الموضوع: نزار قبانى
عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 25/05/2008, 16h39
jevaramat
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: القصائد السياسية لنزار قباني

إلي صاحبة السمو .. حبيبتي سابقاً

,, وَتَزَوَّجْتِ أخيراً ..
بِئْرَ نِفْطٍ ..
وتَصالَحْتِ معَ الحُبِّ أخيرا ..
كانَتِ السَحْبَةُ ـ يا سيِّدتي ـ رابِحَةً
ومِنَ الصُنْدوقِ أخْرَجْتِ أميرا ..
عربيَّ الوَجْهِ .. إلا أنَّهُ ..
ترَكَ السَّيْفَ يتيماً .. وأتي
يَفْتَحُ الدُنيا شِفاهاً .. وخُصورا
فاسْتريحي الآنَ .. مِنْ عِبءِ الهوى
طالما كُنتِ تُريدينَ أميرا ..
تَتَسَلّينَ بهِ وَقْتاً قصيرا ..
يَتَسَلَّي بِكِ ـ يا سيِّدتي ـ وَقْتاً قصيرا
ويَمُدُّ الأرْضَ ، مِنْ تَحْتِكِ ، ورْداً وحريرا
فاشْربي نِفْطاً .. وسُبْحانَ الذي
جَعَلَ البِتْرولَ مِسْكاً وعبيرا ..
,, وتَزَوَّجْتِ أخيراً مَلِكاً ..
مِنْ مُلوكِ الخُلفاءِ الرّاشدينْ
ومَلَكْتِ الدينَ والدُنيا معاً ..
فاسجُدي شُكْراً لربِّ العالَمينْ
رازِقِ الطّيْرِ في أشْكالِها ..
مُسْقِطِ الغَيْثِ ، ملاذِ التائِهينْ
باعِثِ الأمواتِ مِنْ أكْفانِهِمْ
بارئِ المَرْضي ، وكافي المُعْدَمينْ
واهِبِ النّفْطِ لِمَنْ يَخْتارُهُمْ
مِنْ بَنيهِ الصالحينْ ..
,, كانَتِ السّحْبَةُ يا سيِّدتي رابِحَةٌ
ـ مِثْلَما قدَّرْتِ ـ والصيْدُ ثمينْ
وأنا غيرُ حزينْ ..
لا تظُني أبداً .. أنّي حزينْ
فانا أعْلَمُ ، يا سيِّدتي ، عِلْمَ اليَقينْ
ما تُسِرِّينَ .. وماذا تُعْلِنينْ
وأنا أعْرِفُ يا سيِّدتي
أكثَرَ الخيلِ التي كُنْتِ عليها تَلْعبينْ ..
وأنا أعْرِفُ يا سيِّدتي
كيفَ خَطَّطْتِ سنيناً وسنينْ
لِتَصيدي مَلِكاً ..
مِنْ مُلوكِ الخُلَفاءِ الراشِدينْ ..
لَمْ يُفاجِئْني الخبَرْ ..
حينَ طالَعْتُ الجريدةْ ..
ورأيْتُ الشمعَ ، والأطفالَ ، والثَّوْبَ الموَشَّي بالذَهَبْ
ورأيْتُ الرّجلَ المَسْحوبَ بالقُرْعَةِ ..
مَعْروضاً كبِرْوازِ الخَشَبْ ..
لَمْ يُحَرِّكْني الخَبَرْ ..
حينَ شاهَدْتُكِ في كلِّ الصُّوَرْ
تَنْثَنينَ كطاووسٍ .. شمالاً ويميناً
وتَذوبينَ حياءً وخَفَرْ
وتَشُدِّينَ علي كفِّ النبيِّ المُنْتَظَرْ ..
لَمْ يُساوِرْني العَجَبْ
فهُواياتُكِ كانَتْ دائِماً ..
جَمْعَ فُرْسانِ الخَشَبْ ..
,, وتأمَلْتُ شُعوري ..
وأنا أقْراُ أخْبارَ زِفافِكْ
كيفَ لَمْ أحْزَنْ .. ولَمْ أفْرَحْ ..
ولا طِرْتُ سرورا ..
كيفَ لمْ أَعْبَاْ .. ولمْ أُبْرِقْ ..
ولمْ أُرْسِلْ زُهورا ..
كيفَ في ثانيةٍ ماتَ شُعوري ..
فالتي أشْعَلْتُ في مَعْبَدِها قِنْديلَ عُمري
لمْ تَعُدْ تَعْني قليلاً أو كثيرا ..
كيفَ ألْقيْتُ علي الأرْضِ الجريدَةْ ؟
ونَسيتُ العُرْسَ أضْواءً ، ورَقْصاً ، وكؤوسا
وتأمَّلْتُ التّصاويرَ أمامي ..
غيرَ أنّي لَمْ أجِدْ فيها العَروسا ..
,, وتسلَّيْتُ كثيرا ..
حينَ أبْصَرْتُكِ يا سيِّدتي ،
تَقْطَعينَ الكَعْكَةَ الكُبرى ..
وتَمْشينَ كما تَمْشي اللُّعَبْ
وتَضمِّينَ أمامَ الناسِ بِرْوازَ الخَشَبْ
وتَشُيدينَ بأنْسابِ قُرَيْشٍ
وفُتوحاتِ العَرَبْ ..
وتَعَجَّبْتُ لِنَفْسي ..
لَمْ أكُنْ أشْعُرُ في أي أسيً
لمْ أكُنْ أشْعُرُ في أي غَضَبْ ..
فانا أعْرِفُ يا سيِّدتي
أنَّ أحْلامَكِ أنْ تَلْتَقِطي ..
بدَويَّاً عاشِقاً ..
يَرْهُنُ التاريخَ عِنْدَ امْرأةٍ ..
ويبيعُ الله في جَلْسَةِ جِنْسٍ وَطَرَبْ ..
ألفُ مَبْروكٍ .. أيا سيِّدتي
وأدامَ اللهُ بِتْرولَ العَرَبْ ..


إلي عصفورة سويسرية

أَصَديقَتـــي : إِنَّ الكِتــابَةَ لَعْنَــةٌ
فانْجي بِنَفْسكِ مِنْ جَحيمِ زَلازِلي

فَكَّرْتُ أنَّ دفاتــري هِيَ مَلْجـــأي
ثُمَّ اكْتشَفْتُ بأنَّ شِعْـــريَ قاتـــلي

وَظَنَنْتُ أنَّ هـــواكِ يُنْهي غُرْبَتي
فَمَرَرْتِ مِثْلَ المــاءِ بَيْنَ أنـــــامِلي

بَشَّرْتُ في دينِ الهــوى .. لكِنَّهمْ
في لَحْظةٍ ، قَتــلوا جَميعَ بلابــِلي

لا فَرْقَ في مُدُنِ الغُبارِ .. صَديقَتي
ما بيْنَ صورَةِ شاعرٍ .. ومُقاولِ ..

يا رَبُّ: إنَّ لِكُلِّ جُـــرْحٍ ســـاحِلاً
وأنا جِراحــــاتي بِغَيْرِ سَـــواحِلِ

كُلُّ المنــافي لا تُبَــــدِّدُ وَحْشَـــتي
ما دامَ مَنْفــايَ الكبيرُ .. بِداخلي
رد مع اقتباس