عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20/07/2016, 12h28
الصورة الرمزية هادي العمارتلي
هادي العمارتلي هادي العمارتلي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:760451
 
تاريخ التسجيل: décembre 2015
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
العمر: 42
المشاركات: 1,998
افتراضي احمد ابو خليل القباني

الشيخ أحمد أبو خليل القباني
1833-1903

ولد أحمد أبو خليل القباني في دمشق، في حي باب سريجة سنة 1833وهو ينحدر من أسرة كانت في الأصل تسكن مدينة قونية في وسط تركيا وهاجرت منذ أكثر من قرنين ونصف إلى دمشق واستوطنت فيها.
تعلم القراءة في أحد الكتاتيب ومنه انتقل إلى مدرسة ابتدائية ثم صار يحضر حلقات الدروس في المساجد والبيوت. ولما شب احترف مهنة القبان مثل والده وأهله وهذه المهنة هي سبب الكنية التي اشتهرت بها الأسرة.
ظهر ميله للموسيقى منذ صغره وفيما بعد انصرف إلى تلحين الموشحات والمعروف أنه تعلم فنها وأصول رقص السماح على يد الموسيقي الحلبي أحمد عقيلكما أحب ونظم الشعر وبنوع خاص الأزجال للأغاني الشعبية التي أخذ يقوم بتلحينها، ثم أولع بالتمثيل فألف مع بعض أصدقائه فرقة تمثيلية وكان يدربهم في منزل جده ويقدم فيه الروايات أو في بيوت أخرى.

أول مسرح غنائي:
وفي عام 1878 أصبح مدحت باشا والياً على دمشق فلما سمع بما يقوم به القباني في مجال التمثيل استدعاه ونتج عن هذا اللقاء أنه أوعز للبلدية لإعطائه مبلغ تسعماية ليرة عثمانية كي يتسنى له إنشاء مسرح. عندما أصبح لدى القباني ما يكفيه من المال استأجر مكاناً فسيحاً في حي باب توما وأقام مسرحه في وسطه. فأصبحت الجماهير تقبل إليه لمشاهدة الروايات. وصار القباني يكتب المسرحيات ثم أخذ يدخل فيها ألحاناً تنشد أثناء التمثيل وهي محاولة لم يسبق لأحد قبله في البلاد العربية أن قام بها فهو حقاً مؤسس المسرح الغنائي العربي.
وبعد النجاح الذي ناله تحركت بعض العناصر المحافظة في دمشق لمحاربة "بدعة التمثيل" وسافر إلى الآستانة أحد زعماء هذه الحملة وتمكن من إقناع السلطان عبد الحميد أن الفسق والفجور قد تفشيا في دمشق بسبب روايات القباني فأمر السلطان بمنع التمثيل في سورية وأغلق مسرح أبي خليل. واغتنم خصومه هذه الفرصة لإثارة الشارع فهجم بعض المتحمسين على مسرحه وكسروا أخشابه ونهبوا كل ما فيه. وأرادوا أيضاً النيل منه فعلَّموا أولاد الأزقة الأغنيات العدائية ليشتموه بها كلما صادفوه.

مصر:
قرر القباني، على إثر هذه الحملة، أن يغادر سورية وأن يتابع نشاطه في مصر فسافر إليها في سنة 1884 واصطحب معه بعض أفراد فرقته ومجموعة من العازفين والمنشدين. عمل أولاً ولفترة قصيرة في الاسكندرية ثم استقر في القاهرة كما كان يتجول أحياناً مع فرقته في بعض المدن كالمنصورة وطنطا والمنيا والفيوم وبني سويف.
وكان يقدم الروايات الواحدة تلو الأخرى وقد أمكن إحصاء ماية وخمسين حفلة مسرحية قدمها القباني في القطر المصري. ونالت رواياته شهرة واسعة حتى أنه يقال أن عبده الحامولي ومحمد عثمان قدما شيئاً من ألحانهما بين الفصول. وأثناء إقامته في مصر زار دمشق أكثر من مرة كما قام مع بعض أفراد فرقته برحلة إلى أمريكا الشمالية سنة 1892 ليشترك في معرض شيكاغو حيث قدم عدداً من المسرحيات القصيرة. وفي أواخر مدة وجوده في القاهرة أقدم جماعة من الرعاع بتحريض من منافسيه على حرق مسرحه وبعد ذلك قرر الانقطاع عن العمل المسرحي وعاد إلى دمشق سنة 1900 .

العودة والاعتزال:
يقال أنه بعد عودته إلى مسقط رأسه اعتزل الناس وأنه اضطر إلى بيع منزله ليعيش من ثمنه. ولما ضاقت به سبل العيش قام جماعة من محبيه بجمع مبلغ كاف من المال وأعادوه إلى وضعه وسعوا لدى الدولة حتى خصصت له راتباً مدى الحياة يتقاضاه شهرياً وربما تم ذلك على أثر الرحلة التي قام بها القباني في آخر أيامه إلى الآستانة وقدم خلالها للسلطان عبد الحميد شيئاً من فنه الغنائي والتمثيلي.

وفاته:
توفي أحمد أبو خليل القباني في دمشق عام 1903 على أثر إصابته بعدوى الطاعون، ودفن بمقبرة عائلته، في باب الصغير في الميدان.

تراثه:
يتألف التراث الموسيقي الذي تركه القباني من موشحات ومن أغان شعبية ومن ألحان مسرحية. وقد لحن اكثر من عشرين موشحا. وتنسب اليه لحن "يا مسعدك صبحية" و "يا طيرة طيري" ولا يوجد أي إثبات بالنسبة لأغنيات شعبية أخرى تنسب عادة إليه مثل: "يا مال الشام" و"بلبل عالشجر غنى".
إن الموسيقار محمد كامل الخلعي، الذي كان تلميذ القباني وتربطه به صلة وثيقة، وصفه بالعبارات التالية: "كان رحمه الله أنيساً وديعاً ذا خلق وسيم وطباع أرق من النسيم، أديباً ذرب اللسان، لبيباً لم يختلف في فصاحة ألفاظه اثنان... إنه كان خصيصاً بطريق من طرق الغناء وتفرد بها تفرد القمر في السماء. فكان بعد انتهاء كل رواية يلقي من القطع الموسيقية شذوراً تنزو لها الأكباد ويتحرك لحسن وقعها الفؤاد، حتى أحرزت مصرنا من إقامته فيها فنوناً جزيلة وفضائل جليلة... ترك خلفه فنوناً تبكيه وتلامذة ترثيه ومسرحاً كان بوجوده مجمع الأنس ونادى الهنا والسرور فإذا ما صعد عليه صفق الناس طرباً وانشرحت الصدور" .

منقول عن دراسة ل جبرائيل سعادة

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg الشيخ احمد ابو خليل القباني الدمشقي.jpg‏ (21.6 كيلوبايت, المشاهدات 16)

التعديل الأخير تم بواسطة : هادي العمارتلي بتاريخ 20/07/2016 الساعة 13h38
رد مع اقتباس