرى الممات شبابا
للمنى والشعور أيّ شباب
وعزائي أنّي تركت ورائي
لحني السرمديّ ملء الوجود
لست وحدي التي تموت وما زالت
شبابا لم تسقه الأنداء
أذبلت عمرهم يد القدر الجانى
وكانوا نشيد هذي الحياة
يسكبون الشباب والحبّ والأحـلام
لحنا مرقرق النغمات
وإذا عاصف المنايا المدوّي
يتعالى على لحون الغناء
يا يد الموت فيم كان نصيب الشـاعر
الفذّ منك هذا التجنّي ؟
ألكي تكتبي الخلود لذكراه
على الأرض وهو غضّ يافع ؟
أم لكي تنقذيه من شجن العزله
والفكر والأسى والمدامع ؟
فتضّمين للدجى والمنايا
كلّ شاد في الأرض أو عبقريّ
أم ترى سنّة الوجود ترى ما
ليس يدري الأحياء أو يدركونا
وسواء على المقادير موت الشـاعر
الفذّ في الصبا أو حياته
فهو جسم على الثرى بشريّ
ضيّعته أحلامه وشكاته
وإذا عاش ما يشاء فما للـموت
في عمره الطويل يدان
نبئيني أهكذا الأمر يا أقـدار
أم ضللت في أفكاري
ليس تعنيه هذه الزهرة الحلـوه
ما دام في يديه سواها
وهو يجني منهنّ ما هو دان
منه ما دمن في الشّذى أشباها
أكذا تتركين حكمك للصدفه ؟
يا للشقاء والتنكيد
كلّ حيّ منا إذن ليس يدري
ما سيلقى في يومه من شقاء
فهو يحيا على شفا الألم الرائع
منذ الشروق حتى المغيب
كلّ يوم يقول : حان رحيلي
يا لهذا العمر الشقيّ الكئيب
حين ينجو الحيّ الشقيّ من الخوف
ويفنى في داجيات الفناء
تاركا هذه الحياة وما فيـها
من الزيف والأسى والظلام
لست وحدي التي تموت وما زالت
شبابا لم تسقه الأنداء
تعست هذه الحياة فكم قد
مات في ميعة الصبا شعراء
أذبلت عمرهم يد القدر الجانى
وكانوا نشيد هذي الحياة
يسكبون الشباب والحبّ والأحـلام
لحنا مرقرق النغمات
ويضيعون عمرهم وصباهم
ليصوغوا الحياة لحن صفاء
وإذا عاصف المنايا المدوّي
يتعالى على لحون الغناء
يا يد الموت فيم كان نصيب الشـاعر
الفذّ منك هذا التجنّي ؟
فيم لا تطفئين إلا مناه ؟
وهو في ميعة الشباب الأغنّ ؟
ألكي تكتبي الخلود لذكراه
على الأرض وهو غضّ يافع ؟
أم لكي تنقذيه من شجن العزله
والفكر والأسى والمدامع ؟
أم ترى تبخلين بالنغم العذب
على العالم الأثيم الشقيّ
فتضّمين للدجى والمنايا
كلّ شاد في الأرض أو عبقريّ
أم ترى سنّة الوجود ترى ما
ليس يدري الأحياء أو يدركونا
فهي تسري كما تشاء المقاديـر
وتصمي شبابنا المطعونا
وسواء على المقادير موت الشـاعر
الفذّ في الصبا أو حياته
فهو جسم على الثرى بشريّ
ضيّعته أحلامه وشكاته
فإذا مات في صباه فما اختارته
كفّ المنون للأكفان
وإذا عاش ما يشاء فما للـموت
في عمره الطويل يدان
نبئيني أهكذا الأمر يا أقـدار
أم ضللت في أفكاري
أترانا كالزهر يقطفه الفلاّح
في الفجر شاردا غير دار ؟
ليس تعنيه هذه الزهرة الحلـوه
ما دام في يديه سواها
وهو يجني منهنّ ما هو دان
منه ما دمن في الشّذى أشباها
أكذا يا أقدار ؟ ما أخيب المسـعى
إذن في ظلام هذا الوجود
أكذا تتركين حكمك للصدفه ؟
يا للشقاء والتنكيد
كلّ حيّ منا إذن ليس يدري
ما سيلقى في يومه من شقاء
ربما كانت المنّية في أولّ
ساع النهار أو في المساء
فهو يحيا على شفا الألم الرائع
منذ الشروق حتى المغيب
كلّ يوم يقول : حان رحيلي
يا لهذا العمر الشقيّ الكئيب
أفليس الممات في ميعة العمـر
إذن نعمة على الأحياء
حين ينجو الحيّ الشقيّ من الخوف
ويفنى في داجيات الفناء
تاركا هذه الحياة وما فيها
من الزيف والأسى والظلام
بين كفّ الرياح والقدر العاتى
ونوح الشيوخ والأيتام
__________________
[



اهيــة قامـــــت مصـــر بتقلـــــــع توب الـــــــــــــــذل
اهيــة صحيـــــة مصــر يا نـــــــــاس قـــدام الكـــــــل
بتنــــادى فى المخلصـيــــن نصـــــارة او مسلميــــــن
نبــــت الغيطـــــان والطــين والنيــــل بوشــــة يطــــل
النــيل مــلى الشــــوارع رايــــح فيهـــــا وراجـــــــــع
النيــــل كـــرة السكـــــوت بيخـــــــرج من البيـــــــوت
النيــــــــــــــــــــــــل على الارض جــــــــــــــــــــــارى
بيزحــــــف من الحــــــوارى ويحـــــاصر القصـــــــور
النيـــــل سمــع غنانــا النيل هتف معانا بأصغر الكفوف
وهية قامت مصر ام القاعدين وبتتعايق بهلال وصليب
والنـيــــــــل بيقــــــــــول يا صبــــــــــاح الفــــــــــــــل
رد مع اقتباس