عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 24/03/2008, 00h27
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 2,483
افتراضي رد: مش هاتندموا لو سمعتوها

بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( الشمعة )

كلمات : أحمد الطيب لعلج

ألحان : محمد بن عبد السلام

غناء : محمود الإدريسى

ولن أناقش إسم الملحن .. هل هو محمد بن عبد السلام أو محمود الإدريسى نفسه .. فأنا يهمنى اللحن والغناء ..

بصراحة لقد إحترت .. هل أحلل صوت وغناء الإدريسى أولاً .. أم أحلل اللحن .. فالإدريسى مطرب متمكن ويستحق الإشادة به وبمقدرته على التلوين والتنقل البارع بين المقامات ..

أقول لكم .. نحلل اللحن أولاً .. وبعدها نتفرغ للمطرب ..

بالنسبة للكلمات .. لن أشرحها بالتفصيل نظراً لحاجز اللهجة بالنسبة لى على الأقل .. ولكن نفهم من الكلمات أنها لعاشق يشكو لوعة فراق المحبوب ومدى تأثير هذا الفراق على كل شئ فى حياته ..

نأتى الأن للحن ..

تبدأ الأغنية بجملة من الأكورديون يعقبها نبضات من الوتريات والكونترباص بطريقة البستكاتو .. وهى طريقة تعتمد على العزف بالأصابع بدلاً من القوس ..

ثم تدخل الوتريات لتعزف لنا جملة بسيطة من مقام النهاوند ..

ويدخل الإدريسى للغناء .. ( ابكى يالشمعة وإرويلى ) .. ومن أولها خرابة .. نجد المقدرة الفذة للملحن والمطرب على حد سواء ..

من أول كلمة فى الأغنية ( أبكى ) .. يؤديها الإدريسى من مقام الخماسى .. وهو مقام يعتمد على خمسة نغمات فقط لاغير .. وهذا المقام منتشر فى أغنيات أفريقيا والسودان على وجه الخصوص ..

ويستمر وجع القلب .. فنجد ملحوظة جميلة قبل أن نترك هذه الشطرة .. نجد الإدريسى يغنى ( قصة الغرام ) .. ويغنيها هكذا ( قصة لغرام ) .. فيعود بكلمة ( لغرام ) أوكتاف كامل إلى الخلف ( هبوطاً ) .. والأوكتاف هو ثمانية نغمات متتالية .. والمدهش أنه يعود هذا الأوكتاف الكامل بحرف واحد هو حرف الميم فى كلمة ( لغرام ) .. إسمعوا معى وأحكموا بأنفسكم .. نسيت أقول لكم .. إن هذه العودة كانت من مقام الكرد ..

يظهر إن ليلتنا طويلة والله أعلم .. ربنا يديك الصحة ياعم مختار ..

يدخل الكورال .. وما أحلاه من كورال .. أداء جميل ومعبر ..

يؤدى الكورال من مقام النهاوند .. ليعود الإدريسى ليغنى من الخماسى مرة أخرى .. ويكرر نفس العودة للخلف من الكرد ..

مباراة ومنافسة فى التنقلات المقامية ..

ثم مازورتان من الإيقاع دون موسيقى .. وإيقاعنا هنا مستمر طوال الأغنية لا يتغير .. وهو إيقاع بدوى محلى من الميزان الرباعى ..

يغنى الإدريسى من السيكا ثم الراست .. ( أنا يالشمعة بحالك صابر ) .. حتى يصل إلى ( خادوه ياشمعة منى ) فيغنيها من الصبا ..

يعود للراست عند ( مشوا به جو وبر وبحر ) ..

ثم ( خدوه ياشمعة منى ) من النهاوند مرة ومن الراست مرة .. نفس الجملة بمقامين مختلفين ..

ثم نأتى لمقام جديد هو مقام النكريز .. وهو من عائلة النهاوند .. ولكن إحساسة مختلف تماماً .. عندما يغنى ( الفراق يالشمعة كصهد النار ) .. ونسمع رد الوتريات من نهاوند مختلف يسمى ( فرح فزا ) ..

ويعود للنكريز عند ( نارك يالشمعة تحرق الفتيلة ) .. ومنها للراست عند ( مابقاولى دموع يايما ) ..

ثم نقلة غريبة جداً .. حيث يتقدم درجة نغمية واحدة من الراست ليغنى من الصبا .. وهو صبا مختلف عن الصبا الأول .. وإحساسة مختلف بالتأكيد .. والسبب واضح .. أن الملحن أراد أن يظل المطرب فى نفس حالته المزاجية ولا يريد أن يصعد به للجواب أو يغنى من درجة أعلى .. هى خطة موضوعة بالتأكيد للحن .. وليس لحن عشوائى ..

يظل الإدريسى مع هذا الصبا لنهاية الأغنية ..

بالتأكيد هناك مقامات أخرى لم أذكرا .. والسبب أنها مجرد عبور أو لمس لبعض المقامات المتجاورة لم يستمر عليها الملحن كثيراً ..

سنلاحظ الأتى :

الإيقاع واحد لم يتغير

لا توجد موسيقى بين الشطرات .. وإنما يقوم بهذه المهمة الكورال ..

الملحن أنهى الأغنية على مقام جديد ( الصبا ) .. ولم يعود للمقام الذى بدأ به العمل ( النهاوند )

نأتى الأن للمطرب ..

بصراحة ياجماعة .. هذه أول مرة اسمع محمود الإدريسى .. لكنى وجدت مطرباً قديراً يتمتع بمقدرة كبيرة على التلوين .. خاصة أن التنقلات صعبة فى هذه الأغنية .. كما أن الملحن لم يعمد إلى وضع لزم موسيقية لترشد المطرب للمقام الجديد .. وإعتمد على مقدرة المطرب الشخصية ..

الإدريسى صوت رجالى جبلى صريح ..

أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..







__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .