الموضوع: فايزه أحمد
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 22/03/2021, 11h42
الصورة الرمزية salhi_haithem
salhi_haithem salhi_haithem غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:497828
 
تاريخ التسجيل: février 2010
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 40
المشاركات: 184
افتراضي رد: فايزه أحمد

رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء فايزة أحمد ,ملحمة الحب والغناء
بقلم الإعلامية صفية النجار
--------------------------------------------------------


(هات العود يا محمد.عاوزة أغني وماتكدبش عليا,قوللي صوتي اتأثر من المرض والا لا,,)وشرع يدندن ,وهي "تقاتل" بصوتٍ يخوض معركته الأخيرة
أيوه تعبني هواك وياك,
يللي ظلمت الحب معاك
أبوه تعبت تعبت تعبت,
وأجهشت بالبكاء,وغابت
ترى,هل دار بخلد الصبيّة ذات الأعوام الأربعة عشر وهي تفرّ بجوهرتها الثمينة من صيدا في لبنان ,إلى دمشق الشام,أنها إنما تضع قدميها على أول درجة في سلّم المجد,
سلم مفروشُ بالأشواك لا يرتقيه إلا ذو جهدٍ جهيد,وقلب ٍ عنيد,وعزمٍ من حديد,,,
تلك الصبية النحيلة التي أمست أمّاً قبل أن تكمل عامها الرابع عشر,فإذا بها طفلة تحمل طفلة,ووفكرها وقلبها وروحها,الكل معلّق بمعشوقٍ ِوهبَتْ له قبل أن تولد,,"إنه الغناء"
نحكي الحكاية من البداية,,والبداية في صيدا العتيقة بلبنان,وبالتحديد في حارة الجامع الكبير,جارة للبحر كانت,ووالدها يملك "حماماً شعبياً,يرتاده الرجال والنساء في أوقات متبادلة,الأم كانت تعزف على العود وتعشق الغناء,كانت تدندن والصغيرة تغني لأسمهان أم كلثوم,كانت تغني ليل نهار,في البيت ,في الحمام للنساء اللواتي يرتدنه ,في المناسبات الاجتماعية والعائلية,وكأن الصبية خلقت لتغني,وفقط لتغني,,,
أحضرت الأم التي شجعت ابنتها كل التشجيع موسيقياً ليدربها على الغناء,وكان من عائلة "زينون",,وبعد فترة وجيزة ولمّا تبلغ الصبية الحادية عشرة تقدمت لإذاعة لبنان,والمدهش أنها تلقت خطاباً يبلغونها فيه أنها اجتازت الامتحان واعتمدت في الاذاعة اللبنانية,وكان رئيس لجنة الاستماع الفنان "محيي الدين سلام" والد المطربة "نجاح سلام",,,وعهد إلى الملحن "عمر النعامي" تدريبها وإعطاءها بعض الألحان,,ومالبثت الصبية أن تزوجت مدربها وهي لم تبلغ بعد الثالثة عشرة,,زواج لم يدم طويلاً أثمر عن طفلةٍ ضاعفت من حمل المشوار وأثقلت كاهل الصبية بعبء لم يكن في الحسبان,,,
بطفلتها ومع والدتها انتقلت صبيتنا إلى دمشق الشام حيث تزوجت الأم من شخص سوري ,,ولم تنسَ الصبية حلمها ,وتقدمت إلى إذاعة دمشق,وإذا باللجنة المستمعة تصدر حكماً وقع على الصبية وقع الصاعقة "صوتك غير صالح للغناء",,
وتعود أدراجها مكسورة القلب والوجدان,محطّمة الأماني,,ولكن,,,ليس لمثلها خلق اليأس والاستسلام,,فما لبثت أن نفضت غبار حزنها وامتشقت "سيفها" الذهبي وانطلقت تتحدى وتباري,من ذا يبارز صوتي أنا,,غنت في المقاهي,وفي المحال الليلية,ومن حلب الشهباء حيث تقيم مع والدتها ,قامت إذاعة حلب بنقل إحدى الحفلات ,,فإذا بمدير إذاعة دمشق يبحث عنها ويطلب حضورها فوراً,,ولتمتحن الصبية أمام نفس اللجنة التي رفضتها,,لتصدر حكماً جديداً,,"صوت ممتاز" وتقرر ضمها إلى "كورس الإذاعة" ومالبثت أن غنت منفردة,,
وذاع صيتها وتحدث عنها الناس وبدأوا يبحثون عن تسجيلات لها,خاصة بعد أن تعرفت إلى الموسيقار السوري "محمد محسن" الذي قدم لها خمسة ألحان ناجحة كان أولها"دموع المحبة " وهو اللحن الذي ستعتمد به فيما بعد في الإذاعة المصرية إلى جانب لحن "الله وياك" للمموسيقار العراقي "علي رضا" بلجنة يترأسها الموسيقار"مدحت عاصم"
وكانت بعد نجاحها في سورية ,وإثناء مشاركتها في إحدى المناسبات في العراق , تعرفت إلى الموسيقار العراقي "علي رضا" الذي قدم لها مجموعة من الإلحان من كلمات الشاعر العراقي أيضاً" سيف الدين ولائي" فكان من بينها أغنية "الله وياك" التي أشرنا إليها إلى جانب أغنيات "اشبيك ياقلبي,,جيرانكم يا اهل الدار,,مايكفي دمع العين,,الحب يلعب بكيفه,,إلا أ لحناً رائعاً لنفس الملحن والمؤلف هو "خي لاتسد الباب" والذي تقول كلماته,,
خيي لاتسد الباب,,
خيي بوجه لحباب,,
كانت هذه الأغنية واحدة في سلسلة أغنيات عاطفية وجهت تحديداً لأفراد الأسرة ,,حتى سيقال فيما بعد عنها "مطربة الأسرة"
وهاهي الأعوام تمر,,وتطرق الصبية بابين في آن,,باب العشرين من العمر,,وباب "المحروسة"


