عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 02/11/2008, 09h07
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي

مقدمـة تاريخيـه
مدينــة غـزه .. ســنة 150 هجريــه ..
تبدأ الوقائع الأولى لأحداث هذه السيرة الذاتيه فى قلب مدينة غزه ثغر فلسطين الباسم ودرة تاجها ..
هنا ولد محمد بن إدريس الشافعى .. فى أحضانها وعلى ضفاف بحر الروم ( البحر الأبيض ) .. عاش فيها عامين بعد مولده .. رحل بعدهما مع أمه وجده إلى موطن آبائه وأجداده .. فى وديان مكه ..
لمدينة غزه أهمية خاصة للمشتغلين بالتجاره لموقعها المتميز بين مصر والشام كما أنها كانت فى تلك الأيام المحطة الرئيسية وملتقى المسافرين من وإلى الجزيرة العربيه .. لم يكن لأهل الحجاز فى ذلك الحين من حرفة أو صناعة يجيدونها بخلاف رعى الأغنام وبعض الصناعات الصغيرة إلا حرفة التجارة وأمور البيع والشراء فضلا عن الترحال هنا أو هناك بحثا عن منابع الرزق ولقمة العيش الحلال ..
ويضم ثرى غزه قبر صاحب الشوكة والمهابة فى قريش .. هاشم بن عبد مناف جد رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] وشقيق المطلب الجد التاسع للشافعى . وكما تحدثنا كتب التاريخ هو أول من سن رحلتى الشتاء والصيف التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم .. لذلك إشتهرت هذه المدينه وعرفت على مر الزمان باسم غزة هاشم ..
وكان للمطلب ولدا أثيرا إلى قلبه أسماه هاشم تخليدا لذكرى أخيه الراحل . زوجه الشفاء إبنة عمه هاشم فأنجبت منه عبد يزيد القرشى الخالص أبا وأما .. والعرب للمناسبة كانت تولى مسألة الأنساب تلك أهمية كبرى ..
أنجب عبد يزيد ولده عبيد الذى أنجب السائب وهو من كبار الصحابه .. دخل فى الإسلام بعد ما أسر فى غزوة بدر وقيل إنه كان يشبه النبى [صلى الله عليه وسلم ] . وكان للسائب ولدان هما شافع وعبد الله والأخير كان واليا على مكه أيام خلافة الفاروق عمر بن الخطاب .. أما شافع فهو جد العباس الذى أنجب إدريس والد الإمام محمد بن إدريس صاحب هذه السيرة الزكيه ..
وكان إدريس يسكن قبل رحيله إلى غزه فى دار ورثها عن أجداده بمكان يعرف بشعب الخيف بالثنية أسفل مكه فيها تزوج أم حبيبه بنت عبيد الله الأزدى الذى ينتمى لقبائل الأزد اليمنيه . سكن كثيرا منهم أرض فلسطين وآخرين سكنوا مصر بعد ذلك .. وانتقل أهلها إلى هذه الدار بعد رحيلها مع زوجها إلى غزه .. وكان لإدريس راتبا فى بيت المال شأنه شأن آل البيت النبوى من الخمس الذى قرره النبى [صلى الله عليه وسلم ] لهم عوضا عن الصدقه ..
وفى عهد الخليفة العباسى الثانى أبى جعفر المنصور سافر إدريس إلى غزه مصطحبا معه أم حبيبه .. عاملا ضمن حراس الثغور الذين أرسلهم والى مكه الهيثم بن معاويه لتأمين حدود الدولة وثغورها من الفتن والقلاقل التى كان يثيرها أعداء الحكم .. سواء كانوا من العرب الذين ينتمون للبيت العلوى الطالبى .. أو من فلول الأمويين فى الغرب أو من الفرس وغيرهم من بلاد العجم ..
وفى قلب مدينة غزه إستقرا حوالى عشر سنوات فى دار صغيرة متواضعة لا تزيد عن ردهة صغيرة على يمينها باب الغرفة التى لم يكن بالدار سواها . وكان للدار باب خشبى متهالك يفتح مباشرة على زقاق ضيق من أزقة المدينه فى حى يعرف باسم حى اليمنيين .
كانت دارا تحدث من يدخلها برقة حال ساكنيها وضيق معيشتهم وما يعانونه من مسغبه . ولم تكن تضم من متاع الحياة إلا الضرورى اليسير . عاش فيها الرجل وامرأته حياة أقرب للعسر والضيق لم يتذوقا خلالها طعما لليسر والسعه . ذلك أنه برحيل إدريس عن أرض مكه إنقطع نصيبه من الدراهم الزهيدة المقررة لآل البيت التى كانت تأتيه من بيت المال .. كانت رغم قلتها إلا تعينهما بعض الشئ على مواجهة أعباء الحياة وقسوتها . أما راتبه من وظيفته فلم يكن سوى دراهم معدودة لا تفى حتى بقوت يومهما . ورغم ذلك العسر والضيق كانا قانعين راضيين بما قسمه الله لهما من رزق وهما يعيشان وحدهما تحت مظلة من القناعة والرضا والسكينه ودثار من المودة والرحمة والأمن ..


***
يتبع .. إن شاء الله.......................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 10h01
رد مع اقتباس