رد: فايزه أحمد
جيرانكم يااهل الدار,والجار حقه على الجار
واقع دخيله بداركم,طفوا لي من قلبي النار
غرّكِتْ عتْبة داركم بالدّمِعْ,حتى تداوولي جروح الضِلِعْ
نادر نِدِرْ لَعْلِقْ العشْرة شمِعْ,
لو شِفِتْ من عِنكُم وِفا,يااهل الدار
وخلِصْت من نار الجِفا, يااهل الدار
جيت اشتكي من ناركم والعِشِقْ,ترضون روحي بالهوى تحترِقْ
شمعة شبابي تنطفي وتِعْتِلِقْ
مااقدر اصبر ع الوَعِدْ, يااهل الدار
الحيل من عندي رِكِدْ,يااهل الدار
مابينّا خليت ربي حَكَمْ,مايفيدكم تالي ملامة وندم
ياظالم للي عُقُبْ ظلمك تِلَف
هيهات تنشف دمعتي, يااهل الدار
إلاّ تبيّن كربتي, يااهل الدار
جيرانكم يااهل الدار
الكروان في زيارتها و فترة إقامتها القصيرة نسبياً في العراق والتي استغرقت عدة أشهر بين عامي 1954/ 1955 , أسفرت الزيارة عن ست أغنيات ,جميعها من ألحان موسيقار العراق الكبير وهو الشاب آنذاك رضا علي بدأ التعاون بأغنية يابويا والتي عرفت أيضاً باسم ما يكفي دمع العينوهي من كلمات الشاعر العراقي المثير للجدل, جودت التميمي ونجحت الأغنية نجاحاً كبيراً, وأصبحت تذاع عدة مرات في اليوم الواحد بناءاً على طلبات المستمعين,
ما يكفي دمع العين يابويا
نار بدليلي نار يابويا
راح الولف وبقيت بالغربة وحدي
والقلب ضل حيران من فارقني ودي
ليّا أمل وهويت ,ماكنت أدري
كل العذاب صار ليش, يابويا
بدموع عيني طفيت ,ناري اللي بقلبي
إمتى الليالي تعود, ويرجع لي حبي
كِنّو الهجِرْ بدري, وعيوني تربي
هايم وانا محتار يابويا
ياما تعِبِت وشقيت وليلي سهِرتَه
وغير الجِفا مالقيت, هادا اللي شِفتَهْ
جلد وعَظِمْ ضلّيتْ عمري خِسَرتَه
قلبي التهب بالنار, يابويا
مؤلف هذه الأغنية الشاعر جودت التميمي 1928-28 يونية /حزيران 2007 مواليد محافظة ميسان , عرف في الأوساط الأدبية بالصعلوك اليساري المتمرد, وله ديوان واحد منشور بعنوان الكناطر تغنى بكلماته أشهر مطربي العراق و العديد من مطربي الوطن العربي, ومنهم الكروان و اسماعيل شبانة و الثلاثي المرح و سميرة توفيق وغيرهم ,,, و يذكر أن معظم تعاون التميمي موسيقيا كان مع الملحن رضا علي
من بين ستة ألحان قدمها رضا علي لفايزة كانت هناك ثلاث أغنيات من كلمات الشاعر العراقي سيف الدين ولائي ذكرنا في البداية إحداها جيرانكم يا اهل الدار ,, إلى جانب أغنيتي اشبيك ياقلبي و الحب يلعب بكيفا
بإيد الحب تركت الروح,والحب يلعب بكيفا
يؤمرني تعال وروح,وخيالا هايم وطيفا
بدروبا مشيت سنين, معرفت بابا منين
والحب يلعب بكيفا
كنت من الهوى خالي ,زنّان بأراضيّا
نظرة غيرت حالي وأخذتني لبلاويّا
شفت من العذاب الوان,وبأمري صِرِتْ حيران
وأخدني الشوق بأنساما,وعليّا صدّر احكاما
بدروبا مشيت سنين,ماعرفت بابا منين
والحب يلعب بكيفا
يالايم قَبِلْ ماتلوم,تعال للهوى وشوفا
راح تشوف آلام وهموم,تجرعها ولا تعوفا
معذور اللي يحب معذور,لو طاع الهوى مجبور
وأخذني الشوق بأنساما, وعليّا صدّر احكاما
بدروبا مشيت سنين, ماعرفت بابا منين
والحب يلعب بكيفا
سيف الدين ولائي 1915-1984 ولد بمدينة الكاظمية , شاعر عراقي لامع في تراث الأغنية العراقية ,يعد من بين مؤسسي الأذاعة فيها و أول العاملين في إذاعة قصر الزهور لدى افتتاحها عام 1936 وكان عمره إذاك واحد وعشرون عاماً ,تغنى بكلماته العشرات من المطربين و المطربات العرب منهم سعاد محمد و وردة و اسماعيل شبانة إلى جانب الكروان , و يقال أن أغنية جيرانكم يا اهل الدار التي غنتها الكروان , كما سجلها أيضاً ملحنها رضا علي بصوته من بين أنجح ما كتب في الشعر الغنائي, يذكر أن قصائده تعدت الألف قصيدة , معظم أعماله الغنائية قام بتلحينها رضا علي حيث يعد إلى جانب الشاعر جودت التميمي الحائزين على نصيب الأسد من أعماله,
