عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21/06/2011, 18h42
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: février 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,064
افتراضي أفضل عشرة ألحان للموسيقار فريد الأطرش

أفضل عشرة ألحان للموسيقار فريد الأطرش

فجأني صديق موسيقي من المغرب بطلب غريب لكنه في غاية الأهمية، فقد طلب مني - من منطلق معرفته بولعي الشديد بتتبع تراث الموسيقار الكبير- أن أدله على أفضل عشرة ألحان قدمها فريد الأطرش في مسيرته التلحينية الطويلة التي امتدت عبر أربعين سنة ، ولو احتكمت إلى ذوقي الشخصي لوضعت في القائمة ألحانا شعبية راقصة من تلك التي تطربني شأني في ذلك شأن ملايين المعجبين كجميل جمال ويا جميل يا جميل وياحبيبي ياغايبين وحبينا ونورا وامتى تعود يا حبيبي الروح والقائمة طويلة ، لكنها أمانة علمية تحتم علينا جميعا الابتعاد عن الميولات الشخصية والركون إلى ما أثبته كبار نقاد الموسيقى العربية وما أثبته الموسيقار لنفسه وما اعترف له به زملائه الموسيقيين والملحنين ، وحتى تأتي اللائحة المنشودة معبرة بصورة شاملة وصادقة عن مساهمات الموسيقار في تطوير الموسيقى الشرقية كان لزاما أن أتحرى في إعدادها أن تمثل فيها جميع ألوان الفن الموسيقي لفريد الأطرش ، ولم يدخل في الاعتبار النجاح الساحق لأغنية ما وترديد الجماهير لها بقدرما تتبع النقاد دوما القيمة الموسيقية للحن والنفس التجديدي أو الجمالي الذي يحمله لدا نصادف أن بعض الأغاني الحزينة وغير الشائعة للموسيقارهي التي استقبلت بترحاب من طرف النقد الموسيقي العربي أكثر من الأغاني التي كسرت الدنيا بتعبير الجماهير العريضة، ولا ينبغي أن نغفل أيضا أن بعض الألحان استمدت قيمتها الكبيرة بجانب قيمتها الموسيقية الرفيعة من سياقها التاريخي ومن ارتباطها بأحداث مفصلية في حياة موسيقارنا الكبير وفي مسيرته الفنية .
وقد يختلف الكثير من أعضاء سماعي مع بعض الألحان المثبتة في اللائحة ، لكن يمكنني القول إن الألحان الثلاثة الأولى (الربيع ؛ أول همسة ؛ بنادي عليك ) ، حققت إجماع جميع نقاد الموسيقى العربية على أنها أعظم ما أبدعه فريد الأطرش موسيقيا وبالترتيب الذي أتت به ، لكني أهيب بكل من يريد أن يدرج لحنا في القائمة أو يسحب آخرأن يعلل اختياره من الجانب الموسيقي أو التاريخي والجمالي ، وفيما يلي القائمة بالترتيب :
1- الربيع ( 1947)
أجمع كافة نقاد الموسيقى العربية دون استثناء على أن لحن الربيع يعتبر قمة ما قدمه الموسيقار فريد الأطرش من الناحية الموسيقية دون منازع ، وبغض النظر على أن اللحن ارتبط في الوجدان الجماعي العربي بمقدم فصل أثير هو الربيع لدرجة أن فريد نفسه ظل يشدو بأغنية الربيع مطلع كل فصل ربيع لمدة قاربت الثلاثين سنة دون كلل ولاملل منه ومن الجمهور، فإن اللحن حمل كل مقومات النجاح من المتانة في الصياغة اللحنية والانسيابية والرشاقة في التعبير والنفس الشرقي الأصيل البعيد عن الاقتباس والتهجين بجانب التنويع في الأداء الذي غلف به الموسيقار الكبير هذا اللحن الأسطوري في كل مرة يؤديه أمام الجمهور ، يلخص فريد الأطرش القيمة الموسيقية للحن فيقول : « لست أنسى الضجة التي ثارت حول أغنية الربيع ، تلك الأغنية التي تجاوزت عشرين عاما ورغم هذا فهي بعد ما يستقبل به عشاق الطرب كل ربيع . وقد أطلقت عليها أوصاف أعتز بها وأضعها بين الأوسمة التي تجمعت لي في حياتي ، قالوا عنها إنها سيمفونية الموسيقى العربية ، وقالوا إنها ملحمة النغم على أسلوب ملاحم الشعراء والمعلقات ، وقالوا إن الأصالة الشرقية إن كانت طابعها فان تلون اللحن من مقطع في الأغنية إلى مقطع طرح عن الشرقية ما يعاب عليها من ملالة أو رتابة ، فالتوثب قائم والإمتاع متجدد ونشاط العازفين إلى الجمل الجديدة مضمون من دقيقة لأخرى .. وقد قالوا عن صوتي وعن مقاماته ما يثلج صدري .. أما الليالي في الربيع فقد كانت كليالي الربيع حقيقة تستعاد كلما ترددت ويمتد غنائي للحن فيتجاوز الساعة ! » .
2- أول همسة ( 1949)
لو كانت القمة تسع لحنين معا لوضعت أول همسة مع الربيع في المرتبة الأولى جنبا إلى جنب ، لأن اللحنين كانا توأمين بالنسبة للموسيقار وكذلك كانا بالنسبة لجمهوره ، فقد لحنا على نفس المقام الموسيقي بنفس الأسلوب التلحيني والبناء الموسيقي المتين الذي تعبق منه الروح الشرقية الأصيلة ، وكما اقترنت الأغنية الأولى في الوجدان بمقدم فصل الربيع ، ارتبطت الأغنية الثانية دوما بأول همسة يهمس بها العشاق الجدد لبعضهم ، وأول همسة على كونها قيمة موسيقية كبيرة في الطرب العربي فإنها ظاهرة جماهيرية، إذ واظب الموسيقار على غنائها بجانب الربيع لما يقارب الثلاثة عقود مع تفضيل لها من جانب فريد على الربيع وارتياحه في أدائها على ما يحكي من عرفوه ، وقد سئل مرة عن أجمل أغنية عاطفية في الموسيقى الشرقية ؟ فأجاب : أول همسة بلا غرور .
3- بنادي عليك ( 1952)
عكس الربيع وأول همسة لم تكن بنادي عليك أو لحن الخلود أغنية مسرحية يمكن أن تؤدى أمام الجمهورعلى المسرح ، لكنها كانت أعظم لحن سينمائي قدمه الموسيقار للشاشة الكبيرة بإجماع نقاد الموسيقى العربية ، فقد حشد فريد لهذا العمل كل إمكانياته الموسيقية من لحن تجديدي متين وتوزيع موسيقي رائع وفرقة اوركسترالية ضخمة ، بجانب السبك العجيب والاستلهام من أجواء الموسيقى الكلاسيكية الغربية الدسمة دون السقوط في فخ الاقتباس الفج ، وقد جسدت بنادي عليك حينها التطور الكبير الذي بلغه الفكر الموسيقي لفريد الأطرش لدرجة أن الناقد الموسيقي اللبناني إلياس سحاب اعتبرأنه « بعد بنادي عليك جاءت كل المحاولات المشابهة أقل مستوى ، حتى من ناحية الإيحاء الموسيقي الفطري ». ويقول الباحث الموسيقي السوري الدكتور سعد الله آغا القلعة أن نجاح لحن بنادي عليك قض مضجع الموسيقار محمد عبد الوهاب لدرجة أننا نجد صدى لبنادي عليك في المقدمات الموسيقية لأغانيه أواسط الخمسينات ، بل إن آغا القلعة يعتبر أن أغنية أنا والعذاب وهواك كانت هي الرد الوهابي على مغالاة فريد الأطرش في النزوع نحوالتغريب في لحن الخلود .
