عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19/07/2013, 18h01
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
افتراضي رد: تاريخ الأذاعة العراقية

الإذاعي محمد علي كريم .. هنا بغداد .. للمرة الأولى


اجرت الحوار سميرة التميمي
محمد علي كريم، إذاعي عراقي، عاصر الإذاعة منذ بداياتها الأولى.. وقدم خلال رحلته الطويلة العديد من البرامج الناجحة التي استمرت لسنوات طويلة منها (قراءات في الكتب) و(منبر الاثير) إضافة إلى لقاءاته الاذاعية مع عدد كبير من نجوم الفن والأدب في العراق والوطن العربي.


عمل مديرا لأول قسم للمذيعين في إذاعة بغداد، ومراقبا عاما للبرامج ، ومازال يعمل في أروقة الإذاعة إلى يومنا هذا.
في هذا اللقاء يتحدث عن جزء من خزين ذكرياته، ويسرد لنا بعض الأحداث التي ظلت (وراء الكواليس) لسنين طويلة.. أما ما تبقى من ذكرياته فهو بعض (أسراره) التي يتمنى أن يتحول إلى كتاب يحكي رحلته مع الإذاعة العراقية.
* عن طفولته يقول السيد محمد علي كريم:
- ولدت في بغداد عام 1921، في منطقة (العمار) في جانب الرصافة، ثم انتقل اهلي الى منطقة (العاقولية) واخلوني في الكتاب (الملا) لفترة قصيرة لا تتجاوز الستة شهور، لم يبق في ذاكرتي منها الا صورة جامع في منطقة (جديد حسن باشا) قرب سوق (الصاغة) ووجه (الملا) جليل الصارم.. بعدها دخلت الابتدائية في مدخل الجسر العتيق (الشهداء) ثم تحولت بعدها المدرسة المأمونية وتخرجت فيها عام 1931 – 1932.

* ومن تتذكر من أصدقاء الطفولة؟
- كانت المدرسة المأمونية تضج بابناء الذوات، كما يطلقون عليهم ايام زمان اذكر منهم نزار علي جودة الايوبي وخلدون ساطع الحصري، والعديد من ابناء الوزراء – وبعد ان انهيت الابتدائية لم اجد لي مكانا في الغربية المتوسطة واضطررت للتسجيل في متوسطة الكرخ وهذا يعني انتقال عائلتي من جانب الرصافة الى جانب الكرخ، كي يكفوني مشقة الذهاب والاياب ما بين المدرسة والبيت.

* وما هي اهتماماتك في تلك الفترة؟
- كنت اميل الى الادب وحفظ الشعر والتمثيل ، وفي السنة النهائية من دراستي المتوسطة، ادخلت وزارة المعارف نظام الفتوة ودخلت معسكراً في ساحة كبيرة قرب مقبرة الشيخ معروف وبعد خمسة شهور عدت الى حياتي الطبيعية وواصلت اهتمامي بالقراءة.

* وما هي قراءاتك في تلك الفترة؟
- اقرأ بعض المجلات الأدبية كمجلة (الحاصد) وجريدة (حبزبوز) لصاحبها المرحوم نوري ثابت (الكرخ) التي كان يصدرها الشاعر المرحوم الملا عبود الكرخي.

* والمطبوعات العربية؟
- واعتدت انا وفاقي استئجار بعض الكتب الادبية والروايات التاريخية والبوليسية من رجل يدعى (ذيبان الغبان) الذي يملك مكتبة متواضعة في زقاق صغير في محلة (الشيج بشار).. كنا ندفع له خمسة فلوس مقابل استئجار الكتاب الواحد لمدة 24 ساعة.

* ما الذي بقي في ذاكرتك عن الحياة الاجتماعية في تلك السنين؟
- كانت الحياة بسيطة ومغلقة في آن واحد.. فالمقاهي هي شريان الحياة في المحلات الشعبية كالفضل وباب الشيخ والعوينة والشواكة وسوق حمادة، كما ان المطاعم كانت واجهة اخرى للقاء والتعارف وتتبادل الاحاديث.. وفي اوائل الثلاثينيات لم تعرف بغداد إلا أربع دور للسينما هي (الوطني) و(سنترال سينما) و(العراق) و(رويال سينما) التي كانت تضم في الوقت نفسه مسرحا قدمت عليه الفرق المصرية الكبيرة اشهر عروضها.. وفي عام 1935 ، افتتحت دور سينما أخرى هي الرشيد) و(الزوراء) و(الحمراء).