كبرت صبيّتنا,وهاهي تطرق أبواب ربيعها العشرين,,متنقّلةً بين مهجعها المتواضع في "العتبة الخضراء " وسط قاهرة المعزّ,,ومعهد الموسيقى العربية في شارع رمسيس,تقطع المسافة ,لايلتفت إليها أحد,,يراودها خاطرً واحدً وحيد,,سأغني في القاهرة,سأغني في القاهرة,,تُرى يامصرُ يطيبُ المقام؟
إنه مقرّ الخبراء المثمنين,تصل إليه ,,حيث في انتظارها أحد أساتذتها ,الموسيقار الفلسطيني "رياض البندك" والذي كان قد قدم لها موشحي"امسحوا عن ناظري كحل السهاد" لابن الهاني الأندلسي, وأنت طيف أحسّه في الأماني للشاعر "حسن البحيري",,كما و لحن لها أغنية "إيش غيّرك",,وهاهما يلتقيان في مصر لتشارك في حفلٍ بالاسكندرية,,ويتوالى مثمّنو الجواهر والنفائس على الغرفة التي يشع منها بريقا الماس مخترقاً جدران المكان,,فتارةً يدقّباب الحجرة ليطلّ جمعٌ من الموسيقيين, توافددوا لاستكشاف تلك الجوهرة,,يريدون المزيد من البهاء,لايريدونها أن تكف عن الغناء,,وهاهما "موسيقيان"سيصيران يوماً من أعمدة الموسيقى في البلاد يطلان متسائلين عن صاحبة هذا الصوت الساحر,إنهما "كمال الطويل و بليغ حمدي",,,
وتارة يطرق الباب ليطلّ منه راهب النغم "رياض السنباطي" معلقاً بعد السماع والاستمتاع أمام جموع الموسيقيين "ده صوت الواحد يتمنى يلحن له",,,
وتبدأ "كرامات" المحروسة ,,وتشارك فتاتنا في حفل في مدينة الإسكندرية "اواسط العام 1954"وتغني عدداً من أغنياتها باللهجة الشامية والعراقية,,ولكنها تضطر للعودة إلى دمشق لتفي بتعاقداتها هناك,,
ومرّعامان,وذات صباح جميل, تتلقى دعوةً من شركة "مصرفون"- مصنع اسطوانات الشرق لمحمد فوزي وشركاه " وتحزم أمتعتها ,وتطير إلى القاهرة, لتجد في انتظارها مفاجآت لا مفاجأة,, ثلاثة ألحان في انتظارها ولمن؟
محمود الشريف "قول ياعزول" من كلمات "مرسي جميل عزيز"
رياض السنباطي"الطريق اللي اتقابلنا ف أوله" من كلمات حسين السيد
محمد فوزي "نار بعدك" من كلمات فتحي قورة
وتضحك الأيام , ويصدح( الكروان) ,هكذا أسماها "كامل الشناوي" الشاعر الغنائي الرقيق,,إذ قال ,إذا كانت أم كلثوم كوكب الشرق,فإن "فايزة أحمد" هي كروان الشرق
وتجتمع اللجنة الموسيقية برئاسة الموسيقار مدحت عاصم ,وحضور محمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة,والشاعر العملاق "أحمد رامي" لتقرّ في جلسة فريدة بعد أن غنت لهم فايزة وأشجتهم كل ألوان الطرب,,اعتمدتي يابنتي,,,
ويعلوه ويحلق الكروان في سماء القاهرة ,ويحطّ على النوافذ والشرفات ,يرفرف بين أغصان الشجر وينقل بشدوه الشجيّ الحنون رسائل المحبين,,وينطلق من إذاعة القاهرة صادحاً مختالاً
أنا قلبي إليك ميال,
ومافيش غيرك ع البال
وينطلق لحن الموجي للكروان سهماً لايخطيء الطريق إلى الهدف,,ولتتوالى لقاءاتهما معاً في مجموعة من الروائع تجلّت في أغاني الأفلام "تمر حنة" .."ليلى بنت الشاطيء"...و"أنا وبناتي"
فكانت من أيقونات الأغاني السينمائية بلا جدال,,فمن منا يملك شعوره حين يستمع إلى "تعالالي يابا" .."قلبي عليك ياخيّ"
ومن منا لايطرب لأداء الكروان في يالاسمراني,,وليه ياقلبي ليه,,
وأما "يمّا القمر ع الباب" تلك الأغنية التي منعت في إذاعة الأردن بتوصية من البرلمان الأردني,, كم من برلمان راح وولّى وبقي الكروان مستعطفاً لأمه ,مذيباً لقلوب عشاقه,,مستمسكاً بعشقه "للقمر",,وسيبقى
وأمّا أمّه,,أمّنا, ست الحبايب,,لحن الخلود,,فلها مع الكروان قصةُ ولا أغرب