4- حبيب العمر (1946 )
لحن مفصلي في المسيرة الفنية لفريد الأطرش لأنه فصل بين مرحلتين؛ مرحلة الفراغ التي أعقبت رحيل أسمهان ومرحلة النجاح السينمائي الساحق مع الراقصة سامية جمال ، لكن قيمة اللحن تكمن في الاضاقات الموسيقية التي حققها للموسيقار ، فاللحن في أصله لحن إذاعي سجل لإذاعة الشرق الأدنى بفلسطين في تسجيل أولي طويل و بديع تنافست فيه الآلات النفخية الشرقية مع الآلات الوترية في تقديم توزيع رائع أبرز مكامن الجمال في هذا اللحن الشرقي الأصيل ، وعندما عرض على الموسيقار تحويل الأغنية الناجحة إلى فيلم اختصر اللحن وأزال منه بعض المقاطع التطريبية الجميلة وظفها في بعض أغانيه اللاحقة كأحبابنا ياعين ، وحين قدم اللحن في الفيلم الحامل لنفس الاسم انتقل باللحن من الأغنية الإذاعية التعبيرية الطويلة إلى الأغنية السينمائية القصيرة ، ويبقى أن فريد حقق بهذا اللحن سبقا سجلته سجلات الموسيقى العربية وهو أنه أول من قدم المقدمة الموسيقية الطويلة في السينما من خلال مقدمة حبيب العمر التي تجاوزت الثلاثة دقائق دون أن تكسر إيقاع الفيلم .
5- يا زهرة في خيالي ( 1946)
يعتبر فريد الأطرش ملك التانغو في الموسيقى العربية دون منازع سواء قيمناه من جانب الكم أوالنوع ، وثمة تانغوهات أطرشية بلغت مستوى الأعمال العالمية من حيث احترام ضوابط هذا الفن الراقص كإمتى تعود يا حبيب الروح وأنا واللي بحبه ، لكن تانغو يا زهرة في خيالي يبقى أعظم تانغو في الموسيقى العربية وأحد الأعمال الكلاسيكية في هذا الفن على مستوى العالم كله ، إذ يظل اللحن العربي الأكثر أداء على مستوى العالم ولايوازيه أي لحن عربي آخر في شهرته فقد قدم بسبع لغات حية غير العربية وعزف في جميع مناطق العالم من طرف كبريات الفرق الأوركسترالية العالمية ، لدرجة أننا نعتبره اللحن الذي أوصل الموسيقى العربية إلى العالمية وهو أكثر شهرة من جندول عبد الوهاب أو أطلال السنباطي أو كلثوميات زكاريا أحمد ... يصفه فريد بأنه السهل الممتنع ، ولم يعرف القيمة الكبيرة لهذا اللحن إلا الموسيقار محمد عبد الوهاب ، فقد روي عنه قوله « لو أعطني فريد هذا اللحن ليسجل بإسمي لأعطيته عشرة ألحان من ألحاني يختار منها مايشاء ولو طلب المزيد لما ترددت في العطاء ».
6- ليالي الأنس في فيينا (1944 )
لا يمكن أن تخلو أية لائحة توثق لأفضل أعمال الموسيقار من لحن يمثل الألحان التي قدمها لغيره من المطربين والمطربات، وأمام عدم توفق فريد الأطرش في التلحين لأم كلثوم أعظم ناشر للألحان في الشرق كله، يجمع النقاد على أن أسمهان هي الصوت الأكثر أهمية من حيث الاقتدار والقيمة الصوتية من كل الأصوات التي لحن لها، وقد وضع لأسمهان العشرات من الألحان الجميلة ، غير أن لحن ليالي الأنس في فيينا يبقى الأهم ، فبجانب كونه أول لحن حقق لفريد النجاح والانتشار المساوي للنجاحات التي كان يحققها عمالقة الطرب العربي آنذاك ، صاغ فريد لحنا رشيقا راقصا وظف فيه إيقاع الفالس الراقي للإيحاء بأجواء فيينا عاصمة النمسا حيث يدور موضوع الأغنية ، لقد سَجَّلت ليالي الأنس في فيينا لفريد ريادته للفالس المغنّى بلا منازع . وبجانب القيمة الموسيقية للحن فإن قيمته التاريخية تكمن في أنه قدم في فيلم غرام وانتقام آخر أفلام أسمهان العام 1944 ، ووقف به فريد على قدم المساواة مع عملاقي التلحين القصبجي والسنباطي اللذين قدما في نفس الفيلم نشيد الأسرة العلوية / أيها النائم للسنباطي و انا اللى استاهل وامتى حتعرف للقصبجي ، وكان لحن فريد يشهادة كثيرين أنجح ألحان الفيلم كلها ، مما أبرز قدرته للتنافس على أعلى مستويات التلحين لو توفر له ناشر مقتدر للألحان من طينة أسمهان أو أم كلثوم .
7- أوبريت إنتصار الشباب (1941)
لاجدال بين مؤرخي الموسيقى العربية بأن فريد الأطرش هو رائد فن الأوبريت في السينما الاستعراضية العربية فقد قدم كثير من الإضافات النوعية في هذا اللون الموسيقي لدرجة أن كثير من أوبريتاته الأولى صارت اليوم علامات متميزة في تاريخ الموسيقى العربية الحديثة ، على أن أوبريت ليالي الأندلس أو إنتصار الشباب التي قدمها في الفيلم الذي حمل نفس العنوان تبقى الأهم في تاريخ الموسيقى العربية وفي المسار الفني للموسيقار، فرغم أن مجنون ليلى التي قدمها محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد سنة 1939 تصنف عادة بأنها أول عمل عربي في هذا القالب ، فإن نقاد الموسيقى الشرقية يعتبرون إنتصار الشباب هي العمل العربي الأول المتكامل الذي راعى في صياغته جميع ضوابط هذا الفن الموسيقي كما هي متعارف عليها عالميا من موسيقى وغناء ورقص واستعراض وذروة درامية وعقدة وحل ، لكن ما خلد هذا العمل هو وقوف الأسطورة أسمهان أمامه في لحظة لم تكرر، وفي مقطع الختام استعمل الموسيقار تقنية البوليفوني حين تعانق صوته مع صوت أسمهان في بأدائين مختلفين لإنهاء الأوبريت في مقطع من المقاطع الخالدة في تاريخ الغناء العربي المعاصر.
8- المقدمة الموسيقية لأغنية نجوم الليل (1953)
عادة ما لا يظهر الملحن بمظهر المؤلف الموسيقي الحقيقي، إلا إذا قدم أعمالا موسيقية بحتة بعيدة عن التلحين للغناء والطرب ، وقد قدم فريد في هذا المجال أعمالا موسيقية خالدة كمعزوفات توتة ورقصة الجمال ؛ رقصة الجواري؛ رقصة ليلى ؛ رقصة كهرمانة ؛ رقصة ليالي ؛ معزوفة زمردة؛سوق العبيد وغيرها . وعلى داسمة هذه المقطوعات من الجانب الموسيقي فإنها لحنت أساسا ووظفت لخدمة الرقص الشرقي خاصة رقصات سامية جمال في أفلام الأربعينات والخمسينات لذا قد يكون هذا التوظيف مدخلا للبعض للطعن إلى حد ما في قيمتها الموسيقية الكبيرة ، لكن فريد قدم من حيث التعبيرية الموسيقية أعمالا قوية كالمقدمات الموسيقية لمجموعة من الأغاني الكلاسيكية الخالدة منها لحنين دخلا هذه اللائحة هما بنادي عليك وحبيب العمر ، لكن خارج هذين العملين قدم فريد عملا كلاسيكيا تعبيريا وضعه في مصاف الموسيقيين الأوربيين الكبار هو المقدمة الموسيقية لأغنية نجوم الليل فأجواء الموسيقى الكلاسيكية الغربية الدسمة حاضرة جانبا إلى جنب مع روح وعبق الموسيقى الشرقية ومقاماتها الأصيلة وقد أضاف التوزيع الموسيقي البديع الذي أنجزه الموزع بيبي ألمانزا رونقا للحن ، ولما أراد الموزع الفرنسي الشهير فرانك بورسيل أن يقدم موسيقى فريد الأطرش للعالم ، كانت نجوم الليل في مقدمة الألحان التي اختارها وأبرز بتوزيعه قرب هذا العمل الخالد من أجواء الموسيقى الأوركسترالية الغربية ولكنه أيضا أبرز فيها الروح الشرقية من خلال توظيف الآلات النفخية التي ذكرتنا باستعمال الموسيقارلآلة الناي الشرقية .
