محمد القصبجي والمونولوج
المونولوج هو نوع موسيقي ظهر في الغناء العربي سنة 1915 وثبت القصبجي احد اشكاله سنة 1928 في اغنية
ان (( كنت اسامح وانسى الأسية ))
والمنولوج مستوحى من (( الآريا )) في الأوبرا الايطالية , حين يقف البطل بين حدثين من احداث الأوبرا ,
فيطلق العنان لعواطفه ويشكو لواعج قلبه في وقفة وجدانية مسرحية تأملية , يروي فيها واقعات ويعرب عن مشاعر .
وهي تتميز بأن الكلام سردي وصفي وجداني في العموم , وبأن اللحن لا تتكرر فيه المقاطع او المذاهب ,
وقد لا تتكرر اي من الجمل الموسيقية اطلاقا .
ولا يتضمن المونولوج مذهبا ولا غصنا متشابها . وقد يتضمن (( مشاهد )) موسيقية متلاحقة مختلفة , تفصلها
لوازم . وفيما يلي تحليل لشكلين من اشكال المونولوج , ايضا لهذا النوع الغنائي في نماذجه المختلفة , وجميعها
غنتها (( السيدة ام كلثوم ))
// ان كنت أسامح وأنسى الأسية // ( لأحمد رامي على غرامافون , 1928 )
المونولوج هذا هو اول اغنية ثبتت نوع المونولوج الذي طرقه ملحنون عديدون منذ 1915 , في محاولات مختلفة .
وشكله يتضمن عودة الى لحن بعينه مرات في السياق . ولذا سنصطلح على تسميته (( بالمونولوج المقيد ))
لأن اللحن الذي ينطلق يعود الى (( محطات )) يشبهها الموسيقيون بالقناطر التي تقوم عليها (( عقود ))
الأغنية . وتفصيل ذلك ان اغنية (( ان كنت اسامح )) تتكون من ثلاثة مقاطع , وكل مقطع فيها يتكون من ثلاثة
ابيات زجلية . والبيت الثالث في المقطع الأول (( تقول لي انسى ) يتكرر لحنه مع البيت الثالث من المقطع
الثاني . ( يقول لي انسى ) ثم مع البيت الثالث مع المقطع الثالث ( أوعي تجافيني ) ومقام هذه الاغنية ,
(( الماهور )) لم يكن مطروقا جدا قبل (( ان كنت اسامح )) ولحن القصبجي عليه فيما بعد اغنيتين أخريين :
(( فين العيون )) ( لرامي أوديون 1934 ) (( وياما ناديت من أسايا )) ( لرامي أوديون 1936 ) وهو
مقام غريب بعض الشيئ عن الاذن العربية تعودة المقامات التقليدية , كذلك يمتاز اللحن بنكهة جديدة .
ولعل هذين العنصرين اسهما مع الشكل الجديد في أحداث الزلزال الذي احدثته الاغنية في جموع المستمعين العرب والمصريين على الخصوص آنذاك .
// منيت شبابي // ( لرامي من فيلم نشيد الامل 1937 ) مونولوج مطلق اغنية على مقام الراست ,
وهي من اجمل المونولوجات المطربة ويشكل البيتان الأولان المشهد الاول فيها .
ويتبدل المقام عند قولها : (( ما شفت غير طيف الأحزان )) وفيها عزف عظيم على العود في اول لازمة
بعد المطلع , عند قولها على مقام العجم : (( امتى يا ربي )) وتلي ذلك لازمة شبه سمفونية تفتح الباب
الى (( مشهد )) آخر (( اشوف خيال الهنى )) ويمضي المونولوج الى مزاج اخر عند قولها
(( أبلغ مرادي )) على مقام البياتي , ثم يمهد للختام بمزاج حزين على مقام الحجاز , لدى قولها
(( يا ربي تصدق اوهامي )) لكن اللحن يتدرج في تسلسل مقامي معقد يبلغ الى نغمة العجم غير الحزينة
عند قولها ( يا رب حقق احلامي ) في ختام أوبيرالي نموذجي للمونولوج .
فكتور سحاب
هنالك تتمة .....
|