والدنيا إنت فرحتها,
والفرحة إنت بهجتها,
والبهجة انت ياحبيبي حلاوتها وابتسامتها

أيّ فرحةٍ وبهجة,,وكيف يكون الابتسام وقد استكثرت الدنيا عليها متعة القطاف,,
ففيما كانت الإذاعات تصدح ليل نهار ناقلةً عبر أثيرها إلى الملايين تغريد الكروان الشجيّ وشدوهِ الساحر,كان كرواننا يضمّ جناحيه إلى صدره الصغير,منكسراً حزيناً باكياً,فقد أحسن القدر القاسي توقيت مصابه الجلل,,ليغيّب الموت من بين أحضانها صغرى أطفالها" أمل",,,
تقول "فايزة" في أحد لقاءاتها الصحفية بعد سنوات طوال من المأساة,,"عمري مافرحت من قلبي بعد موت بنتي"ويقول العامّةُ"أن من يفقد ابناً له ,يموت قبل الموت ألف مرة",,,و,,,من أين جاء كل هذا الشجن,وابنة أيّة أرض تلك الينابيع التي تفجرت من تلك الحنجرة المقاتلة,,يقول المؤرخ الفني والشاعر الغنائي "زهير صبري" (كان صوت فايزة أحمد صوتاً صارخاً بالشجن) ياله من تعبير,,,
هل من سبيلٍ للكروان الذي لم تعلّمه الطبيعة شيئاً سوى الغناء,,هل من مهمةٍ له في الوجود سوى أن يشدو لينكأ بمنقاره الرقيق –في سويداء القلوب والنفوس العالية-جراحاً يراودها النسيان,,
وحده الغناء كان فيه طبابها,,صفق الكروان بجناحيه,,ونفض عن رأسه الصغير كل ما يبعده عما خلق له ,,وبسطهما مطلقاً في سماء التغريد "زفراتٍ"رغم الأنين عذبة,,لايهدأ ولايرتاح,,وبحبرٍ سريّ يبعث للعشاق رسائل لايقرأها سواهم,,

ماتحبنيش بالشكل ده,
وتغير كتير من ده وده
الحب مش غيرة وشجن,
دا الحب أجمل من كده

لحنُ لشابٍ يحبو في عالم الأنغام الذي ملك عليه كل وجدانه,,ليضع مع شدو الكروان وترديد عشاق الكروان الذين صاروا بالملايين,,يضع على سلم المجد في صرح الموسيقى العظيم أولى خطواته الواثقة ,,وكان هذا هو لحنه الأول الذي ذاع وشاع وانتشر كالنار في الهشيم بعد لحنين لم يعد يذكرهما أحد لمطربةٍ أخرى,,,
وبعده بنحو عام تقريباً ,,كان لحنه الأول للعندليب "عبد الحليم حافظ "تخونوه"
وصاحبت أنغام الساحر"بليغ حمدي" صوت الكروان لسنوات,, فأبدعا معاً

اتحسدنا,,,
كل يوم كل يوم هجر وأسية,,
ياحبيبي قول لي ليه,,
باسألك فكر شوية,,
إتحسدنا والا إيه,,

كلمات "أحمد حلمي",, وقائمة تربو على ستة عشر لحناً,,منها
حسادك علموك,, ع الهجر وعودوك,, بكره مش حتلاقيني,, خليهم ينفعوك من كلمات محمد البحطيطي
وأيضاً غنت له,,. قلبي سألتو عليك قال أيوه أهواه و اعبده,, تخلف ظنه ف حبك والا ,تقدر تسعده,, تسلم ليا عنيك الحلوة ,من عين العدو .تسلم لي",, إلى أن غرّد الكروان بدرتهما "حبيبي يا متغرب" قبل الوداع بقليل,,,,,,,,,,,
لقاء محمد عبد الوهاب مجرد لقاءه كان أمل كل الحالمين بالغناء..فمابالك بالغناء من ألحانه,,
فوجيء "محمد عبد الوهاب" بفتاة نحيلة تقتحم مسرعة عليه بهو الفندق الذي يقيم فيه وسط دمشق حيث كان أمّ سورية لإحياء مناسبة قومية ,,وترتمي الفتاة بين يديه باكية متشبثة بثيابه, أستاذ محمد ارجوك اسمعني,مش راضيين يوصلوني ليك .....) هدّأ من روعها وأجلسها بجانبه وسألها بطريقته المعروفة "مالك يابنتي, ايه حكايتك" فقصت عليها كيف سافرت إلى القاهرة وكان كل أملها في لقاءها ولكن كلما سألت عنه قيل لها " في الحمام" أو مش موجود,,,ربت على كتفها وقال لها ,(لما تيجي مصر ابقي كلميني) وعادت تصرخ ,,مش حيوصلوني ليك,,فقال ضاحكاً " لأ ,ده الكارت بتاعي, تديه للبواب وهو حيوصلك عندي"
تُرى هل كان لفقدان "فايزة" لطفلتها تأثير في اختيار عبد الوهاب هذا,,أم تراه كان واثقاً كل الثقة من أنها خير رسول لتلك الكلمات وذاك النغم,,ولكن ,,هل كان يشك بأنه يهدي الكروان لحناً للخلود
تقول "الأسطورة" أنه في اليوم العشرين من شهر مارس في العام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين,,توجه الشاب "الرومانسي" الوسيم لزيارة أمه ,,ووجد المصعد معطلاً,,وكانت والدته تسكن الطابق السادس,,فصعد على السلم وما إن وصل باب شقتها حتى تذكّر أن الغد هو الحادي والعشرين,,إنه "عيد الأم",, لقد فاته إحضار هدية لها,,,ماذا هو فاعل,,وكيف سيعاود الهبوط ومن ثم الصعود "ستة طوابق" مرة أخرى؟؟؟
لم يضيع الشاب وقتاً,,جلس على السلم وأخرج من جيبه وريقة وقلماً وخط لأمه تلك الكلمات ,,,