الكروان ,لا يعرف الكثيرون أن ست الحبايب لم تكن أولى أغنياتها في سلسلة أغنيات الأسرة و التي حدت بالصحافة حينها إلى ان تطلق عليها إسم مطربة الأسرة, بعد أن غنت للأم ,للأخ ,الأب ,الابنة ,الإبن والزوج,,, والحقيقة أن فايزة كانت قد أدت في رحلتها للعراق أغنية للأخ من ألحان رضا علي و كلمات الشاعر متعدد المواهب عبد الجبار الدراجي ,, الذي كان إلى جانب موهبته الشعرية ملحناً ومطرباً, فكتب نصاً مؤثراً من فتاة لأخيها الذي يبدو أنه ظلمها نتيجة وشاية من "العذال" كما تقول الكلمات
خي لاتسد الباب/خي ابوجه لحباب
كل من يوصلّك حاجي"حكي"/ لاتصدكه كذاب
خي جيتك بياحال/خي من حجي العذال
سُمتَكْ بغالي المال/وتبيعني بتراب
ياخويا /يابعد امي وابويا
أنظر بحالي وشوف/ترضى أرِدْ مكسوف؟
لاتنكر المعروف/ياحبيّب وحبّاب
ياخويا /يابعد امي وابويا
من جيت هدّني هواك/مالي طمع ويّاك
قلبي ايش كُتُر راضاك/كلك وفا وطياب
ياخويا /يابعد امي وابويا
عبد الجبار الدراجي 1936-29/10/2015 عرف بالريفي الفقير الغني ,كما أطلق عليه البعض"سيد الغناء الريفي المتبغدد" ويعد أحد بناة العاطفة العراقية في العصر الحديث,, من أشهر أغنياته "علمتني اشلون احبك"
وأما اللحن السادي و الأخير الذي قدمه رضا علي للكروان فكان لأغنية الله وياك من كلمات الشاعر و المؤرخ الفني والأدبي عبد الكريم العلاف 1894-1969
وهو أحد الرواد الباحثين في مدرسة الأدب والتراث العراقي الأصيل وله نحو ثلاثمائة نص غنائي مرت عبر حناجر المطربين والمطربات,, ومن أهم مؤلفاته البحثية الطرب عند العرب / بغداد القديمة / الموال الغدادي / و نيل المرام في قاموس الأنغام , كما أنه كان من الرعيل الأول في إصدار المجلات الفنية ,فأصدر في العام "1934 مجلة فنون
تقول أغنية الله وياك التي شدت بها الكروان من كلماته
الله وياك روح اتمهّل بحبك
الله وياك كاتبها علي ربك
لاتذكر غرامي بيك/خايف ينجرح قلبك
إنساني وبَعِدْ لاتقول/ عندي وِلِفْ يهواني
لاتسأل بعِدْ عني/ ياولفي روح وانساني
الله وياك
خليني أنا بهالحال/ أتعذب على نارك
إفرح بالعِشِقْ وارتاح/ امبارك حبك امبارك
الله وياك/الله وياك
أريد ادعي عليك ابلاش/ وقليبي ماينطيني
بلكي الدهِرْ من بعدين /يجمع بينك وبيني
ألله وياك/ألله وياك
الأغنية الله وياك أعادت المطربة سميرة توفيق أداءها في أوائل الستينيات ,, لكن الحقيقة أن "اللكنة" البدوية التي اعتادت سميرة توفيق على الأداء بها قد غلبت على "اللكنة العراقية" المعروفة للمستمع ,, فبدى الفرق واضحا من هذه الناحية بين أداءها وأداء كل من فايزة و رضا علي ,, جدير بالذكر أنني طالعت على الشبكة العنكبوتية تعليقاً على إحدى تسجيلات الكروان لأغنياتها العراقية تعليقاً لمواطن عراقي يقول فيه "كنت في صغري معتقداً أن فايزة أحمد عراقية عندما كنت أستمع لها عبر الإذاعة " يذكر أن رضا علي قد سجل جميع ألحانه لفايزة بصوته أيضاً باستثناء أغنية واحدة هي "اشبيك ياقلبي",,
ستة أعمال لفايزة باللهجة العراقية ,جميعها من ألحان رضا علي تغنت فيها بكلمات أربعة من شعراء الصف الأول في تاريخ الغناء العراقي الحديث " سيف الدين ولائي / جودت التميمي/ عبد الكريم العلاف / عبد الجبار الدراجي" ,,أشهر قصار, وست أغنيات جمعت بين قمة من قمم الطرب في الوطن العربي وقمة موسيقية و اربعة قمم شعرية,, هذا ما نهدف لإبرازه في رحلة الكروان المشهد الفني العربي المحتشد عطاءاً وعاطفةً , المتوهج بالرومانسية في الحقبة التي حلّق فيها الكروان في فضاءات الحب والغناء,,
بقي أن نذكر حدثاً طريفاً في غمار زيارة الكروان لعاصمة الرشيد , فقد حدث أنها غنت على الهواء مباشرة من خلال إذاعة بغداد في يوم الخميس الموافق 10/11/1955 في تمام الساعة السادسة و النصف مساءا و لمدة خمس عشرة دقيقة أغنية "مظلومة" من ألحان "محمد محسن" وكلمات, وهي الأغنية التي أدتها فيما بعد المطربة "سعاد محمد" وللأسف لايوجد هذا التسجيل نظراً لعدم وجود الأشرطة الصوتية "التيب" إذ ذاك في إذاعة بغداد,, والتي دخلت إلى الإذاعة في العام التالي "1956"
من أرض الرافدين, إلى شبه الجزيرة العربية
تستمر الرحلة,,ويصدح الكروان
__________________
ღღღღღღღღღღღღ
أستاذ عادل صموئيل لك مني كل عبارات الشكر و العرفان
|