9-عدت يا يوم مولدي (1962)
لم يكن فريد الأطرش ملحنا ميالا لتلحين القصائد ، فأعماله في هذا اللون الغنائي تعد على رؤوس أصابع اليدين ، واتسم أسلوبه في تلحين القصيدة بالشكلانية وكان أقرب إلى أسلوب ملحني نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أمثال عبده الحامولي ومحمد عثمان وأبو العلا محمد وأبعد من الشكل المتطور الذي جسده رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ، ففي الشكل التقليدي الأول كانت الجملة الموسيقية موافقة لموسيقى الشعر ومطابقة للمقطع الشعري صدرا كان أم عجز أم بيت كامل ، خلافا للشكل المتطور حيث كان التقطيع الموسيقي يتم حسب المعنى والإحساس المعبر عنه أكثر من محاولة التوافق مع بنية البيت الشعري العروضي أو شعر التفعيلة ، ومع ميوله للشكل التقليدي قدم أعمالا جميلة كختم الصبر بعدنا بالتلاقي وعش أنت وإسالي الفجر والغروب ، لكن إضافته النوعية في تلحين القصيدة كانت مع عدت يوم مولدي للشاعر كامل الشناوي ، فالأغنية كانت موجهة لمحمد عبد الوهاب الذي احتفظ بها أربع سنوات في درج مكتبه بعد أن فشل في إعطائها اللحن المناسب ، فإستذن فريد عبد الوهاب و الشاعر كامل الشناوي أن يسمحا له بتلحينها وعكف على هذه العملية المضنية حسبما حكى بنفسه للصحافي جليل البنداري تسعة أشهر كاملة ينقح ويضيف ويزيل حتى خرج اللحن بشكله النهائي ، واللحن الذي جسد تفاعل الملحن – المطرب مع العمل الشعري من خلال تصريح فريد في أكثر من مناسبة بأن الأغنية لخصت حياته ، حمل الكثير من التجديد على المستوى الموسيقي ، فقد صاغه على أسلوب أعماله الكلاسيكية القديمة مبتعدا إلى حد ما عن الشكل التقليدي في تلحين القصيدة موظفا تكثيف التوزيع الهرموني خلافا للنهج السائد عند ملحني القصيدة في الاعتماد على المقامات الشرقية الشجية التي تبرز موسيقى الشعر حتى حار بعض النقاد في التصنيف الموسيقي ليوم بلا غد في خانة القصائد ، وفي ختام العمل وعند أنا وهم أنا سراب أعاد توظيف تقنية البوليفوني حين تداخل صوته مع صوت الكورال ليذكر جمهوره بتعانق صوته مع صوت أسمهان في ختام أوبريت إنتصار الشباب .
10- حكاية غرامي (1958)
يعتبر النقاد حكاية غرامي بمثابة العمل الذي ختم به فريد الأطرش مرحلة الأعمال الكلاسيكية الكبرى وأنهى بها مرحلة الثراء الفني في مسيرته التي امتدت من 1934 إلى 1959 لأنه بعد ذلك سيدخل مرحلة الأغنية الشعبية الراقصة وسيستقر فيها مع بعد الاسثتناءات الطفيفة حتى وفاته، ولحن حكاية غرامي يدخل في خانة الأعمال الكبرى التي سارت على نهج كلاسيكياته الخالدة كالربيع وأول همسة وبنادي عليك وحبيب العمر، وقد كانت له مكانة خاصة وأثيرة عند الموسيقار الذي سئل مرة عن أحب ألحانه إليه، فأجاب إنه حكاية غرامي ، والعمل أشاد به النقاد سواء عند تقديمه في الفيلم أو في الحفلات العامة على المسرح لذلك نثبته في اللائحة رغم أني من الذين يرون أن اللحن على متانته فإنه فقد نقطة أهمية ، حين دخله الاقتباس في بعض أجزائه سيما في قفلة الختام التي أنهاها الموسيقار بالضربة الشهيرة للموسيقار الاسباني ألبنيز في معزوفته استورياس .
رد مع اقتباس