ست الحبايب ياحبيبة ,
ياأغلى من روحي ودمي
ياحنيّنة وكلك طيبة ,
يارب يخليكي ياأمي
زمان سهرتي وتعبتي وشلتي,
من عمري ليالي
ولسه برضو لدلوقتي ,
بتحملي, الهم بدالي
أنام وتسهري وتباتي تفكري,
وتصحي من الأدان
وتيجي تشقّري,,
يارب يخليكي ياأمي
ياست الحبايب ياحبيبة

وضع يده على الجرس , قرعه, لتفتح "ست الحبايب" وليقدم لها ورقةً مطوية,,تفتح الأم الورقة دهِشةً,,لتقرأ,,وليتخيل كل منا مايشاء,,,بصي يا أمي بكره الصبح حتسمعيها في الراديو,,,
ويتصل بمحمد عبد الوهاب , و يسمعه الكلمات , و يكتبها عبد الوهاب ويلحنها في دقائق معدودات ,ويسجلها بصوته صباح يوم عيد الأم "اليوم التالي"على العود,, و يرسل ل"الكروان" فتوافيه في منزله ,لتحفظ اللحن, وتسجله في الإذاعة ,,حتى إذا ما دقت الساعة معلنةً العاشرة والربع مساء يوم الجمعة الحادي والعشرين من مارس العام 1958 كانت الإذاعة تبث عبر أثيرها لحن الخلود "ست الحبايب" بصوت كروان الشرق,,
و,,,تراهنني ,,أن الأمر لم يقف عند هذا الحد,, مع "عبد الوهاب"

بينسواك الحبايب,ولو طال الغياب
تروح تسأل عليهم ,ولايردوش جواب
ولك في الحب دقّة ,عارفها كل باب
تسامح إللي ينسى وتعذر اللي غاب
وغلبت اشتكيهم,وتقول دول حبايبي
حمّال الأسيّة ياقلبي


