عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02/04/2008, 17h41
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي

عُليّه بنت المهدى
أمها كانت جارية مغنيه بارعة الحسن ومن أجمل جوارى المدينه
تزوج منها المهدى سرا ( ثالث حكام الدوله العباسيه ووالد هارون الرشيد )
أيام خلافة والده الخليفة المنصور , وأنجبت له "عليه"
كانت فتاة خفيفة الظل , حلوة الحديث , تنظم الشعر وتلحنه
وكان أخوها إبراهيم بن المهدى مغنيا هو الآخر


أشتهر عنها انها درجت فى مبتدأ حياتها على مصادقة الرجال من خدم القصر التى تربت فيه وغيرهم , وكانت تراسلهم بالشعر , منهم واحد من خدم الرشيد
اسمه " طل " أرسلت إليه مرة تقول :
قد كان ما كلفته زمنا
يا طل من وجد بكم يكفى
حتى أتيتك زائرا عجلا
أمشى على حتف إلى حتفى
ولما علم الرشيد أخوها غضب منها وحبسها , ثم عاد وأشفق عليها ووهبها إياه
ولها قصة اخرى مع خادم إسمه "رشأ " كانت تكتب فيه الشعر وتكنى عنه مرة بزينب ومرة بريب , ومن ذلك قولها :
القلب مشتاق إلى ريب
يا رب ما هذا من العيب
قد تيمت قلبى فلم أستطع
إلا البكا يا عالم الغيب
خبأت فى شعرى إسم الذى
أردته كالخبئ فى الجيب
ورغم ذلك كله ورد أنها كانت تجمع مع شخصية الفنانة البارعه ,
صفات العابدة المصليه , فما تكاد تنتهى من الغناء حتى تعكف على تلاوة القرآن
وفى هذا تقول " ما حرم الله شيئا إلا وجعل منه عوضا , فبأى شئ يحتج العاصى المنتهك لحرماته "
ومن النوادر التى رواها المؤرخون أن الرشيد تاق إلى سماع غناء إبراهيم الموصلى
فقصد إلى منزله وعنده استمع الى جاريتين غنته إحداهما أبياتا مطلعها :
بنى الحب على الجور فلو
أنصف المعشوق فيه لسمج
ليس يستحسن فى حكم الهوى
عاشق يحسن تأليف الحجج
وقليل الحب صرفا خالصا
لك خير من كثير قد مزج
فسألها الرشيد , لمن الشعر والغناء , فقالت إنها لسيدتى عليه أخت أمير المؤمنين
, فسأل الجارية الثانيه أن تسمعه صوتها فتغنت بأبيات قالت إنها لعليه أيضا , جاء فيها :
تبصر فإن حدثت إن أخا هوى
نجا سالما فارج النجاة من الحب
إذا لم يكن فى الحب سخط ولا رضا
فأين حلاوات الرسائل والكتب
فأسرع الرشيد إلى أخته عليه , وطلب منها ان تعيد على مسامعه هذه الألحان فأعادتها بعد تدلل , فقال لها وهى أخته : يا سيدتى أعندك كل هذا ولا أعلم ؟!
ومن النوادر التى رويت عنها أنها رأت يوما زوجة الرشيد أم جعفر شاردة حزينه , فسألتها فقالت لها إن ثمة جارية حسناء إستولت على قلب الرشيد حتى أنه نسى كل شئ سواها , فقالت لها عليه لا عليك والله لأردنه إليكى , ثم نظمت شعرا ولحنته بإتقان ثم جمعت الجوارى فى أجمل ثياب وأبهى حلل وفاجأت الخليفة بعد صلاة العصر بموكب لم يشهده من قبل ولم يألف مثله , وفى المقدمة هى وأم جعفر , وكن جميعا يرددن اللحن الذى يقول :
منفصل عنى وما .. قلبى عنه منفصل
يا قاطعى اليوم فمن .. نويت بعدى أن تصل


فملك الطرب الرشيد وأقبل على امرأته معتذرا ,

توفيت عليه فى العقد الخامس من عمرها إثر حمى ,
وقد عاصرت الرشيد والأمين والمأمون الذى ماتت بين يديه وصلى عليها بنفسه ,
وكانت وفاتها سنة 210 هـ ـ 825 م



*****


نعود بعد الفاصل بحول الله
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg h.jpg‏ (124.7 كيلوبايت, المشاهدات 904)

التعديل الأخير تم بواسطة : جرامافون بتاريخ 11/05/2009 الساعة 09h00
رد مع اقتباس