* وأهم حدث اجتماعي في تلك الفترة؟
- في نيسان عام 1932 اقيم للمرة الأولى في العراق. المعرض الزراعي الصناعي الذي احتل مساحة كبيرة من الارض في الباب المعظم، وتحول فيما بعد الى مجموعة من الملاهي الليلية والمسارح التي قدمت على خشبتها العديد من العروض، كما قدم الموسيقار محمد عبد الوهاب بعض حفلاته على ارض هذا المعرض حيق زار العراق عام 1932، وقدم بقية الحفلات في (سنترال سينما) وقد كتبت الصحف في حينها عن فشل الموسيقار عبد الوهاب في الوصول الى النجاح الجماهيري المنشود.

* ومن هم رواد هذه الحفلات؟
- علية القوم طبعا، فقد كانت بطاقة الدخول بخمس روبيات، ولا احد غيرهم يمكن ان يدفع هذا المبلغ الضخم مقابل الاستماع إلى الموسيقار عبد الوهاب.

* وأم كلثوم ؟
- نشرت احدى صحفنا قبل فترة، معلومات غير دقيقة عن تاريخ زيارة السيدة ام كلثوم الى العراق، والحقيقة ان ام كلثوم زارت العراق للمرة الأولى في نهاية عام 1933، وقدمت حفلاتها على مسرح الهلال الذي كان يحتل بناية كبيرة في الميدان، وفي عام 1934 زارت العراق أيضاً المطربة الكبيرة نادرة.

* أرجو أن تحدثنا عن بداية عملك في الإذاعة العراقية؟
- في أواخر الثلاثينيات، كنت أتردد على إذاعة بغداد التي افتتحت في صيف 1936 للمشاركة في التمثيل مع فرقة المرحوم عبد الله العزاوي، واذكر أن مسرحية (مجنون ليلى) هي المسرحية الشعبية الأولى التي تقدم من اذاعة بغداد، وقد شاركت في تمثيلها مع الفنان عبد الله العزاوي والفنان محمود المعروف.. وفي تلك الفترة كلفني السيد فؤاد جميل مدير السكرتارية (الإذاعة) بقراءة الأحاديث الإذاعية التي لا يقدمها كتابها بأصواتهم، وقد زادني هذا العمل تعلقا وشغفا بالإذاعة، فكنت استمع إلى (إذاعة القاهرة) وإذاعة (القدس)، وأتابع البرامج العريقة التي كانت تقدمها، ومنها منلوجات (منير ومثيرة) للفنان فهد نجار.

* من هول أول مذيع عراقي عمل في إذاعة بغداد؟
- السيد عبد الستار فوزي هو اول مذيع عمل في الإذاعة حين كانت سكرتارية تابعة لوزارة المعازف ، ثم جاء بعده المذيح والصحفي المرحوم يونس بحري الذي كان يصدر جريدة (العقاب) ثم انتقلت الإذاعة من سكرتارية إلى مديرية ألحقت بمديرية الدعاية في وزارة الداخلية في اوائل عام 1939، وكان اول مذيع في هذا العقد هو السيد حسن الكيلاني مته الله بالصحة والعافية، وجاء بعده عبد اللطيف الكمالي والمرحوم كاظم الحيدري.

* وما هي برامج الإذاعة حينذاك؟
- في بداية تأسيسها قدمت الإذاعة برامجها لثلاثة أيام في الأسبوع، ثم زادتها إلى أربعة ثم صارت يومية وكانت فترة البث من الساعة السابعة مساء وحتى العاشرة مساء متضمنة نشرات إخبارية وأحاديث دينية وتلاوة للقرآن الكريم ، وحفلة غنائية لمطربي أيام زمان منهم الفنان الكبير محمد القبانجي متعه الله بالصحة والعافية، وسليمة مراد وصديقة الملاية وسلطانة يوسف ومنيرة الهوزوز وحسن خيوكة وناصر حكيم وعفيفة اسكندر وحضيري أبو عزيز ونرجس شوقي.

* وفي فترة الحرب العالمية الثانية؟
- استحدثت فترة في الصباح وأخرى في الظهيرة إضافة إلى الفترة المسائية وعندما اندلعت ثورة مايس، مددت فترات البث الثلاث وانتقلت الإذاعة لظروف أمنية من بنايتها في الصالحية إلى الأعظمية ثم إلى شارع الزهاوي ، ثم عادت إلى بنايتها الحالية.

* ومتى بدأ عملك كمذيع رسمي في الإذاعة؟
- بعد ثورة مايس 1941، أعلنت الإذاعة عن حاجتها لمذيعين جدد وتقدم حوالي ثلاثمائة وثمانون شابا وبعد (التصفيات) لم ينجح الا اربعة هم الزميل وديع خوتدة والمحامي جهاد العبايجي والمرحوم حامد الهاشمي وانا وبدأنا عملنا مع المرحوم موحان طاغي والسيد عبد الحميد الدروبي وناظم بطرس.

* وكيف كان الاختبار؟
- اختبرتنا لجنة كانت تستمع إلى أصواتنا ونحن نقرأ ثم تسألنا بضعة أسئلة كي تحدد صلاحية الصوت والتمكن من اللغة وسرعة البديهة، وحسن الإلقاء والثقافة العامة وهذه هي الصفات التي يجب أن تتوفر في المذيع في كل مكان وزمان.
* وما هي قصة تركك للاذاعة؟
- تركت الاذاعة بعد فترة بسبب القاء القبض علي بتهمة الانتماء الى كتائب الشباب في ثورة مايس 1941، وحكم علي بالسجن لمدة سبعة اشهر وفصلت من الاذاعة اضافة إلى فصلي من عملي ككاتب مستخدم في مديرية البلديات.

* ومن هم العاملون في الإذاعة من غير المذيعين؟
- اذكر منهم المهندس محمد جعفر بابان والمرحوم عبد الوهاب العزاوي والمرحوم ابراهيم صالح والمرحوم ناجي صالح والمهندس راغب رشيد والمهندس عبد الجبار اسماعيل اما فرقة الاذاعة الموسيقية فكانت مقتصرة على خمسة عازفين على التخت الشرقي فقط؟

* ومن هي أول مذيعة عراقية؟
- في عام 1943 ، عملت المرحومة فكتوريا نعمان كأول مذيعة في اذاعة بغداد لمدة لا تتجاوز العام وزاملتها في العمل السيدة امينة الرحال ولفترة بسيطة ايضا، ثم دخلت السيدة صبيحة المدرس الاذاعة في عام 1945، واختبرت للعمل كمذيعة لتمكنها من اللغة العربية اضافة الى كونها شاعرة، وقد عملت السيدة صبيحة لفترة طويلة ولم تترك الاذاعة الا بعد ان استلمت عملها كمديرة لسجن النساء، ثم عادت مرة اخرى للعمل الى ان تقاعدت في أوائل الستينيات.

* وكيف كانت ردود الفعل بين الناس؟
- الحقيقة أن عمل السيدة صبيحة في الإذاعة حدث كبير قوبل بالتعجب إلا أن دماثة خلقها وحسن تصرفها وسلوكها الطيب، جعلها مذيعة محترمة من الجميع، وعزيزة على قلوب زملائها حتى آخر يوم عمل لها في الإذاعة.

* ومن جاء بعد صبيحة المدرس؟
- في بداية عام 1958 ، دخلت الاذاعة مذيعة جديدة وتلميذة في كلية الصيدلة هي السيدة وداد خضر وظلت تعمل لسنوات، ثم توالى انضمام المذيعات للعمل بعد عام 1959.

* كيف عدت إلى الإذاعة بعد فصلك من العمل لأسباب سياسية؟
- يبدو ان السيد ارشد العمري رئيس الوزراء في ذلك الوقت، كان غير مقتنع بأصوات المذيعين، لذا فقد أرسل بطلب المرحوم حسين الرحال مدير الإذاعة وطلب منه المذيعين الذين سيخضعون الى اختبار جديد بحضور السيد ارشد العمري شخصياً، وقد تم الاختبار بالفعل ولم ينجح فيه غيري أنا والزميل ناظم بطرس والسيدة صبيحة المدرس، وبذلك توزعت ساعات البث بيننا نحن الثلاثة.

* هل تتذكر أول نقل إذاعي خارجي؟
- أول نقل كان حفل افتتاح سدة الكوت الذي حضره الملك غازي، وكان ذلك عام 1938 وبصوت المذيع حسين الكيلاني، بعدها نقلوا من الحبانية حفل افتتاح مشروع آخر ثم حفل وضع حجر الأساس لجامع الشهيد الحالي، ثم نقل المرحوم يونس بحري حفلا فنيا من ملهى صيفي أقيم في جريرة السندباد.

* وكيف ثم النقل؟
- عن طريق الهاتف الذي كان يصل المكان الذي يجري فيه الحفل برقابة الإذاعة ثم إلى الجو، وقد استخدمت هذه الطريقة في نقل العديد من أغاني الأفلام من دور السينما مباشرة، اذكر منها أغاني فيلم (انتصار الشباب) و(حبيب العمر) و(دنانير) و(الماضي المجهول).

* ومتى عرفت الإذاعة أجهزة التسجيل؟
- في أواخر عام 1948 ، اشترت الإذاعة العراقية جهازي تسجيل (سلكي معدني) ماركة (وبكور) ثم تحولت بعد ذلك إلى أشرطة.

* وقبل أجهزة التسجيل كيف تعاملت الإذاعة مع طلبات ورغبات المستمعين؟
- حين يلح علينا المستمع في طلب أغنية ما، كنا نجد أنفسنا أمام طريقين، الأول (استدانة) اسطوانات خام من بعثات إذاعة الشرق الأندى واذاعة البي بي سي اللندنية، التي كانت تصل إلى العراق لتسجيل الفنون العراقية من غناء وموسيقى وتمثيليات وبذلك تتاح لنا فرصة تسجيل ما نريد.

* والطريقة الثانية؟
- نحتل على الإذاعات الأخرى باستخدام جهاز الاستقبال الضخم الذي كانت تملكه الإذاعة والذي يمكننا من استلام الأصوات الواضحة من اية محطة خارجية ولما كنا نعرف برامج إذاعة الشرق الأدنى مقدما عن طريق (مجلة الشرق الادنى) التي كانت تنشر برامجها الشهرية، لذا فقد كان تركيزنا على هذه الاذاعة بالذات واذكر في حينها ان اغنية (همسة حائرة) كانت (ضاربة) كما يقولون وتملك امتياز إذاعتها إذاعة الشرق الأدنى فقط، وبحيلة بسيطة كنا نضع المؤشر على هذه المحطة ويكون مذيعنا في بغداد جاهزا في الأستوديو، وعندما يقول مذيع الشرق الأدنى جملته (هنا محطة الشرق الأدنى) يقول مذيعنا (هنا بغداد) ثم نلتقط الأغنية ونبثها على الجو.
* الم تضعكم هذه الطريقة أمام مشاكل من نوع ما؟
- من طرائف ما يذكر أن السيدة ام كلثوم قدمت شكوى ضد إذاعة بغداد عن طريق وزارة الخارجية رافضة طريقتنا في نقل حفلاتها من اذاعة القاهرة، وقد اجبنا على شكواها بان قانون الملكية الفنية المعمول به في العراق يجيز لنا نقل ما نريد كما يجيز النقل عنا لان الوطن العربي واحد ولا فرق بين بلد عربي وأخرى . وقد عاتبتني السيدة ام كلثوم شخصيا عندما كنت احضر حفلتها الغنائية في القاهرة في 6 كانون 1956 بعد أن أطرت العراقيين ووصفتهم بأوصاف جميلة أمام الجالسين معها ومنهم الشاعر احمد رامي، وقد أجبتها بأنها هبة من الله وان كل قطر عربي له حصة فيها ونحن بنقلنا لأغنياتها نأخذ حصتنا مقدما.. وقد حكمت السيدة أم كلثوم وقالت.. حسنا انقلوها ولكن بطريقة فنية (نظيفة) لا تؤثر على الأغاني.

* وما علاقة الصحافة بالإذاعة في ذلك الوقت؟
- أفردت الصحف والمجلات صفحات وأبوابا للإذاعة وإخبارها وبرامجها ومنها مجلة (فرندل) التي كانت لا تخلو صفحاتها من تعليقات على الاذاعة، وفي عام 1947، أصدرت الإذاعة (نشرة) لبرامجها الشهرية ولاهم المقالات والأحاديث التي تذاع خلال شهر، وقد أصبحت هذه النشرة نواة لمجلة الاذاعة والتلفزيون ومجلة (فنون) الحالية.

* كيف تفاعلت الإذاعة مع الأحداث الساخنة في الأربعينيات ؟
- حين قرروا تقسيم فلسطين في تشرين الثاني 1947، اذعنا الخبر وتبعناه بأناشيد وطنية حماسية منه (وطني انت لي) و(نحن الشباب) كانت ملائمة تماما لحالة الغليان والغضب التي كانت تسود الشارع، وحين دخلت الجيوش العربية العسكرية واخبار الجيوش وتحركاتها. كما قدمت فرقة الزبانية للفنان ناجي الزاوي وفرقة مجاهد للفنان توفيق لازم، بعض التمثيليات التي تناسب الحدث.

* ومتى عرفت الإذاعة، البرنامج الإذاعي المتكامل؟
- لا يحضرني التاريخ بالضبط لكني أتذكر البرامج الأولى، ومنها البرنامج الذي قدمه الزميل حافظ القباني كريبورتاج عن كيفية إعداد نشرة الأخبار كان ذلك في عام 1949 تبعته العديد من البرامج الأسبوعية.

* من هم الجيل الثاني من الفنانين الشباب الذين قدمتهم الإذاعة؟
- بعد عام 1946 ظهر عدد كبير من الفنانين الشباب الذين لعبت الإذاعة دورا مهما في تعريف الجمهور بهم، واذكر منهم يحيى حمدي ، ومحمد كريم، وسمير بغداد، ورضا علي، وناظم الغزالي، وعبد الجبار أمين، ووهبي توفيق، وخليل ابراهيم، ومحمد عبد المحسن، وعباس جميل، ومحمود عب دالحميد ولميعة توفيق، وزهور حسين، ووحيدة خليل، وقد ساهم هؤلاء الفنانون في رفد البرنامج اليومي بالاغاني والالحان العراقية الجديدة. كما نقلت الإذاعة عددا كبيرا من الحفلات التي كانت تقام في الملاهي الليلية نقلا خارجيا وكان من ضمن المطربات العربيات اللاتي نقلت الاذاعة حفلاتهن، خلال زيارتهن الفنية الى بغداد، هيام عبد العزيز وعصمة عبد العليم، وحفصة حلمي، وليلى حلمي، ومفيدة الحموي، وفتاة دمشق، وسعاد محمد، وفايدة كامل، وفائزة احمد وراوية ، ونجاة الصغيرة، وثريا حلمي، ونهاوند، ونزهة يونس ونجاح سلام ونورهان.

* بعد العدوان الثلاثي على مصر، انتقل العديد من الإذاعيين العرب محطة الشرق الأدنى إلى إذاعة بغداد، ما تأثير هؤلاء الإذاعيين على مسار البرامج الإذاعية؟
- في أواخر 1956 حضر إلى العراق الإذاعيون صبحي ابو لغد وعبد المجيد ابو لبن والسيدة سميرة عزام، ومحمد صيوان، وتغريد الحسيني، ومحمد كريم ومصطفى ابو غريبة، وقد كان لهؤلاء السادة تاثيرا كبيراً في سير الإذاعة العراقية، حيث استحدثت برامج جديدة ورفدت البرامج الشهرية بافكار متجددة، وتعاون العراقيون والأشقاء العرب من اجل احداث طفرة كبيرة ومؤثرة في نوعية المادة المقدمة للجمهور.

* ما دمنا في إحداث عام 1956 لنتوقف قليلا عند ظهور التلفزيون؟
- البث التلفزيوني كان حدثا اجتماعيا كبيرا ، واختراعا، أوقع العراقيون بالدهشة وقد كنت أنا أول مذيع تلفزيوني يظهر أمام الجمهور في منطقة الشرق الأوسط.
والسيد صبيحة المدرس او مذيعة، واذكر أننا قدمنا في الليلة الأولى برنامجا يتضمن نقل حفل افتتاح من مجلس الإعمار مدته ساعتين وكان الحديث فيه عن مشروع الثرثار، ثم غنت عفيفة اسكندر وناظم الغزالي، وقد شاركني التقديم الزميل ناظم بطرس، وبمرور الايام بدأ الزملاء الآخرون بالظهور على الشاشة كالزميل سعاد الهرمزي والزميل عادل نورس والمرحوم قاسم نعمان السعدي كما اصبح للتلفزيون فنانون شباب من ممثلين ومغنين ومقدمي برامج وبذلك يسجل للتلفزيون دوره في تنشيط الحركة الفنية في العراق.

* الم يشكل التلفزيون منافسة للإذاعة؟
- لم تشتر جهاز التلفزيون في بداية ظهوره الا عوائل قليلة، ومتوزعة على الاحياء الراقية في بغداد، وبذلك حافظت الاذاعة على مكانتها، وللامانة نقول ان التلفزيون كان بمثابة حافز للإذاعة كي تقوي إرسالها وتحسن برامجها.

* بعد هذا العمر الطويل مع الإذاعة، هل تمتلك تصورا عن سلبيات وايجابيات إذاعيو اليوم؟
- عندنا جيل من المذيعين والمذيعات ممن يؤدون اعمالهم بصورة جيدة، الا اني انصحه بزيادة الاهتمام باللغة العربية لان عمل المذيع ليس بالبساطة التي يتصورها البعض، انها مهنة صعبة تحتاج إلى الانتباه والتركيز والهدوء، وسعة الاطلاع والثقافة العامة والنظام في العمل، ولا عذر لمن يتقاعس عن تدريب نفسه كما كنا نفعل أيام زمان.

حوار نشرته الاعلامية
سميرة التميمي عام 1987

منقول من صحيفة( المدى) البغدادية/ذاكرة عراقية
رد مع اقتباس