حسين السيد الشاعر الغنائي الفذّ,, كان القاسم المشترك الأعظم في رحلة الكروان مع الموسيقار محمد عبد الوهاب,, فمن بين أحد عشر عملاً عاطفياً كان نصيب حسين السيد منها ستة أعمال إلى جانب عملين وطنيين هما صوت الجماهير والذي شاركت فيه الكروان الموسيقار محمد عبد الوهاب وكل من شادية و نجاة و فايدة كامل,,والعمل الثاني كان باسم "الجيل الصاعد" إلى جانب شادية و وردة و نجاة وعبد الحليم.. ,ففي نفس العام الذي قدم فيه الثلاثي "ست الحبايب" قدموا معاً أغنيات "حمال الأسية " ضمن أحداث فيلم إمسك حرامي,من إخراج فطين عبد الوهاب, وبطولة اسماعيل ياسين وآمال فريد,,وتلتها أغنيات "يا حبيبي يا خويا,,خاف الله ,تراهنني" وبعد نحو ستة عشر عاماً عاد الثلاثي ليلتقي في العام 1976 في أغنية "و قدرت تهجر",,وفي حين توقف التعاون الفني بين الكروان وعبد الوهاب في العام 1964 بأغنية بصراحة والتي كانت من كلمات مأمون الشناوي,,استمر التعاون بين الكروان و حسين السيد,, من المفارقات أن تغني فايزة من كلمات حسين السيد أول وآخر ألحان عبد الوهاب لها,كذلك أول وآخر ألحان الموسيقار رياض السنباطي لها "الطريق اللي تقابلنا ف أوله" ,و"لا ياروح قلبي"
ومع "حسين السيد" أيضاً بدأت الكروان رحلة أغنيات الأسرة فكانت "ست الحبايب" ومن ثم تلتها بعد أقل من عام "يا حبيبي يا خويا",,
وهكذا وفي أقل من عامين كان "كرواننا" يصدح بأعذب الألحان لقمم الشعر والموسيقى في المحروسة ,,محمد عبد الوهاب,محمود الشريف .رياض السنباطي,و.....محمد فوزي
كان محمد فوزي أول من وجه لها الدعوة الرسمية لزيارة مصر وطبع أعمال من إنتاج شركته,, وبعد عامين من ذلك التاريخ عرض عليها مشاركته البطولة الغنائية في فيلم ليلى بنت الشاطيء من إخراج كمال حسين ,, ورحبت بكل فرح ,,ولكن ,,هي كما هي,,لم تغير الشهرة ولا الأضواء شيئاً من طبيعتها "الصيداوية" فقد كانت إلى جانب ذكائها الفطري وجنونها بالغناء,,صريحة إلى درجة صادمة,,لم تفكر أن بطل الفيلم الذي رشحها قد يغضب أو على الأقل "ياخد على خاطره" وهو الفنان الموسيقي المشهور و الذي أخذ بيدها ,,لم تفكر وهي تقول له "إيه رأيك لو الموجي يلحن لنا غنوتين في الفلم"هي لم تفكر سوى في أمر واحد,,وهو قناعتها بأن الموجي حفظ صوتها وأن هناك كيميا بين صوتها وبين موسيقى الموجي,,وكانت عرضت على الموجي الأمر, ولكن الرجل صارحها بأن "فوزي ملحن كبير,وده الفلم بتاعه, وممكن يزعل,,انما لو هو موافق ماعنديش مانع",,
فماذا كان رد فعل "محمد فوزي"؟؟؟
قال محمد فوزي أن هذا سيسعده جداً,,وبالفعل قدم الموجي للكروان في الفلم أغنيتين, إلى جانب دويتو من ألحان فوزي"توبة وألفين توبة" بينه وبين الكروان إلى جانب استعراض"نبع الهوى" وكلاهما من كلمات "مرسي جميل عزيز"
وتتوالى العروض على الكروان ,تسجيلات,حفلات, ألحان أشعار,,والكل "معها" ينجح ويلمع ,,صارت "خرزة زرقاء للشعراء والملحنين,,لايفشل لحن تؤديه,,
وتشارك اسماعيل ياسين بطولة فيلم "المليونير الفقير" من إخراج "حسن الصيفي" ولتكتمل البهجة به ,, وليصافح شدوها تغريده,,وهو الذي استقبلها في "بلاطه" وساعدها ودعمها وشجعها ,,وكان كريماً معها كما هو مع الجميع ,,لايبخل برعايته على كل من حوله,,

ياحلاوتك ياجمالك,
خليت للحلوين إيه
كان مالي بس ومالك,
تشغلني برمشك ليه,

كروان وبلبل يلتقيان,,فيا لسعد السامعين




__________________
ღღღღღღღღღღღღ
أستاذ عادل صموئيل لك مني كل عبارات الشكر و العرفان
رد مع اقتباس